باراجانوف (أنا فنان ﮔرافيك ومخرج سينمائي يبحث في تشكيل الصور)،2

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • باراجانوف (أنا فنان ﮔرافيك ومخرج سينمائي يبحث في تشكيل الصور)،2

    باراجانوف (أنا فنان ﮔرافيك ومخرج سينمائي يبحث في تشكيل الصور)

    ترجمة علي كامل

    (الحلقة الثانية)

    (ليس كافياً أن نُحّب، إنما علينا أن نُبجّل ما نُحب)

    تتمة المقابلة

    س: هل أنت مخرج سينمائي أم فنان ﮔرافيك؟

    ج: أنا فنان ﮔرافيك ومخرج يبحث في تشكيل الصور. كان معلمنا سافتشينكو يحثنا على تخطيط ورسم أفكارنا وإعطائها شكلاً مطواعاً. كان ينبغي علينا جميعاً رسم أفكارنا على الورق في معهد السينما. ولأجل الدخول إلى امتحان القبول في المعهد، أدخلونا في غرفة وقالوا لنا: "ارسموا ما تشاؤون"...

    س: هل أنت مسرور بالطريقة التي استُقبلت فيها أعمالك الغرافيكية في مهرجان ميونيخ السينمائي؟

    ج: سعيد جداً أنهم عرضوا بعض أعمالي هنا في مشغل المعرض: بعض لوحاتي الجدارية. لقد جلبت ما يقارب العشرين عملاً، ليست كثيرة لكنها كافية لتشكيل وجهة نظر. من بين تلك الأعمال عمل باقة من الورد، وهو عبارة عن كولاج مُهدى لأمهات ميونيخ اللواتي فقدن أبنائهن في الحرب. باقة من الورد وضعت على مرآة. موضوع رائع وغير مألوف. مُكرّس لأمهات ميونيخ، مثلما للأمهات السوفيتيات، اللواتي عانين الأمرّين في الحرب الأخيرة.

    سأُعيد بعض اللوحات الجديرة بالملاحظة والانتباه معي إلى الوطن. لقد دُعيت إلى الكنيسة الأرثدوكسية اليونانية (البابوية الأوكرانية) هنا في ميونيخ فشهدت الطقوس الدينية وتحدّثت مع القس. وفي غرفة اجتماع النادي عرضوا على الحائط رسوماً للأطفال. كان الأطفال قد رسموا الأمير فلاديمير والأميرة أولغا. كانت تلك الرسومات تعالج هذه الثيمة: رسوم بدائية مدهشة مُنجزة على
    الفطرة. لقد كسروا قواعد الواقعية الاشتراكية، حتى أن الأمير فلاديمير ظهر بالطريقة التي كان بها، أعني بساق عرجاء وقصيرة. كانت رسومات مُبهجة حقاً، بل كانت أفضل هداياي من ألمانيا.

    س: وماذا بشأن معرضك الذي أقمته في يريفان؟

    ج: بسبب كبر سني أشعر بحنين أكثر إلى الوطن، هناك حيث لم أستطع العيش
    بعد للأسف الشديد. أرمينيا بالنسبة لي هي الفن والتأريخ. إنها بمثابة اصدقائي،
    مباهجي، وخساراتنا الإبداعية. أنا لست رساماً محترفاً ولست تواقاً لذلك. رسوماتي ليست هواية، إنما هي شيء ضروري لمهنتي كمخرج.
    أنا مخرج سينمائي. لقد تعلّمت على أيدي أساتذة عظام، سافتيشنكو ودوفجنكو، والاثنان كما قلت كانا يرسمان. أيزنشتين نفسه كان يرسم. لذا بدأت برسم بورتريه لنفسي متردداً، مستخدماً فن التلصيق (كولاج). ألصق الأقمشة، أبحث عن نوع من المكونات المطواعة.
    أريد أن يزور الأطفال هذا المعرض لأنه حان الوقت الآن للبحث والعثور على الجميل الذي يحيط بنا ـ جبالنا وسماءنا. يجدر بنا أن نعبّر عن العواطف، لنراها، لنحبها، ولنجلّها. ليس كافياً أن نُحّب! إنما علينا أن نُبجّل ما نُحب. لهذا السبب أقمت هذه الغرفة الخاصة للأطفال هناك حيث أظهرت التشكيل بصيغة الدمى ـ أظهرت مأساة الحرب، وأظهرت كارمن وجوزيه بشكل هزلي، بل وحتى التركي الذي خان كاريه. كل ذلك من أجل تعليم الأطفال: حقائبي تتحول إلى فيلة
    والفيلة يتحولون إلى حقائبي. لذا فإن هذا العالم الصغير سيُفتح بشكل مشوّق أمام أطفال أرمينيا الذين يستحقون عناية كبيرة منا، لأننا بحاجة إلى ترميم وتجديد أشياء كثيرة جداً في أرمينيا والثقافة على وجه التحديد، لنوازن بين مخيلة المستهلكين، لنعادل الذائقة المشتركة في البلاد.

    لقد خصصّتُ إحدى الغرف لذكرى تاركوفسكي وأفردت لها دمى اسمها "بييتا" وعملت كولاج بشكل خاص حول طائر المساء. أما في غرفة الإشراق" فتوجد ثياب "الشيطان" باقات زهور، تفان وتقديس وإعجاب بالحياة".

    إحدى الغرف اسمها "غرفة مصيري". إنه مصيري، مصير أصدقائي، مواقفهم
    مني. فيها عرضت بتركيب هارموني أعمال الفنانين الجورجيين والأرمن وأيضاً اللوحة التي رسمت فيها بورتريه لي.

    لقد عبرّت في تلك الغرفة أيضاً عن الموقف الموّقر إزاء أمي، الأرمنية التي كرسّت جل حياتها لإنجاب الأطفال. لسوء الحظ إنها لم تعد لأرمينيا أبداً، حيث لم يكن لديها وقت لذلك: فهي إما كانت تجري هنا وهناك سعياً لإنقاذ والدي من السجن أو كانت مشغولة بإنجاب الأطفال.

    وفي هذه الغرفة توجد أيضا شهادة تخرّجي من معهد السينما موقعّة من قبل دوفجنكو. جدّي يبيع نبيذ، عميّ، معهدنا: ميليك ألفاكايان، خوتسسيف وأنا. ثلاثة أرمنيين دخلوا معهد السينما في موسكو (فغيك) في نفس العام. كل ذلك يثير فيَّ الأشجان.

    *
    الأغنية التي رافقت الصور أغنية أرمنية فولكلورية لفرقة كارديس تركولر عنوانها أَقْبِل، أَقْبِل..

    Armenian Folk Song “Ganchum em Ari Ari”
    «Քանչումեմ Արի Արի»

يعمل...
X