ضعف الانتصاب مرض يمكن تجنبه ومعالجته.. كيف؟
بواسطة: DWW
يشعر الرجال بالحرج عند الحديث عن العجز الجنسي، لكن يتلاشى هذا الحرج عند الذهاب إلى طبيب المسالك البولية لأنهم يعتقدون أن الحديث معه هو السبيل الوحيد لمساعدتهم خاصة إذا كانوا يعانون من ضعف الانتصاب. فعلى سبيل المثال، عند التحدث مع استشاري المسالك البولية في مدينة ميونيخ الألمانية عتيق الله عزيز يتضح لنا أن ضعف الانتصاب نادرا ما يأتي بمفرده.
الفحولة تساوي الذكورة!
يشير عزيز إلى أنه في ألمانيا وحدها، يعاني ما بين أربعة ملايين إلى ستة ملايين رجل من "ضعف الانتصاب"، ويضيف بأن هذه الأرقام هي الرسمية فقط والتي جُمعت للدراسات الوبائية، لكن "الرقم الحقيقي سيكون أكبر من ذلك بكثير".
وفي ضوء مثل هذه الأرقام، قد يبدو من المنطقي القول بأن ضعف الانتصاب عند الرجال بات شائعا، إلا أن الخبراء يقولون إن حوالي 20 بالمائة فقط من الرجال الذين يعانون من ضعف الانتصاب يذهبون إلى الطبيب.
ونرى الجمعية الألمانية "Selbsthilfegruppe Impotenz" التي تساعد في التغلب على العجز الجنسي وتدعى أنه في بعض الحالات يربط الرجال الفحولة بالرجولة وعندما يعانون من ضعف جنسي يشعرون وكأنهم ليسوا أسوياء ويشعرون بالحرج حتى في الحديث إلى زوجاتهم عن الأمر. وقالت الجمعية إن الشعور بالحرج أو بالخجل جراء الإصابة بالضعف الجنسي أو ضعف الانتصاب قد تكون له تداعيات كارثية.
ضعف الانتصاب إنذار مبكر!
يشير الطبيب عزيز إلى أهمية أخذ قضية الإصابة بضعف الانتصاب على محمل الجد، ليس لتأثير ذلك على العلاقات الحميمة وممارسة الجنس فقط، وإنما "ضعف الانتصاب قد يكون مؤشرا مبكرا على الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل النوبات القلبية". ما يعني أنه "إذا كان القلب مريضا فالقضيب أيضا مريض"!
ويؤكد عزيز على هذا بقوله إن الأطباء لا يفحصون الرجال الذين يعانون من ضعف الانتصاب عن طريق فحص أعضائهم الذكورية. ويقول "نجد في الغالب أن ضعف الانتصاب مرتبط بشيء آخر، على سبيل المثال أمراض السكري أو السمنة أو التدخين أو إدمان شرب الكحول".
تجنب ضعف الانتصاب
وينصح الدكتور عزيز في كثير من الأحيان المرضى الذين يقصدون عيادته بتغيير نمط حياتهم، فيما أشارت دراسة أمريكية حديثة إلى وجود ارتباط بين النظام الغذائي الصحي وانخفاض خطر الإصابة بضعف الانتصاب.
ويقدم مقال نشرته كلية الطب بجامعة هارفارد الوصفة السحرية لتجنب الإصابة بضعف الانتصاب أو بالأحرى خمس طرق يمكن أن تساعد الرجال على تجنب ضعف الانتصاب أو حتى الشفاء منه. ويتضمن ذلك ممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي جيد والحفاظ على القلب والأوعية الدموية وتجنب زيادة الوزن والسمنة وإجراء تمارين لتقوية عضلات قاع الحوض.
ورغم بساطة مثل هذه الأمور، إلا أن الطبيب عزيز يرى أن الكثير من الرجال للأسف "يفضلون تناول العقاقير بدلا من حل المشكلة". وعند الحديث عن العقاقير، يتبادر إلى الذهن عقار "الفياغرا" أولا. فيما تعتمد معظم العقاقير التي تعالج ضعف الانتصاب على المثبطات التي تعمل على زيادة تدفق الدم إلى القضيب من أجل الانتصاب.
بيد أن العقاقير لا تقدم العون في جميع الحالات، حيث يشير عزيز إلى إمكانية اللجوء إلى تحفيز الأوردة الكهفية أو الخضوع لعمليات زرع قضيب في الحالات المستعصية. وتحتاج عمليات زرع القضيب إلى مضخات لكي تعمل، إذ يتعين إدخال مضخة في كيس الصفن وعندما تعمل المضخة فإن السائل يتدفق إلى القضيب المزروع ومن ثم تحدث عملية الانتصاب. ويشدد عزيز على ضرورة الذهاب إلى الطبيب في حالة الشعور بالإصابة بضعف الانتصاب، لأن تجاهل الأمر قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة.
صفاء الذهن
يشير أخصائي أمراض المسالك البولية، إلى أن الصحة العقلية والنفسية قد تكون السبب وراء الإصابة بضعف الانتصاب خاصة بين الشباب بسبب ضغوط العمل والمشاكل العاطفية فضلا عن الاكتئاب. وكما يمكن أن يكون ضعف الانتصاب مؤشرا على الإصابة بأمراض القلب، يمكن أن يكون ضعف الانتصاب أيضا تحذيرا مبكرا للإصابة بمشاكل نفسية، فيما تزداد حالة القلق والاكتئاب عند الإصابة بضعف جنسي.
وفي ذلك، يشير عزيز إلى أن الأمر يبدو وكأنه حلقة مفرغة، بيد أن المخرج الوحيد يكمن في التغلب على مشاعر الحرج ومواجهة المشكلة. ويقول، في بعض الحالات قد لا يكون سبب الإصابة بضعف الانتصاب مرض عضوي، بل ربما يكون "مرضا نفسيا"!
هل تكفي العقاقير؟
في مطلع العام الجاري 2021، نشر باحثون دراسة اقترحوا فيها إمكانية تحقيق أفضل معدلات الشفاء من حالات الضعف الجنسي من خلال الجمع بين العلاج بالعقاقير وتحسين الحالة النفسية للمرضى.
وتشير جمعية "Selbsthilfegruppe Impotenz" إلى أن الرجال في كثير من الأحيان يُرغمون على الحديث عن ضعفهم الجنسي إذا كانوا متزوجين أو مرتبطين بعلاقة عاطفية، خوفا من خسارة شريكة حياتهم.
يوليا فيرجين/ م.ع
تعليق