وائل الشيمي
العلاج بالقراءة وسيلة علاجية أثبتت فعاليتها في علاج العديد من المشكلات والاضطرابات النفسية، وهذه التقنية تسعى إلى إعادة تفسير الواقع والظروف المحيطة به من خلال قراءة الأدب. في السطور التالية نتعرف أكثر على هذه الوسيلة العلاجية. وكيف ترتبط القراءة بالصحة النفسية.
ما هي القراءة العلاجية؟
القراءة العلاجية هي أسلوب علاج نفسي يعالج المشكلات والاضطرابات النفسية التي يمكن أن تصيب المرء، وذلك من خلال قراءة الروايات والكتب. بينما تستند فكرة العلاج بالقراءة على قيام المعالج بتحليل الأذواق الأدبية للمريض، وكذلك شكوكهم ومشاكلهم. سواء كانت هذه المشكلات تتعلق بالمعاناة من القلق والتوتر أو القلب المكسور أو صعوبة التكيف مع ظروف الحياة الصعبة، أو الاكتئاب أو الوحدة وغيرها. ثم يوصي المعالج ببعض الروايات الواقعية أو الخيالية التي تخوض في هذه الاضطرابات أو المتعلقة بها، بحيث يمكن للمريض نفسه من خلال القراءة ممارسة التأمل الذاتي أو النظر إلى وضعه من وجهات نظر جديدة أو اكتشاف مقاربات جديدة لها. ويبدو أن نتائج هذا النوع من العلاج إيجابية لدرجة عظيمة. سلسلة من التوصيات للقراءة سواء كانت كتباً خيالية أو واقعية.
فوائد العلاج بالقراءة
بدأ استخدام العلاج بالقراءة في بداية القرن العشرين، وكان عبارة عن مجموعة من الممارسات التي تستخدم الكتب كأداة لتحسين الشخصية. وقد انحصرت هذه الممارسات في ورش عمل القراءة في السجون، واستخدام القراءة في علاج بعض الأشخاص المصابين بالخرف.
بدأت الفكرة بمبدأ منطقي مدهش؛ فبدلاً من مجرد البحث عن الكتب التي تشتت انتباهنا وتأخذنا بعيداً عن الواقع، يمكن استبدلها بمؤامرات وشخصيات وقصص مرتبطة بطريقة ما بشكوكنا واهتماماتنا. لذا فهي ليست كتباً تستخدم لمجرد تمضية الوقت والخروج من واقع الشخص الحقيقي إلى واقع خيالي، بل كانت تؤثر في القارىء وتزرع فيه الشكوك حتى ينتج عن القراءة في النهاية تغييرات كبيرة في طريقة التفكير.
عندما تتطرق إلى أسماعنا فكرة العلاج بالقراءة، ربما يفكر البعض في كتب تطوير الذات والتنمية البشرية، لكن العلاج بالقراءة لا يتعلق بهذا النوع من الكتب مطلقاً. فالعلاج بالقراءة يركز على الروايات الخيالية والشعر أكثر بكثير من التركيز على الكتب غير الخيالية أو المساعدة الذاتية أو كتب علم النفس الشائعة. لكن لماذا؟
قوة الخيال
يرجع ذلك إلى أن جميع الدراسات حول العلاج بالقراءة أظهرت فضائل وقوة الخيال، فالخيال يمكنه تطوير تجاربنا الخاصة التي عشناها من خلال خوضنا في تجارب شخصيات أخرى، وفي الروايات الأدبية لا يتعلق الأمر بالعقل والتفكير بقدر ما يتعلق بالمشاعر والحدس. نحن نلاحظ عندما تتعلق الأحداث في الرواية بمخاوفنا أو أن أحد شخصياتها تعاني من مواقف مماثلة فهذا الأمر يجذب انتباهنا أكثر بكثير من قراءة الكتب الثقافية، وذلك لأن القرب يولد جاذبية كبيرة.
تطوير مشاعرنا
ومن خلال رؤية هذا الميل البشري الطبيعي، تمكن المعالجون من تطوير علاج يكون له علاقة به من جوانب متعددة. حيث أثبتت الدراسات العلمية أنه عند القيام بعمل ما، فإن الدوائر العصبية التي تنشيط نتيجة هذا العمل هي نفسها التي تنشيط إذا ما تخيلنا هذا العمل في أذهاننا، حتى لو تم تنفيذه بواسطة طرف ثالث. وبهذه الطريقة، فإن مجرد القدرة على تجريد أنفسنا بالقراءة يمكن أن يؤدي إلى تطوير مناطق في أذهاننا، وبالتالي تطوير مشاعرنا، فمن خلال التعرف على تجارب الشخصيات الأدبية الشبيهة بنا نستطيع أن نلقي نظرة خاطفة على العواقب المحتملة لأفعالنا في المستقبل. إننا نتعلم من تجارب الآخرين ونضيفها إلى تجاربنا الخاصة. وكل هذا يحدث من خلال القراءة.
دليل العلاجات الأدبية
قدمت الباحثتين سوزان إلدركين وإيلي بيرتود كتاباً قيماً تحت اسم “العلاج بالرواية: دليل العلاجات الأدبية، من الألف إلى الياء”، وهو يعد من أشهر الكتب التي تناولت فكرة العلاج بالقراءة. وقد أسست الباحثتان في عام 2008 خدمة الوصفات الأدبية في العلاج في مدرسة الحياة بلندن. ومنذ ذلك الحين حظيا بشهرة عالمية ووصفوا العديد من الروايات للقراء المرضى من جميع أنحاء العالم.
يبدأ كتابهما بشرح خصائص تخصصهم الطبي، ويوضحان أنه لا فرق بين الألم الجسدي والعاطفي. وتضمن الكتاب في فصول توصيات قراءة الأدب للخوف من الالتزام ونوبات الغضب والحب والوساوس ومشتقاتها. في المقدمة، يشرحون خصائص تخصصهم الطبي وخصائص كتابهم. بادئ ذي بدء، لا يوجد فرق بين الألم الجسدي والعاطفي.
تقول الكاتبتان في مقدمة كتابهما:
“سواء كنت تعاني من مشكلات أو سقطات أو اضطرابات نفسية، أو إذا كنت تعاني من الخوف من الالتزام أو إذا كان لديك شعور بأنك تفتقر إلى روح الدعابة، فهذا مرض يستحق العلاج بالنسبة لنا (…) أدوات علاجنا هي الكتب “.
القراءة والتأمل
تؤثر القراءة على الصحة النفسية بصورة كبيرة. فلقد أثبتت الدراسات أن قراء القصص الخيالية ينامون بشكل أفضل، ولديهم ثقة أعلى بالنفس، وأقل عرضة للوقوع في الاكتئاب، ولديهم مستويات أقل من التوتر والقلق ربما أقل بكثير من أولئك الذين لا يقرؤون أو الذين يركزون في قراءتهم على الكتب الواقعية.
العلاج بالقراءة وسيلة علاجية أثبتت فعاليتها في علاج العديد من المشكلات والاضطرابات النفسية، وهذه التقنية تسعى إلى إعادة تفسير الواقع والظروف المحيطة به من خلال قراءة الأدب. في السطور التالية نتعرف أكثر على هذه الوسيلة العلاجية. وكيف ترتبط القراءة بالصحة النفسية.
ما هي القراءة العلاجية؟
القراءة العلاجية هي أسلوب علاج نفسي يعالج المشكلات والاضطرابات النفسية التي يمكن أن تصيب المرء، وذلك من خلال قراءة الروايات والكتب. بينما تستند فكرة العلاج بالقراءة على قيام المعالج بتحليل الأذواق الأدبية للمريض، وكذلك شكوكهم ومشاكلهم. سواء كانت هذه المشكلات تتعلق بالمعاناة من القلق والتوتر أو القلب المكسور أو صعوبة التكيف مع ظروف الحياة الصعبة، أو الاكتئاب أو الوحدة وغيرها. ثم يوصي المعالج ببعض الروايات الواقعية أو الخيالية التي تخوض في هذه الاضطرابات أو المتعلقة بها، بحيث يمكن للمريض نفسه من خلال القراءة ممارسة التأمل الذاتي أو النظر إلى وضعه من وجهات نظر جديدة أو اكتشاف مقاربات جديدة لها. ويبدو أن نتائج هذا النوع من العلاج إيجابية لدرجة عظيمة. سلسلة من التوصيات للقراءة سواء كانت كتباً خيالية أو واقعية.
فوائد العلاج بالقراءة
بدأ استخدام العلاج بالقراءة في بداية القرن العشرين، وكان عبارة عن مجموعة من الممارسات التي تستخدم الكتب كأداة لتحسين الشخصية. وقد انحصرت هذه الممارسات في ورش عمل القراءة في السجون، واستخدام القراءة في علاج بعض الأشخاص المصابين بالخرف.
بدأت الفكرة بمبدأ منطقي مدهش؛ فبدلاً من مجرد البحث عن الكتب التي تشتت انتباهنا وتأخذنا بعيداً عن الواقع، يمكن استبدلها بمؤامرات وشخصيات وقصص مرتبطة بطريقة ما بشكوكنا واهتماماتنا. لذا فهي ليست كتباً تستخدم لمجرد تمضية الوقت والخروج من واقع الشخص الحقيقي إلى واقع خيالي، بل كانت تؤثر في القارىء وتزرع فيه الشكوك حتى ينتج عن القراءة في النهاية تغييرات كبيرة في طريقة التفكير.
عندما تتطرق إلى أسماعنا فكرة العلاج بالقراءة، ربما يفكر البعض في كتب تطوير الذات والتنمية البشرية، لكن العلاج بالقراءة لا يتعلق بهذا النوع من الكتب مطلقاً. فالعلاج بالقراءة يركز على الروايات الخيالية والشعر أكثر بكثير من التركيز على الكتب غير الخيالية أو المساعدة الذاتية أو كتب علم النفس الشائعة. لكن لماذا؟
قوة الخيال
يرجع ذلك إلى أن جميع الدراسات حول العلاج بالقراءة أظهرت فضائل وقوة الخيال، فالخيال يمكنه تطوير تجاربنا الخاصة التي عشناها من خلال خوضنا في تجارب شخصيات أخرى، وفي الروايات الأدبية لا يتعلق الأمر بالعقل والتفكير بقدر ما يتعلق بالمشاعر والحدس. نحن نلاحظ عندما تتعلق الأحداث في الرواية بمخاوفنا أو أن أحد شخصياتها تعاني من مواقف مماثلة فهذا الأمر يجذب انتباهنا أكثر بكثير من قراءة الكتب الثقافية، وذلك لأن القرب يولد جاذبية كبيرة.
تطوير مشاعرنا
ومن خلال رؤية هذا الميل البشري الطبيعي، تمكن المعالجون من تطوير علاج يكون له علاقة به من جوانب متعددة. حيث أثبتت الدراسات العلمية أنه عند القيام بعمل ما، فإن الدوائر العصبية التي تنشيط نتيجة هذا العمل هي نفسها التي تنشيط إذا ما تخيلنا هذا العمل في أذهاننا، حتى لو تم تنفيذه بواسطة طرف ثالث. وبهذه الطريقة، فإن مجرد القدرة على تجريد أنفسنا بالقراءة يمكن أن يؤدي إلى تطوير مناطق في أذهاننا، وبالتالي تطوير مشاعرنا، فمن خلال التعرف على تجارب الشخصيات الأدبية الشبيهة بنا نستطيع أن نلقي نظرة خاطفة على العواقب المحتملة لأفعالنا في المستقبل. إننا نتعلم من تجارب الآخرين ونضيفها إلى تجاربنا الخاصة. وكل هذا يحدث من خلال القراءة.
دليل العلاجات الأدبية
قدمت الباحثتين سوزان إلدركين وإيلي بيرتود كتاباً قيماً تحت اسم “العلاج بالرواية: دليل العلاجات الأدبية، من الألف إلى الياء”، وهو يعد من أشهر الكتب التي تناولت فكرة العلاج بالقراءة. وقد أسست الباحثتان في عام 2008 خدمة الوصفات الأدبية في العلاج في مدرسة الحياة بلندن. ومنذ ذلك الحين حظيا بشهرة عالمية ووصفوا العديد من الروايات للقراء المرضى من جميع أنحاء العالم.
يبدأ كتابهما بشرح خصائص تخصصهم الطبي، ويوضحان أنه لا فرق بين الألم الجسدي والعاطفي. وتضمن الكتاب في فصول توصيات قراءة الأدب للخوف من الالتزام ونوبات الغضب والحب والوساوس ومشتقاتها. في المقدمة، يشرحون خصائص تخصصهم الطبي وخصائص كتابهم. بادئ ذي بدء، لا يوجد فرق بين الألم الجسدي والعاطفي.
تقول الكاتبتان في مقدمة كتابهما:
“سواء كنت تعاني من مشكلات أو سقطات أو اضطرابات نفسية، أو إذا كنت تعاني من الخوف من الالتزام أو إذا كان لديك شعور بأنك تفتقر إلى روح الدعابة، فهذا مرض يستحق العلاج بالنسبة لنا (…) أدوات علاجنا هي الكتب “.
القراءة والتأمل
تؤثر القراءة على الصحة النفسية بصورة كبيرة. فلقد أثبتت الدراسات أن قراء القصص الخيالية ينامون بشكل أفضل، ولديهم ثقة أعلى بالنفس، وأقل عرضة للوقوع في الاكتئاب، ولديهم مستويات أقل من التوتر والقلق ربما أقل بكثير من أولئك الذين لا يقرؤون أو الذين يركزون في قراءتهم على الكتب الواقعية.