"مطر ...بتلاوة أفقية" للشاعرة عائشة الخضر
نشرت الشاعرة السورية الكبيرة د.عائشة الخضر مجموعة شعرية جديدة عن دار النشر أوريون . رحلة شعرية حداثوية وعميقة على حد سواء ، في عالم يسير على غير هدى ، مع متاريس الأمل كحصن أخير .
#بقلم :
" عبد الحق نجيب كاتب وفيلسوف وصحفي ومحاضر وناقد فني. وهو مؤسس Éditions Orion وسفير الفنون والآداب في الأكاديمية الإلهية بباريس. أصدر أكثر من 20 كتابًا وقدم البرنامج الثقافي الرائج ، صدى الإبداع ، منذ عام 2014 "
#نحن بصدد عمل يلخص حياة كاملة ، بكل ما تحمله من تجارب وإسقاطات ، وآمال ، وانتظارات ، من خيبات ، وأحلام وذكريات ، من ذاكرة حية نكاية في النسيان . عائشة الخضر ، وجه متألق في الشعر المعاصر ، تستمد نسغها من عروقها.
و تكتب بدمها . تغوص في حفريات ثنايا الروح لتعود لنا بهذه الدرر ، هذه الروح الخامسة ، التي تجمع بين الماضي والحاضر والمستقبل ، في رؤية دائرية للحياة وتداعياتها الملتوية.
تكتب عن المسكوت عنه .
تكتب عن المستبعد .
تكتب عما يولد ثم يتلاشى . تكتب عن الوجود كمغامرة حيث يتحتم على الكائن منا أن يضيع ، بين ممر و آخر ، بين عوالم و أخرى ،
ليحاول أخيرًا أن يجد نفسه في محافل خيميائية بين ما نحن عليه وما يمكن أن نكون .
كما هو الحال مع مارينا تسفيتاييفا ،
يحفر هذا الشعر أخاديده في قتامة الأيام ويفجر شرارته ليضيء الغد كله :
"قصائدنا هم أبناؤنا. هم أكبر سنا منا لأنهم سيعيشون لأمد أطول . قصائدنا أكبر منا منذ المستقبل . لهذا السبب هم أيضًا أحيانا غرباء عنا ".
إنه تحديدا في فلك هذا المدار حيث يتراصف الزمني في تعاقب أبدي للأشياء ، تجب مقاربة هذه المجموعة من القصائد ، المتفردة في انخراطها في انزياح العوالم و تفككها أمام أعيننا .
لا شيء غريب بالنسبة لهذه الكاتبة السورية التي تعيش في جسدها انفجار بلد ، وانهيار أرض ، ونهاية قصة معلنة .
عائشة الخضر تضاعف صور سعادة تعيد خلقها في عالم مغلق ، كون يصبح شيئا فشيئا أكثر غموضًا ، حيث كل منا مطالب بأن يصنع قصته ،
بأن يعيد كتابتها ، بأن يبلغ أفق مراميه في غشاوة الزمن .
عندما تتحدث الشاعرة عن الحب ، فإنها تدعونا إلى الحب بأي ثمن في عالم يسوده الإحباط والجنون .
عندما تتحدث عن الأمل ، تدعونا إلى زرع بذور الأمل في الأراضي القاحلة حيث حياتنا اليوم .
عندما تتحدث عن النسيان ، فإنها تعيد الحياة لذاكرتنا لتذكرنا بأن النسيان غالبًا هو خلاص النفوس التي كانت هنا .
عند عائشة الخضر ، الكتابة هي أن تهدي للحلم بذور الحرية ، في قفزة فريدة نحو الغد .
الغد ، هو اليوم الذي يصادف ميلادنا:
"أنا مستثنى من الولادة ، من دائرة البشر ، من الجماعة (...) أنا بلا عمر ، بلا وجه . ربما كنت الحياة نفسها.... أعرف من أنا ، أنا راقصة على أعتاب الروح. " تكتب الشاعرة الروسية التي تجد هنا رجع صداها متزايدا ، يذكرنا بأننا أولا وقبل كل شيء أبناء وبنات الأمل .
"مطر... بتلاوة أفقية" للشاعرة
د. عائشة الخضر .
نشرت الشاعرة السورية الكبيرة د.عائشة الخضر مجموعة شعرية جديدة عن دار النشر أوريون . رحلة شعرية حداثوية وعميقة على حد سواء ، في عالم يسير على غير هدى ، مع متاريس الأمل كحصن أخير .
#بقلم :
" عبد الحق نجيب كاتب وفيلسوف وصحفي ومحاضر وناقد فني. وهو مؤسس Éditions Orion وسفير الفنون والآداب في الأكاديمية الإلهية بباريس. أصدر أكثر من 20 كتابًا وقدم البرنامج الثقافي الرائج ، صدى الإبداع ، منذ عام 2014 "
#نحن بصدد عمل يلخص حياة كاملة ، بكل ما تحمله من تجارب وإسقاطات ، وآمال ، وانتظارات ، من خيبات ، وأحلام وذكريات ، من ذاكرة حية نكاية في النسيان . عائشة الخضر ، وجه متألق في الشعر المعاصر ، تستمد نسغها من عروقها.
و تكتب بدمها . تغوص في حفريات ثنايا الروح لتعود لنا بهذه الدرر ، هذه الروح الخامسة ، التي تجمع بين الماضي والحاضر والمستقبل ، في رؤية دائرية للحياة وتداعياتها الملتوية.
تكتب عن المسكوت عنه .
تكتب عن المستبعد .
تكتب عما يولد ثم يتلاشى . تكتب عن الوجود كمغامرة حيث يتحتم على الكائن منا أن يضيع ، بين ممر و آخر ، بين عوالم و أخرى ،
ليحاول أخيرًا أن يجد نفسه في محافل خيميائية بين ما نحن عليه وما يمكن أن نكون .
كما هو الحال مع مارينا تسفيتاييفا ،
يحفر هذا الشعر أخاديده في قتامة الأيام ويفجر شرارته ليضيء الغد كله :
"قصائدنا هم أبناؤنا. هم أكبر سنا منا لأنهم سيعيشون لأمد أطول . قصائدنا أكبر منا منذ المستقبل . لهذا السبب هم أيضًا أحيانا غرباء عنا ".
إنه تحديدا في فلك هذا المدار حيث يتراصف الزمني في تعاقب أبدي للأشياء ، تجب مقاربة هذه المجموعة من القصائد ، المتفردة في انخراطها في انزياح العوالم و تفككها أمام أعيننا .
لا شيء غريب بالنسبة لهذه الكاتبة السورية التي تعيش في جسدها انفجار بلد ، وانهيار أرض ، ونهاية قصة معلنة .
عائشة الخضر تضاعف صور سعادة تعيد خلقها في عالم مغلق ، كون يصبح شيئا فشيئا أكثر غموضًا ، حيث كل منا مطالب بأن يصنع قصته ،
بأن يعيد كتابتها ، بأن يبلغ أفق مراميه في غشاوة الزمن .
عندما تتحدث الشاعرة عن الحب ، فإنها تدعونا إلى الحب بأي ثمن في عالم يسوده الإحباط والجنون .
عندما تتحدث عن الأمل ، تدعونا إلى زرع بذور الأمل في الأراضي القاحلة حيث حياتنا اليوم .
عندما تتحدث عن النسيان ، فإنها تعيد الحياة لذاكرتنا لتذكرنا بأن النسيان غالبًا هو خلاص النفوس التي كانت هنا .
عند عائشة الخضر ، الكتابة هي أن تهدي للحلم بذور الحرية ، في قفزة فريدة نحو الغد .
الغد ، هو اليوم الذي يصادف ميلادنا:
"أنا مستثنى من الولادة ، من دائرة البشر ، من الجماعة (...) أنا بلا عمر ، بلا وجه . ربما كنت الحياة نفسها.... أعرف من أنا ، أنا راقصة على أعتاب الروح. " تكتب الشاعرة الروسية التي تجد هنا رجع صداها متزايدا ، يذكرنا بأننا أولا وقبل كل شيء أبناء وبنات الأمل .
"مطر... بتلاوة أفقية" للشاعرة
د. عائشة الخضر .