قيس بن زهير Qays ibn Zuhair - وهو أحد شعراء عبس المعدودين في الجاهلية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قيس بن زهير Qays ibn Zuhair - وهو أحد شعراء عبس المعدودين في الجاهلية

    قيس زهير

    Qays ibn Zuhair - Qaïs ibn Zouheyr

    قيس بن زهير
    (… ـ نحو 10هـ/… ـ 631م)

    قيس بن زهير بن جذيمة بن رواحة، أبو هند، يرتفع نسبه إلى عَبس بن غَطفان، سيد بني عبس وأميرهم، ورث السيادة عن أبيه زهير بن جذيمة أحد سادة عرب العراق. وهو أحد شعراء عبس المعدودين في الجاهلية، أدرك الإسلام ولم يسلم، ولم يذكر الرواة شيئاً عن سنة ميلاده، وقارب صاحب الأعلام سنة وفاته بالعام العاشر للهجرة.
    كان الشاعر فصيحاً بليغاً؛ من ذلك ما أثر عنه قوله: «أربعة لا يُطاقون، عَبْدٌ مَلَك، ونَذْلٌ شبع، وأَمَةٌ وَرِثت، وقبيحة تزوجت». وكان على شيء من الحكمة وجودة الرأي حتى أطلق الناس عليه: «قيس الرأي»، ومن ذلك قوله مخاطبا حُذَيفة بن بَدْر وسِنان بن حارثة الفزاريّين؛ محذراً من مضّار الحرب:
    يَودُّ سِنانٌ لو يحاربُ قومَنــا
    وفي الحرب تفريقُ الجماعة والأُزلُ
    وإنّ سبيل الحرب وَعرٌ مَضَلّةٌ
    وإنَّ سبيـل السـِلْم آمنـةٌ سهــل
    تعد حياة قيس وشعره مثلاً حياً على الحياة القبلية في المجتمع الجاهلي، وشعره يمتاز بالجودة والحكمة والتعقل. وقد عرف عن قيس إعجابه بنفسه، وشدة اعتداده بها، ففاخره أهل مكة، وكان مما قال لهم: «نَحُّو كعبتَكم عنا وهاتوا ماشئتم»، فردّ عليه عبد الله بن جدعان: «إذا لم نفاخرك بالبيت المعمور، والحرم الآمن، فَبِمَ نفاخرُك؟».
    نشأت بين قيس والربيع بن زياد العبسي شحناء في شأن درع كانت لقيس اختطفها الربيع، ولم يُعدْها على الرغم من إلحاح قيس عليها، فاضطر قيس إلى أن يُسّيرَ أهله إلى مكة، وأقام ينتظر غِرّة الربيع، حتى تمكن من إطراد إبله وسار بها إلى مكة فباعها واشترى بها خيلاً، ولحق بحذيفة بن بدر الفزاري، وأقام عنده إلى أن كان سباق داحس والغبراء، وكان ما كان من جَور حذيفة وما ألحقه من ظلم بقيس، فارتحل عنه هو ومن معه من بني عبس، وأرسل إلى الربيع بالصلح، فلم يجبه، إلى أن قَتل الفزاريون (فرع من بني ذبيان) مالك ابن زهير العبسي، عندها ارتحل قيس إلى الربيع والتقى القوم، وفي ذلك يقول قيس:
    لعمرك ما أضاع بنو زيـــادٍ
    ذمـارَ أَبيهمُ فِيْمَـن يَضيــعُ
    بنو جنيَّةٍ ولدت سـيوفـــاً
    صـوارمَ كُلّها ذكـرٌ صنـيـعُ
    اشتهر قيس بالحيلة والدهاء، من ذلك ما فعله قُبيل يوم (الهَباءة)، وهو يوم لعبس على ذُبيان، إذ أمر قومه بتسريح الإبل الراعية والظَّعْن عن الديار، وقال لقومه خذوا غير طريق الإبل ففعلوا، واتبع الفزاريون الإبل وأدركوها حتى تفرقوا، عندها أمر قيس قومه أن يعطفوا عليهم الخيل، فقتلوا منهم كثيراً، وكان ممن قتل حُذيفة وحَمَل بن بدر الفزاريّين، ولما وقف قيس على جثة حذيفة رثاه بالقول:
    تعلَّم أنّ خَيْرَ الناس مَيْـتٌ
    على جَفْرِ الهَبـاءةِ لاَ يـريمُ
    ولولا ظلمه مازلتُ أبكـي
    عليه الدّهرَ ماطـلع النـجوم
    قاد قيسٌ عبساً في صراعها المرير مع ذبيان في حرب داحس والغبراء، وتمكن أن يعقد التحالفات، وييسر سبل السلامة لقومه مع عدد كبير من القبائل إلى أن هَرِم فزهد في الحياة، وارتحل إلى عُمَان، وعفّ عن المآكل، ومازال كذلك إلى أن مات.
    عبد الرحمن عبد الرحيم
يعمل...
X