كيف كان الكون قبل الانفجار العظيم؟ - بواسطة: إيناس غريب - ٢٧ يوليو ٢٠٢٢
كيف كان الكون قبل الانفجار العظيم؟ يعرف علماء الفلك الكثير من المعلومات حول ما حدث بعد الانفجار العظيم بثوانٍ معدودة، ويفهمون ما حدث خلال تلك اللحظات، ولكنهم حتى الآن لا يعرفون تماماً كيف كان الكون قبل حدوث الانفجار العظيم، أو كيفية حدوثه، كما أنّهم لا يعلمون حتى الآن من أين جاءت كل تلك المواد والعناصر التي تكون كوننا هذا أو كيف تكونت، وما زالوا يحاولون وضع الفرضيات والأفكار التي تشرح وتوضح شكل الكون قبل الانفجار العظيم وأسباب حدوثه، ويدرسون هذه الفرضيات لمعرفة مدى صحتها.[١]
أهم فرضيات نشوء الكون قبل الانفجار العظيم :
تُعد فرضية التضخم الكوني (بالإنجليزية: Inflationary universe) أحد أهم الفرضيات التي وضعها العلماء في محاولةٍ منهم لرسم شكل الكون ما قبل الانفجار، وتتوقع هذه الفرضية أنّ الفضاء قبل الانفجار كان مليئاً بشكلٍ من أشكال الطاقة غير المستقرة وغير المعروفة بالنسبة لنا، وبطريقةٍ ما؛ تحولت هذه الطاقة إلى جسيمات أولية (بالإنجليزية: Fundamental particles)، ومنها تكونت المادة التي نراها ونشعر بها في الحاضر.[١]
كما تقترح هذه الفرضية أنّه حتى ولو كانت الطاقة غير المستقرة الموجودة في الفضاء بحجم نقطةٍ واحدة؛ فإنّها ستتوسع بسرعة هائلةٍ جداً جالبةً معها نفس نوع الطاقة إلى الوجود، وعليه فقد تكون المادة التي نعرفها في الكون خرجت من جزءٍ صغيرٍ جداً من الطاقة لا يتعدى وزن حبة بازلاء، وبذلك فإنّ هذه النظرية تعتقد أنّه قد كان هناك جزءٌ ولو صغيرٌ من الطاقة على الأقل قبل بدء الكون لتحفيز بدئه.[١]
وتتوقع هذه الفرضية أنّ الطاقة التي انتشرت عند الانفجار العظيم توزعت بطريقة غير منتظمة في الفضاء عندما كان الكون صغير الحجم، وقد وُجد أنّه يمكن فحص هذا التوقع لإيجاد أدلة عليه، على سبيل المثال؛ يمكننا ملاحظة أنّ توزيع المادة في الكون غير منتظم، فبعض المناطق تحتوي على مادةٍ أكثر من غيرها، وقد وُجد أنّ هذا التوزيع غير المنتظم كان أمراً مفيداً وجيداً، فلو كانت المادة قد وُزعت بشكلٍ منتظم لما تكونت النجوم والكواكب، ولما بدأت الحياة على سطح الأرض.[٢][١]
من أين بدأ الانفجار العظيم؟ :
حسب نظرية الانفجار العظيم؛ فإنّ الكون قد بدأ منذ 13 مليار سنة مضت من نقطةٍ واحدةٍ ساخنةٍ جداً، وذات كثافةٍ عاليةٍ جداً، وتُعرَف هذه النقطة باسم المتفردة (بالإنجليزية: Singularity)، والتي شهدت توسعاً كبير النطاق، وانخفاضاً في درجات الحرارة،[٣]
ومن الجدير بالذكر أنّ المتفردة هي منطقةٌ في الفضاء تصبح فيها كثافة المادة، وانحناء الزمكان لا نهائيين، وبذلك فإنّ جميع مفاهيمنا في هذه المنطقة تكون بلا معنى، ويُعتقد أنّ جميع الثقوب السوداء تحتوي على متفردة، كما قد توجد في أماكن أخرى في الكون أيضاً، إلا أنّها غير ظاهرة بسبب ما يُعرَف بأفق الحدث (بالإنجليزية: Event Horizon)؛ وهو الحد الموجود في الزمكان، كمنطقة تحيط بالثقب الأسود، ولكن يُستثنى منها المتفردة المسؤولة عن الانفجار العظيم.[٤]