*feras shafiq rahjeh
" كمية دموع العالم كمية ثابتة ، كلما بدأَ أحدُُ ما بالبكاء في مكان ما يتوقف آخر ، نفسُ الشيء ينطبق على الضحك "
اقتباس من مسرحية / في انتظار غودو /
للكاتب الايرلندي ( صموئيل بيكيت ) رائد مسرح العبث ملخص المسرحية :
(يجلس شخصان بجوار شجرة جرداء في طريق مقفر .. الرجلان مختلفان تماماً .. فأحدهما شخص بسيط لا يفكر إلا في الطعام .. و هو مشغول دائماً بآلامه .. و الشخص الآخر رجل مفكر عاقل .. و هما يتكلمان دائماً و لكنهما لا يقولان شيئاً .. و يدور بينهما حوار عبثي تغلف كلماته رمزية شديدة التعقيد .. و كل منهما يريد ترك الآخر و لكن لا يستطيعان ) .
. و هكذا كل الروابط الإنسانية التي لا نستطيع التخلص منها ..و من خلال الحوار يتضح أنهما ينتظران شخصاً ثالث مجهول إسمه" غودو "..
فقد وعدهما بالمجيء و كان جاداً في هذا الوعد .. و يبدو أن مجيء " غودو " سوف يغير حياتهما للأفضل .. و لكن غودو هذا لا يأتي ابداً .. و في نهاية كل يوم يظهر غلامُُ فيخبرهما أن غودو لن يستطيع المجيء .. و لكنه بالتأكيد سوف يأتي غداً .. و يتكرر الأمر في كل يوم .. و هما لا يملان من انتظار غودو .. الذي لا يأتي أبداً !!
المسرحية ذات نزعة سوداوية .. مثل كل أدب العبث أو اللامعقول الذي تنتمي إلي مدرسته .. و لأن الأدب دائماً ما يكون إنعكاساً للواقع الذي يعيشه الناس .. و قد ظهر أدب اللامعقول مجسداً لعزلة الإنسان .. و احتقاره لقيمة الحياة .. كما أن أدباء هذا الفن كانوا خير من يمثلون هذه العزلة الإنسانية ..
و لكن من هو غودو المنتظر و الذي لا يأتي أبداً ؟ .. إنه الأمل .. الأمل في أنَّ شيئاً سعيداً سوف يحدث غداً .. فهو الحب للبعض .. و هو المال للبعض .. و هو العمل و هو الزواج و هو الشفاء .. و هو الراحة بعد زوال الألم .. ففي حياة كل منا "غودو" لا يمل أبداً من انتظاره .. و هو المجهول الذي لا نعرفه ..
و لا نعلم كيف ستتغير حياتنا إذا جاء ..
و لكننا جميعاً في انتظار غودو ..
هذا الوقت سيمضي .. و لكن من الحكمة أن يمضي و نحن مدركون لذواتنا .
تعليق