الكذب ضروري في بعض الأحيان، لكن الكثير منه من الممكن أن يؤدي إلى اضطرابات نفسية أعمق.
أربع سنوات من التعليم الجامعي وجرعة ثابتة من تلفزيون الواقع؛ جعلت الأمريكيين بارعين جدًا في اكتشاف الكاذبين، ويبدو أن كل شخص يعرف على الأقل شخصًا واحدًا يتقلب بشكل إلزامي -يحرف الحقيقة سواء لتحقيق مكاسب أو حتى لضرر أكبر كتدمير شخص آخر- ونحن ندعو هؤلاء الناس بالطبع بالكاذبين المرضيين.
Psychiatry is a little less cavalier about the pathological part ، الأمراض هي الظروف أو الاضطرابات التي تكون ملازمة لصحة شخص ما، فالتصلب المتعدد مرض والسرطان مرض، إلا أن الطبعة الأخيرة من الدليل التشخيصي والإحصائي (DSM) (the Diagnostic and Statistical Manual) -الكتاب الموثوق بالنسبة للطب النفسي- لم يدرج الكذب ضمن قائمة الأمراض الخاصة به ودعاه في بعض الأحيان بالكذب التخيلي.
مثل الاعتلال الاجتماعي والاعتلال العقلي وأشكال أخرى من الانحراف الاجتماعي؛ أقرب شيء إلى الكذب تضمنه الDSM هو اضطراب الشخصية المعادي للمجتمع، والكذب المرضي ليس سوى عرض محتمل لذلك التشخيص الأكبر، فهل بإمكاننا حتى أن نقول أنه حقيقي؟
لماذا الكذب؟
حتى لو أنه غير موجود في الـ (DSM)، فالكذب المرضي موجود في الأدب.
في عام 2005 نشر مجموعة من الأطباء النفسيين تقريرًا حاول استجلاء بعض المفاهيم الخاطئة عن هذا الاضطراب، في البداية هنالك العديد من المداخل في الكتاب والتي تحوم حول الكذب المرضي لكنها لا تتحدث عنه بشكل مباشر.
التمارض على سبيل المثال هو عندما يقوم الشخص بالمبالغة بأعراضه النفسية أو الجسدية عادة لتجنب عمل محدد أو ليتجنب الملاحقة الجنائية.
وهنالك الاضطراب المفتعل، الذي يقوم الشخص فيه بالتزييف المتعمد لظرف بشكل تام، عادة من أجل تحقيق مكاسب مماثلة.
اضطراب الشخصية المعادي للمجتمع يشير إلى أن الكذب المعتاد هو عرض من أعراض الانفصال ونقص المشاعر والبرود، لكن يبقى تشخيص الكذب غير ضروري.
يقول الباحثون: « على الرغم من أن الكذب المرضي عرف في الأدب منذ أكثر من 100 عام؛ لكن الأبحاث المتعلقة به كانت قليلة وأهميتها لممارسة الطب النفسي غير واضحة إلى حد كبير».
ويعتبر الدكتور هوارد فورمان (Howard Forman) المدير الطبي لخدمات استشارات الإدمان في المركز الطبي في مونتفيوري (Montefiore Medical Center) أن الكذب المرضي لون ضمن طيف، وفي نهاية المطاف يحتاج الأطباء إلى تشخيص أبيض وأسود للتعامل مع مرضاهم -إذا كانوا بحاجة للدواء أم لم يكونوا- إلا أن توصيف المرض على الشخص لم يكن أبدًا قاطعًا.
الكذب هو ظاهرة معقدة تتحول في بعض الأحيان إلى عادة، والجزء العصيب هو فهم سبب شعور الشخص أنه مضطر للقيام بذلك.
يقول الدكتور فورمان: «أعتقد أنه إذا كان هنالك عامل تحفيز رئيسي -عالمي غالبًا- فهو تجنب العار».
في بعض الأحيان يتضمن ذلك العار نقصًا في قدرات معينة مثل موازنة دفتر الشيكات أو قراءة عواطف الشريك، ولذلك فلكي نعوض عن قصور لدينا؛ فنحن قد نقوم بإخفاء الحقيقة رغبة منا في حماية أنفسنا.
لكن الكذب لديه جانب مظلم، فالأكذوبة البسيطة قد تكون غير ضارة في البداية إلا أنه قد يكون لها أثر تراكمي يجعلنا مرتاحين مع الكذب، لدرجة أن نضحي بالأخرين من أجل مكاسبنا الشخصية.
في يوم ما نكذب حول أكل جميع قطع بوظة الشوكولا بالنعناع، وفي اليوم التالي نؤلف كتابًا لكي نربح الملايين.
لمنع هذه المشاهد من أن تحدث؛ فإن الأطباء النفسيين عادة ما يريدون معرفة ما هو الكذب بالضبط، وإذا ما كانوا قادرين على فهم أين يبدأ الكذب والأفكار التي تحدث فعندها يمكنهم أن يفهموا الكذب بشكل أفضل ويحددوه، وهنا أيضًا واجهتنا المشاكل.
رغم وجود بعض البيانات التي تشير إلى ضعف الجاهز العصبي في %40 من حالات الكذب القهري، وبحث آخر يظهر أوجه قصور الذكاء أو قصور استقرار الحياة المنزلية كأسباب محتملة، إلّا أن فورمان يقول أن هذه الإدعاءات خادعة.
ويقول: «أعتقد أن الضعف في هذا، هو أن العديد من شبابنا الذين ينشأون في حالات الحرمان، وينشأون أيضًا في بيئات تكون فيها العلاقة مع الشرطة وتنفيذ القانون أقل من المثالية»، هذا الافقتار إلى السلطة يترجم إلى كذب والذي قد يعتبر كصفة مرضية بدلًا من صفة رجعية أو أيديولوجية.
أضاف قائلًا: «لدي مخاوف أنه في بعص التشخيصات التي لدينا وبشكل خاص تشخيصاتنا مثل اضطراب الشخصية المعادي للمجتمع، وهو إلى حد ما حدده مشاكل مع القانون، فإن الأفراد من الفئات الاجتماعية والاقتصادية الدنيا قد يكون حصولها على هذا الاسم غير عادل حقًا».
الكذب المرضي لا يأتي من العدم مثل الورم، من مكان ما على طول الخط، ثم لعدة سنوات بعد ذلك يتم تعلمه.
التركيز الذي يقوم فورمان بالدفع له هو تعويد الأطفال على أن لا يكذبوا، عندما يأخذ الطفل قطعة من الكعكة ويحاول إخفاء ذلك عندما يقبض عليه؛ فالأمر متروك للوالدين لتأديبه، لكن إن لم يحاول إخفاءها؛ فهذا سيخبر دماغه أن الكذب يؤتي ثماره.
القضاء على تلك الأفكار في وقت مبكرا جدا هو أحد السبل للتأكد من عدم حدوث الكذب المرضي .
مع أخذ ذلك بعين الاعتبار، في بعض الأحيان لا يزال الكذب ضروريًا فهو أداة اجتماعية لتحقيق السلام بنفس طريقة سؤال شخص ما: هل بإمكانك تمرير الملح؟ يتيح لنا الحصول على ما نريده دون الحاجة لطلب ذلك، الخدعة تقترب من الاتفاق مع السلوك الخاص بنا، ولذا فإننا يمكن أن نكون واعين إلى درجة كافية لمعرفة ما إذا كان الكذب مبررًا فقط لأنه لا يضر أحد؟
ويقول فورمان: «الأكاذيب التي تحث على مساعدة زملائك على الحصول على يوم أفضل ويوم أكثر إشباعًا وحياة أكثر إشباعًا؛ هذه الأكاذيب لا تضر الناس، الضرر الحقيقي يأتي من تلك الأكاذيب التي تنطلق من مصلحة الناس الذاتية».
الكذب ضروري في بعض الأحيان، لكن الكثير منه من الممكن أن يؤدي إلى اضطرابات نفسية أعمق.
أربع سنوات من التعليم الجامعي وجرعة ثابتة من تلفزيون الواقع؛ جعلت الأمريكيين بارعين جدًا في اكتشاف الكاذبين، ويبدو أن كل شخص يعرف على الأقل شخصًا واحدًا يتقلب بشكل إلزامي -يحرف الحقيقة سواء لتحقيق مكاسب أو حتى لضرر أكبر كتدمير شخص آخر- ونحن ندعو هؤلاء الناس بالطبع بالكاذبين المرضيين.
Psychiatry is a little less cavalier about the pathological part ، الأمراض هي الظروف أو الاضطرابات التي تكون ملازمة لصحة شخص ما، فالتصلب المتعدد مرض والسرطان مرض، إلا أن الطبعة الأخيرة من الدليل التشخيصي والإحصائي (DSM) (the Diagnostic and Statistical Manual) -الكتاب الموثوق بالنسبة للطب النفسي- لم يدرج الكذب ضمن قائمة الأمراض الخاصة به ودعاه في بعض الأحيان بالكذب التخيلي.
مثل الاعتلال الاجتماعي والاعتلال العقلي وأشكال أخرى من الانحراف الاجتماعي؛ أقرب شيء إلى الكذب تضمنه الDSM هو اضطراب الشخصية المعادي للمجتمع، والكذب المرضي ليس سوى عرض محتمل لذلك التشخيص الأكبر، فهل بإمكاننا حتى أن نقول أنه حقيقي؟
لماذا الكذب؟
حتى لو أنه غير موجود في الـ (DSM)، فالكذب المرضي موجود في الأدب.
في عام 2005 نشر مجموعة من الأطباء النفسيين تقريرًا حاول استجلاء بعض المفاهيم الخاطئة عن هذا الاضطراب، في البداية هنالك العديد من المداخل في الكتاب والتي تحوم حول الكذب المرضي لكنها لا تتحدث عنه بشكل مباشر.
التمارض على سبيل المثال هو عندما يقوم الشخص بالمبالغة بأعراضه النفسية أو الجسدية عادة لتجنب عمل محدد أو ليتجنب الملاحقة الجنائية.
وهنالك الاضطراب المفتعل، الذي يقوم الشخص فيه بالتزييف المتعمد لظرف بشكل تام، عادة من أجل تحقيق مكاسب مماثلة.
اضطراب الشخصية المعادي للمجتمع يشير إلى أن الكذب المعتاد هو عرض من أعراض الانفصال ونقص المشاعر والبرود، لكن يبقى تشخيص الكذب غير ضروري.
يقول الباحثون: « على الرغم من أن الكذب المرضي عرف في الأدب منذ أكثر من 100 عام؛ لكن الأبحاث المتعلقة به كانت قليلة وأهميتها لممارسة الطب النفسي غير واضحة إلى حد كبير».
ويعتبر الدكتور هوارد فورمان (Howard Forman) المدير الطبي لخدمات استشارات الإدمان في المركز الطبي في مونتفيوري (Montefiore Medical Center) أن الكذب المرضي لون ضمن طيف، وفي نهاية المطاف يحتاج الأطباء إلى تشخيص أبيض وأسود للتعامل مع مرضاهم -إذا كانوا بحاجة للدواء أم لم يكونوا- إلا أن توصيف المرض على الشخص لم يكن أبدًا قاطعًا.
الكذب هو ظاهرة معقدة تتحول في بعض الأحيان إلى عادة، والجزء العصيب هو فهم سبب شعور الشخص أنه مضطر للقيام بذلك.
يقول الدكتور فورمان: «أعتقد أنه إذا كان هنالك عامل تحفيز رئيسي -عالمي غالبًا- فهو تجنب العار».
في بعض الأحيان يتضمن ذلك العار نقصًا في قدرات معينة مثل موازنة دفتر الشيكات أو قراءة عواطف الشريك، ولذلك فلكي نعوض عن قصور لدينا؛ فنحن قد نقوم بإخفاء الحقيقة رغبة منا في حماية أنفسنا.
لكن الكذب لديه جانب مظلم، فالأكذوبة البسيطة قد تكون غير ضارة في البداية إلا أنه قد يكون لها أثر تراكمي يجعلنا مرتاحين مع الكذب، لدرجة أن نضحي بالأخرين من أجل مكاسبنا الشخصية.
في يوم ما نكذب حول أكل جميع قطع بوظة الشوكولا بالنعناع، وفي اليوم التالي نؤلف كتابًا لكي نربح الملايين.
لمنع هذه المشاهد من أن تحدث؛ فإن الأطباء النفسيين عادة ما يريدون معرفة ما هو الكذب بالضبط، وإذا ما كانوا قادرين على فهم أين يبدأ الكذب والأفكار التي تحدث فعندها يمكنهم أن يفهموا الكذب بشكل أفضل ويحددوه، وهنا أيضًا واجهتنا المشاكل.
رغم وجود بعض البيانات التي تشير إلى ضعف الجاهز العصبي في %40 من حالات الكذب القهري، وبحث آخر يظهر أوجه قصور الذكاء أو قصور استقرار الحياة المنزلية كأسباب محتملة، إلّا أن فورمان يقول أن هذه الإدعاءات خادعة.
ويقول: «أعتقد أن الضعف في هذا، هو أن العديد من شبابنا الذين ينشأون في حالات الحرمان، وينشأون أيضًا في بيئات تكون فيها العلاقة مع الشرطة وتنفيذ القانون أقل من المثالية»، هذا الافقتار إلى السلطة يترجم إلى كذب والذي قد يعتبر كصفة مرضية بدلًا من صفة رجعية أو أيديولوجية.
أضاف قائلًا: «لدي مخاوف أنه في بعص التشخيصات التي لدينا وبشكل خاص تشخيصاتنا مثل اضطراب الشخصية المعادي للمجتمع، وهو إلى حد ما حدده مشاكل مع القانون، فإن الأفراد من الفئات الاجتماعية والاقتصادية الدنيا قد يكون حصولها على هذا الاسم غير عادل حقًا».
الكذب المرضي لا يأتي من العدم مثل الورم، من مكان ما على طول الخط، ثم لعدة سنوات بعد ذلك يتم تعلمه.
التركيز الذي يقوم فورمان بالدفع له هو تعويد الأطفال على أن لا يكذبوا، عندما يأخذ الطفل قطعة من الكعكة ويحاول إخفاء ذلك عندما يقبض عليه؛ فالأمر متروك للوالدين لتأديبه، لكن إن لم يحاول إخفاءها؛ فهذا سيخبر دماغه أن الكذب يؤتي ثماره.
القضاء على تلك الأفكار في وقت مبكرا جدا هو أحد السبل للتأكد من عدم حدوث الكذب المرضي .
مع أخذ ذلك بعين الاعتبار، في بعض الأحيان لا يزال الكذب ضروريًا فهو أداة اجتماعية لتحقيق السلام بنفس طريقة سؤال شخص ما: هل بإمكانك تمرير الملح؟ يتيح لنا الحصول على ما نريده دون الحاجة لطلب ذلك، الخدعة تقترب من الاتفاق مع السلوك الخاص بنا، ولذا فإننا يمكن أن نكون واعين إلى درجة كافية لمعرفة ما إذا كان الكذب مبررًا فقط لأنه لا يضر أحد؟
ويقول فورمان: «الأكاذيب التي تحث على مساعدة زملائك على الحصول على يوم أفضل ويوم أكثر إشباعًا وحياة أكثر إشباعًا؛ هذه الأكاذيب لا تضر الناس، الضرر الحقيقي يأتي من تلك الأكاذيب التي تنطلق من مصلحة الناس الذاتية».
المصدر:ibelieveinsci