عالَم نويل أوسفالد السريالي الغامض بالأبيض والأسود

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عالَم نويل أوسفالد السريالي الغامض بالأبيض والأسود

    عالَم نويل أوسفالد السريالي الغامض بالأبيض والأسود
    إلياس فركوح
    فوتوغراف
    لوحة للفنانة الضوئية نويل أوسفالد (Flicker)
    شارك هذا المقال
    حجم الخط
    مع أنَّ مجموع ما نشرته نويل س. أوسفالد، على صفحتها في فليكر Flicker، من صور التقطتها، بلغ 22 صورة فقط؛ إلّا أنّ جميعها تحلّت بالقوة؛ وبإمكان المرء تمضية ساعات وهو يتملّى في كلّ واحدة منها. هذه الشابة الهنغارية التي تعيش في بودابست، والبالغة 22 سنة، لم تمسك بالكاميرا لتبدأ بالتصوير إلّا حديثًا، وإنه لأمرٌ لافت ومدهش.
    كانت هذه مقدمة لناقدة تُدعى أليس يو بتاريخ شباط/ فبراير 2013، في مقالة خصصتها لمراجعة وتقديم الحوار الذي أجراه معها الموقع الفني الثقافي My Modern Met، وتابعت: تلتقط نويل أوسفالد صورها بالأبيض والأسود، لأنها تجد في الألوان تشتيتًا للانتباه؛ إذ تقول: "هذا هو شعوري حيال الثياب أيضًا، وأغراض أخرى، عند ظهورها، وإنه السبب وراء تفضيلي تقديم عملي هكذا، تكوينًا ومضمونًا".
    عندما سُئلَت عن قصة التقاطتها لصورة معنونة بـ"إجحاف" Prejudice، أجابت: "جالت فكرةإجحاف في ذهني مدة طويلة قبل أن أنجزها. لم أكن واثقة كفايةً، لأنني أردت أن تكون الصورة كما هي الآن، غير أنّ جعلها كذلك، بهذا التكوين، أوجبَ عليَّ رسمَ الطائر ليس في
    "تلتقط نويل أوسفالد صورها بالأبيض والأسود، لأنها تجد في الألوان تشتيتًا للانتباه"
    الاتجاه الصحيح تمامًا. خشيتُ انتقاد الناس واتهامهم لي بالجهل، لأن الصورة ليست دقيقة. خشيتُ من الحُكم عليَّ بينما ما أزال أشتغلُ على هذه الصورة واسمها إجحاف. وإنه لأمرٌ يدعو للمفارقة!".
    بينما تنظرُ في صور نويل الجميلة، وأحيانًا الجاذبة جدًا، لا تستطيع إلّا أن تعيشَ مشاعر مختلطة. كلّها تقع ضمن حقل التصوير المفاهيمي، والحافل بالمعاني، كلّها ترسم فكرةً ما، لكن نويل تعتقد أنّ هذا متروك للمشاهد شخصيًا. "لا أريد أن أقول للناس ماذا يرون في صوري". تشرح وتتابع "هذا هو السبب في أنني اكتفيتُ بالعنوان من دون أي توصيف. الصورة تُظهر ما رغبتُ في التعبير عنه، لكن لكلّ واحد حُريته في استنباط ما تفصح له الصورة. ومن المهم أن نقرأ أفكارًا متعددة مستقاة من صورة واحدة".

    ***

    وفي موقع آخر، في سنةٍ لاحقة، وتحت عنوان "عالم نويل أوسفالد السريالي والغامض"، نقرأ:
    يمكن للتصوير الفوتوغرافي بالأسود والأبيض أن يشكّلَ تحديًا حقيقيًا للمصور غير البارع. إذ يُعتبر الشكل الأنقى لهذا الفن إذا ما اختاره فنانٌ استثنائيٌّ مُلْهَم، وبمقدوره نقل الواقع.

    (نويل أوسفالد/ Flicker)
    وهذا ما عملَت عليه تحديدًا نويل أوسفالد ذات الثلاث والعشرين عامًا: لقد منحَت الواقع شكلًا وإحساسًا مختلفين. امتلكت الفنّانة الهنغارية أسلوبًا فريدًا في التصوير، حيث التبسيط والاختزال قادران على نقل غموضٍ خاصّ إلى الأشياء والعوالم في صورها، غموض يحثُّ المُشاهدَ
    "أوسفالد: الصورة تُظهر ما رغبتُ في التعبير عنه، لكن لكلّ واحد حُريته في استنباط ما تفصح له الصورة"
    ويجذبه لأن يتمعّن ويدقق. تدعونا صورُها الذاتية إلى معرفة القليل عنها، على نحوٍ ما، وإيصال جزءٍ من روحها. فالأشكال الغامضة التي اعتادت رسمها لإضفاء جوٍّ مخيفٍ، إنما تمنحنا معرفةً بحساسيتها الداخلية، تلك التي من الصعب العثور عليها في العالم الفنيّ اليوم.
    عند النظر إلى صورها يكون من العسير تصديق أنها لم تبدأ التصوير إلّا قبل سنتين فقط. ففي كلّ صورة تدعو نويل المشاهدين، لأن يخرجوا بتأويلاتهم الخاصّة للواقع، بناءً على ما يرون.
    وهذا ما عبرّت عنه في الحوار الوحيد، ربما، الذي سننقله هنا.

    ***

    نويل س. أوسفالد فنانة فنّ بَصَريّ ومصورة فوتوغرافية علّمت نفسها بنفسها من بودابست، هنغاريا. مع أنّها لا تحبّذ الإشارة إلى أنها فوتوغرافية؛ إلّا أنها تستخدم التصوير كتأسيس لمشاريع فنية أخرى تجترحها. ولقد أصبحت ذات حضور مؤثّر على شبكة الإنترنت بسبب صورها اللافتة.

    نويل أوسفالد (Flicker)
    أحلامها مثل صورها قوية، سريالية وبسيطة للغاية ومعقدة، لكنها تتسم ببساطة التكوين الأساسي، متيحة لنفسها وللأشياء من حولها الامتزاج الجميل - ورغم قِلَّة الألوان غير أنها قادرة على أن تنجز فنًّا بإمكان كلّ إنسان يراه أن يخلق صِلَة به. "لا أريد أن أقول للناس ماذا يرون في صوري. هذا هو السبب في أنني اكتفيتُ بالعنوان من دون أي توصيف. الصورة تُظهر ما رغبتُ التعبير عنه، لكن لكلّ واحد حُريته في استنباط ماذا تُفصح له الصورة. ومن المهم أن نقرأ أفكارًا متعددة مستقاة من صورة واحدة".
    ذات مرّة كتبت كلوديا موسكوفيكي(1) عن عمل نويل: "ثمّة إحساس بالتناغم مع ما يحيط بنا من أشياء لا تجعل الإنسان على رأسها، وإنما هو جزء من الطبيعة".

    ***

    مَن صاحب الإلهام الأكبر الذي واكبَ تقدمك بعملية التصوير؟
    المخرج وكاتب السينما إنغمار بيرغمن(2).



    هل تعتقدين أنكِ امتلكتِ بصمتك الشخصية الخاصّة؟
    أودّ الاعتقاد بأني عثرت على صوتي الخاص أخيرًا.



    معظم صورك بسيطة، ذات تأثير وبالأسود والأبيض، أهذا ما ترين فيه بصمتك؟
    نعم، يمكن لي قول ذلك. إنها الطريقة الوحيدة التي تريحني في العمل الفني.



    ما الذي يخيفك أكثر؟
    إني من الأشخاص القلقين جدًا، ولذلك كثيرة هي الأشياء التي تخيفني. الأمر الذي يسبب لي الخوف الأكبر هو المستقبل.

    نويل أوسفالد (pinterest)
    ما المكان المفضَّل لك للتصوير؟
    معظم الوقت أستخدم غرفتي عندما أشتغل على صوري.



    هل تفضِّلين التصوير في الداخل، أم في الخارج؟
    يعتمد الأمر على المكان المناسب المتوفر لالتقاط الصورة، لكنني أفضّل العمل في الداخل.



    هل تنصحين بموقع معيَّن يمدّك بإرشادات الفوتوشوب؟
    آسفة، لا أستطيع، لأنني لم ألجأ إلى هذه المواقع على الإطلاق. أحبّ تكوين أشيائي بنفسي.



    ما الصورة المفضلة وكانت من أعمال فوتوغرافي آخر؟
    إنها ليست صورة، هو مشهدٌ من فيلم الفراولة البريّة، من إخراج إنغمار بيرغمن.



    ما الصورة المفضلة التي التقطتها؟
    إنها صمت، أو أفكار.



    أتجدين الأمرَ صعبًا في أن تكوني فريدة وذات أسلوب خاص بكِ في التصوير؟ كيف تتدبرين حالة البقاء ناشطة ومبدعة؟
    من الصعب بلوغ هذه النقطة، ولكن حين تعثرين على صوتك الخاصّ تصبح الاستمرارية أسهل، لأنك تعرفين ماذا تريدين رؤيته في صورك.



    هل الشهرة مهمة في نظرك؟
    بالتأكيد لا. في الحقيقة أريد من الناس أن يكتشفوا فني ويتابعوا مسيرتي كفنانة، غير أني لا أرغب أن أتحوّل إلى شخصية عامة. أنا لا أُشْرِك الآخرين بأموري كشخص. أريد لصوري أن تعبِّر عن نفسها بنفسها بينما أبقى في الظِّل.



    عندما بدأتِ بالتقاط الصور، ما الأخطاء التي تكررت لديك؟
    حاولتُ في البداية استلهام فنانين آخرين، بدلًا من العثور على أسلوبي الخاصّ. كثيرة هي الصور الرديئة التي تضمنها ملفي على الإنترنت، ودامت حالة عدم الراحة مدة. وأنا الآن ممتنة للشعور بعدم الراحة ذاك، لأنه ساعدني في إيجاد الدرب الصحيح.



    هل ثمّة مشروع جديد تشتغلين عليه الآن؟
    نعم، أشتغل على منحوتة. العمل صعب، لكنني آمل أن أستطيع الانتهاء منه.



    ما الشيء الأكثر مدعاة لإحباطك في عالم التصوير الفوتوغرافي؟
    أحبّ القبول بي كواحدة تشتغل في الفنون البَصَرية. أنا لا أطالب بتعريفي كفوتوغرافية؛ إذ أني أقوم بتحرير صوري، وأبني دعائمها، وأرسم عليها. إني أستخدم التصوير كأساس للفن الذي أنجزه، لأنه يمنحني إحساسًا بالحرية، الشعور بالقدرة على التقاط صورة وتحويلها إلى شيء آخر.



    ما أدوات التصوير التي تستخدمين؟ (الكاميرا، العدسات، الكمبيوتر، اللوح الرقمي)؟
    كانت أوّل كاميرا واحدة للمبتدئين ماركة كانون Canon dslr، والآن لدي 7Lumix Lx، ثم اشتريت السنة الماضية كاميرا فيلم متوسطة الحجم. ولسوف أستكشف إمكاناتها في المستقبل.



    لا يتضمن بروفايلك في فليكر Flicker سوى ثماني صور، لماذا؟
    لا أريد تضمين بروفايلي صوري الأولى، في الحقيقة أريد نسيانها. تلك الصور القليلة هي التي أحوزها الآن، آملةً أن أنجز ما هو أكثر منها.



    المصادر:
    http://www.thiscolossal.com/2013/02/noel-s-oszvald/

    http://beautifulbrizarre.net/2014/10...ysterious-worl

    http://reemwrites.blogspt.com/2014/0...-noel-s-oszval

    1 - كلاوديا موسكوفيتشي (1969 - ): روائية أميركية من أصل روماني وناقدة في المجالات الفنية. من كتبها: استبداد مخملي، والمُغْوي، وارتباط خطير، والشَّبَق، والمكعب.
    2 - إنغمار بيرغمان (1918 - 2007): مخرج وكاتب ومنتج أفلام سويدي، له أعمال درامية للمسرح والإذاعة، يعدُّ من أهم المشتغلين في السينما على مر العصور. له من الأفلام: سوناتا الخريف، وصرخات وهمسات، فاني وألكسندر، وفراولة بريّة،... إلخ.

    شارك هذا المقال مقالات اخرى للكاتب

يعمل...
X