قفطي (علي يوسف)
Al-Qifti (Ali ibn Youssef-) - Al-Qifti (Ali ibn Youssef-)
القفطي (علي بن يوسف)
(568 ـ 646هـ/1172ـ 1248م)
جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف الشيباني، وزير مؤرخ من الكتّاب، عرف بالقفطي نسبة إلى البلدة التي ولد فيها وهي قِفْط (بكسر القاف وسكون الفاء) بصعيد مصر، لقب بالقاضي الأكرم، وهو عربي صحيح النسب، ينتمي إلى قبيلة شيبان، أمضى بضع سنوات من طفولته في بلدته، ثم سافر إلى القاهرة وتعلم في مدارسها وأخذ عن علمائها وشيوخها، وكانت القاهرة حينئذ عامرة بالمدارس والعلماء مملوءة بالكتب، واجتمع فيها بعدد من أهل العلم، ثم عاد إلى قفط وهو شاب، وأمضى فيها حيناً من الزمن وأخذ عن علمائها، وكان لقفط حينئذٍ شأن كبير؛ إذ كانت ممرَّاً للتجار والحجاج ونزل فيها كثير من أهل العلم الذاهبين إلى الحج أو الآيبين منه، وسافر إلى الإسكندرية طلباً للعلم، وصحب والده إلى بيت المقدس ثم غادره حين تعرض المقدسيون إلى الأهوال والأقدار ويممَّ وجهه إلى حلب، وطاب له المقام فيها واطمأن لها، واجتمع فيها بجماعة من العلماء وذاعت شهرته، وقصده الورّاقون والناسخون وباعة الكتب، ومن أشهرهم ياقوت الحموي. ولي الوزارة في حلب على كره وأدار أعمال الديوان أيضاً.
وكان أبوه صاحب بيان ناصع وإنشاء وخط مليحين، ولاه الأيوبيون أعمالاً في بيت المقدس وصعيد مصر واستوزروه، وبذا اجتمعت لأبي الحسن القفطي ظروف مواتية لتحصيل العلم من نشأته وتعدُّد أسفاره ومجالسته العلماء ومناظرته الأدباء وثقافة والده وعمله في الوزارة والديوان، كل ذلك كان عوناً له على أن يكون أديباً صحيح الملكة كثير الحفظ ذا ذوق أدبي رفيع ومعرفة شاملة، ومحطَّ رحال أهل العلم، إذ حضروا إليه وفاتشوه في علوم شتى، كالنحو واللغة والفقه والحديث فكان حسن الإجابة والفهم.
درس القرآن والحديث وحذق النحو وحفظ اللغة وأحاط بقسط من الفلسفة وعلم الكلام وأخذ النثر عن والده وتمرَّس به، وعني بتنميق اللفظ واهتم بالسجع وقصد إلى التورية والجناس، ونظم الشعر، لكنه كان متكلفاً كثير الصنعة فيه قليل النظم.
تعلق القفطي باقتناء الكتب وأنفق النفيس في شرائها، وعمرت داره في حلب حتى غدت قبلة للوراقين.
من أشهر شيوخه محمد بن محمد ابن بنان الأنباري، أخذ عنه القراءة وسمع منه كتاب «الصحاح» للجوهري، وأبو طاهر السلفي، وصالح بن عادي العذريّ.
ترك مؤلفات كثيرة من مثل «إخبار العلماء بأخبار الحكماء» و«أخبار المتيمين» و«أخبار المحمّدين من الشعراء»، واشهر مصنفاته كتابه «إنباه الرواة على أنباه النحاة»، وهو معجم شامل ترجم لمشايخ علمي النحو واللغة ومن كان له أدنى صلة بالنحو واللغة من القراء والفقهاء والمحدثين والمتكلمين والأدباء والشعراء، وجاءت تراجم الكتاب شاملة فلم تختص بعصر من العصور ولا بإقليم من الأقاليم، وكان اعتماد صاحبه على كتب التراجم والسير والأخبار التي ألفت قبله من مثل «تاريخ بغداد» للخطيب و«تاريخ دمشق» لابن عساكر، وعلى ما حصله من معارف وسمعه من شيوخه وشاهده في أسفاره وأفاد منه في مجالسه.
رتب تراجمه وفق حروف المعجم مع بعض التجاوز، وللكتاب أسماء عرف بها من مثل «أخبار النحاة» و«تاريخ النحاة»، وهو مطبوع في مطبعة دار الكتب المصرية بتحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم.
إبراهيم عبد الله
Al-Qifti (Ali ibn Youssef-) - Al-Qifti (Ali ibn Youssef-)
القفطي (علي بن يوسف)
(568 ـ 646هـ/1172ـ 1248م)
جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف الشيباني، وزير مؤرخ من الكتّاب، عرف بالقفطي نسبة إلى البلدة التي ولد فيها وهي قِفْط (بكسر القاف وسكون الفاء) بصعيد مصر، لقب بالقاضي الأكرم، وهو عربي صحيح النسب، ينتمي إلى قبيلة شيبان، أمضى بضع سنوات من طفولته في بلدته، ثم سافر إلى القاهرة وتعلم في مدارسها وأخذ عن علمائها وشيوخها، وكانت القاهرة حينئذ عامرة بالمدارس والعلماء مملوءة بالكتب، واجتمع فيها بعدد من أهل العلم، ثم عاد إلى قفط وهو شاب، وأمضى فيها حيناً من الزمن وأخذ عن علمائها، وكان لقفط حينئذٍ شأن كبير؛ إذ كانت ممرَّاً للتجار والحجاج ونزل فيها كثير من أهل العلم الذاهبين إلى الحج أو الآيبين منه، وسافر إلى الإسكندرية طلباً للعلم، وصحب والده إلى بيت المقدس ثم غادره حين تعرض المقدسيون إلى الأهوال والأقدار ويممَّ وجهه إلى حلب، وطاب له المقام فيها واطمأن لها، واجتمع فيها بجماعة من العلماء وذاعت شهرته، وقصده الورّاقون والناسخون وباعة الكتب، ومن أشهرهم ياقوت الحموي. ولي الوزارة في حلب على كره وأدار أعمال الديوان أيضاً.
وكان أبوه صاحب بيان ناصع وإنشاء وخط مليحين، ولاه الأيوبيون أعمالاً في بيت المقدس وصعيد مصر واستوزروه، وبذا اجتمعت لأبي الحسن القفطي ظروف مواتية لتحصيل العلم من نشأته وتعدُّد أسفاره ومجالسته العلماء ومناظرته الأدباء وثقافة والده وعمله في الوزارة والديوان، كل ذلك كان عوناً له على أن يكون أديباً صحيح الملكة كثير الحفظ ذا ذوق أدبي رفيع ومعرفة شاملة، ومحطَّ رحال أهل العلم، إذ حضروا إليه وفاتشوه في علوم شتى، كالنحو واللغة والفقه والحديث فكان حسن الإجابة والفهم.
درس القرآن والحديث وحذق النحو وحفظ اللغة وأحاط بقسط من الفلسفة وعلم الكلام وأخذ النثر عن والده وتمرَّس به، وعني بتنميق اللفظ واهتم بالسجع وقصد إلى التورية والجناس، ونظم الشعر، لكنه كان متكلفاً كثير الصنعة فيه قليل النظم.
تعلق القفطي باقتناء الكتب وأنفق النفيس في شرائها، وعمرت داره في حلب حتى غدت قبلة للوراقين.
من أشهر شيوخه محمد بن محمد ابن بنان الأنباري، أخذ عنه القراءة وسمع منه كتاب «الصحاح» للجوهري، وأبو طاهر السلفي، وصالح بن عادي العذريّ.
ترك مؤلفات كثيرة من مثل «إخبار العلماء بأخبار الحكماء» و«أخبار المتيمين» و«أخبار المحمّدين من الشعراء»، واشهر مصنفاته كتابه «إنباه الرواة على أنباه النحاة»، وهو معجم شامل ترجم لمشايخ علمي النحو واللغة ومن كان له أدنى صلة بالنحو واللغة من القراء والفقهاء والمحدثين والمتكلمين والأدباء والشعراء، وجاءت تراجم الكتاب شاملة فلم تختص بعصر من العصور ولا بإقليم من الأقاليم، وكان اعتماد صاحبه على كتب التراجم والسير والأخبار التي ألفت قبله من مثل «تاريخ بغداد» للخطيب و«تاريخ دمشق» لابن عساكر، وعلى ما حصله من معارف وسمعه من شيوخه وشاهده في أسفاره وأفاد منه في مجالسه.
رتب تراجمه وفق حروف المعجم مع بعض التجاوز، وللكتاب أسماء عرف بها من مثل «أخبار النحاة» و«تاريخ النحاة»، وهو مطبوع في مطبعة دار الكتب المصرية بتحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم.
إبراهيم عبد الله