قيس سعد عباده
Qays ibn Sa’d ibn Ubada - Qaïs ibn Sa'd ibn 'Oubada
قيس بن سعد بن عبادة
(…ـ 60هـ/… ـ 680م)
هو الصحابي الجليل قيس بن الصحابي الجليل سعد بن عبادة بن دليم الأنصاري، وأمه بنت عم أبيه، واسمها فكيهة بنت عبيد بن دليم.
كان قيس حامل راية الأنصار مع رسول اللهr، وكان من ذوي الرأي من الناس. خدم قيس بن سعد النبيr عشر سنين، وفي صحيح البخاري عن أنس، كان قيس بن سعد من النبيr بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير.
وشهد مع رسول اللهr المشاهد كلها، وأخذ النبيr يوم الفتح الراية من أبيه فدفعها إليه.
شهد فتح مصر، واختط بها داراً، ثم ولاه علي بن أبي طالبt إمارتها. مات بالمدينة في آخر خلافة معاوية بن أبي سفيانt سنة ستين للهجرة.
كان أحد الفضلاء الجلّة المشهورين بالنجدة والسخاء والشجاعة، وكان أبوه وجده كذلك. ويقال إنه لم يكن في الأوس والخزرج أربعة مطعمون متتالون في بيت واحد إلا قيس بن سعد بن عبادة بن دليم، ولا كان مثل ذلك في سائر العرب أيضاً، إلا ما كان من عمرو بن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف وآبائه وأجداده. فقد كان قيس في جيش العسرة، وكان ينحر ويطعم حتى استدان بسبب ذلك، فنهاه أبو عبيدة بن الجراح عن ذلك.
وروي أن رجلاً استقرض منه ثلاثين ألفاً فلما ردها عليه أبى أن يقبلها، وقال: إنّا لا نعود في شيء أعطيناه.
وعن نافع قال: «مرّ ابن عمر على أطم سعد فقال لي: يا نافع هذا أطم جده، لقد كان مناديه ينادي يوماً في كل حول: من أراد الشحم واللحم فليأت دار دليم، فمات دليم فنادى منادي عبادة بمثل ذلك، ثم مات عبادة فنادى منادي سعد بمثل ذلك، ثم قد رأيت قيس بن سعد يفعل ذلك، وكان قيس جواداً من أجواد الناس».
وقيل إن دليماً جده كان يهدي إلى مناة الصنم كل عام عشر بَدَنَات، ثم كان عبادة يهديها كذلك، ثم كان سعد يهديها كذلك إلى أن أسلم، ثم أهداها قيس إلى الكعبة.
وعن جابرt قال: خرجنا في بعث كان عليهم قيس بن سعد بن عبادة فنحر لهم تسع ركائب، فلما قدموا على رسول اللهr ذكروا له ذلك من فعل قيس بن سعد، فقال رسول اللهr: «إن الجود من شيمة أهل ذلك البيت».
ومن مشهور أخبار قيس بن سعد ابن عبادة أنه كان له مال كثير ديوناً على الناس، فمرض واستبطأ عُوَّادَه، فقيل له: إنهم يستحيون من أجل دينك، فأمر منادياً ينادي: من كان لقيس بن سعد عليه دين فهو له، فأتاه الناس حتى هدموا درجة كانوا يصعدون عليها إليه.
وكانr من دهاة العرب، من أهل الرأي والمكيدة في الحرب. قال الزهري كان دهاة الناس في الفتنة خمسة، فعدّ من قريش معاوية وعمرو ابن العاص، ومن الأنصار قيس بن سعد، ومن ثقيف المغيرة بن شعبة، ومن المهاجرين عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي.
وكان مع علي قيس بن سعد وعبد الله، واعتزل المغيرة بن شعبة. صحب قيس علياً وشهد معه مشاهده، الجمل وصفين والنهروان هو وقومه، ولم يفارقه حتى قتل، وهو القائل بصفين:
هذا اللواء الذي كنا نحـفُّ بـه
مع النبي وجبريـل لنا مدد
ماضرَّ من كانت الأنصار عيبته
ألا يكون له من غيرهم أحد
قوم إذا حاربـوا طالت أكـفهم
بالمشرفية حتى يفتح البـلد
وكان عليt قد ولاه على مصر فضاق به معاوية وأعجزته فيه الحيلة، وكايد فيه علياً ولم يتبع معاوية من مكايدة أعجب من مكايدته لقيس حين امتنع عن مبايعته إذ قال لأهل الشام «لا تسبُّوا قيساً ولا تَدْعوا إلى غزوه، فإن قيساً لنا شيعة، وأنه يجري على إخوانكم النازلين عنده بخربتا أعطياتهم وأرزاقهم» ـ وكان هؤلاء ممن شارك في فتح مصرـ فلما انتشر الخبر في العراق اتّهمّ علي بن أبي طالب قيساً وبعث إليه يأمره بقتال أهل خربتا فرفض قيس لأنهم وجوه أهل مصر وأشرافهم وأهل الحِفاظ وأنهم رضوا منه أن يؤمن سربهم ويجري عليهم أعطياتهم وأرزاقهم، فأبى علي عليه إلا قتالهم، فأبى قيس أن يقاتلهم وكتب إلى علي «إن كنت تتهمني فاعزلني وابعث غيري» فبعث الأشتر.
وبعد على بن أبي طالبt كان مع الحسن بن علي حتى صالح معاوية. ورفض قيس بن سعد مبايعة معاوية حتى يشترط لشيعة علي ولمن كان اتبعه على أموالهم ودمائهم، ولم يلن له حتى أرسل معاوية إليه بسجل قد ختم عليه في أسفله حتى يكتب فيه قيس ما يشاء، فاشترط قيس فيه له ولشيعة علي على الأمان على ما أصابوا من الدماء والأموال ولم يسأل معاوية في سجله ذلك مالاً لنفسه، فرجع قيس إلى المدينة فأقام فيها حتى وفاتهt.
عماد الدين الرشيد
Qays ibn Sa’d ibn Ubada - Qaïs ibn Sa'd ibn 'Oubada
قيس بن سعد بن عبادة
(…ـ 60هـ/… ـ 680م)
هو الصحابي الجليل قيس بن الصحابي الجليل سعد بن عبادة بن دليم الأنصاري، وأمه بنت عم أبيه، واسمها فكيهة بنت عبيد بن دليم.
كان قيس حامل راية الأنصار مع رسول اللهr، وكان من ذوي الرأي من الناس. خدم قيس بن سعد النبيr عشر سنين، وفي صحيح البخاري عن أنس، كان قيس بن سعد من النبيr بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير.
وشهد مع رسول اللهr المشاهد كلها، وأخذ النبيr يوم الفتح الراية من أبيه فدفعها إليه.
شهد فتح مصر، واختط بها داراً، ثم ولاه علي بن أبي طالبt إمارتها. مات بالمدينة في آخر خلافة معاوية بن أبي سفيانt سنة ستين للهجرة.
كان أحد الفضلاء الجلّة المشهورين بالنجدة والسخاء والشجاعة، وكان أبوه وجده كذلك. ويقال إنه لم يكن في الأوس والخزرج أربعة مطعمون متتالون في بيت واحد إلا قيس بن سعد بن عبادة بن دليم، ولا كان مثل ذلك في سائر العرب أيضاً، إلا ما كان من عمرو بن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف وآبائه وأجداده. فقد كان قيس في جيش العسرة، وكان ينحر ويطعم حتى استدان بسبب ذلك، فنهاه أبو عبيدة بن الجراح عن ذلك.
وروي أن رجلاً استقرض منه ثلاثين ألفاً فلما ردها عليه أبى أن يقبلها، وقال: إنّا لا نعود في شيء أعطيناه.
وعن نافع قال: «مرّ ابن عمر على أطم سعد فقال لي: يا نافع هذا أطم جده، لقد كان مناديه ينادي يوماً في كل حول: من أراد الشحم واللحم فليأت دار دليم، فمات دليم فنادى منادي عبادة بمثل ذلك، ثم مات عبادة فنادى منادي سعد بمثل ذلك، ثم قد رأيت قيس بن سعد يفعل ذلك، وكان قيس جواداً من أجواد الناس».
وقيل إن دليماً جده كان يهدي إلى مناة الصنم كل عام عشر بَدَنَات، ثم كان عبادة يهديها كذلك، ثم كان سعد يهديها كذلك إلى أن أسلم، ثم أهداها قيس إلى الكعبة.
وعن جابرt قال: خرجنا في بعث كان عليهم قيس بن سعد بن عبادة فنحر لهم تسع ركائب، فلما قدموا على رسول اللهr ذكروا له ذلك من فعل قيس بن سعد، فقال رسول اللهr: «إن الجود من شيمة أهل ذلك البيت».
ومن مشهور أخبار قيس بن سعد ابن عبادة أنه كان له مال كثير ديوناً على الناس، فمرض واستبطأ عُوَّادَه، فقيل له: إنهم يستحيون من أجل دينك، فأمر منادياً ينادي: من كان لقيس بن سعد عليه دين فهو له، فأتاه الناس حتى هدموا درجة كانوا يصعدون عليها إليه.
وكانr من دهاة العرب، من أهل الرأي والمكيدة في الحرب. قال الزهري كان دهاة الناس في الفتنة خمسة، فعدّ من قريش معاوية وعمرو ابن العاص، ومن الأنصار قيس بن سعد، ومن ثقيف المغيرة بن شعبة، ومن المهاجرين عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي.
وكان مع علي قيس بن سعد وعبد الله، واعتزل المغيرة بن شعبة. صحب قيس علياً وشهد معه مشاهده، الجمل وصفين والنهروان هو وقومه، ولم يفارقه حتى قتل، وهو القائل بصفين:
هذا اللواء الذي كنا نحـفُّ بـه
مع النبي وجبريـل لنا مدد
ماضرَّ من كانت الأنصار عيبته
ألا يكون له من غيرهم أحد
قوم إذا حاربـوا طالت أكـفهم
بالمشرفية حتى يفتح البـلد
وكان عليt قد ولاه على مصر فضاق به معاوية وأعجزته فيه الحيلة، وكايد فيه علياً ولم يتبع معاوية من مكايدة أعجب من مكايدته لقيس حين امتنع عن مبايعته إذ قال لأهل الشام «لا تسبُّوا قيساً ولا تَدْعوا إلى غزوه، فإن قيساً لنا شيعة، وأنه يجري على إخوانكم النازلين عنده بخربتا أعطياتهم وأرزاقهم» ـ وكان هؤلاء ممن شارك في فتح مصرـ فلما انتشر الخبر في العراق اتّهمّ علي بن أبي طالب قيساً وبعث إليه يأمره بقتال أهل خربتا فرفض قيس لأنهم وجوه أهل مصر وأشرافهم وأهل الحِفاظ وأنهم رضوا منه أن يؤمن سربهم ويجري عليهم أعطياتهم وأرزاقهم، فأبى علي عليه إلا قتالهم، فأبى قيس أن يقاتلهم وكتب إلى علي «إن كنت تتهمني فاعزلني وابعث غيري» فبعث الأشتر.
وبعد على بن أبي طالبt كان مع الحسن بن علي حتى صالح معاوية. ورفض قيس بن سعد مبايعة معاوية حتى يشترط لشيعة علي ولمن كان اتبعه على أموالهم ودمائهم، ولم يلن له حتى أرسل معاوية إليه بسجل قد ختم عليه في أسفله حتى يكتب فيه قيس ما يشاء، فاشترط قيس فيه له ولشيعة علي على الأمان على ما أصابوا من الدماء والأموال ولم يسأل معاوية في سجله ذلك مالاً لنفسه، فرجع قيس إلى المدينة فأقام فيها حتى وفاتهt.
عماد الدين الرشيد