الفن من أجل الحرية": فوتوغرافيات "عين اليمن" في السويد
صدام الزيدي
فوتوغراف
فوتوغرافيات الغابري في السويد
شارك هذا المقال
حجم الخط
بعد نجاح معرض "الفن من أجل الحرية والديمقراطية" للمصور اليمني الحائز على لقب "عين اليمن" عبد الرحمن الغابري، الذي أقيم مؤخرًا في مدينتي مالمو وكارخانستاد السويديتين، انتقل المعرض إلى "جامعة لوند" للتعريف بملامح من الحياة اليمنية كما التقطتها عدسته منذ عقد السبعينيات من القرن الماضي حتى الآن.
لكن عبد الرحمن الغابري، أحد أشهر المصورين الفوتوغرافيين اليمنيين، ظل عالقًا في القاهرة، بعد أن رفضت السلطات السويدية منحه فيزا لحضور سلسلة معارض فنية فوتوغرافية تضاف إلى سجل حافل لمعارضه المحلية والدولية التي تزيد عن 70 معرضًا.
وقال الغابري لـ "ضفة ثالثة": "فشلت الجهود في إقناع السلطات السويدية (قنصليتها في القاهرة) في منحي تأشيرة دخول إلى مملكة السويد لحضور معرضي الفني الفوتوغرافي الفن من أجل الحرية، الذي تشهده ثلاث مدن سويدية على التوالي".
السلام عبر الفن
وإزاء هذه الخطوة التي اتخذتها القنصلية السويدية، عبّر الغابري عن خيبة أمله من عدم منحه فيزا لدخول الأراضي السويدية بقوله: "كنت نويت أن آتي إلى بلاد نوبل لا لكي أعرض عبوات الديناميت بل لأعرض صور السلام والحرية والتعايش، وكنت أتمنى أن ينتصر السلام على العبوات الناسفة".
ولمح الغابري إلى أن "رفض القنصلية السويدية في القاهرة منحه التأشيرة هو ظنهم أنه في حال تم منحه التأشيرة سيتقدم بطلب لجوء سياسي"، منوهًا بأنه لن يقبل أي لجوء مهما عرض عليه: "لن ألجأ إلا إلى اليمن؛ لأنني مفتون بها، ولي معها حكاية طويلة تُدوِّنها عدستي كل يوم".
تضامن لم يصغ له السويديون
أعلن مثقفون وفنانون يمنيون في بيانات لهم مناشدتهم السلطات السويدية السماح للفنان عبد الرحمن الغابري بالدخول إلى السويد لحضور معرضه الفني، لكن مناشداتهم لم يصغ لها أحد هناك، بينما فتح المعرض أبوابه للمرتادين في مدينة مالمو ثم في كارخانستاد وصولًا إلى "جامعة لوند" التي احتضنت يوميات المعرض حتى 12 ديسمبر 2018.
"عين اليمن"
عبد الرحمن الغابري يناديه الوسط الفني والأدبي اليمني باسم "عين اليمن" تقديرًا لمسيرته المشرقة في فن التصوير ولبراعة عدسته التي جابت اليمن (كما ترحلت في بلدان عالمية أيضًا) من شرقه إلى غربه ملتقطةً جمال طبيعته وملامح من مدنه الآثارية وتقاسيم وجوه البسطاء والساسة ومشاهير الأدب والفن. وتزامن معرضه الدولي "الفن من أجل الحرية" هذه المرة مع جولة جديدة من الحوار بين الأطراف السياسية اليمنية في ستوكهولم ومدن أخرى في السويد، وهنا كان لا بد من أن يعبر الفنان الغابري عن أمنية واحدة أخيرة (بعد اعتذار القنصلية السويدية في القاهرة منحه فيزا): "أرجو من كل صديق لي وللفن أن يعمل إشارة لكل من يعرف من الإعلاميين والمتحاورين اليمنيين المتواجدين في السويد بأن يحضروا معرضي الفني مع محبتي للجميع".
بعيدًا عن زاوية البندقية
وغير بعيد، تداول ناشطون يمنيون على "فيسبوك" الأمنية ذاتها، وإن بصيغ متفاوتة. كما دعت الجالية اليمنية بالسويد "كل اليمنيين في السويد والدول الاسكندنافية والمتحاورين اليمنيين في ستوكهولم أن يعرجوا على معرض الفن من أجل الحرية لعلهم يرون اليمن من زاوية مختلفة غير زاوية البندقية".
عن المعرض قال الغابري إنه يضم عددًا من أعماله الفوتوغرافية التي تتناول ملامح مهمة من التحولات الاجتماعية والسياسية والثقافية التي عاشها اليمن خلال الأربعين سنة الماضية.
معرض وكتاب فني
أشار الغابري إلى أن المعرض (الذي يقام ضمن مشروع تنفذه مؤسسة ابن رشد التعليمية في السويد، بتمويل المعهد السويدي وبالشراكة مع منظمة الهوية اليمنية في اليمن وعدد من الجهات منها جامعة لوند) تضمن أيضًا إصدار كتاب فني يحتوي على لوحات المعرض ولمحات موجزة عن تاريخ الإنسان وقصته التي تقف خلف كل لوحة إضافة إلى معلومات عن "مشروع مؤسسة ابن رشد"، وكيف خرجت فكرته إلى النور، وكيف يمكن الإسهام بالصورة والفن من أجل تعزيز قيم الحرية والديمقراطية والمساواة وحقوق الإنسان.
وكان اليوم الافتتاحي للمعرض شهد جلسات تناولت فعاليات مختلفة منها ثلاثة عروض ناقشت فكرة المشروع، إضافة إلى مناقشة الحالة الفنية والثقافية والتحديات التي يعيشها اليمن حاليًا، شارك فيها كل من الباحث محمد المحفلي (باحث يمني يتواجد بالسويد)، كما شاركت الباحثة يوشكا وسلس، والفنان اليمني عبد الجبار السهيلي، وحازم يونس، والأخير مسؤول عن المشروع ممثلًا عن "مؤسسة ابن رشد التعليمية".
الإبداع كقيمة إيجابية
يركز المشروع في مجمله على قوة الإبداع في إحداث تحولات نوعية داخل المجتمع اعتمادًا على هذه الطاقة الناعمة الكامنة فيه، كما أنه يجد في صور الفنان الغابري مادة ملائمة لهذه الفكرة، ذلك أن "قيمًا مثل الحرية والديمقراطية والمساواة ليست شيئًا وافدًا إنما هي عناصر كامنة في بنية المجتمع ويمكن من خلال التفتيش في موروثنا الثقافي أن نصل إلى مجتمع حديث لا يغادر هذه القيم الإيجابية".
الغابري في "أروقة"
عبرّت مؤسسة "أروقة للدراسات والترجمة والنشر" في القاهرة عن تضامنها مع الفنان الفوتوغرافي عبد الرحمن الغابري، على طريقتها، إذ احتفت به في أمسية فنية تحدث فيها عن تجربته في التصوير الفوتوغرافي الممتدة منذ عقد السبعينيات، مقدمًا نصائحه إلى المصورين الشباب. كما تحدث عن أرشيفه الفوتوغرافي الذي يقدر بنحو مليوني صورة متنوعة هي حصيلة رحلة فنية مضيئة، منوهًا أن من بين الصور التي التقطتها عدسته ثمة صور ما زالت قريبة من روحه وهي لمشاهير كثر في الأدب والسياسة والفن غير أنّ صورة والدته وهي في الحقل تظلّ الأقرب جدًا إلى روحه، كما يقول.
ونوه الغابري بأن نتاجه الفني من الصور الفوتوغرافية يتوزع على ثلاثة أقسام: بوزاتيف، نيقاتيف، وقسم الصور الرقمية. وأعرب عن شكره لمؤسسة "أروقة" ورئيسها الشاعر والباحث هاني الصلوي، وكل من ساهم في إقامة فعالية تحتفي بتجربته الفنية.
صدام الزيدي
فوتوغراف
فوتوغرافيات الغابري في السويد
شارك هذا المقال
حجم الخط
بعد نجاح معرض "الفن من أجل الحرية والديمقراطية" للمصور اليمني الحائز على لقب "عين اليمن" عبد الرحمن الغابري، الذي أقيم مؤخرًا في مدينتي مالمو وكارخانستاد السويديتين، انتقل المعرض إلى "جامعة لوند" للتعريف بملامح من الحياة اليمنية كما التقطتها عدسته منذ عقد السبعينيات من القرن الماضي حتى الآن.
لكن عبد الرحمن الغابري، أحد أشهر المصورين الفوتوغرافيين اليمنيين، ظل عالقًا في القاهرة، بعد أن رفضت السلطات السويدية منحه فيزا لحضور سلسلة معارض فنية فوتوغرافية تضاف إلى سجل حافل لمعارضه المحلية والدولية التي تزيد عن 70 معرضًا.
وقال الغابري لـ "ضفة ثالثة": "فشلت الجهود في إقناع السلطات السويدية (قنصليتها في القاهرة) في منحي تأشيرة دخول إلى مملكة السويد لحضور معرضي الفني الفوتوغرافي الفن من أجل الحرية، الذي تشهده ثلاث مدن سويدية على التوالي".
السلام عبر الفن
وإزاء هذه الخطوة التي اتخذتها القنصلية السويدية، عبّر الغابري عن خيبة أمله من عدم منحه فيزا لدخول الأراضي السويدية بقوله: "كنت نويت أن آتي إلى بلاد نوبل لا لكي أعرض عبوات الديناميت بل لأعرض صور السلام والحرية والتعايش، وكنت أتمنى أن ينتصر السلام على العبوات الناسفة".
ولمح الغابري إلى أن "رفض القنصلية السويدية في القاهرة منحه التأشيرة هو ظنهم أنه في حال تم منحه التأشيرة سيتقدم بطلب لجوء سياسي"، منوهًا بأنه لن يقبل أي لجوء مهما عرض عليه: "لن ألجأ إلا إلى اليمن؛ لأنني مفتون بها، ولي معها حكاية طويلة تُدوِّنها عدستي كل يوم".
تضامن لم يصغ له السويديون
أعلن مثقفون وفنانون يمنيون في بيانات لهم مناشدتهم السلطات السويدية السماح للفنان عبد الرحمن الغابري بالدخول إلى السويد لحضور معرضه الفني، لكن مناشداتهم لم يصغ لها أحد هناك، بينما فتح المعرض أبوابه للمرتادين في مدينة مالمو ثم في كارخانستاد وصولًا إلى "جامعة لوند" التي احتضنت يوميات المعرض حتى 12 ديسمبر 2018.
"عين اليمن"
عبد الرحمن الغابري يناديه الوسط الفني والأدبي اليمني باسم "عين اليمن" تقديرًا لمسيرته المشرقة في فن التصوير ولبراعة عدسته التي جابت اليمن (كما ترحلت في بلدان عالمية أيضًا) من شرقه إلى غربه ملتقطةً جمال طبيعته وملامح من مدنه الآثارية وتقاسيم وجوه البسطاء والساسة ومشاهير الأدب والفن. وتزامن معرضه الدولي "الفن من أجل الحرية" هذه المرة مع جولة جديدة من الحوار بين الأطراف السياسية اليمنية في ستوكهولم ومدن أخرى في السويد، وهنا كان لا بد من أن يعبر الفنان الغابري عن أمنية واحدة أخيرة (بعد اعتذار القنصلية السويدية في القاهرة منحه فيزا): "أرجو من كل صديق لي وللفن أن يعمل إشارة لكل من يعرف من الإعلاميين والمتحاورين اليمنيين المتواجدين في السويد بأن يحضروا معرضي الفني مع محبتي للجميع".
بعيدًا عن زاوية البندقية
وغير بعيد، تداول ناشطون يمنيون على "فيسبوك" الأمنية ذاتها، وإن بصيغ متفاوتة. كما دعت الجالية اليمنية بالسويد "كل اليمنيين في السويد والدول الاسكندنافية والمتحاورين اليمنيين في ستوكهولم أن يعرجوا على معرض الفن من أجل الحرية لعلهم يرون اليمن من زاوية مختلفة غير زاوية البندقية".
عن المعرض قال الغابري إنه يضم عددًا من أعماله الفوتوغرافية التي تتناول ملامح مهمة من التحولات الاجتماعية والسياسية والثقافية التي عاشها اليمن خلال الأربعين سنة الماضية.
معرض وكتاب فني
أشار الغابري إلى أن المعرض (الذي يقام ضمن مشروع تنفذه مؤسسة ابن رشد التعليمية في السويد، بتمويل المعهد السويدي وبالشراكة مع منظمة الهوية اليمنية في اليمن وعدد من الجهات منها جامعة لوند) تضمن أيضًا إصدار كتاب فني يحتوي على لوحات المعرض ولمحات موجزة عن تاريخ الإنسان وقصته التي تقف خلف كل لوحة إضافة إلى معلومات عن "مشروع مؤسسة ابن رشد"، وكيف خرجت فكرته إلى النور، وكيف يمكن الإسهام بالصورة والفن من أجل تعزيز قيم الحرية والديمقراطية والمساواة وحقوق الإنسان.
وكان اليوم الافتتاحي للمعرض شهد جلسات تناولت فعاليات مختلفة منها ثلاثة عروض ناقشت فكرة المشروع، إضافة إلى مناقشة الحالة الفنية والثقافية والتحديات التي يعيشها اليمن حاليًا، شارك فيها كل من الباحث محمد المحفلي (باحث يمني يتواجد بالسويد)، كما شاركت الباحثة يوشكا وسلس، والفنان اليمني عبد الجبار السهيلي، وحازم يونس، والأخير مسؤول عن المشروع ممثلًا عن "مؤسسة ابن رشد التعليمية".
الإبداع كقيمة إيجابية
يركز المشروع في مجمله على قوة الإبداع في إحداث تحولات نوعية داخل المجتمع اعتمادًا على هذه الطاقة الناعمة الكامنة فيه، كما أنه يجد في صور الفنان الغابري مادة ملائمة لهذه الفكرة، ذلك أن "قيمًا مثل الحرية والديمقراطية والمساواة ليست شيئًا وافدًا إنما هي عناصر كامنة في بنية المجتمع ويمكن من خلال التفتيش في موروثنا الثقافي أن نصل إلى مجتمع حديث لا يغادر هذه القيم الإيجابية".
الغابري في "أروقة"
عبرّت مؤسسة "أروقة للدراسات والترجمة والنشر" في القاهرة عن تضامنها مع الفنان الفوتوغرافي عبد الرحمن الغابري، على طريقتها، إذ احتفت به في أمسية فنية تحدث فيها عن تجربته في التصوير الفوتوغرافي الممتدة منذ عقد السبعينيات، مقدمًا نصائحه إلى المصورين الشباب. كما تحدث عن أرشيفه الفوتوغرافي الذي يقدر بنحو مليوني صورة متنوعة هي حصيلة رحلة فنية مضيئة، منوهًا أن من بين الصور التي التقطتها عدسته ثمة صور ما زالت قريبة من روحه وهي لمشاهير كثر في الأدب والسياسة والفن غير أنّ صورة والدته وهي في الحقل تظلّ الأقرب جدًا إلى روحه، كما يقول.
ونوه الغابري بأن نتاجه الفني من الصور الفوتوغرافية يتوزع على ثلاثة أقسام: بوزاتيف، نيقاتيف، وقسم الصور الرقمية. وأعرب عن شكره لمؤسسة "أروقة" ورئيسها الشاعر والباحث هاني الصلوي، وكل من ساهم في إقامة فعالية تحتفي بتجربته الفنية.