أظهرت عِدة دراسات سابقة أنّ المُعتقدات الدينية والروحانيّة قد يُشكلان حماية من الإكتئاب، وأنّ هذه المعتقدات مُرتبطة بالسّعادة.
أما الآن، وبعد إجراء دراسة كبيرة تابعت المشاركين لمدة عام كامل، وجد باحثون علاقةً طردية بين الإعتقاد الديني والإكتئاب. الدّين، بل والروحانية الغير مرتبطة بدينٍ رسميّ أيضًا، غير مفيدَين في الحماية من تدني الحالة النفسية، بل ويُمكن أنْ يكونا مُرتبطين بزيادة الإكتئاب.
شملت الدّراسة 8000 شخص يتعالجون في عيادات بسبعِ دول مختلفة لمدة تتراوح بين 6-12 شهر. العيادات العامة كانت بالمملكة المتحدة، إسبانيا، سلوفنيا، إستونيا، هولندا، البرتغال، وشيلي. وقد غَطّت هذه الدراسة أشخاصًا يسكنون بالريف والمدينة مع إختلافات إجتماعية وإقتصادية.
توصّلت الدراسة أنه، بغض النظر عن الدولة، كلما زاد المُعتقد الدّيني ارتفع خَطر ظهور الإكتئاب. على الرغم من أنّ وجود رابط بين الفهم الدّيني للحياة وبداية الإكتئاب اختلف من دولةٍ لأخرى، إلا أنهم لم يجدوا أي إثبات على أنّ الروحانية قد تحمي الشخص من الإكتئاب، ولكن كانت هناك أدلة ضعيفة تُشير إلى أنّ الحياة الدينية قد تحميه في بلدَين – سلوفينيا وهولندا.
أما في المملكة المتحدة، فكان المشاركين الروحانيين أكثر عرضةً بثلاث مرات للإصابة بالإكتئاب من المشاركين العلمانيين.
على الرغم من أنّ المعتقدات الدينية أو العلمانية كانتا مستقرتين نسبيًا في معظم المشاركين خلال التجربة، لكن اكثر من ربع المشاركين في هذه الدراسة تغيّرت رؤيتهم للحياة أثناء فترة الدراسة.
بحيث أن أولائك الذين سلكوا طريق الحياة الدينية ارتفع لديهم خطر الإكتئاب، بعكس من اختار تغيير طريقه للحياة العلمانية.
حدوث الإكتئاب خلال الـ12 شهر كان متشابهًا بين أصحاب الديانات المختلفة: الكاثوليك 9.8%، البروتستانت 10.9%، باقي الأديان 11.5%، لا دين مُحدد (روحانيّة) 10.8%. كما لوحِظَ أنّ الأشخاص المصابون بأيّ نوع من الإضطرابات العقليّة مثل الإكتئاب، يمكنهم أن يسلكوا طريق “البحث عن معنى” لتخفيف أعراض إضطرابهم.
قد يُفسر هذا نتائج أبحاث سابقة وجدت صلة بين الموقف الديني أو الروحاني والضعف في الصحة العقلية. أبحاث سابقة وجدت أنّ للدين تأثير وقائي أثناء وبعد الأحداث المؤثرة، لكن هذه الدراسة لم تجد دليل يؤكد ذلك.
اعترف الباحثون بوجود تشكيلة واسعة من النتائج المتناقضة مع غيرهم من الباحثين في هذا الشّأن مما يجعل التوصُّل لنتيجة نهائية أمرٌ بغاية الصعوبة.
المصدر:ibelieveinsci