كتب الباحث والفنان السوري عبد القادر الخليل..عن الفنان النحات اكرم سفان

الفنان النحات اكرم سفان
بقلم الباحث والفنان السوري عبد القادر الخليل
 يقول النحات اكرم سفان.. كنت اتصور ان الحزن يمكن ان يكون صديقآ لكن لم اتصور ان الحزن يمكن ان يكون وطنآ نسكنه .
الفن يبقى أهم وسيلة للتفريج عن الهموم ويعمل لأجل التعبير عن المشاعر التي يصعب الحديث عنها بلغة الكتابة والصوت. لكن عامة ما يُعاني الفنان لاجل هذا من الإهمال في مجتمعه من الزملاء, فلا يجد من يهتم به حين يسير في تجسيد هذه الاشكال, ولا تهتم به المسؤوليات خشية من تعظيم الفنان،. ومن ناحية أخرى، ليس من مجتمع يقتني اشكال تشرح عن امراض خاصة. لكن مع هذا يصل الفنان الى النجاح حين يغترب. هكذا حدث للفنان اكرم سفان وهكذا رأيناه في الماضي كما حدث للفنان باولو بيكاسو والفنان سالفادور دالي , ولجميع نجوم الفن العالمي. حين نشاهد منجزات الفنان اكرم سفان تعود الينا ذكريات الامس, ونرى اشباح الماضي, بما كنا نراها في سورية في مطلع عام 2011.
يتكون الفن من اظهار ما يتدفق بداخلنا والتعبير عنه في المنتجات المصممة. و يتحول الشعور الى نحت. نرى الفنان أكرم سفان واضحآ جدآ بشأن التأثير القوي الذي نسج من خيوط المناظر الاليمة التي المت ببلاده ومن رؤية الحوادث التي جعلته يُجسد منجزات نحتية يشرح بها مدى حنانه الى ايام السلام التي كانت ببلاده. يُترجم هذا التأثير بقدرة عظيمة في تواصل العاطفة ومدى خبرته الفنية ومشاعره وإستطاعته على التعبير من خلال مقترحات ابداعية . ويكشف لنا عن مدى ان الفن له علاقة قوية بين البعد الروحي للفنان وعملية ابداعه . يتمتع الفنان أكرم سفان بمعرفة عميقة في الفلسفة والثقافة البصرية والفكرية, وهذا واضح في مسيرته الفنية . واراه يبحث عن تضامن الشكل والروح، ويؤدي هذا الانعكاس الى تصميم منحوتات جذابة ومؤثرة في روح كل مهتم.
تعتبر منجزات الفنان اكرم سفان ، إنسانية في المقام الاول. وتحمل هذه التكوينات اشياء رمزية . يعود الى تاريخ البلاد القديم ومن عظمة الحضارات السابقة التي هي مهد الحضارات الانسانية ، فيستعير تاريخ بلاد الرافدين الرموز والاحرف المسمارية ليكتب بلغة الخط وبلغة البصر عن حواسه المجروحة. ليكتب بلغة النحت عن مدى الالم الذي ناله كفنان ويعبر عن هموم ابناء بلده وارضه وشعبه. لقد اختار تلك الرموز لأن ذلك التيار أفضل وسيلة ليعبر عن مشاعره وعن أعماق نفسه , عن بحوثاته الفنية الصامته، مشيرأ الى ان إهتمامه بأشكال شخصية هو طابع انساني ملتزم مع ذويه. وتفضيل الاشكال الشخصية هو اقرب اسلوب للوقوف مع من يعني في منجزاته. فنرى تصميمات واقفة. عرية, أذرع مرفوعة، وأقدام مقطوعة تعبر عن عظمة الأحداث ومن جهة أخرى عن طيلة المسافات التي تنقلت عليها لكن لم تصل الى الهدف, فهناك مناظر في حالة جلوس وفي حالة وقوف ومضًجعة , اشكال عارية, ونماذج ناعمة الشكل وأخرى خشنة الملمس, فيها تفصيل للمواقف والاوضاع اليومية من وقوف وجلوس وإستلقاء, ليقصُ قصص فيها من الوضوح وأخرى يصعب على القلوب القاسية ان تستوعبها ويظنون ان فيها شيء من التعقيد.
يهتم الفنان اكرم سفان بالشكل الانساني والتفكير الشخصي هي صلة الانسان في المجتمع والبيئة , وهكذا يجعل من منحوتاته افراد تحدثنا وتتحدث لنا. وتعبر منحوتاته عن إنتاج راسخ في الأرض, وفي القوم الذي سبقوه في الماضي. شخصيات صغيرة من النساء والرجال. تظهر قي منحوتاته اشياء اقرب الى الشعر والاسطورة. وهي اكثر طبيعية ومنمَقة ومصقولة. مما يؤدي بها الى أعمال ذات انعكاس أعمق لتمثيل الخوف. الذي يكشف عن شخصيات النساء الذين واجهوا كل انواع العذاب . ويحيط تلك التصميمات بصرخته الطويلة قائلآ " لماذا كل ذلك الدمار؟" فأرى ذلك في جسد المرأة الجالسة المقسومة الى قسمين وترفع اطراف ذراعيها او ما تبقى منهم الى السماء. وتقول ليس من يسعفنا وليس من عين ترى؟ وفي ذلك تعبير كبير عن غباء الانسان الذي يقتل اخيه ، شيء لم يفعله الحيوان. الحيوان يقتل كي يأكل ولا يقتل ذويه، بينما الانسان اشد ٌفساوة من الحيوان, ويقتل للمتعة. تذكرنا منجزات الفنان اكرم سفان في الاساطير اليونانية وعصر النهضة من ناحية التصميم الانيق ومنجزاته ذات إنارات كثيفة تعبر عن شغف الفنان في الناحية الانسانية والسلام, وهنا نرى بُعد الابداع الكبير لدى الفنان,. منجزاته افضل وسيلة للتعبير عن مواقف الانسان الذي صنع دمار وطنه, ويطرح هذا الى الرؤية العالمية، هذا اذا يُريد المتلقي ان يرى هذه الصرخة العميقة من قلب فنان عاش كل انواع الالم والخوف. يجعلنا ان ننظر بأنفسنا ماذا عملنا لأجل ذلك؟ وماذا نعمل لإزالته؟ وهذا واجب تعبيري يطرحه على الانسان لمعرفة الذات. يشير الى طريقة التأمل في الذات البشرية والتحرر من القوى المدمرة. ويرمز لنا إسلوبه الخاص المعارض وعدم الثقة في التقنيات الحديثة المدمرة والمجتمع الذي نبنيه على اسس الجهل . هو انعكاس رمزي للإنسان الذي اقتلع من جذوره مفهومية الانسانية.
الفن هو انعكاس لكل مرة، ولكنه على وجه الخصوس هو انعكاس للمشاعر والعواطف والبعد الروحي للشخص الذي أعطى الحياة للقطعة الفنية التي تُفاجؤنا اليوم. كلنا يعرف ان الناس كائنات عاطفية تسمح لأنفسنا الإندماج في العديد من المناسبات بسبب ما نشعر. لكن في هذا اليوم نرى الادراك له تأثير سلبي على حياتنا، في العديد من المنالسبات تمتعنا في المواقف التي نعيش فيها من التعبير وهكذا يصبح الفن الوسيلة المثالية لنقل العواطف والمشاعر. نرى هذا سهلا بعد معرفته وخاصة اذا رأينا منجزات الفنان أكرم سفان. ويمكننا رؤية ذلك بكل عمل فني جميل وأيضا في الاشياء المنحوتة. وهي وسيلة لنقل قصص لايمكن ان يطرحها الفنان بوسيلة أخرى. لان لغة الفنان هي الفن, ومن جهة ثانية الفن هو وسيلة للتغلب على المشاكل وإتخاذ القرارات والأفضليات منها. وبنفس الزمن يعبر الفنان سفان عن شعوره الذاتي. لكن في معظم التصميمات يسعى الى إثارة المشاعر لدى المستمعين ولدى المتلقين . مشاعر الفنان هي التوازن في العمل بما فيه من حزن او فرح . ويسمح للإنسان عامة على تطوير الخيال وفيما يتعلق بذلك.
نبكي احيانأ حينما