مؤتمرات القمة العربية .. Arab summit conferences ، و آلية انعقادها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مؤتمرات القمة العربية .. Arab summit conferences ، و آلية انعقادها

    قمه عربيه (موتمرات)

    Arab summit conferences - Conférences au sommet arabe

    القمة العربية (مؤتمرات ـ)

    دبلوماسية القمة
    ليست دبلوماسية القمة حقيقة بالنوع الجديد في المجتمع الدولي، فقد عرفت منذ مؤتمر ڤيينا لعام 1815، وربما قبل ذلك، ولو اختلفت التسميات. وقد تكررت ظاهرة القمة بصورة خاصة حديثاً في أثناء الحرب العالمية الثانية، حيث شهدت موسكو وطهران مثلاً لقاء القادة الكبار للحرب روزفلت وتشرشل وستالين، غير أن الحرب الباردة التي سرعان ما عصفت بالعالم أوقفت تكرار لقاءات القمة، لكن سرعان ما تجددت هذه اللقاءات بعد سقوط ستالين. ومن أمثلة اجتماعات القمة في المجال الإقليمي لقاء رؤساء الدول والحكومات العربية والإفريقية، واجتماعات دول الكتلة الاشتراكية والدول الداخلة في أحلاف أو تكتلات، كالاتحاد الأوربي.
    والملاحظ أن رؤساء الدول والحكومات ليسوا دبلوماسيين بالمعنى التقليدي، بل هم رجال سياسة، كما أن الحيز الزمني لاجتماعاتهم ضيق جداً، وأحياناً فإنهم يصدرون قرارات أو يتخذون مواقف سياسية فورية نتيجة للاجتماع، ولكن الدور الذي يقومون به يتضمن أيضاً جانباً من العمل الدبلوماسي. وقد تكون هذه الاجتماعات أو المؤتمرات ثنائية أو جماعية، كما يمكن أن يلحق بها اجتماعات رؤساء الحكومات وقد تسبقها اجتماعات الوزراء المختصين وخاصة وزراء الخارجية بقصد التهيئة له، ولعل هذه هي القاعدة في مؤتمرات القمة.
    ولكن ما مدى فعالية مؤتمرات القمة؟
    يذكر روتير في مؤلفه «فقه الدبلوماسية» أن مؤتمرات القمة دليل على تصاعد العمل الدبلوماسي ليصبح من شؤون رؤساء الدول وليصبح دور وزراء الخارجية والسفراء قاصراً على المشاركة. ويرى آخرون أن عقد مؤتمرات للقمة من حين لآخر يعد مفيداً شريطة ألا تعقد عليه آمال كبيرة من جهة، وأن تكون هناك رغبة في القيام بعمل ما من جهة أخرى. ومن مزايا مؤتمرات القمة أنها تقوي الروابط الشخصية والمباشرة بين رؤساء الدول، وأنها قد تحل المشكلات العليا التي قد لايستطيع الدبلوماسيون القيام بها، وأن عصر السرعة الذي نعيش فيه يقتضي سرعة بت الأمور مباشرة بين الرؤساء.
    ولكن يعاب على هذه المؤتمرات أنها غالباً لا تأتي بنتيجة، وفي هذه الحالة يكون إخفاقها صدمة للرأي العام ومدعاة للتشاؤم؛ ولذلك فقد تلجأ البيانات الختامية المدبجة إلى إخفاء حقيقة الإخفاق والتمويه على الرأي العام، كما أن هذه المؤتمرات قد تتخذ أحياناً وسيلة للدعاية أو حلبة لتبادل الاتهامات، كما أنها تخلط بين العمل السياسي والعمل الدبلوماسي.
    مؤتمرات القمة العربية Arab summits
    جاءت مواثيق بعض المنظمات الدولية كميثاق منظمة المؤتمر الإسلامي[ر] مثلاً تنص صراحة على أن يشكل مؤتمر ملوك ورؤساء الدول الأعضاء فيها الهيئة العليا للمنظمة، أما في ميثاق جامعة الدول العربية[ر] فليس هناك مثل هذا النص، بل إن المادة الثالثة من الميثاق جعلت من مجلس الجامعة أعلى هيئة فيها (من دون أن تحدد مستوى التمثيل في المجلس)، وهذا حمل بعض الكتاب العرب على اعتقاد أن مؤتمرات القمة العربية بالشكل المتقطع والمرتجل الذي تمّتْ فيه إلى أجل قريب ما هي إلا اجتماعات قمة تمت في ظل نظام الجامعة (أحياناً بتهيئة منها وأحياناً في غفلة عنها أو بتخطيط لها)؛ لذلك فإنها في أفضل الاحتمالات لايمكن أن تعد أكثر من دورات غير عادية لمجلس الجامعة على مستوى الرؤساء والملوك أو مندوبيهم، في حين ذهب آخرون إلى أن القمة العربية غدت الهيئة الأعلى في بنيان الجامعة أفرزها التعامل العربي، إلى أن تم أخيراً تنظيم هذه المسألة ووضع القواعد المنظمة لعقد القمم العربية، وذلك بموجب (الملحق الخاص بشأن الانعقاد الدوري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة) بموجب القرار رقم (ق.ق :198 د.غ.ع ـ 22/10/2000) الصادر عن مؤتمر القمة العربي غير العادي المنعقد بالقاهرة في الفترة 21ـ22/تشرين أول/أكتوبر 2000م.
    آلية انعقاد مؤتمر القمة
    حدد هذا الملحق الخاص بالانعقاد الدوري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة القواعد المنظمة لآلية انعقاد هذا المؤتمر، مبيناً بالنسبة لموعد انعقاده أن مجلس جامعة الدول العربية ينعقد على مستوى القمة بصفة منتظمة، في دورة عادية مرة في السنة في شهر آذار/مارس، وله عند الضرورة أو بروز مستجدات تتصل بسلامة الأمن القومي العربي عقد دورات غير عادية إذا تقدمت إحدى الدول الأعضاء، أو الأمين العام بطلب ذلك ووافق على عقدها ثلثا الدول الأعضاء.
    وأما بالنسبة لمكان الانعقاد، فقد أشار الملحق الخاص إلى أنه ُتعقد الدورات العادية للمجلس على مستوى القمة في مقر الجامعة بالقاهرة، ويجوز للدولة التي ترأس القمة أن تدعو إلى استضافتها إذا رغبت في ذلك، ويتناوب أعضاء المجلس على الرئاسة حسب الترتيب الهجائي لأسماء الدول الأعضاء، كما يجوز عقد الدورات غير العادية للمجلس خارج مقر الجامعة بموافقة الدول الأعضاء، على أن تكون الرئاسة للدولة التي ترأس القمة.
    وأكد هذا الملحق الخاص أنه تقتصر رئاسة المجلس على ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية، وأن قرارات المجلس على مستوى القمة تصدر بتوافق الآراء consensus.


  • #2
    سلطات مؤتمر القمة
    مما لاشك فيه أن مؤتمر القمة يملك مناقشة أي مسألة تدخل في نطاق ميثاق جامعة الدول العربية أو تتعلق بسلطة أي جهاز من أجهزتها، كما أن له سلطة إصدار قرارات بخصوص تلك المسائل تكون ملزمة لجميع الأجهزة الأخرى في الجامعة، وقد أشار الملحق الخاص بشأن الانعقاد الدوري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة إلى أنه يقوم مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة بالنظر في القضايا المتعلقة باستراتيجيات الأمن القومي العربي بجميع جوانبه، وتنسيق السياسات العليا للدول العربية تجاه القضايا ذات الأهمية الإقليمية والدولية، وعلى وجه الخصوص النظر في التوصيات والتقارير والمشروعات المشتركة التي يرفعها إليه مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، وتعيين الأمين العام وتعديل ميثاق جامعة الدول العربية.
    الأجهزة المكلفة بتنفيذ قرارات مؤتمر القمة: حدد مؤتمر القمة العربي السادس المنعقد في الجزائر عام 1973 تلك الأجهزة بموجب قراره رقم 59 الذي جاء فيه أنه تقوم الأجهزة الآتية باتخاذ الإجراءات الكفيلة بتنفيذ قرارات مؤتمر القمة ومتابعتها، كل حسب اختصاصه، وهي:
    أـ مجلس الجامعة (على مستوى الوزراء أو المندوبين الدائمين).
    ب ـ المجلس الاقتصادي (وقد أصبح يعرف فيما بعد بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي).
    مع الإشارة هنا إلى أن للأمين العام للجامعة دوراً لايمكن إنكاره في متابعة تنفيذ قرارات مؤتمر القمة.
    القمم العربية في نصف قرن: فيما يُقارب النصف قرن عُقد حتى عام 2004 تسعة وعشرون مؤتمراً للقمة العربية بين عادية وغير عادية استثنائية، كان أولها مؤتمر قمة أنشاص بمصر في 28 أيار/مايو 1946 وآخرها مؤتمر القمة الذي عقد في الخرطوم بتاريخ 28 ـ 29 آذار 2006، وقد صدر عن مؤتمرات القمة هذه العديد من القرارات أبرزها:
    ـ قمة أنشاص 28ـ 5ـ 1946: ومن قراراته: مساعدة الشعوب العربية المستعمرة على نيل استقلالها، واعتبار أن قضية فلسطين قلب القضايا القومية.
    ـ قمة بيروت 13ـ 11ـ 1956: وأهم قراراته مناصرة مصر ضد العدوان الثلاثي. (وكثير من الكتاب يغفل هاتين القمتين في تعداده للقمم العربية لقدمهما وبعدهما عن القمم التالية المتوالية).
    ـ قمة القاهرة الأول 13ـ1ـ 1964: وأهم قراراته التي اتخذها بالإجماع: إنهاء الخلافات العربية، وتصفية الجو العربي، وتحقيق المصالح العربية العادلة المشتركة، ويذهب بعض المؤلفين خطأ إلى عدّ هذه القمة الأولى بين القمم العربية.
    ـ قمة الإسكندرية5 ـ9ـ 1964: وأهم القرارات الصادرة عنها: البدء بتنفيذ مشروعات استغلال مياه نهر الأردن، وحمايتها عسكرياً.
    ـ قمة الدار البيضاء 13ـ9ـ1965: ومن أهم القرارات التي اتخذتها: الموافقة على نص ميثاق التضامن العربي، ودعم منظمة التحرير الفلسطينية وجيش التحرير الفلسطيني.
    ـ قمة الخرطوم 29ـ 8ـ 1967: وأهم قراراتها: اللاءات العربية الثلاث (لا للاعتراف، لا للتفاوض، لا للصلح) مع الكيان الصهيوني.
    ـ قمة الرباط 21ـ12ـ1969: ولم يصدر عن هذا المؤتمر أي قرار أو بيان ختامي.
    ـ قمة القاهرة 23ـ9ـ1970: وأهم القرارات الصادرة عنها: الإنهاء الفوري لجميع العمليات العسكرية من جانب القوات المسلحة الأردنية وقوات المقاومة الفلسطينية، وتكوين لجنة عليا لمتابعة تطبيق هذا الاتفاق.
    ـ قمة الجزائر 26ـ11ـ 1973: وأهم ما صدر عنها من قرارات: شرطان للسلام مع إسرائيل، الأول: انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة، وفي مقدمتها القدس، الثاني: استعادة الشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية الثابتة، وتقديم جميع أنواع الدعم المالي والعسكري للجبهتين السورية والمصرية من أجل استمرار نضالهما ضد العدو الصهيوني، كما تقرر لأول مرة في القمم العربية مبدأ دورتها السنوية.
    ـ قمة الرباط 26ـ10ـ 1974: وأهم قراراتها تعزيز القوى الذاتية للدول العربية: عسكرياً، واقتصادياً، وسياسياً. وتجنب المعارك والخلافات الهامشية، واعتماد منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني.
    ـ قمة الرياض (قمة سداسية غير عادية) 16ـ10ـ1976، وأهم القرارات الصادرة عنها: وقف إطلاق النار والاقتتال نهائياً في الأراضي اللبنانية كافة، والتزام جميع الأطراف بذلك، وتعزيز قوات الأمن العربية الحالية لتصبح قوات ردع داخل لبنان.
    ـ قمة القاهرة 25ـ 11ـ 1976: وأهم قراراتها: تعهد متبادل في عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد عربي، وإنشاء صندوق لتمويل قوات الأمن العربية في لبنان.
    ـ قمة بغداد 2ـ11ـ 1978: وأهم القرارات الصادرة عنها: عدم الموافقة على اتفاقيتي كامب ديفيد، وحظر عقد صلح منفرد، ونقل مقر الجامعة العربية إلى تونس، وتعليق عضوية مصر في جامعة الدول العربية.
    ـ قمة تونس20ـ11ـ1979: وأهم ما صدر عنها من قرارات: تجديد الإدانة العربية لاتفاقيتي كامب ديفيد، والتصدي لنقل العاصمة الإسرائيلية إلى القدس، وإدانة العدوان الإسرائيلي على الجنوب اللبناني، والتأكيد على سيادة لبنان واستقلاله ووحدته الوطنية.
    ـ قمة عمان 25ـ11ـ1980: وقد سميت قمة عمان الاقتصادية؛ لأنها أرست برنامج العمل العربي المشترك، وصادقت على ميثاق العمل الاقتصادي العربي واستراتيجية العمل الاقتصادي العربي المشترك، والاتفاقية الموحدة لاستثمار رؤوس الأموال العربية في الدول العربية، وصادقت على عقد التنمية العربية المشتركة، كما أكدت انعقاد مؤتمرات القمة دورياً، وحددت مستوى التمثيل فيها وتحديد انعقادها.
    ـ قمة فاس 6ـ11ـ1981: وقد انتهت أعمال القمة من دون صدور أي بيان أو قرار وتقرر إرجاء أعمالها إلى وقت لاحق في فاس أيضاً.
    ـ قمة فاس 6ـ9ـ1982: وأهم قراراتها إقرار مشروع السلام العربي مع إسرائيل، وهو ما عرف بـ«مبادرة فاس».
    ـ قمة الدار البيضاء 20ـ8ـ1985: وأهم قراراتها: تأليف لجنتين لتنقية الأجواء العربية وحل الخلافات بين الأشقاء العرب، والتنديد بالإرهاب بجميع أشكاله وأنواعه ومصادره.
    ـ قمة عمان 8ـ 11ـ1987: وأهم القرارات الصادرة عنها: التمسك باسترجاع الأراضي العربية المحتلة كافة والقدس الشريف أساساً للسلام.
    ـ قمة الجزائر 7ـ6ـ1988: وأهم ما صدر عنها من قرارات: دعم الانتفاضة الشعبية الفلسطينية، وتعزيز فعاليتها وضمان استمراريتها.
    ـ قمة الدار البيضاء 23ـ5ـ1989: وأهم قراراتها: تقديم الدعم والمساعدة المعنوية والمادية للانتفاضة الفلسطينية، وتأييد قيام دولة فلسطين المستقلة والعمل لتوسيع الاعتراف بها.
    ـ قمة بغداد 28ـ5ـ1990: وأهم قراراتها: استمرار دعم الانتفاضة الفلسطينية.
    ـ قمة القاهرة 15ـ8ـ1990: وأهم ما صدر عنها من قرارات: إدانة العدوان العراقي على دولة الكويت، كما تقرر إرسال قوة عربية مشتركة إلى الخليج.
    ـ قمة القاهرة 21ـ 6ـ1996: وأهم ما صدر عنها من قرارات: الموافقة المبدئية على إنشاء محكمة عدل عربية، وميثاق الشرف للأمن والتعاون العربي، وآلية جامعة الدول العربية للوقاية من النزاعات وإدارتها وتسويتها، والإسراع في إقامة منظمة التجارة الحرة العربية الكبرى.
    ـ قمة القاهرة 21ـ10ـ2000: وتمخض عنها قرارات إنشاء صندوق باسم انتفاضة القدس، برأس مال 200 مليون دولار أمريكي لدعم أسر الشهداء، وتأهيل الجرحى والمصابين، وإنشاء صندوق باسم صندوق الأقصى برأس مال 800 مليون دولار لدعم الاقتصاد الفلسطيني، وأيضاً إقرار الملحق الخاص بشأن الانعقاد الدوري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة.
    ـ قمة الأردن 27ـ 3ـ 2001: وأهم القرارات الصادرة عنها: مواصلة التحرك العربي في مجلس الأمن والجمعية العامة لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، والعمل على استصدار قرار من الجمعية العامة في دورة استثنائية طارئة لإرسال قوات حماية دولية إلى المناطق الفلسطينية إذا ما تعذر إصدار القرار من مجلس الأمن بهذا الشأن، وتكليف لجنة من الخبراء القانونيين العرب للبدء في توثيق جرائم الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، وجمع الأدلة والتحري حولها، تمهيداً للتحرك نحو إنشاء محكمة دولية خاصة لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين.
    ـ قمة بيروت 27ـ3ـ2002: وأهم القرارات الصادرة عنها: تبني مؤتمر القمة للمبادرة السعودية للسلام في الشرق الأوسط كمبادرة سلام عربية، كما طلب مجلس القمة من إسرائيل إعادة النظر في سياساتها، وأن تجنح للسلم معلنة أن السلام العادل هو خيارها الاستراتيجي أيضاً.
    ـ قمة شرم الشيخ 1ـ3ـ2003: وأهم القرارات الصادرة عنها: تأكيد الرفض المطلق لضرب العراق، أو تهديد أمن وسلامة أي دولة عربية، باعتباره تهديداً للأمن القومي العربي وضرورة حل الأزمة العراقية بالطرق السلمية في إطار الشرعية الدولية، والتأكيد أن شؤون الوطن العربي وتطوير نظمه أمر تقرره شعوب المنطقة، بما يتفق مع مصالحها الوطنية والقومية، بعيداً عن أي تدخل خارجي، ورفض ما يتردد من محاولات رامية إلى فرض تغييرات على المنطقة، أو التدخل في شؤونها الداخلية وتجاهل مصالحها وقضاياها العادلة، واعتبار نزع أسلحة الدمار الشامل في العراق جزء من نزع أسلحة الدمار الشامل في المنطقة بما في ذلك إسرائيل.
    ـ قمة تونس 22ـ5ـ2004: وأهم ما صدر عنها: التأكيد على ضرورة احترام وحدة الأراضي العراقية وسيادة واستقلال العراق الشقيق، والمطالبة بمنح الأمم المتحدة دوراً مركزياً هناك، وتأكيد ضرورة السعي من أجل إيجاد تسوية عادلة وشاملة للصراع العربي الإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، والمطالبة بوقف الاعتداءات الإسرائيلية، وتأكيد حقوق سورية في الجولان، ولبنان في مزارع شبعا، ورفض توطين اللاجئين الفلسطينيين في أي دولة عربية ودعم حل عادل لمشكلتهم، كما أكدت القمة مساندتها لسورية في مواجهة العقوبات الأمريكية، وأيضاً تجديد الالتزام بمبادرة السلام العربية.
    ـ قمة الجزائر، مدينة الجزائر 22ـ23/3/2005: وأهم ما صدر عنها: تأكيد مبادرة السلام العربية المتخذة في قمة بيروت لعام 2003، وإنشاء برلمان عربي، وتأليف هيئة لمتابعة تنفيذ القرارات والالتزامات، وتعديل طرق التصويت في مجلس الجامعة، ومتابعة إنشاء محكمة العدل العربية ومجلس الأمن العربي، وتطوير أداء المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي، كما أكد قرارات القمم السابقة بخصوص القضية الفلسطينية.
    ـ قمة السودان ـ الخرطوم 28ـ29 آذار/مارس/2006: ومن أهم ما صدر عنها: تأكيد دعم المقاومة اللبنانية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، ورفض العقوبات الأمريكية على سورية، ومساندة حقها في استعادة الجولان المحتل، واحترام وحدة العراق، وتأكيد الدور العربي في تقرير مستقبله. إضافة إلى إعادة النظر في مسيرة تطوير وتحديث منظومة العمل العربي المشترك بإشراف السيد عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية الذي أُعيد انتخابه لولاية ثانية.
    يلاحظ مما تقدم، تقطع انعقاد القمم العربية وعدم الجدية في عقدها بالمستوى المطلوب، فقلما عقدت قمة عربية من دون غياب قائد عربي أو أكثر عن حضورها، بل إن التمثيل انخفض في عدد منها إلى مستوى أدنى من الشخص الثاني في القيادة ليصل إلى مستوى السفراء وحسب، وأخيراً ففاعلية مقررات القمم العربية حتى تاريخه لم ترتق إلى مستوى طموحات الشعب العربي. ومع ذلك تبقى القمم العربية كما الجامعة العربية كلها ملتقى القادة العرب ومسؤوليهم حيث يعزّ اللقاء، وفي الالتقاء وتبادل الرأي دوماً فوائد لا تنكر. ويبقى العرب يأملون في تحقيق حلمهم الغالي بتحقيق شكل من أشكال الاتحاد أو الوحدة العربية ضد كل التحديات التي يواجهونها داخلية كانت أم خارجية.
    محمد عزيز شكري

    تعليق

    يعمل...
    X