قيس الاسلت
Abu al-Qays ibn al-Aslat - Abou al-Qaïs ibn al-Aslat
أبو قيس بن الأَسْلَت
(… ـ 1هـ/… ـ 622م)
صَيفِيّ بن عامر الأَسْلَت بن جشم ابن وائل بن زيد بن قيس بن عمارة بن مُرَّة بن مالك بن الأوس، أبو قيس الأوسيّ. في اسمه خلافٌ، قيل: صيفيّ، وقيل: الحارث، وقيل: عبد الله، وقيل غير ذلك، أما الأَسْلَتُ فهو لقبُ أبيه. شاعرٌ مُخَضْرَمٌ جاهليٌّ إسلاميٌّ.
كان سيِّداً في أوس، من فحول شعرائها وفرسانها، أسندت إليه أوس حربَ يوم بُعاث، وهو يومٌ للأَوس على الخَزْرَج، وكانت موقعةُ بُعاثٍ قبلَ الهجرة بخمس سنين، عُرِفَ أبو قيس بشدَّة بأسه، يقالُ إنَّه آثرَ الحربَ يوم بُعاث فَلبِثَ أشهراً بعيداً عن زوجِه، ثمَّ إنَّه دخل عليها فأنكرَتْهُ لِتَغَيُّرِ حالِه، فقال: أنا أبو قيس، فقالت: والله ما عرفْتُكَ حتَّى تكلَّمْتَ، فنظم في ذلك قصيدة منها:
قالَت وَلَم تَقصِد لِقيلِ الخَنـا
مَهلاً فَقَد أَبلَغتَ أســماعي
أَنْكَرْتِــهِ حَتّى تَوَسَّــمْتِهِ
وَالحَربُ غولٌ ذاتُ أَوجاعِ
مَن يَذُقِ الحَربَ يَجِد طَعمَها
مُرّاً وَتَحبِســـهُ بِجَعجاعِ
قَد حَصَّتِ البَيضَةُ رَأسي فَما
أُطعَمُ غُمضاً غَيرَ تَهجـاعِ
أَسـعى عَلى جُلِّ بَني مالِكٍ
كُلُّ اِمرِئٍ في شَأنِهِ سـاعِ
تألَّه في الجاهلية واتَّبع الحَنيفيَّةَ دينَ إبراهيمَ عليه الصَّلاة والسَّلام، قيل: إنَّه لمَّا حضره الموتُ أرسل إليه النَّبيُّr يقول له: «قلْ لا إله إلا الله أشفعْ لك بها» فَسُمِعَ يقولُ ذلك، وهذا خبرٌ واهٍ بنى عليه ابنُ حَجَرٍ في «الإصابة» فجعل أبا قيس من الصَّحابة، والأرجحُ أنَّه لم يُسْلِمْ، وانتقدَ البغداديُّ في «خزانة الأدب» ما ذهب إليه ابنُ حَجَر فقال: «وعلى هذا فكان ينبغي لابن حَجَرٍ ألاّ يذكرَهُ في القسم الأوَّل، وهم الَّذين جَزَمَ بصحبتهم». وتأسيساً على ذلك لا تصحُّ نسبةُ الشِّعر الَّذي رواه له ابنُ هشامٍ في «السِّيرة» وذكر فيه شعرَ أبي قيس بن الأسلت في الدِّفاع عن الرَّسولr.
توزَّعت أغراضُ شعره على الغزل والفخر والحماسـة والهجاء، وله مقطوعةٌ واحدةٌ في المدح جعلها من نصيب أبي أُحَيحة سعد بن العاص بن أميَّة. جُلُّ شعره في الفخر، وهو على قسمين: فخر قَبَلِيّ بالأوس، وفخر فرديّ ذكر فيه حزمه وشجاعته، يشـفُّ شعره عن أخلاق الفارس العربيِّ، ويُذْكَرُ أنَّه عفا عن أسيره أبي مسلمة مُخَلَّد ابن الصَّامت، وقد أُشِيرَ عليه بقتله:
أَسَرْتُ مُخَلَّداً فعفوتُ عنه
وعند الله صالحُ ما أتيتُ
له شعر في الهجاء يظهر فيه أثرُ الحرب الَّتي دارت بين الأوس والخَزْرَجِ، ويُصَنَّف بعضُ هجائه في شعر النَّقائض الَّتي نشأت في يَثْرِبَ نتيجةَ الحرب بين القبيلتين المذكورتين، ومنه هجـاؤه حسَّانَ بنَ ثابت الأنصاريَّ، وكان أبو قيس من الأوس، وحسَّان من الخزرج، وكانا يتهاجيان، وفي ديوان أبي قيس قصيدةٌ مطلعُها:
ألا مَنْ مُبْلِغٌ حسـَّانَ عنِّي
أَطِبٌّ كانَ داؤك أم جنونُ؟!
وهي نقيضةُ قصيدةٍ لحسَّانَ بن ثابت مُثْبَتَةٍ في ديوانه نظمها يومَ بُعاثٍ يهجو أبا قيس، ومطلعها:
ألا أبلغْ أبا قيسٍ رســولاً
إذا ألقى لها سَـــمْعاً تُبينُ
وهو فوق ذلك شاعرٌ متغزِّلٌ، مُجيدٌ في غزله، عفيفٌ فيه، وبعض ذلك في زوجِه كقوله فيها:
خفيضةُ أعلَى الصَّوتِ ليست بسَلْفَعٍ
ولا نَمَّـةٍ خرَّاجةٍ حين تظهَرُ
ويُكْرِمْنَهـا جاراتُهـا فَيَزُرْنَهــا
وتَعْتَــلُّ عن إتيانهنَّ فتُعْذَرُ
وليس بها أن تَســـتَهِينَ بجارةٍ
ولكنَّها من ذاك تَحْيا وتَحْصَرُ
وإنْ هي لم تَقْصِدْ لهنَّ أتينهـــا
نواعمَ بيضاً مَشيُهُنَّ التَّأطُّـرُ
أسامة اختيار
Abu al-Qays ibn al-Aslat - Abou al-Qaïs ibn al-Aslat
أبو قيس بن الأَسْلَت
(… ـ 1هـ/… ـ 622م)
صَيفِيّ بن عامر الأَسْلَت بن جشم ابن وائل بن زيد بن قيس بن عمارة بن مُرَّة بن مالك بن الأوس، أبو قيس الأوسيّ. في اسمه خلافٌ، قيل: صيفيّ، وقيل: الحارث، وقيل: عبد الله، وقيل غير ذلك، أما الأَسْلَتُ فهو لقبُ أبيه. شاعرٌ مُخَضْرَمٌ جاهليٌّ إسلاميٌّ.
كان سيِّداً في أوس، من فحول شعرائها وفرسانها، أسندت إليه أوس حربَ يوم بُعاث، وهو يومٌ للأَوس على الخَزْرَج، وكانت موقعةُ بُعاثٍ قبلَ الهجرة بخمس سنين، عُرِفَ أبو قيس بشدَّة بأسه، يقالُ إنَّه آثرَ الحربَ يوم بُعاث فَلبِثَ أشهراً بعيداً عن زوجِه، ثمَّ إنَّه دخل عليها فأنكرَتْهُ لِتَغَيُّرِ حالِه، فقال: أنا أبو قيس، فقالت: والله ما عرفْتُكَ حتَّى تكلَّمْتَ، فنظم في ذلك قصيدة منها:
قالَت وَلَم تَقصِد لِقيلِ الخَنـا
مَهلاً فَقَد أَبلَغتَ أســماعي
أَنْكَرْتِــهِ حَتّى تَوَسَّــمْتِهِ
وَالحَربُ غولٌ ذاتُ أَوجاعِ
مَن يَذُقِ الحَربَ يَجِد طَعمَها
مُرّاً وَتَحبِســـهُ بِجَعجاعِ
قَد حَصَّتِ البَيضَةُ رَأسي فَما
أُطعَمُ غُمضاً غَيرَ تَهجـاعِ
أَسـعى عَلى جُلِّ بَني مالِكٍ
كُلُّ اِمرِئٍ في شَأنِهِ سـاعِ
تألَّه في الجاهلية واتَّبع الحَنيفيَّةَ دينَ إبراهيمَ عليه الصَّلاة والسَّلام، قيل: إنَّه لمَّا حضره الموتُ أرسل إليه النَّبيُّr يقول له: «قلْ لا إله إلا الله أشفعْ لك بها» فَسُمِعَ يقولُ ذلك، وهذا خبرٌ واهٍ بنى عليه ابنُ حَجَرٍ في «الإصابة» فجعل أبا قيس من الصَّحابة، والأرجحُ أنَّه لم يُسْلِمْ، وانتقدَ البغداديُّ في «خزانة الأدب» ما ذهب إليه ابنُ حَجَر فقال: «وعلى هذا فكان ينبغي لابن حَجَرٍ ألاّ يذكرَهُ في القسم الأوَّل، وهم الَّذين جَزَمَ بصحبتهم». وتأسيساً على ذلك لا تصحُّ نسبةُ الشِّعر الَّذي رواه له ابنُ هشامٍ في «السِّيرة» وذكر فيه شعرَ أبي قيس بن الأسلت في الدِّفاع عن الرَّسولr.
توزَّعت أغراضُ شعره على الغزل والفخر والحماسـة والهجاء، وله مقطوعةٌ واحدةٌ في المدح جعلها من نصيب أبي أُحَيحة سعد بن العاص بن أميَّة. جُلُّ شعره في الفخر، وهو على قسمين: فخر قَبَلِيّ بالأوس، وفخر فرديّ ذكر فيه حزمه وشجاعته، يشـفُّ شعره عن أخلاق الفارس العربيِّ، ويُذْكَرُ أنَّه عفا عن أسيره أبي مسلمة مُخَلَّد ابن الصَّامت، وقد أُشِيرَ عليه بقتله:
أَسَرْتُ مُخَلَّداً فعفوتُ عنه
وعند الله صالحُ ما أتيتُ
له شعر في الهجاء يظهر فيه أثرُ الحرب الَّتي دارت بين الأوس والخَزْرَجِ، ويُصَنَّف بعضُ هجائه في شعر النَّقائض الَّتي نشأت في يَثْرِبَ نتيجةَ الحرب بين القبيلتين المذكورتين، ومنه هجـاؤه حسَّانَ بنَ ثابت الأنصاريَّ، وكان أبو قيس من الأوس، وحسَّان من الخزرج، وكانا يتهاجيان، وفي ديوان أبي قيس قصيدةٌ مطلعُها:
ألا مَنْ مُبْلِغٌ حسـَّانَ عنِّي
أَطِبٌّ كانَ داؤك أم جنونُ؟!
وهي نقيضةُ قصيدةٍ لحسَّانَ بن ثابت مُثْبَتَةٍ في ديوانه نظمها يومَ بُعاثٍ يهجو أبا قيس، ومطلعها:
ألا أبلغْ أبا قيسٍ رســولاً
إذا ألقى لها سَـــمْعاً تُبينُ
وهو فوق ذلك شاعرٌ متغزِّلٌ، مُجيدٌ في غزله، عفيفٌ فيه، وبعض ذلك في زوجِه كقوله فيها:
خفيضةُ أعلَى الصَّوتِ ليست بسَلْفَعٍ
ولا نَمَّـةٍ خرَّاجةٍ حين تظهَرُ
ويُكْرِمْنَهـا جاراتُهـا فَيَزُرْنَهــا
وتَعْتَــلُّ عن إتيانهنَّ فتُعْذَرُ
وليس بها أن تَســـتَهِينَ بجارةٍ
ولكنَّها من ذاك تَحْيا وتَحْصَرُ
وإنْ هي لم تَقْصِدْ لهنَّ أتينهـــا
نواعمَ بيضاً مَشيُهُنَّ التَّأطُّـرُ
أسامة اختيار