حنا عطا الله: نطمح لاستمرار مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"
رام الله- ضفة ثالثة 18 أكتوبر 2022
حوارات
حنا عطا الله وملصق المهرجان
شارك هذا المقال
حجم الخط
تنطلق في فلسطين في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل أعمال الدورة التاسعة من مهرجان "أيام فلسطين السينمائيّة الدولي"، الذي تنظمه مؤسسة "فيلم لاب" كمهرجان سينمائي سنوي يستمر لمدة أسبوع. يسعى المهرجان إلى نشر الثقافة السينمائيّة المحليّة والعربيّة والعالميّة في فلسطين، وليكون ملتقى يجمع العاملين في الحقل السينمائي ضمن ورشات عمل وندوات، إضافة لتنظيم الجائزة السنويّة "طائر الشمس الفلسطيني" ضمن المهرجان. للحديث عن التحضيرات القائمة لـ"أيام فلسطين السينمائيّة" كان لنا هذا الحوار مع المدير الفنّي ومؤسس "فيلم لاب" حنّا عطا الله.
(*) خبرنا عن البرنامج العام للمهرجان وما المميز في هذه الدورة؟
أن تقوم في تنظيم مهرجان سينمائي مستمر بشكل سنوي في فلسطين باعتقادي هذا لوحده أمر مميز وإنجاز. مع ذلك، لدينا هذه السنة العديد من الأنشطة والأفلام المميزة. بداية ستكون هناك خمسة أفلام روائيّة طويلة مرشحة للأوسكار. فيلم الافتتاح سيكون مع فيلم فلسطين المرشّح للأوسكار "حمى البحر المتوسط" لمها الحاج. بالإضافة لأفلام عربيّة ودوليّة مرشّحة للأوسكار، مثل فيلم "فرحة" من الأردن، وفيلم "تحت شجر التين" من تونس، وفيلم "صندوق الذكريات" من لبنان.
المميز أيضًا في هذه الدورة هو البرنامج الموازي لعروض الأفلام الذي سيكون تحت عنوان "حديث لذاكرة بصريّة" ويتناول خروج الثورة ومنظمة التحرير الفلسطينيّة من بيروت عام 1982، كحدث يستحق القراءة والدراسة سينمائيًا، من خلال ثلاث حلقات نقاشيّة حول الموضوع تهدف إلى إعادة بناء علاقة مع الصورة والذاكرة الجماعيّة لحدث هام في التاريخ الفلسطيني له تأثيرات على مسار القضيّة الفلسطينيّة حتى يومنا هذا، مثله مثل أحداث أخرى كالنكبة وهزيمة عام 1967.
كذلك سنعيد إصدار كتاب "فلسطين في السينما" لوليد شميط وجي هينبل بالتعاون مع المؤسسة العربيّة للدراسات والنشر في عمّان، وهو الكتاب الذي صدر في سبعينيات القرن الماضي. نقوم في "فيلم لاب" باستعادة هذه المرحلة من السينما الفلسطينيّة وقمنا مؤخرًا بعرض فيلمين في هذا السياق قبل المهرجان هما "لماذا المقاومة" و "مئة وجه ليوم واحد" للمخرج كريستيان غازي.
(*) يبدو أن التركيز على تلك الفترة انعكس أيضًا على الحلّة البصريّة لتصميمات المهرجان لهذه الدورة؟
صحيح. تكريمًا للفنان السوري الراحل برهان كركوتلي (1932-2003)، الذي ساهمت تصاميمه في تشكيل اللغة البصريّة للثورة الفلسطينيّة وعملت على حشد تضامن القوى التحرريّة المناهضة للاستعمار حول العالم، يهدف ملصق النسخة التاسعة لمهرجان "أيام فلسطين السينمائيّة" الدولي إلى تسليط الضوء على الذاكرة الجمعيّة الفلسطينيّة وتأكيد دور الأفلام في ترسيخها، كما يلفت الملصق النظر إلى أشرطة الأفلام الهشّة التي تحمل ذاكرتنا الجمعيّة، المهددة والقابلة للاشتعال، وهي رغم هشاشتها دائمًا ما تحمل القصص التي لا يمكن صيانتها إلا بالعودة الدائمة لها، وحفظ ذكرى ما نقلت لنا من روايات.
(*) كيف ينعكس عملكم مع الجيل القادم في المهرجان؟
ستكون هناك عروض أفلام متخصصة للأطفال بعيدًا عن الأفلام التجاريّة والاستهلاكيّة. هذه شريحة مهمّة كون هذا الجيل يستهلك بشكل كبير التكنولوجيا الحديثة ويتعرّض لمشاهدة الصور أكثر من القراءة، وهو موضوع يشغلنا، لذلك خصصنا ندوة نقاشيّة تتعلق بهذا الجيل وماذا يستهلك من صور وإلى أين يتوجه العالم في هذا الشأن حول الإنتاجات ومن يقوم بهذه الإنتاجات التي تستهدف الجيل القادم.
ستكون أيضًا ندوتان عن صناعة الفيلم القصير، كون لا يوجد وعي كبير بعمليّة صناعة الأفلام القصيرة في فلسطين. ستتناول الندوات قضايا الإنتاج والتوزيع وكيفيّة تطوير الأفكار للفيلم القصير، والتفكير في الفيلم القصير ليس فقط كجسر نحو الفيلم الطويل إنّما كفيلم له لغته السينمائيّة وبنيته القائمة بحد ذاتها. وندعو المخرجين الشباب للمشاركة في هذه الندوات بشكل خاص.
وأخيرًا سيكون هناك "ماستر كلاس" مع المنتج حسين القلا، وهو منتج فلسطيني أنتج أكثر من خمسين فيلمًا مصريًا مهمًا في تاريخ السينما المصريّة، لذلك ارتأينا أن نضيء على هذه التجربة الفلسطينيّة في المساهمة في صناعة الأفلام العربيّة التي تركت بصمة في تاريخ السينما، وهو بالمناسبة كان عضوًا في المكتب السياسي للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين.
(*) ما هي التحدّيات التي تواجهكم في تنظيم المهرجان؟ ذكرت في بداية حديثك أن تنظيم المهرجان بحد ذاته هو أمر مميز وإنجاز. لماذا ذلك؟
كما تعلم الوضع في فلسطين والاحتلال الإسرائيلي يفرض تحدّيات سياسيّة لا تواجهها مهرجانات أخرى حول العالم. نحاول التغلّب دومًا عليها، خصوصًا فيما يتعلّق بالتقسيمات التي يفرضها الاحتلال على تنقل الفلسطيني، لذلك نهتم بإقامة تعاون مع مؤسسات فلسطينيّة في عدة مدن كي نصل قدر الإمكان للجمهور وتأكيدًا على وحدة الشعب الفلسطيني وحقّه في أن يطور ثقافة سينمائيّة. الأحداث السياسيّة التي نتابعها في الأسابيع الأخيرة في الضفّة الغربيّة قد تتطور وقد تفرض علينا برنامجًا مختلفًا أو تأجيل في لحظة يشتعل فيه الوضع بشكل كبير. هذا طبعًا يؤثر بشكل كبير على عملنا في حال حصل بعد كل الجهد والترتيبات اللوجستيّة وتنسيق استضافة الضيوف من الخارج، وسيكون تأثير مالي سلبي علينا بالطبع.
(*) بالإضافة للتحدّيات السياسيّة، شهدت الساحة الثقافيّة في الأشهر الأخيرة موجة من استهداف نشاطات ثقافيّة من قبل مجموعات بسبب مضمون قد لا يعجب هذه المجموعات. كيف تتعاملون مع التحدّيات الاجتماعيّة؟ هل لديكم تخوفات؟
بالنسبة لنا في "فيلم لاب" رسالتنا هي تنمية الثقافة السينمائيّة في فلسطين، مع إدراكنا لوجود عادات وتقاليد قد تفرض تحدّيات، جزء منها مرتبط بالسينما، وجزء منها مرتبط بغياب دور سينما واعتماد الناس غالبًا على التلفزيون والأفلام الاستهلاكيّة. نحن نريد العمل مع المجتمع ككل ونريد تنمية ثقافة سينمائيّة وليس استهداف جمهور نخبة، لذلك لا نستطيع النزول بمظلة للناس وعلينا مراعاة الجو العام. عملية بناء الجمهور وتوعيته شيء أساسي لدينا وفي نفس الوقت نقدم قضايا جريئة ونقديّة. أنا أقول هذا ليس بسبب ما حصل مؤخرًا، بل لأن هذه رؤيتنا دون أن نضع لأنفسنا رقابة ذاتيّة، مع وجود تنوّع في الأفلام. الدورة الماضية على سبيل المثال اخترنا العديد من الأعمال التي تتناول قضايا المرأة والجندر.
(*) كيف تقرأ التطبيع العربي السينمائي الذي نشهده مؤخرًا في مهرجانات الأفلام الإسرائيليّة والتي كان آخرها مشاركة مغربيّة كثيفة في مهرجان حيفا الدولي الإسرائيلي؟
في اعتقادي أن الموضوع يقف خلفه قرار سياسي أكثر مما هو فردي. لا يوجد لدي معلومات لكن واضح أنه قرار سياسي بعد أحداث تطبيع سياسيّة تحصل في المنطقة لها أثر على الشأن الثقافي. هناك حاجة كمؤسسات وأفراد وعاملين في قطاع السينما لفتح نقاش حول كيفية إقامة حراك في الموضوع. مؤلم بالنسبة لنا أن نرى المخرج المغربي نبيل علّوش يقدّم ماستر كلاس في مهرجان حيفا الإسرائيلي في الوقت الذي لا نستطيع نحن فيه أن نستضيف مخرجين عربًا بسبب سياسات الاحتلال.
(*) ما هو طموحكم للمهرجان في السنوات القادمة؟
الطموح أن يستمر المهرجان رغم كل تحديات السياسة والتمويل. باعتقادي المتواضع أن المهرجان استطاع أن يضع نفسه على الخارطة محليًا وعربيًا وحتّى دوليًا، والناس تشارك فيه كونه مهرجانًا سينمائيًا وليس احتفالية مشاهير. المهرجان يبني جمهورًا ويثير قضايا للنقاش ويرمي حجرًا في مياه راكدة، ويتوجه لجمهور عام وليس لنخبة. نعمل مع الأطفال واليافعين ضمن برامجنا بهدف تنمية جمهور يستطيع القراءة ما بين السطور وبشكل نقدي. نطمح في المستقبل لأن نستضيف أسماء كبيرة في عالم السينما ونوعية أفلام مميزة.
(*) كيف تصف المشاركة في مسابقة "طائر الشمس الفلسطيني" هذا العام؟
ضمن الوضع العام للإنتاج السينمائي في البلد يمكن القول إنه لا توجد زيادة أو نقصان، المشاركة قويّة كالسنة الماضية. هناك ازدياد في جودة الأفلام المقدّمة خصوصًا ضمن فئة الإنتاج في المسابقة. يتنافس هذا العام 24 فيلمًا ضمن جميع فئات المسابقة.
هناك 11 فيلمًا تتنافس عن فئة الأفلام القصيرة من أصل 55 على جائزة بقيمة 3000 دولار، هي: ع البحر من إخراج وسام الجعفري، جواز أحمر من إخراج عبده الأسدي، تقي من إخراج ألين شوفاني، في العودة إلى هبة أيار من إخراج ربيع عيد، فلسطين 87 من إخراج بلال الخطيب، بحث من إخراج آلاء الداية، الجدار من إخراج ميرا صيداوي، صيف، مدينة وكاميرا من إخراج أنس زواهري، براديسو xxxl 108من إخراج كمال الجعفري، ضيف من ذهب من إخراج سعيد زاغة، العودة من إخراج نعيم نايف ومارجو بومان.
أمّا الأفلام الوثائقيّة الطويلة فوصل عدد الطلبات المقدمة لها إلى 11 فيلمًا من فلسطين وعنها، اختير منها 5 أفلام لتتنافس على الجائزة وقيمتها 5000 دولار، هي: القنديل الصغير من إخراج ماريو ريزي، سائقو الشيطان من إخراج محمد أبو غيث، صارورة من إخراج نيكولا زامبيلي، اليد الخضراء من إخراج جمانة مناع، أحد عشر يوماً في أيار من إخراج محمد الصواف.
وضمن فئة الإنتاج للمسابقة التي تبلغ قيمة الجائزة للمشروع الفائز عن هذه الفئة 10 آلاف دولار، بالإضافة إلى دعم عيني بقيمة 6000 دولار يشمل أجهزة التصوير والصوت وخدمات ما بعد الإنتاج، تتنافس 9 مشاريع أفلام روائية قصيرة لصنّاع أفلام فلسطينيين أو أفلام يتعلق موضوعها بفلسطين، وهي دي جي المناطق من إخراج محمد أبو غيث، دائمًا جاهز للفحص من إخراج إسماعيل الهباش، سينما مونامور من إخراج إبراهيم حنضل، عيون برية من إخراج سعيد زاغة، العلم من إخراج مشعل قواسمي، كنتاكي غزة من إخراج عمر رمال، قرار من إخراج محمد صالح، شادر من إخراج عايدة قعدان، مش ماتش من إخراج فاطمة رشا شحادة.
(*) أخيرًا.. أين ستكون أماكن العروض وكيف يمكن للجمهور اقتناء التذاكر؟
رام الله والقدس وبيت لحم وغزة وحيفا، من خلال سبعة عشر موقعًا في هذه المدن بالإضافة إلى مخيم جنين. هناك نقاط للبيع في هذه المدن أعلنّا عنها ويمكن متابعة موقعنا الرسمي وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي بالمهرجان لمعرفة كل التفاصيل.
رام الله- ضفة ثالثة 18 أكتوبر 2022
حوارات
حنا عطا الله وملصق المهرجان
شارك هذا المقال
حجم الخط
تنطلق في فلسطين في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل أعمال الدورة التاسعة من مهرجان "أيام فلسطين السينمائيّة الدولي"، الذي تنظمه مؤسسة "فيلم لاب" كمهرجان سينمائي سنوي يستمر لمدة أسبوع. يسعى المهرجان إلى نشر الثقافة السينمائيّة المحليّة والعربيّة والعالميّة في فلسطين، وليكون ملتقى يجمع العاملين في الحقل السينمائي ضمن ورشات عمل وندوات، إضافة لتنظيم الجائزة السنويّة "طائر الشمس الفلسطيني" ضمن المهرجان. للحديث عن التحضيرات القائمة لـ"أيام فلسطين السينمائيّة" كان لنا هذا الحوار مع المدير الفنّي ومؤسس "فيلم لاب" حنّا عطا الله.
(*) خبرنا عن البرنامج العام للمهرجان وما المميز في هذه الدورة؟
أن تقوم في تنظيم مهرجان سينمائي مستمر بشكل سنوي في فلسطين باعتقادي هذا لوحده أمر مميز وإنجاز. مع ذلك، لدينا هذه السنة العديد من الأنشطة والأفلام المميزة. بداية ستكون هناك خمسة أفلام روائيّة طويلة مرشحة للأوسكار. فيلم الافتتاح سيكون مع فيلم فلسطين المرشّح للأوسكار "حمى البحر المتوسط" لمها الحاج. بالإضافة لأفلام عربيّة ودوليّة مرشّحة للأوسكار، مثل فيلم "فرحة" من الأردن، وفيلم "تحت شجر التين" من تونس، وفيلم "صندوق الذكريات" من لبنان.
المميز أيضًا في هذه الدورة هو البرنامج الموازي لعروض الأفلام الذي سيكون تحت عنوان "حديث لذاكرة بصريّة" ويتناول خروج الثورة ومنظمة التحرير الفلسطينيّة من بيروت عام 1982، كحدث يستحق القراءة والدراسة سينمائيًا، من خلال ثلاث حلقات نقاشيّة حول الموضوع تهدف إلى إعادة بناء علاقة مع الصورة والذاكرة الجماعيّة لحدث هام في التاريخ الفلسطيني له تأثيرات على مسار القضيّة الفلسطينيّة حتى يومنا هذا، مثله مثل أحداث أخرى كالنكبة وهزيمة عام 1967.
كذلك سنعيد إصدار كتاب "فلسطين في السينما" لوليد شميط وجي هينبل بالتعاون مع المؤسسة العربيّة للدراسات والنشر في عمّان، وهو الكتاب الذي صدر في سبعينيات القرن الماضي. نقوم في "فيلم لاب" باستعادة هذه المرحلة من السينما الفلسطينيّة وقمنا مؤخرًا بعرض فيلمين في هذا السياق قبل المهرجان هما "لماذا المقاومة" و "مئة وجه ليوم واحد" للمخرج كريستيان غازي.
"المميز في هذه الدورة هو البرنامج الموازي لعروض الأفلام الذي سيكون تحت عنوان "حديث لذاكرة بصريّة" ويتناول خروج الثورة ومنظمة التحرير الفلسطينيّة من بيروت عام 1982، كحدث يستحق القراءة والدراسة سينمائيًا من خلال ثلاث حلقات نقاشيّة" |
صحيح. تكريمًا للفنان السوري الراحل برهان كركوتلي (1932-2003)، الذي ساهمت تصاميمه في تشكيل اللغة البصريّة للثورة الفلسطينيّة وعملت على حشد تضامن القوى التحرريّة المناهضة للاستعمار حول العالم، يهدف ملصق النسخة التاسعة لمهرجان "أيام فلسطين السينمائيّة" الدولي إلى تسليط الضوء على الذاكرة الجمعيّة الفلسطينيّة وتأكيد دور الأفلام في ترسيخها، كما يلفت الملصق النظر إلى أشرطة الأفلام الهشّة التي تحمل ذاكرتنا الجمعيّة، المهددة والقابلة للاشتعال، وهي رغم هشاشتها دائمًا ما تحمل القصص التي لا يمكن صيانتها إلا بالعودة الدائمة لها، وحفظ ذكرى ما نقلت لنا من روايات.
(*) كيف ينعكس عملكم مع الجيل القادم في المهرجان؟
ستكون هناك عروض أفلام متخصصة للأطفال بعيدًا عن الأفلام التجاريّة والاستهلاكيّة. هذه شريحة مهمّة كون هذا الجيل يستهلك بشكل كبير التكنولوجيا الحديثة ويتعرّض لمشاهدة الصور أكثر من القراءة، وهو موضوع يشغلنا، لذلك خصصنا ندوة نقاشيّة تتعلق بهذا الجيل وماذا يستهلك من صور وإلى أين يتوجه العالم في هذا الشأن حول الإنتاجات ومن يقوم بهذه الإنتاجات التي تستهدف الجيل القادم.
ستكون أيضًا ندوتان عن صناعة الفيلم القصير، كون لا يوجد وعي كبير بعمليّة صناعة الأفلام القصيرة في فلسطين. ستتناول الندوات قضايا الإنتاج والتوزيع وكيفيّة تطوير الأفكار للفيلم القصير، والتفكير في الفيلم القصير ليس فقط كجسر نحو الفيلم الطويل إنّما كفيلم له لغته السينمائيّة وبنيته القائمة بحد ذاتها. وندعو المخرجين الشباب للمشاركة في هذه الندوات بشكل خاص.
وأخيرًا سيكون هناك "ماستر كلاس" مع المنتج حسين القلا، وهو منتج فلسطيني أنتج أكثر من خمسين فيلمًا مصريًا مهمًا في تاريخ السينما المصريّة، لذلك ارتأينا أن نضيء على هذه التجربة الفلسطينيّة في المساهمة في صناعة الأفلام العربيّة التي تركت بصمة في تاريخ السينما، وهو بالمناسبة كان عضوًا في المكتب السياسي للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين.
(*) ما هي التحدّيات التي تواجهكم في تنظيم المهرجان؟ ذكرت في بداية حديثك أن تنظيم المهرجان بحد ذاته هو أمر مميز وإنجاز. لماذا ذلك؟
كما تعلم الوضع في فلسطين والاحتلال الإسرائيلي يفرض تحدّيات سياسيّة لا تواجهها مهرجانات أخرى حول العالم. نحاول التغلّب دومًا عليها، خصوصًا فيما يتعلّق بالتقسيمات التي يفرضها الاحتلال على تنقل الفلسطيني، لذلك نهتم بإقامة تعاون مع مؤسسات فلسطينيّة في عدة مدن كي نصل قدر الإمكان للجمهور وتأكيدًا على وحدة الشعب الفلسطيني وحقّه في أن يطور ثقافة سينمائيّة. الأحداث السياسيّة التي نتابعها في الأسابيع الأخيرة في الضفّة الغربيّة قد تتطور وقد تفرض علينا برنامجًا مختلفًا أو تأجيل في لحظة يشتعل فيه الوضع بشكل كبير. هذا طبعًا يؤثر بشكل كبير على عملنا في حال حصل بعد كل الجهد والترتيبات اللوجستيّة وتنسيق استضافة الضيوف من الخارج، وسيكون تأثير مالي سلبي علينا بالطبع.
(*) بالإضافة للتحدّيات السياسيّة، شهدت الساحة الثقافيّة في الأشهر الأخيرة موجة من استهداف نشاطات ثقافيّة من قبل مجموعات بسبب مضمون قد لا يعجب هذه المجموعات. كيف تتعاملون مع التحدّيات الاجتماعيّة؟ هل لديكم تخوفات؟
بالنسبة لنا في "فيلم لاب" رسالتنا هي تنمية الثقافة السينمائيّة في فلسطين، مع إدراكنا لوجود عادات وتقاليد قد تفرض تحدّيات، جزء منها مرتبط بالسينما، وجزء منها مرتبط بغياب دور سينما واعتماد الناس غالبًا على التلفزيون والأفلام الاستهلاكيّة. نحن نريد العمل مع المجتمع ككل ونريد تنمية ثقافة سينمائيّة وليس استهداف جمهور نخبة، لذلك لا نستطيع النزول بمظلة للناس وعلينا مراعاة الجو العام. عملية بناء الجمهور وتوعيته شيء أساسي لدينا وفي نفس الوقت نقدم قضايا جريئة ونقديّة. أنا أقول هذا ليس بسبب ما حصل مؤخرًا، بل لأن هذه رؤيتنا دون أن نضع لأنفسنا رقابة ذاتيّة، مع وجود تنوّع في الأفلام. الدورة الماضية على سبيل المثال اخترنا العديد من الأعمال التي تتناول قضايا المرأة والجندر.
(*) كيف تقرأ التطبيع العربي السينمائي الذي نشهده مؤخرًا في مهرجانات الأفلام الإسرائيليّة والتي كان آخرها مشاركة مغربيّة كثيفة في مهرجان حيفا الدولي الإسرائيلي؟
في اعتقادي أن الموضوع يقف خلفه قرار سياسي أكثر مما هو فردي. لا يوجد لدي معلومات لكن واضح أنه قرار سياسي بعد أحداث تطبيع سياسيّة تحصل في المنطقة لها أثر على الشأن الثقافي. هناك حاجة كمؤسسات وأفراد وعاملين في قطاع السينما لفتح نقاش حول كيفية إقامة حراك في الموضوع. مؤلم بالنسبة لنا أن نرى المخرج المغربي نبيل علّوش يقدّم ماستر كلاس في مهرجان حيفا الإسرائيلي في الوقت الذي لا نستطيع نحن فيه أن نستضيف مخرجين عربًا بسبب سياسات الاحتلال.
(*) ما هو طموحكم للمهرجان في السنوات القادمة؟
الطموح أن يستمر المهرجان رغم كل تحديات السياسة والتمويل. باعتقادي المتواضع أن المهرجان استطاع أن يضع نفسه على الخارطة محليًا وعربيًا وحتّى دوليًا، والناس تشارك فيه كونه مهرجانًا سينمائيًا وليس احتفالية مشاهير. المهرجان يبني جمهورًا ويثير قضايا للنقاش ويرمي حجرًا في مياه راكدة، ويتوجه لجمهور عام وليس لنخبة. نعمل مع الأطفال واليافعين ضمن برامجنا بهدف تنمية جمهور يستطيع القراءة ما بين السطور وبشكل نقدي. نطمح في المستقبل لأن نستضيف أسماء كبيرة في عالم السينما ونوعية أفلام مميزة.
"نهتم بإقامة تعاون مع مؤسسات فلسطينيّة في عدة مدن كي نصل قدر الإمكان للجمهور وتأكيدًا على وحدة الشعب الفلسطيني وحقّه في أن يطوّر ثقافة سينمائيّة" |
ضمن الوضع العام للإنتاج السينمائي في البلد يمكن القول إنه لا توجد زيادة أو نقصان، المشاركة قويّة كالسنة الماضية. هناك ازدياد في جودة الأفلام المقدّمة خصوصًا ضمن فئة الإنتاج في المسابقة. يتنافس هذا العام 24 فيلمًا ضمن جميع فئات المسابقة.
هناك 11 فيلمًا تتنافس عن فئة الأفلام القصيرة من أصل 55 على جائزة بقيمة 3000 دولار، هي: ع البحر من إخراج وسام الجعفري، جواز أحمر من إخراج عبده الأسدي، تقي من إخراج ألين شوفاني، في العودة إلى هبة أيار من إخراج ربيع عيد، فلسطين 87 من إخراج بلال الخطيب، بحث من إخراج آلاء الداية، الجدار من إخراج ميرا صيداوي، صيف، مدينة وكاميرا من إخراج أنس زواهري، براديسو xxxl 108من إخراج كمال الجعفري، ضيف من ذهب من إخراج سعيد زاغة، العودة من إخراج نعيم نايف ومارجو بومان.
أمّا الأفلام الوثائقيّة الطويلة فوصل عدد الطلبات المقدمة لها إلى 11 فيلمًا من فلسطين وعنها، اختير منها 5 أفلام لتتنافس على الجائزة وقيمتها 5000 دولار، هي: القنديل الصغير من إخراج ماريو ريزي، سائقو الشيطان من إخراج محمد أبو غيث، صارورة من إخراج نيكولا زامبيلي، اليد الخضراء من إخراج جمانة مناع، أحد عشر يوماً في أيار من إخراج محمد الصواف.
وضمن فئة الإنتاج للمسابقة التي تبلغ قيمة الجائزة للمشروع الفائز عن هذه الفئة 10 آلاف دولار، بالإضافة إلى دعم عيني بقيمة 6000 دولار يشمل أجهزة التصوير والصوت وخدمات ما بعد الإنتاج، تتنافس 9 مشاريع أفلام روائية قصيرة لصنّاع أفلام فلسطينيين أو أفلام يتعلق موضوعها بفلسطين، وهي دي جي المناطق من إخراج محمد أبو غيث، دائمًا جاهز للفحص من إخراج إسماعيل الهباش، سينما مونامور من إخراج إبراهيم حنضل، عيون برية من إخراج سعيد زاغة، العلم من إخراج مشعل قواسمي، كنتاكي غزة من إخراج عمر رمال، قرار من إخراج محمد صالح، شادر من إخراج عايدة قعدان، مش ماتش من إخراج فاطمة رشا شحادة.
(*) أخيرًا.. أين ستكون أماكن العروض وكيف يمكن للجمهور اقتناء التذاكر؟
رام الله والقدس وبيت لحم وغزة وحيفا، من خلال سبعة عشر موقعًا في هذه المدن بالإضافة إلى مخيم جنين. هناك نقاط للبيع في هذه المدن أعلنّا عنها ويمكن متابعة موقعنا الرسمي وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي بالمهرجان لمعرفة كل التفاصيل.