رحيل سيد القدود الحلبية ومجدد التراث الغنائي الأصيل المطرب السوري صباح فخري
نشرت في: 02/11/2021
المطرب السوري صباح فخري.
أعلنت وزارة الثقافة السورية وفاة المطرب الكبير صباح فخري الثلاثاء عن عمر ناهز 88 عاما. واشتهر صباح فخري المولود العام 1933 في مدينة حلب بتأدية الموشحات والقدود الحلبية. وكان الفنان القصير القامة، معروفا بوصلاته الفنية الطويلة على المسرح. وشغل الفنان الراحل مناصب عدة إذ انتخب نقيبا للفنانين ونائبا لرئيس اتحاد الفنانين العرب ومديرا لمهرجان الأغنية السورية.
وأوضح نجله أنس فخري أن المطرب الكبير توفي وفاة طبيعية من دون أن يحدد مكان الوفاة وتفاصيل التشييع. وقد نعت نقابة الفنانين-فرع دمشق أيضا "الفنان القدير".
وأضاف "في قلوبنا حزن كبير. لا أعرف ماذا أقول، إنها خسارة كبيرة للفن السوري". وشدد على أن الراحل "عاش كأسطورة حية والأسطورة لا تموت، وسيبقى أسطورة حلب وسوريا".
وقد نعت نقابة الفنانين-فرع دمشق أيضا "الفنان القدير"، مشيرة إلى أنها ستعلن لاحقا تفاصيل الدفن والتشييع.
وتقلد الفنان السوري الراحل وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة العام 2007 "تقديرا لإنجازاته الكبيرة والمتميزة في خدمة الفن العربي السوري الأصيل".
لم يكن صباح الدين أبو قوس، وهو الاسم الأصلي للفنان، يهدأ طوال ساعات من الغناء، ولا كان يتعب من الانتقال بخطى متسارعة على أطراف المسرح من جهة إلى أخرى، على وقع تصفيق الجمهور وتمايل الحاضرين طربا.
في حفلاته التي جال فيها عواصم ومدن العالم، امتلك فخري أسلوبا خاصا في إشعال تفاعل الجمهور الحاضر، من خلال رقصته الخاصة على المسرح، إذ تميز بحركة يديه ودورانه حول نفسه، في ما يعرف برقصة "السنبلة" في محاكاة لرقصة الدراويش.
وأوردت الكاتبة السورية شذا نصار، في كتاب "صباح فخري، سيرة وتراث" أن مسيرة الراحل بدأت بتجويد القرآن والإنشاد ورفع الأذان في جوامع حلب، ومجالسته كبار المنشدين والمؤذنين.
وقدم فخري القدود للمرة الأولى من خلال أثير إذاعة دمشق وغنى "مالك يا حلوة مالك".
وقال في مقابلة أجرتها معه محطة "سي بي سي" المصرية إن الإذاعة السورية كانت "العلامة المميزة" و"المحطة الأولى" في مسيرته، "ثم كان التلفزيون العربي السوري المحطة الثانية" وبعده "المحطات العربية" في لبنان والأردن والعراق.
وتراجعت الحالة الصحية لفخري في العقد الأخير، وكان مقلا بإطلالاته الإعلامية، واقتصرت في السنوات الأخيرة على حفلات محدودة، ظهر في بعضها برفقة نجله أنس، الذي اتُهم بأنه يستغل اسم والده بعد ظهوره في إحدى الحفلات وهو بحال صحية سيئة.
"ملك القدود الحلبية"
واشتهر صباح فخري المولود العام 1933 في مدينة حلب بتأدية الموشحات والقدود الحلبية. وكان الفنان القصير القامة، معروفا بوصلاته الفنية الطويلة على المسرح.
وحقق فخري الرقم القياسي في الغناء عندما غنى في العاصمة الفنزويلية مدة عشر ساعات من دون انقطاع العام 1968 على ما أوردت وكالة أنباء السورية (سانا).
وشغل الفنان الراحل مناصب عدة إذ انتخب نقيبا للفنانين ونائبا لرئيس اتحاد الفنانين العرب ومديرا لمهرجان الأغنية السورية بحسب نبذة أوردتها عنه وكالة "سانا"
وشكل "ملك القدود الحلبية" حالة طرب دائمة للسوريين، وصوتا لا يفارق سهرات أُنسهم وجمعاتهم الليلية. ويكاد لا يخلو منزل سوري عموما وحلبي على وجه الخصوص من أشرطة التسجيل القديمة التي كانت تجمع أغانيه وموشحاته.
ورافق صوت صباح فخري السوريين الذين هاجروا البلاد خلال سنوات الحرب، واستقروا في أرجاء العالم، وافتتحوا مطاعم ومتاجر في مدن مختلفة، ويكاد يكون صوته "العلامة الفارقة والأبرز" إلى أن أصحاب هذا المطعم أو المتجر من أصل حلبي أو سوري.
وفور إعلان خبر وفاة فخري شارك فنانون ومطربون وروّاد مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا عبارات نعيه، وتغنّى البعض بكلمات من أغانيه مُطلقين عليه لقب "قلعة الطرب الأصيل".
وكتب الممثل والمخرج السوري أيمن زيدان على صفحته على فيس بوك "كم هو موجع رحيل الكبار، ها هو آخر العمالقة يترجل عن صهوة الإبداع".
ووصفته الممثلة السورية أمل عرفة بـ "قلعة حلب، تاريخ لا يموت"، فيما وصفته المغنية اللبنانية عبير نعمة بـ"ملك القدود الحلبية".
فرانس24/ أ ف ب
تعليق