الفوتوغراف الفلسطيني.. محاولات مبكرة لتوظيفه بالصراع ضد بريطانيا والصهيونية
هاني حوراني
فوتوغراف
شارك هذا المقال
حجم الخط
في واحد من مؤلفاتها المبكرة عن التصوير الفوتوغرافي في فلسطين، خلال عقدي الثلاثينيات والأربعينيات (من القرن الماضي)، تجري الباحثة الإسرائيلية المعروفة د. رونا سيلع مقارنة ما بين الاهتمام المبكر والمستمر الذي أولته المؤسسات الصهيونية للتصوير الفوتوغرافي وبين الجهود المتواضعة للغاية، التي بذلتها القيادات والمؤسسات السياسية الفلسطينية لاستخدام الصورة الفوتوغرافية في الصراع ضد الصهيونية.
وإذ أدركت قيادات الحركة الصهيونية أهمية التصوير الفوتوغرافي كوسيط فعال في الترويج للمشروع الصهيوني في فلسطين، واجتذاب المهاجرين اليهود إليها، حيث وظفت الصورة الفوتوغرافية والوسائل البصرية الأخرى (مثل الأشرطة السينمائية والملصقات والرسوم الإعلانية) في تقديم المستوطنين الأوائل وأعضاء التعاونيات الزراعية المبكرة في قالب بطولي، وفي صياغة صور نمطية تمجد "اليهودي الجديد" في "أرض – إسرائيل" أي فلسطين، فإنه لم يعرف عن المؤسسات القيادية الفلسطينية مثل هذا الاهتمام بالإمكانات الواسعة التي تتمتع بها الصور الفوتوغرافية والوسائل البصرية الأخرى في النضال الطويل الذي خاضته هذه المؤسسات، أولًا ضد السياسات البريطانية وحكومة الانتداب، وثانيًا ضد التهديد الصهيوني الذي تمثل في أعمال الاستيطان والهجرة اليهودية، ومن ثم بالأعمال الإرهابية والعنيفة التي استخدمت ضد الشعب الفلسطيني.
وتنتهي د. رونا سيلع إلى استخلاص هام حول الفوارق ما بين التصوير اليهودي والتصوير الفلسطيني، وهو: أنه بينما كان الأول تصويرًا مؤسسيًا منظمًا، ومكرسًا، غالبًا في خدمة المشروع الصهيوني، فإن التصوير الفوتوغرافي الفلسطيني، خلال الحقبة المشار إليها أعلاه – الثلاثينيات والأربعينيات – كان قائمًا على جهود فردية، يفتقر إلى الطابع المؤسسي، هذا إضافة إلى أن المصورين المحليين الفلسطينيين كانوا أبعد ما يكونون عن أن يروا أنفسهم باعتبارهم "دعاة سياسيين" في أعمالهم الفوتوغرافية.
والواقع أن سيلع لم تجانب الحقيقة، انطلاقًا مما نعرفه، حتى وقت قريب، عن المكانة المتواضعة للوسيط الفوتوغرافي، سواء كأداة سياسية أو دعاوية، بيد أن السنوات الأخيرة حملت معها بعض الدلائل على قيام مبادرات ريادية مبكرة من الجانب الفلسطيني للاستعانة بالصور الفوتوغرافية لتوثيق نضالات الشعب الفلسطيني وثوراته وانتفاضاته المتصلة، ولإظهار الفظائع التي تعرض لها، سواء على أيدي قوات الاحتلال البريطانية، أو على أيدي المستوطنين الصهاينة والتشكيلات العسكرية اليهودية.
قبل تناول واحدة من تلك المبادرات، والتي وقعت عليها خلال عملي على "مشروع التاريخ الفلسطيني المصور"، لا بد من القول إن هذه المبادرات القائمة على توظيف الصورة الفوتوغرافية ليست على الأرجح النماذج الوحيدة التي عرفتها التجربة الفلسطينية المبكرة، وإنما هي أمثلة، نتوقع أن يكشف المستقبل عن وجود نماذج نظيرة أو مشابهة لها، في مجال المطبوعات المصورة، أو توثيق الأحداث الهامة بالصور، خاصة وأن التعرف على المبادرات الريادية الفلسطينية في مجال الاستعانة بالوسائط المصورة، ما كان ممكنًا لولا التطورات التقنية المتسارعة في مجال رقمنة المطبوعات الورقية، بما فيها المطبوعات المصورة والصور الفوتوغرافية والمواد الفيلمية التقليدية، وهو ما ساهم بحفظ وتداول نسخ رقمية عن تلك المطبوعات والوسائط البصرية.
قد تكون "مجموعة صور المظاهرات وضحاياها في جميع مدن فلسطين، عام 1933"، والتي نشرت على شكل ألبوم، بمبادرة من ثيودور صروف، صاحب "مكتب الصحافة والنشر" بيافا، حملت تاريخ 12 كانون الأول/ ديسمبر 1934، أولى المحاولات التي عرفتها فلسطين، في مجال توظيف الصورة الفوتوغرافية، كوسيط إعلامي قائم بذاته، في التعريف بنضالات الشعب الفلسطيني ومعاناته، في مواجهة العسف الاستعماري البريطاني، وبشكل محدد للتعريف بتظاهرات عام 1933 في القدس ويافا وبعض المدن الفلسطينية الأخرى، وبضحايا هذه التظاهرات.
لعل أبرز ما يميز هذه المطبوعة المصورة عن غيرها من المبادرات المصورة، أنها اعتمدت بصورة كلية على الصورة الفوتوغرافية، واقتصرت النصوص المكتوبة فيها على مقدمة الناشر، والتي غطت صفحة واحدة، بكل من اللغتين العربية والإنكليزية، وعلى تعليقات أو شروح مقتضبة للصور، مثل ذكر مكان الحدث وتاريخه. ومن ناحية أخرى فقد حرص ناشر "الألبوم" على استخدام اللغتين العربية والإنكليزية في عنونة المطبوعة وفي التقديم لها، كما في التعريف بمكان الحدث الذي توثقه الصورة وتاريخه.
قدم الناشر ثيودور صروف مطبوعته بعدة سطور، مفسرًا أسباب إصدارها بقوله: "خطر لي وأنا أكتب عن حوادث فلسطين الدامية التي أعقبت المظاهرات الشعبية في مختلف مدنها، أن أجمع صور تلك الحوادث في كراس، مع شروحات وتعاليق باللغتين العربية والإنكليزية لأضعها بين أيدي الجمهور في العالمين الشرقي والغربي، بمثابة ذكرى ناطقة عما وقع في هذا القطر العربي المقدس، إبان عصر المدنية"!.
و"بعد جهود يقدرها القارئ، ولا شك، تمكنت من جمع هذه الصور وإخراجها واضحة سهلة المتناول. وقد جعلت ثمنها زهيدًا في فلسطين لئلا يحرم أحد من اقتنائها، أو أحرم نفسي وبلادي من الغاية التي أتوخاها".
ويضيف: "والغاية من طبع اللغة الإنكليزية إلى جانب اللغة العربية هي تعميم نشر هذا الكراس في إنكلترا وأوروبا وأميركا لأضع أمام هذا العالم صورة واضحة عن المظاهرات التي قام بها الشعب الفلسطيني (...) وإني أرجو أن أكون قد وفقت إلى الغاية التي قصدت إليها في خدمة بلادي والتاريخ".
تقع الكراسة في أربعين صفحة، بالإضافة إلى الغلافين الأمامي والخلفي، وهما بلون أزرق يميل إلى الاخضرار. أما قياس قطع الصفحات فهو 35×24.3 سم، وقد جمعت أوراق الألبوم من خلال خيط حريري من الجانب الأيمن، لتبدو الكراسة على شكل ألبوم عرضي (أنظر صورة الغلاف).
احتوى الكراس/ الألبوم على نحو 35 صورة فوتوغرافية، غطت معظمها التظاهرتين الشهيرتين التي انطلقت أولاهما في القدس يوم الجمعة 13 تشرين الأول/ أكتوبر 1933 وثانيتهما في يافا، يوم الجمعة الواقع في السابع والعشرين من الشهر نفسه. فيما توزعت بقية صور الألبوم، ما بين تظاهرة حيفا يوم 30/10/1933 وتشييع جنازة أحد الشهداء الذين سقطوا في نابلس في تشرين الثاني/ نوفمبر 1933. هذا فضلًا عن صور متنوعة لشهداء التظاهرات أو لعائلات هؤلاء الشهداء، كما حظي قادة التظاهرات ممن تعرضوا للاعتقال والمحاكمة بعدد آخر من الصور.
على أن الكراسة/ الألبوم انطوت على أمر ملفت للانتباه، ألا وهو كثرة الإعلانات التجارية التي غطت نحو نصف عدد صفحات الألبوم. وبكلمات أخرى، فإن كل صفحة مصورة للتظاهرات وضحاياها كانت تليها، أو تسبقها، صفحة إعلانات متنوعة (وهي صفحات إعلانية تستحق وقفة مستقلة عن "عالم الأعمال" في فلسطين في أواسط الثلاثينيات). وما يفسر اتساع حجم الإعلانات في كراس ألبوم مصور يتسم بطابع سياسي صارخ، هو أن الناشر نفسه، أي ثيودور صروف، كان صاحب وكالة إعلانات تجارية، فضلًا عن كونه صحافيًا، وناشطًا في الحقل الوطني العام.
تنبع أهمية ألبوم تظاهرات تشرين الأول/ أكتوبر 1933 من عدة جوانب، أولها رياديته في الحالة الفلسطينية، من حيث اعتماده بصورة كلية في إيصال رسالته الإعلامية – السياسية على وسيط بصري، هو الصورة الفوتوغرافية. وهو ما لم يحدث من قبل، حسبما نعلم. ذلك أنه حتى المبادرات والمحاولات الريادية المبكرة في الاعتماد على الصورة الفوتوغرافية كوسيط بصري في توثيق ثورات فلسطين ومعاناة شعبها لم تستغن عن النصوص المكتوبة، إلى جانب الصور الفوتوغرافية، بل غالبًا ما كانت الصورة الفوتوغرافية عنصرًا مساندًا وظهيرًا للنص المكتوب في المؤلفات التاريخية الخاصة بفلسطين، وهذا في أحسن الأحوال.
والواقع أن فكرة إصدار "ألبوم" صور كوسيلة إعلامية تعد بحد ذاتها، في ثلاثينيات القرن الماضي، فكرة ريادية غير مطروقة من قبل. فألبوم الصور، هو أداة حديثة ارتبط ظهورها بالحياة الخاصة، الشخصية والعائلية، مع دخول المجتمع الفلسطيني مرحلة الحداثة في نهاية العهد العثماني ومطلع العهد الانتدابي، حيث شرعت الأسر الفلسطينية في اللجوء إلى استوديوهات التصوير الفوتوغرافي لالتقاط الصور العائلية أو الشخصية، ومن ثم تجميع وحفظ تلك الصور في ألبومات خاصة بها.
إن نقل مفهوم الألبوم من المجال الخاص إلى المجال العام، وجعل فكرة "اقتناء" صور مجمعة لأحداث وطنية من خلال ألبوم يضم مجموعة صور لتظاهرات شعبية، يعد بحد ذاته فكرة جديدة عن مفهوم الاقتناء. وهو يحث المواطنين، أو قطاعًا منهم، على "التشارك" في امتلاك مطبوعة تجسد صورًا عن نضالهم المشترك، ما يستحق الاقتناء والحفظ.
وفرادة الألبوم ناجمة أيضًا عن اهتمامه بأحداث عام بعينه، وهو عام 1933، بل وأحداث شهر بعينه في ذلك العام، أي شهر تشرين الأول/ أكتوبر 1933 الذي شهد تظاهرتين كبيرين في القدس ويافا، قبل أن تنضم إليها مدن فلسطين أخرى مثل حيفا ونابلس. يذكر هنا أن عام 1933 شهد صعود النازية إلى السلطة في ألمانيا، وقد حفز الخوف من الخطر النازي على اليهود في ألمانيا وأوروبا على وصول أكبر موجة هجرة جماعية لليهود إلى فلسطين، إذ بلغ عدد هؤلاء المهاجرين في ذلك العام 27 ألفًا، مقارنة مع عدة آلاف في العام الذي سبقه. وهي الموجة التي عرفت باسم "الهجرة الخامسة".
وإذا كانت الهجرة اليهودية الواسعة هي السبب المباشر لانفجار الغضب الشعبي الفلسطيني، كما تمثل في تظاهرات تشرين الأول/ أكتوبر 1933، فإن الأخيرة شكلت من ناحية أخرى رسالة سياسية من القيادة الفلسطينية التقليدية "اللجنة التنفيذية العربية" إلى الحكومة البريطانية، تعبر عن قنوطها من سياسة التسويف والمراوغة، المتمثلة بتشكيل لجان التحقيق وإطلاق الوعود و"الكتب البيضاء" الخاصة بالهجرة اليهودية والاستيطان والاستيلاء على أراضي الفلاحين الفلسطينيين.
هكذا، وتحت تأثير ضغوط القوى الشبابية والسياسية الأكثر راديكالية، قررت "اللجنة التنفيذية العربية" تنظيم سلسلة تظاهرات في المدن الفلسطينية الكبرى، بدأت في القدس يوم 13 تشرين الأول/ أكتوبر 1933 وتتابعت في يافا وحيفا ونابلس، وغيرها خلال النصف الأول من الشهر التالي.
يبقى أن نشير إلى أحد الأمور اللافتة في الألبوم/ الكراس الذي أصدره ثيودور صروف، ألا وهو أنه تضمن (11) صورة عن تظاهرة القدس التي انتهت بمواجهات مع البوليس البريطاني عند الباب الجديد، أحدث بوابات البلدة القديمة، والذي أقامه العثمانيون أواخر القرن التاسع، لتمكين موكب الإمبراطور الألماني هيليوم الثاني في الدخول إلى داخل البلدة القديمة، إبان زيارته التاريخية لها، في 29 تشرين الأول/ أكتوبر 1898.
وبخلاف العديد من الأراشيف ومجموعات الصور الفوتوغرافية المعروفة، والتي دأبت على تداول صورة وحيدة، وشهيرة لتظاهرة القدس، يوم 13 تشرين الأول/ أكتوبر 1933، وهي التي تُظهر لحظة المواجهة ما بين جماهير المتظاهرين والبوليس البريطاني، فإن الألبوم الذي نشره ثيودور صروف تضمن شريطًا متصلًا من الصور، بلغت إحدى عشرة صورة لمحطات مختلفة من التظاهرة.
ويبدأ الشريط بصورة تظهر حاكم مقاطعة القدس، ومعه بعض ضباط البوليس، في حالة تأهب لقمع التظاهرة، ويظهر من خلفه فريق من رجال البوليس "السواري"، أو الخيالة. وتنقل الصورة الثانية حالة شارع يافا عند باب الخليل، حيث رابط البوليس لمنع المتظاهرين من الوصول إلى مقرات الحكومة خارج البلدة القديمة. وترصد صورة ثالثة وجود قوة من البوليس الفلسطيني والإنكليزي بالقرب من الباب الجديد، وهم ما بين وقوف وجلوس، ينتظرون وصول المتظاهرين لتفريقهم، ومنعهم من عبوره إلى خارج السور.
أما بقية الصور فهي تنقل مشاهد مختلفة من التظاهرة أثناء تقدمها، فواحدة منها تظهر رئيس اللجنة التنفيذية العربية موسى كاظم الحسيني وهو يتقدم طلائع المتظاهرين، وأخرى تظهر جزءًا من النساء المتظاهرات، وتسجل صورة ثالثة لحظة اقتحام البوليس البريطاني صفوف السيدات المتظاهرات. فيما تصور بقية المشاهد مقاطع من لحظة الصدام الكبير الذي وقع أمام الباب الجديد. وفي سياق متصل تظهر إحدى الصور جثمان الشهيد الشاب رمزي قطينة الذي سقط في تظاهرة القدس الثانية، يوم 30 تشرين الأول/ أكتوبر 1933، وقد أحاط به عدد من النشطاء.
ومن الملفت للانتباه أنه بينما تتشابه صور تظاهرة يافا يوم 27 تشرين الأول/ أكتوبر 1933 المنشورة في الألبوم، وعددها خمس عشرة صورة، مع الصور المتداولة للتظاهرة في مطبوعات مختلفة، فإن صور تظاهرة القدس التي أوردها الألبوم المذكور لم أصادفها في مطبوعات أخرى حتى الآن، باستثناء الصورة الأيقونية الشهيرة لتلك التظاهرة عند الباب الجديد.
* * *
أخيرًا وبالعودة إلى تلك المقارنة التي كانت عقدتها د. رونا سيلع ما بين توظيف المؤسسات الصهيونية للصورة الفوتوغرافية والوسائط البصرية الأخرى في خدمة المشروع الصهيوني، وما بين القيادات الفلسطينية التي أخفقت في استخدام الوسيط الفوتوغرافي في خدمة النضال الوطني الفلسطيني، نرى أن تلك المقارنة في واقع الأمر غير منصفة، أولًا لأن القيادات المشرفة على الصناديق اليهودية والتي كانت قد بادرت إلى إنشاء أقسام تصوير تابعة لها كانت قيادات أوروبية النشأة والتكوين والثقافة. كما كانت بحوزتها موارد واستوديوهات ومعدات قادرة على إنتاج صور ومطبوعات عالية الجودة، لا تقارن بحالة استوديوهات التصوير المحلية الفلسطينية، أو المطابع المستخدمة في الصحف ودور النشر العربية، التي كانت محدودة الإمكانات، أقله على صعيد إنتاج مطبوعات مصورة ذات جودة مقبولة.
وكما تقر رونا سيلع فإن الفضل في نجاح الحركة الصهيونية في توظيف الوسائط الفوتوغرافية (والبصرية الأخرى) يعود إلى الهجرة الكبيرة للمصورين والفنانين والمصممين اليهود من ألمانيا وبلدان أوروبية أخرى إلى فلسطين بعيد صعود الحزب النازي إلى السلطة في ألمانيا عام 1933، حيث تم توظيف هؤلاء في الآلة الإعلامية الضخمة للحركة الصهيونية، إبان عقدي الثلاثينيات والأربعينيات.
من ناحية أخرى هل كان ألبوم صور ثيودور صروف عن تظاهرات عام 1933 استثناءً وشذوذًا عن القاعدة التي تؤكد عدم وجود مبادرات أو جهود فلسطينية لتوظيف الصورة الفوتوغرافية في كسب التأييد للقضية الفلسطينية، أم أن هذا الألبوم ما هو إلا مثال واحد من عدة أمثلة على استخدام الفوتوغراف والوسائل البصرية الأخرى في فضح الممارسات العنيفة والاستعمارية والصهيونية، وفي تظهير صور النضال العادل الذي لجأ إليه الشعب الفلسطيني لحماية أرضه وحقوقه.
إن الشواهد التي توفرت لديّ تؤكد الاحتمال الثاني، وهو ما سوف نعود إليه في مقالة تالية.
* باحث في الفنون البصرية، رسام ومصور فوتوغرافي.
هاني حوراني
فوتوغراف
شارك هذا المقال
حجم الخط
في واحد من مؤلفاتها المبكرة عن التصوير الفوتوغرافي في فلسطين، خلال عقدي الثلاثينيات والأربعينيات (من القرن الماضي)، تجري الباحثة الإسرائيلية المعروفة د. رونا سيلع مقارنة ما بين الاهتمام المبكر والمستمر الذي أولته المؤسسات الصهيونية للتصوير الفوتوغرافي وبين الجهود المتواضعة للغاية، التي بذلتها القيادات والمؤسسات السياسية الفلسطينية لاستخدام الصورة الفوتوغرافية في الصراع ضد الصهيونية.
وإذ أدركت قيادات الحركة الصهيونية أهمية التصوير الفوتوغرافي كوسيط فعال في الترويج للمشروع الصهيوني في فلسطين، واجتذاب المهاجرين اليهود إليها، حيث وظفت الصورة الفوتوغرافية والوسائل البصرية الأخرى (مثل الأشرطة السينمائية والملصقات والرسوم الإعلانية) في تقديم المستوطنين الأوائل وأعضاء التعاونيات الزراعية المبكرة في قالب بطولي، وفي صياغة صور نمطية تمجد "اليهودي الجديد" في "أرض – إسرائيل" أي فلسطين، فإنه لم يعرف عن المؤسسات القيادية الفلسطينية مثل هذا الاهتمام بالإمكانات الواسعة التي تتمتع بها الصور الفوتوغرافية والوسائل البصرية الأخرى في النضال الطويل الذي خاضته هذه المؤسسات، أولًا ضد السياسات البريطانية وحكومة الانتداب، وثانيًا ضد التهديد الصهيوني الذي تمثل في أعمال الاستيطان والهجرة اليهودية، ومن ثم بالأعمال الإرهابية والعنيفة التي استخدمت ضد الشعب الفلسطيني.
وتنتهي د. رونا سيلع إلى استخلاص هام حول الفوارق ما بين التصوير اليهودي والتصوير الفلسطيني، وهو: أنه بينما كان الأول تصويرًا مؤسسيًا منظمًا، ومكرسًا، غالبًا في خدمة المشروع الصهيوني، فإن التصوير الفوتوغرافي الفلسطيني، خلال الحقبة المشار إليها أعلاه – الثلاثينيات والأربعينيات – كان قائمًا على جهود فردية، يفتقر إلى الطابع المؤسسي، هذا إضافة إلى أن المصورين المحليين الفلسطينيين كانوا أبعد ما يكونون عن أن يروا أنفسهم باعتبارهم "دعاة سياسيين" في أعمالهم الفوتوغرافية.
والواقع أن سيلع لم تجانب الحقيقة، انطلاقًا مما نعرفه، حتى وقت قريب، عن المكانة المتواضعة للوسيط الفوتوغرافي، سواء كأداة سياسية أو دعاوية، بيد أن السنوات الأخيرة حملت معها بعض الدلائل على قيام مبادرات ريادية مبكرة من الجانب الفلسطيني للاستعانة بالصور الفوتوغرافية لتوثيق نضالات الشعب الفلسطيني وثوراته وانتفاضاته المتصلة، ولإظهار الفظائع التي تعرض لها، سواء على أيدي قوات الاحتلال البريطانية، أو على أيدي المستوطنين الصهاينة والتشكيلات العسكرية اليهودية.
قبل تناول واحدة من تلك المبادرات، والتي وقعت عليها خلال عملي على "مشروع التاريخ الفلسطيني المصور"، لا بد من القول إن هذه المبادرات القائمة على توظيف الصورة الفوتوغرافية ليست على الأرجح النماذج الوحيدة التي عرفتها التجربة الفلسطينية المبكرة، وإنما هي أمثلة، نتوقع أن يكشف المستقبل عن وجود نماذج نظيرة أو مشابهة لها، في مجال المطبوعات المصورة، أو توثيق الأحداث الهامة بالصور، خاصة وأن التعرف على المبادرات الريادية الفلسطينية في مجال الاستعانة بالوسائط المصورة، ما كان ممكنًا لولا التطورات التقنية المتسارعة في مجال رقمنة المطبوعات الورقية، بما فيها المطبوعات المصورة والصور الفوتوغرافية والمواد الفيلمية التقليدية، وهو ما ساهم بحفظ وتداول نسخ رقمية عن تلك المطبوعات والوسائط البصرية.
مجموعة صور المظاهرات وضحاياها في جميع مدن فلسطين، عام 1933 ALBUM, Photographs of the Demonstrations which Took place in Palestine, 1933 غلاف ألبوم صور تظاهرات فلسطين في تشرين الأول/ أكتوبر 1933 |
قد تكون "مجموعة صور المظاهرات وضحاياها في جميع مدن فلسطين، عام 1933"، والتي نشرت على شكل ألبوم، بمبادرة من ثيودور صروف، صاحب "مكتب الصحافة والنشر" بيافا، حملت تاريخ 12 كانون الأول/ ديسمبر 1934، أولى المحاولات التي عرفتها فلسطين، في مجال توظيف الصورة الفوتوغرافية، كوسيط إعلامي قائم بذاته، في التعريف بنضالات الشعب الفلسطيني ومعاناته، في مواجهة العسف الاستعماري البريطاني، وبشكل محدد للتعريف بتظاهرات عام 1933 في القدس ويافا وبعض المدن الفلسطينية الأخرى، وبضحايا هذه التظاهرات.
لعل أبرز ما يميز هذه المطبوعة المصورة عن غيرها من المبادرات المصورة، أنها اعتمدت بصورة كلية على الصورة الفوتوغرافية، واقتصرت النصوص المكتوبة فيها على مقدمة الناشر، والتي غطت صفحة واحدة، بكل من اللغتين العربية والإنكليزية، وعلى تعليقات أو شروح مقتضبة للصور، مثل ذكر مكان الحدث وتاريخه. ومن ناحية أخرى فقد حرص ناشر "الألبوم" على استخدام اللغتين العربية والإنكليزية في عنونة المطبوعة وفي التقديم لها، كما في التعريف بمكان الحدث الذي توثقه الصورة وتاريخه.
قدم الناشر ثيودور صروف مطبوعته بعدة سطور، مفسرًا أسباب إصدارها بقوله: "خطر لي وأنا أكتب عن حوادث فلسطين الدامية التي أعقبت المظاهرات الشعبية في مختلف مدنها، أن أجمع صور تلك الحوادث في كراس، مع شروحات وتعاليق باللغتين العربية والإنكليزية لأضعها بين أيدي الجمهور في العالمين الشرقي والغربي، بمثابة ذكرى ناطقة عما وقع في هذا القطر العربي المقدس، إبان عصر المدنية"!.
و"بعد جهود يقدرها القارئ، ولا شك، تمكنت من جمع هذه الصور وإخراجها واضحة سهلة المتناول. وقد جعلت ثمنها زهيدًا في فلسطين لئلا يحرم أحد من اقتنائها، أو أحرم نفسي وبلادي من الغاية التي أتوخاها".
ويضيف: "والغاية من طبع اللغة الإنكليزية إلى جانب اللغة العربية هي تعميم نشر هذا الكراس في إنكلترا وأوروبا وأميركا لأضع أمام هذا العالم صورة واضحة عن المظاهرات التي قام بها الشعب الفلسطيني (...) وإني أرجو أن أكون قد وفقت إلى الغاية التي قصدت إليها في خدمة بلادي والتاريخ".
تقع الكراسة في أربعين صفحة، بالإضافة إلى الغلافين الأمامي والخلفي، وهما بلون أزرق يميل إلى الاخضرار. أما قياس قطع الصفحات فهو 35×24.3 سم، وقد جمعت أوراق الألبوم من خلال خيط حريري من الجانب الأيمن، لتبدو الكراسة على شكل ألبوم عرضي (أنظر صورة الغلاف).
احتوى الكراس/ الألبوم على نحو 35 صورة فوتوغرافية، غطت معظمها التظاهرتين الشهيرتين التي انطلقت أولاهما في القدس يوم الجمعة 13 تشرين الأول/ أكتوبر 1933 وثانيتهما في يافا، يوم الجمعة الواقع في السابع والعشرين من الشهر نفسه. فيما توزعت بقية صور الألبوم، ما بين تظاهرة حيفا يوم 30/10/1933 وتشييع جنازة أحد الشهداء الذين سقطوا في نابلس في تشرين الثاني/ نوفمبر 1933. هذا فضلًا عن صور متنوعة لشهداء التظاهرات أو لعائلات هؤلاء الشهداء، كما حظي قادة التظاهرات ممن تعرضوا للاعتقال والمحاكمة بعدد آخر من الصور.
على أن الكراسة/ الألبوم انطوت على أمر ملفت للانتباه، ألا وهو كثرة الإعلانات التجارية التي غطت نحو نصف عدد صفحات الألبوم. وبكلمات أخرى، فإن كل صفحة مصورة للتظاهرات وضحاياها كانت تليها، أو تسبقها، صفحة إعلانات متنوعة (وهي صفحات إعلانية تستحق وقفة مستقلة عن "عالم الأعمال" في فلسطين في أواسط الثلاثينيات). وما يفسر اتساع حجم الإعلانات في كراس ألبوم مصور يتسم بطابع سياسي صارخ، هو أن الناشر نفسه، أي ثيودور صروف، كان صاحب وكالة إعلانات تجارية، فضلًا عن كونه صحافيًا، وناشطًا في الحقل الوطني العام.
تنبع أهمية ألبوم تظاهرات تشرين الأول/ أكتوبر 1933 من عدة جوانب، أولها رياديته في الحالة الفلسطينية، من حيث اعتماده بصورة كلية في إيصال رسالته الإعلامية – السياسية على وسيط بصري، هو الصورة الفوتوغرافية. وهو ما لم يحدث من قبل، حسبما نعلم. ذلك أنه حتى المبادرات والمحاولات الريادية المبكرة في الاعتماد على الصورة الفوتوغرافية كوسيط بصري في توثيق ثورات فلسطين ومعاناة شعبها لم تستغن عن النصوص المكتوبة، إلى جانب الصور الفوتوغرافية، بل غالبًا ما كانت الصورة الفوتوغرافية عنصرًا مساندًا وظهيرًا للنص المكتوب في المؤلفات التاريخية الخاصة بفلسطين، وهذا في أحسن الأحوال.
والواقع أن فكرة إصدار "ألبوم" صور كوسيلة إعلامية تعد بحد ذاتها، في ثلاثينيات القرن الماضي، فكرة ريادية غير مطروقة من قبل. فألبوم الصور، هو أداة حديثة ارتبط ظهورها بالحياة الخاصة، الشخصية والعائلية، مع دخول المجتمع الفلسطيني مرحلة الحداثة في نهاية العهد العثماني ومطلع العهد الانتدابي، حيث شرعت الأسر الفلسطينية في اللجوء إلى استوديوهات التصوير الفوتوغرافي لالتقاط الصور العائلية أو الشخصية، ومن ثم تجميع وحفظ تلك الصور في ألبومات خاصة بها.
إن نقل مفهوم الألبوم من المجال الخاص إلى المجال العام، وجعل فكرة "اقتناء" صور مجمعة لأحداث وطنية من خلال ألبوم يضم مجموعة صور لتظاهرات شعبية، يعد بحد ذاته فكرة جديدة عن مفهوم الاقتناء. وهو يحث المواطنين، أو قطاعًا منهم، على "التشارك" في امتلاك مطبوعة تجسد صورًا عن نضالهم المشترك، ما يستحق الاقتناء والحفظ.
وفرادة الألبوم ناجمة أيضًا عن اهتمامه بأحداث عام بعينه، وهو عام 1933، بل وأحداث شهر بعينه في ذلك العام، أي شهر تشرين الأول/ أكتوبر 1933 الذي شهد تظاهرتين كبيرين في القدس ويافا، قبل أن تنضم إليها مدن فلسطين أخرى مثل حيفا ونابلس. يذكر هنا أن عام 1933 شهد صعود النازية إلى السلطة في ألمانيا، وقد حفز الخوف من الخطر النازي على اليهود في ألمانيا وأوروبا على وصول أكبر موجة هجرة جماعية لليهود إلى فلسطين، إذ بلغ عدد هؤلاء المهاجرين في ذلك العام 27 ألفًا، مقارنة مع عدة آلاف في العام الذي سبقه. وهي الموجة التي عرفت باسم "الهجرة الخامسة".
وإذا كانت الهجرة اليهودية الواسعة هي السبب المباشر لانفجار الغضب الشعبي الفلسطيني، كما تمثل في تظاهرات تشرين الأول/ أكتوبر 1933، فإن الأخيرة شكلت من ناحية أخرى رسالة سياسية من القيادة الفلسطينية التقليدية "اللجنة التنفيذية العربية" إلى الحكومة البريطانية، تعبر عن قنوطها من سياسة التسويف والمراوغة، المتمثلة بتشكيل لجان التحقيق وإطلاق الوعود و"الكتب البيضاء" الخاصة بالهجرة اليهودية والاستيطان والاستيلاء على أراضي الفلاحين الفلسطينيين.
هكذا، وتحت تأثير ضغوط القوى الشبابية والسياسية الأكثر راديكالية، قررت "اللجنة التنفيذية العربية" تنظيم سلسلة تظاهرات في المدن الفلسطينية الكبرى، بدأت في القدس يوم 13 تشرين الأول/ أكتوبر 1933 وتتابعت في يافا وحيفا ونابلس، وغيرها خلال النصف الأول من الشهر التالي.
يبقى أن نشير إلى أحد الأمور اللافتة في الألبوم/ الكراس الذي أصدره ثيودور صروف، ألا وهو أنه تضمن (11) صورة عن تظاهرة القدس التي انتهت بمواجهات مع البوليس البريطاني عند الباب الجديد، أحدث بوابات البلدة القديمة، والذي أقامه العثمانيون أواخر القرن التاسع، لتمكين موكب الإمبراطور الألماني هيليوم الثاني في الدخول إلى داخل البلدة القديمة، إبان زيارته التاريخية لها، في 29 تشرين الأول/ أكتوبر 1898.
وبخلاف العديد من الأراشيف ومجموعات الصور الفوتوغرافية المعروفة، والتي دأبت على تداول صورة وحيدة، وشهيرة لتظاهرة القدس، يوم 13 تشرين الأول/ أكتوبر 1933، وهي التي تُظهر لحظة المواجهة ما بين جماهير المتظاهرين والبوليس البريطاني، فإن الألبوم الذي نشره ثيودور صروف تضمن شريطًا متصلًا من الصور، بلغت إحدى عشرة صورة لمحطات مختلفة من التظاهرة.
ويبدأ الشريط بصورة تظهر حاكم مقاطعة القدس، ومعه بعض ضباط البوليس، في حالة تأهب لقمع التظاهرة، ويظهر من خلفه فريق من رجال البوليس "السواري"، أو الخيالة. وتنقل الصورة الثانية حالة شارع يافا عند باب الخليل، حيث رابط البوليس لمنع المتظاهرين من الوصول إلى مقرات الحكومة خارج البلدة القديمة. وترصد صورة ثالثة وجود قوة من البوليس الفلسطيني والإنكليزي بالقرب من الباب الجديد، وهم ما بين وقوف وجلوس، ينتظرون وصول المتظاهرين لتفريقهم، ومنعهم من عبوره إلى خارج السور.
أما بقية الصور فهي تنقل مشاهد مختلفة من التظاهرة أثناء تقدمها، فواحدة منها تظهر رئيس اللجنة التنفيذية العربية موسى كاظم الحسيني وهو يتقدم طلائع المتظاهرين، وأخرى تظهر جزءًا من النساء المتظاهرات، وتسجل صورة ثالثة لحظة اقتحام البوليس البريطاني صفوف السيدات المتظاهرات. فيما تصور بقية المشاهد مقاطع من لحظة الصدام الكبير الذي وقع أمام الباب الجديد. وفي سياق متصل تظهر إحدى الصور جثمان الشهيد الشاب رمزي قطينة الذي سقط في تظاهرة القدس الثانية، يوم 30 تشرين الأول/ أكتوبر 1933، وقد أحاط به عدد من النشطاء.
" فكرة إصدار "ألبوم" صور كوسيلة إعلامية تعد بحد ذاتها، في ثلاثينيات القرن الماضي، فكرة ريادية غير مطروقة من قبل " |
* * *
أخيرًا وبالعودة إلى تلك المقارنة التي كانت عقدتها د. رونا سيلع ما بين توظيف المؤسسات الصهيونية للصورة الفوتوغرافية والوسائط البصرية الأخرى في خدمة المشروع الصهيوني، وما بين القيادات الفلسطينية التي أخفقت في استخدام الوسيط الفوتوغرافي في خدمة النضال الوطني الفلسطيني، نرى أن تلك المقارنة في واقع الأمر غير منصفة، أولًا لأن القيادات المشرفة على الصناديق اليهودية والتي كانت قد بادرت إلى إنشاء أقسام تصوير تابعة لها كانت قيادات أوروبية النشأة والتكوين والثقافة. كما كانت بحوزتها موارد واستوديوهات ومعدات قادرة على إنتاج صور ومطبوعات عالية الجودة، لا تقارن بحالة استوديوهات التصوير المحلية الفلسطينية، أو المطابع المستخدمة في الصحف ودور النشر العربية، التي كانت محدودة الإمكانات، أقله على صعيد إنتاج مطبوعات مصورة ذات جودة مقبولة.
وكما تقر رونا سيلع فإن الفضل في نجاح الحركة الصهيونية في توظيف الوسائط الفوتوغرافية (والبصرية الأخرى) يعود إلى الهجرة الكبيرة للمصورين والفنانين والمصممين اليهود من ألمانيا وبلدان أوروبية أخرى إلى فلسطين بعيد صعود الحزب النازي إلى السلطة في ألمانيا عام 1933، حيث تم توظيف هؤلاء في الآلة الإعلامية الضخمة للحركة الصهيونية، إبان عقدي الثلاثينيات والأربعينيات.
من ناحية أخرى هل كان ألبوم صور ثيودور صروف عن تظاهرات عام 1933 استثناءً وشذوذًا عن القاعدة التي تؤكد عدم وجود مبادرات أو جهود فلسطينية لتوظيف الصورة الفوتوغرافية في كسب التأييد للقضية الفلسطينية، أم أن هذا الألبوم ما هو إلا مثال واحد من عدة أمثلة على استخدام الفوتوغراف والوسائل البصرية الأخرى في فضح الممارسات العنيفة والاستعمارية والصهيونية، وفي تظهير صور النضال العادل الذي لجأ إليه الشعب الفلسطيني لحماية أرضه وحقوقه.
إن الشواهد التي توفرت لديّ تؤكد الاحتمال الثاني، وهو ما سوف نعود إليه في مقالة تالية.
* باحث في الفنون البصرية، رسام ومصور فوتوغرافي.