في سماءِ الأردنِّ.. الطيورُ تحلّق وعدساتُ المصوّرينَ ترْصُد
محمد جميل خضر
فوتوغراف
تحليق (راسم الكيلاني)
شارك هذا المقال
حجم الخط
في سماءِ الأردنِّ، في مواسمَ معينةٍ، وفي شهورٍ من دون غيرِها، تأْوي إلى فضائِنا المشعِّ بشمسِ الشّرقِ طيورٌ من كلِّ حدْبٍ وَصوْب.
المصوّر الفوتوغرافيّ الفنانُ الطبيبُ، راسم الكيلانيّ، والمصوّر الفوتوغرافيّ الفنانُ، رامز عاهد التميميّ، وغيرهُما، سَواء مِن أعضاءِ الجمعيةِ الأردنيةِ للتّصوير، أوْ مِن غيرِ أعضائِها، كرّسوا وقتَ عدساتِهِم جميعَه لِتلكَ الطيورِ في حلّها وترحالِها. قَضوا السّاعات والأيامِ والليالي في انتظارِ طلّتها البهيّة.
مع زوّارِ السّما، ونوارسِ الخليجِ البعيدِ، هُناك عندَ ثغرِ الأردنِّ الباسِم، مع تنهيدةِ (شقراقٍ أوروبيٍّ) نحيلٍ يشبه طيرَنا الوطنيّ، مع تحليقةٍ غاضِبةٍ من (حدأةٍ سوْداء) تحجبُ بحجمِها وبهاءِ انفرادِ جناحيْها ومرورِها العابر ضوءَ الشّمسِ عن عيونِ المتربّصين، مَع قرارِ (أبو مِغزل)، أوْ (أبو المغازِل كَما في تسميةٍ أُخرى)، البقاءَ في ديارِنا، لا يريدُ أن يبْرَحها، مقيمًا آمنًا مطمئنًّا، غيرَ مهدّدٍ بانقراضٍ، ومتنعّمٍ، إلى ذلِك، بتسجيلٍ رسميٍّ، وبما يجعلهُ أكثرَ من لاجئٍ، وأقلَ من طيرٍ وطنيّ. مع تقليدِ (الغطّاس الصغيرِ) لهُ وقدْ رأى ما رآهُ من امتيازاتٍ وتسهيلات، حظيَ بِها أبو مِعزْلٍ بقدميهِ الطويلتيْن الورديّتيْن، ومنقارِه الأنيق المائلِ للطّولِ قليلًا، وثنائيةِ الأبيضِ والأسودِ عندَه بِما يشبهُ ثنائيةَ الخيرِ والشّر، الحياةِ والموْت. مع كلِّ هذا وذاك، يصبحُ تصويرُ الطيورِ متعةً لا تُضاهيها مُتعة، تصبحُ اللحظةُ مِن ذَهب، والالْتماعةُ مِن جَنى صبرٍ طَويل. يشدُّ المصوّرون الرّحال. يقرأونَ أكثرَ عن موضوعِ صورِهم. يوقظونَ حواسَّهم. يرفعونَ وتيرةَ حساسيّتهم. يحضّرون عدّتَهم وعتادَهم، ويحفظونَ، جيّدًا، درسَهم.
خصوصيةٌ لافِتة
الطبيبُ الكيلانيّ منحَ طيورَ الأردنِّ المقيمةَ بينَنا، والمارّة من هُنا، الدائمةَ والمؤقّتة، المالئةَ أجواءَ سمائِنا تحليقًا وانصهارًا داخلَ مفرداتِ المكان، جلَّ وقتِه، حتى لا نقولَ كلَّ وقتِه.
يقولُ الكيلانيّ حولَ خصائصِ تصويرِ الطيور: "يُعدُّ تصويرَ الطيورِ من الأمورِ الصّعبة التي تحتاجُ إلى معرفةِ أنواعِ الطيورِ وخواصِّها وطريقةِ تصرًّفِها وحياتِها ومواعيدِ هجرتِها والأماكنِ المتوقّعِ وجودَها فيها أو مرورَها مِنها".
هُوَ فنٌّ، إذًا، يحتاجُ إلى معارفَ وخبراتٍ وتفاصيلَ لا يكمنُ الشيطانُ داخِلها.
الأمرُ عندَ الكيلانيّ صاحبُ التجربةِ الممتدةِ في تصويرِ الطيورِ، ومُلاحقةِ مواعيدِ انتشارِها ومرورِها ورحلاتِ بقائها، لا يقتصرُ على هذه المعارِف، بل لا بدّ، كي يُستوفى الأمرُ شروطَه، مِن معارِف متعلّقة بعدّة التصويرِ، كَالكاميرا الجيّدة "خاصّةً ذاتَ المِشعر الكاملِ غيرِ المنقوصِ Full frame sensor. والعدساتِ ذاتِ البُعدِ البؤريّ الطويلِ". وهنالكَ نوْعان، يقولُ الكيلاني، "ثابتُ البعدِ Prime lens، على ألا يقل الّزووم عن 400، ولكلٍّ مِنهما حسناتُه وسيئاتُه؛ فَـ(البرايم) خفيفةُ الوزنِ وواضحةٌ، ولكنّها محددةُ البعدِ سلفًا، وهذا يقيّد المصوّر، وأمّا الزّووم، ومَع أنّها ثقيلةٌ إلّا أنّها تُعطي المصورَ المجالَ كي يتحكّم بالتكوينِ المناسبِ للصّورة".
بسؤالِهِ إنْ كانَ جرّب تصويرَ الطيورِ من السّماء، عبرَ طائرةٍ، أوْ مِنطاد، يجيبُ المصوّر الفوتوغرافيّ الفنان، رامز عاهد التميمي: "لا، للأسفِ، لم أجرّب من الطائرةِ، وَلكن مِن قمّةِ جبلٍ عالٍ: نَعَم. إنَ لها جماليةً مختلفةً، خاصةً مع الطيورُ الكبيرَة؛ فعنْدَما تكونُ قُرْبها على الارتفاعِ نفسِه، تُعطيكَ شعورًا مميزًا، كما لوْ أنّك تحلّق مَعها".
الكيلاني، في دورِه، أيضًا، لم يجرّب تصويرَ الطيورِ من السّماء: "لم أحظَ بفرصةِ تصويرِ الطيورِ من الجوِّ. ومن الطبيعيّ أن يختلفَ التصويرُ بين الأرضِ والسّماء، لاختلاف تكوينِ الصورةِ، والإضاءةِ، والعُلاقةِ مع الشّمس. كَما أنّ الطيورَ ستكونُ بحالةِ حركةٍ شديدةٍ لخوفِها من صوتِ الطائرةِ، أوْ حجمِ المِنطاد".
بينَ الأرضِ والسّماء
وبسؤالِ التميميّ، هل هنالك اختلاف، في رأيك، بين تصوير الطيور من الأرض، وتصويرها من السماء؟
يجيبُ: "أكيد يوجَدُ اخْتلاف؛ في تصويرِ الطيورِ، كلُّ خطوةٍ تُحدثُ فرقًا، وتُعطي منظورًا مختلفًا". ثمّ ما يلبثُ أن يُرْدِف: "إحدى أمْنياتي أنْ أمتلكَ طائرةَ (درون) المسيّرةَ عن بُعدٍ كَي أحلّقَ بينَ الطيورِ المهاجرةِ، وأقومُ بالطيرانِ معْها وتصويرِها".
في سياقِ تحضيراتِ وجبةِ تصويرِ طيورٍ، يضيفُ الكيلاني لِما تقدّم: "لا يكتملُ التحضيرُ من دونِ حاملِ الكاميرا، للمحافظةِ على ثباتِها، وبالتّالي وُضوح الصّورة". كما يُضيف: "هذا النّوع مِن التصويرِ يتضمّنُ التمركزَ في مكانٍ مدروسٍ ومجرّبٍ سابِقًا، مع وسائلِ تخفٍّ مناسِبةٍ؛ من خِيَمٍ خاصةٍ، وشبكاتٍ مخصّصةٍ، وملابِس قادرةٍ على التمويهِ".
الكيلاني يُعدُّ في دورِه طريقتيْن لتصويرِ الطّيور؛ ثابِتة، وهي، بِحسبِه، الأسهلُ نسبيًّا. ومتحرِّكة، وهذه "تحتاجُ إلى خبرةٍ كبيرةٍ، وإعداداتٍ معقّدة. وفي معظمِ الحالاتِ، يتمّ حملَ الكاميرا باليدِ لِمتابعةِ الطائر".
أمّا التميميّ، فَيتحدّثُ عن علاقةٍ تتكوّن بينَهُ وبينَ الطيرِ الذي يصوّره، قائلًا: "أنا فعليًّا في لحظاتِ التصويرِ أتحدّثُ إلى الطيورِ بصوتٍ خافتٍ، وهذا يبعثُ رسائلَ إلى الطائرِ بالاطمئنانِ، وبناءِ عُلاقةٍ، ولو لَحْظِيةٍ. وكلّما كانَ وقتُ مكوثِ الطائرِ أمامَ الكاميرا طويلًا، كلّما أحسستُ بشعورٍ جميلٍ أنّ هذا الطائرَ لمْ يخَف مِنّي. ليسَ ذلكَ فقط، بلْ ويلتمسُ مِنّي الأمانَ. فنحنُ قدْ أصبحْنا أصدِقاء".
حديثُ العُلاقةِ يُغري الكيلانيّ كَي يخوضَ فيه، فإذا بِهِ يكشفُ أنّ عُلاقتَه بالطيورِ التي يترّصدُ تصويرَها "قويةٌ تسودُها المحبةُ والإعجابُ بخلقِ اللهِ". مردفًا: "الطيورُ جميلةٌ، وتنوّعها مدهشٌ، وألوانُها فتّانة". ثمّ لا ينْسى توضيحَ أنّ معرفةَ خواصِّ الطائرِ، وطريقةِ حياتِه، ومواقعِ موائلِهِ، وأوقاتِ هجرتهِ، تعزِّزُ العُلاقةَ بينَه وبينَ مَنْ يتابعُ مختلفَ هذهِ التّفاصيل. إنّها الحساسيةُ التي تنمو مع الوقتِ بينَهما (الطائرِ، سواءِ أكانَ مقيمًا، أم مُهاجِرًا، والمصوّر).
الطيورُ في السّماء. الأسماكُ في البحْر. الثديياتُ والقوارضُ والزواحفُ في البَراري اليابِسة، أينَ تجدُ نفسَك؟ وما هي سِماتُ تصويرِ كلِّ حقلٍ من هذهِ الحُقول؟ نسألُ التميمي، فيُجيب: "بمجرّد أنْ أكونَ في البريّةِ لِتصوير الطيورِ، فإنّ جميعَ الكائناتِ الأُخرى التي تحيطُ بي تصبحُ محطَّ اهْتمامي، وإنْ سَنحت لِي فرصةُ تصويرِها صورًا جميلةً، فَلَن أتردّد، لكنّ شَغفي الأساسيَّ هُو الطّيور".
التميمي يتحدّثُ، في سياقٍ متّصِل، عن معدّاتِ تصويرٍ مُخْتَلِفَةٍ عندما يتعلّقُ الأمرُ بتصويرِ عالمِ البِحارِ الواسعِ متلاطمِ الأمْواج، و"له أسلوبٌ مختلفٌ كليًّا عن تصويرِ الطيورِ، وكلِّ ما هُوَ خارجَ المَاء".
الطيورُ في السّماء. الأسماكُ في البحْر. الثديياتُ والقوارضُ والزواحفُ في البَراري اليابِسة، أينَ تجدُ نفسَك؟ وما هي سِماتُ تصويرِ كلِّ حقلٍ من هذهِ الحُقول؟ أعدنا طرح السّؤالَ على الكيلاني، فَأجاب: "نحنُ هُنا نتحدّثُ عن تصويرِ الطّبيعةِ، ولكلٍّ مِنها خصوصيتِها ومعداتِها وأدواتِ خبرتِها. تحدثْنا عن الخبرةِ اللازمةِ لتصويرِ الطّيور. أمّا في خصوصِ الأسماكِ، وتصويرِ الحياةِ البحريةِ، فالأمرُ يحتاجُ إلى كاميراتٍ محميّةٍ من الماءِ والملحِ والضّغط. كَما أنّ على المصورِ معرفةَ مهاراتِ الغوْص، معَ التحكّمِ بالضوءِ القليلِ المُتاح لهُ تحتَ سطحِ الماءِ، أو استخدامِ فلاشاتٍ خاصةٍ، وأنْ يكونَ معهُ على الأقلِ فلاشتيْن مِنها. بالنسبةِ للتصويرِ على اليابسةِ، والتقاطِ التنوّع الحيوانيّ، فإنّ الأمرَ يحتاجُ إلى معارفَ وخبراتٍ مختلفةٍ عن تصويرِ الطيور، وإلى درايةٍ عميقةٍ بوسائل حمايةِ النّفس من الحيواناتِ المفترِسة. بمعنى آخر، تصوير الحيواناتِ المفترسةِ يختلفُ، حتمًا، عن تصويرِ (حَرْدون) جالسٍ للاستمتاعِ بحرارةِ الشّمس. أنا شخصيًّا أحبُّ خوضَ التّجارب، وسبقَ أنْ تنقّلتُ بينَ هذهِ العوالمِ جميعِها، إلى أنْ استقرّ بيَ المطافُ أخيرًا على تصويرِ الطيورِ، لِما يحتويهِ تصويرُها من تحدٍ كبيرٍ، خصوصًا المتحرّكة مِنها".
طيورٌ وَطيور
عن أنواعِ الطيورِ الموجودةِ في الأردنّ، وأعدادِها، وما إلى ذلك، يبيّن الكيلاني أن هنالك 300 نوعِ طيرٍ مقيمٍ، ومِثلهم مهاجِر.
ويشيرُ إلى أنّ مواسمَ الهجرةِ الأهَم هِيَ في شهريّ آذار وأيلول مِن كلِّ عام. يقول الكيلاني: "هنالك نوعانِ مِن الطّيور؛ الصّغير الذي يحتاجُ إلى الراحةِ والغذاءِ ويبقى لفتراتٍ في مناطقَ معيّنةٍ في الأردنِّ، وهنالكَ الطّيور الكبيرةُ التي تستغلُّ حركةَ الرِّياح لِحملها من دون عناءٍ، ولذلكَ تقطعُ مسافاتٍ كبيرةً. تستريحُ قليلًا، تأكلُ كثيرًا، ثم تواصلُ رحلَتها الطويلةَ قاطعةً قاراتٍ وناسخةً فيافي. الطيورُ المهاجرةُ تُفضّل، بحسبِ الكيلاني، التحليقَ فوقَ اليابِسة، ففوْق البحارِ لا حركةَ رياحٍ مُناسِبَة، لذلِك "تتخذُ الأَراضي المحاذيةَ للبحارِ مسارًا لَها. وسواء كان مسارُها شرقَ، أو غربَ البحرِ الأحمرِ، فسوفَ تمرُّ مِن الأردنِّ، وأوّلُ ما يستقبلُها مرصدُ طيورِ العقبةِ. تطيرُ بعدَ ذلِك شمالًا مستغلةً بحيراتِ السدودِ الكثيرةِ في الأردنِّ، ومنطقةَ محميةِ الأزرقِ المائيّة".
مهاجِرٌ عابِرٌ (مثلَ الطّيطوي الأخضرِ، والرّهو، والصّرد المقنّع)، زائِرٌ شتويٌّ (مثلَ آكلِ المَحار، والنّحام الكَبير)، زائِرٌ صيفيٌّ (الطيورُ البحريةُ، مثلَ الخرْشنات)، أنواعٌ شارِدةٌ تدْفعها الرياحُ، وأُخرى مُستوطنةٌ مُسجّلةٌ في الأردنِّ مُتكاثرةٌ داخلَ مملكتِنا، ليْست مهاجرةً، ولا مهدّدةً بالانقراضِ؛ ومنها: أبو مِغزل، والغطّاس الصّغير. وثالثةٌ متوطِّنةٌ لا توجدُ في أيِّ مكانٍ آخرَ سِوى في الأردنِّ، مثلَ دوريِّ البحرِ الميّت. ورابعةٌ دخيلةٌ، كطيورِ الزّينةِ التي تمّ إطلاقِ سراحِها في البريّةِ، أوْ حولَ المدنِ، أوْ قدِمت بالبواخرِ للعقبةِ، وهي تتسببُ بِمشاكل عديدةٍ للتنوّع الإحيائيّ وللمزارعينَ، مثلَ المِينا الشائِعة، والببغاءِ الخضْراء، والبلبلِ أبيضِ الخدّ. هكذا يُعدِّدُ الكيلانيّ أنواعَ الطيورِ في بلادِنا، وهكذا تحلّق في فضائِنا، حيثُ لا يُجدي نفعًا أمامَ كلِّ هذهِ الحُشود كشُّ الحَمامِ التقليديّ، ولا الشبكُ المراهقُ الصغيرُ يحمِلُه مراهقونَ كي يخفّفوا أحمالَ الكسلِ عندَ أبوابِ كلِّ مَساء.
الكيلاني يرى أنّ هذا "التنوّعَ الكبيرَ في الطيورِ المقيمةِ والمهاجِرة، ووجودَ مؤسساتٍ تهتمّ بالبيئةِ والطيورِ، كالجمعيةِ الملكيةِ لِحمايةِ الطبيعةِ، وجمعيةِ مُراقبي الطيورِ الأردنيّة، والجمعيةِ الأردنيةِ للتصويرِ، وهي بيتِ الخبرةِ للمصورينَ الأُردنيين، وضعتْ الأردنَّ على الخارطةِ العالميةِ لِمراقبةِ ودراسةِ الطّيور".
أمّا عَن الطائرِ الوطنيّ، فيوضحُ الكيلانيّ أنّ الطائرَ السينائيَّ الورديَّ هو الطائرُ الوطنيُّ المعتمدُ للأردنِّ، ويوجدُ في وادي رم، والبَترا.
عناصرُ النّجاح
الكيلانيّ يشيرُ إلى تهديدٍ جديدٍ تتعرّض له الطيورُ المُهاجرةُ، على وجه الخُصوص، إنّه الاصطدامُ بطواحينِ الهواءِ، بِخاصةٍ التي أُقيمت بشكلٍ غيرِ مدروسٍ، وكذلكَ أسلاكِ كهرباءِ الضغطِ العَالي، و"حاليًا موضوعُ تغيّر المُناخ والدّفيئة".
يبْدو أنّ الطائرَ (الغاشمَ) الذي قطعَ الكهرباءَ عن الأردنِّ قاطبةً لم يكُن قد استمعَ إلى تحذيراتِ الكيلانيّ، وإلّا لَمَا كانَ فعَل.
محمد جميل خضر
فوتوغراف
تحليق (راسم الكيلاني)
شارك هذا المقال
حجم الخط
في سماءِ الأردنِّ، في مواسمَ معينةٍ، وفي شهورٍ من دون غيرِها، تأْوي إلى فضائِنا المشعِّ بشمسِ الشّرقِ طيورٌ من كلِّ حدْبٍ وَصوْب.
المصوّر الفوتوغرافيّ الفنانُ الطبيبُ، راسم الكيلانيّ، والمصوّر الفوتوغرافيّ الفنانُ، رامز عاهد التميميّ، وغيرهُما، سَواء مِن أعضاءِ الجمعيةِ الأردنيةِ للتّصوير، أوْ مِن غيرِ أعضائِها، كرّسوا وقتَ عدساتِهِم جميعَه لِتلكَ الطيورِ في حلّها وترحالِها. قَضوا السّاعات والأيامِ والليالي في انتظارِ طلّتها البهيّة.
مع زوّارِ السّما، ونوارسِ الخليجِ البعيدِ، هُناك عندَ ثغرِ الأردنِّ الباسِم، مع تنهيدةِ (شقراقٍ أوروبيٍّ) نحيلٍ يشبه طيرَنا الوطنيّ، مع تحليقةٍ غاضِبةٍ من (حدأةٍ سوْداء) تحجبُ بحجمِها وبهاءِ انفرادِ جناحيْها ومرورِها العابر ضوءَ الشّمسِ عن عيونِ المتربّصين، مَع قرارِ (أبو مِغزل)، أوْ (أبو المغازِل كَما في تسميةٍ أُخرى)، البقاءَ في ديارِنا، لا يريدُ أن يبْرَحها، مقيمًا آمنًا مطمئنًّا، غيرَ مهدّدٍ بانقراضٍ، ومتنعّمٍ، إلى ذلِك، بتسجيلٍ رسميٍّ، وبما يجعلهُ أكثرَ من لاجئٍ، وأقلَ من طيرٍ وطنيّ. مع تقليدِ (الغطّاس الصغيرِ) لهُ وقدْ رأى ما رآهُ من امتيازاتٍ وتسهيلات، حظيَ بِها أبو مِعزْلٍ بقدميهِ الطويلتيْن الورديّتيْن، ومنقارِه الأنيق المائلِ للطّولِ قليلًا، وثنائيةِ الأبيضِ والأسودِ عندَه بِما يشبهُ ثنائيةَ الخيرِ والشّر، الحياةِ والموْت. مع كلِّ هذا وذاك، يصبحُ تصويرُ الطيورِ متعةً لا تُضاهيها مُتعة، تصبحُ اللحظةُ مِن ذَهب، والالْتماعةُ مِن جَنى صبرٍ طَويل. يشدُّ المصوّرون الرّحال. يقرأونَ أكثرَ عن موضوعِ صورِهم. يوقظونَ حواسَّهم. يرفعونَ وتيرةَ حساسيّتهم. يحضّرون عدّتَهم وعتادَهم، ويحفظونَ، جيّدًا، درسَهم.
خصوصيةٌ لافِتة
الطبيبُ الكيلانيّ منحَ طيورَ الأردنِّ المقيمةَ بينَنا، والمارّة من هُنا، الدائمةَ والمؤقّتة، المالئةَ أجواءَ سمائِنا تحليقًا وانصهارًا داخلَ مفرداتِ المكان، جلَّ وقتِه، حتى لا نقولَ كلَّ وقتِه.
يقولُ الكيلانيّ حولَ خصائصِ تصويرِ الطيور: "يُعدُّ تصويرَ الطيورِ من الأمورِ الصّعبة التي تحتاجُ إلى معرفةِ أنواعِ الطيورِ وخواصِّها وطريقةِ تصرًّفِها وحياتِها ومواعيدِ هجرتِها والأماكنِ المتوقّعِ وجودَها فيها أو مرورَها مِنها".
هُوَ فنٌّ، إذًا، يحتاجُ إلى معارفَ وخبراتٍ وتفاصيلَ لا يكمنُ الشيطانُ داخِلها.
"عاهد التميمي: "للأسفِ، لم أجرّب التصوير من الطائرةِ، وَلكن مِن قمّةِ جبلٍ عالٍ: نَعَم. إنَ لها جماليةً مختلفةً، خاصةً مع الطيورُ الكبيرَة؛ فعنْدَما تكونُ قُرْبها على الارتفاعِ نفسِه، تُعطيكَ شعورًا مميزًا، كما لوْ أنّك تحلّق مَعها" |
الأمرُ عندَ الكيلانيّ صاحبُ التجربةِ الممتدةِ في تصويرِ الطيورِ، ومُلاحقةِ مواعيدِ انتشارِها ومرورِها ورحلاتِ بقائها، لا يقتصرُ على هذه المعارِف، بل لا بدّ، كي يُستوفى الأمرُ شروطَه، مِن معارِف متعلّقة بعدّة التصويرِ، كَالكاميرا الجيّدة "خاصّةً ذاتَ المِشعر الكاملِ غيرِ المنقوصِ Full frame sensor. والعدساتِ ذاتِ البُعدِ البؤريّ الطويلِ". وهنالكَ نوْعان، يقولُ الكيلاني، "ثابتُ البعدِ Prime lens، على ألا يقل الّزووم عن 400، ولكلٍّ مِنهما حسناتُه وسيئاتُه؛ فَـ(البرايم) خفيفةُ الوزنِ وواضحةٌ، ولكنّها محددةُ البعدِ سلفًا، وهذا يقيّد المصوّر، وأمّا الزّووم، ومَع أنّها ثقيلةٌ إلّا أنّها تُعطي المصورَ المجالَ كي يتحكّم بالتكوينِ المناسبِ للصّورة".
بسؤالِهِ إنْ كانَ جرّب تصويرَ الطيورِ من السّماء، عبرَ طائرةٍ، أوْ مِنطاد، يجيبُ المصوّر الفوتوغرافيّ الفنان، رامز عاهد التميمي: "لا، للأسفِ، لم أجرّب من الطائرةِ، وَلكن مِن قمّةِ جبلٍ عالٍ: نَعَم. إنَ لها جماليةً مختلفةً، خاصةً مع الطيورُ الكبيرَة؛ فعنْدَما تكونُ قُرْبها على الارتفاعِ نفسِه، تُعطيكَ شعورًا مميزًا، كما لوْ أنّك تحلّق مَعها".
الكيلاني، في دورِه، أيضًا، لم يجرّب تصويرَ الطيورِ من السّماء: "لم أحظَ بفرصةِ تصويرِ الطيورِ من الجوِّ. ومن الطبيعيّ أن يختلفَ التصويرُ بين الأرضِ والسّماء، لاختلاف تكوينِ الصورةِ، والإضاءةِ، والعُلاقةِ مع الشّمس. كَما أنّ الطيورَ ستكونُ بحالةِ حركةٍ شديدةٍ لخوفِها من صوتِ الطائرةِ، أوْ حجمِ المِنطاد".
بينَ الأرضِ والسّماء
وبسؤالِ التميميّ، هل هنالك اختلاف، في رأيك، بين تصوير الطيور من الأرض، وتصويرها من السماء؟
يجيبُ: "أكيد يوجَدُ اخْتلاف؛ في تصويرِ الطيورِ، كلُّ خطوةٍ تُحدثُ فرقًا، وتُعطي منظورًا مختلفًا". ثمّ ما يلبثُ أن يُرْدِف: "إحدى أمْنياتي أنْ أمتلكَ طائرةَ (درون) المسيّرةَ عن بُعدٍ كَي أحلّقَ بينَ الطيورِ المهاجرةِ، وأقومُ بالطيرانِ معْها وتصويرِها".
في سياقِ تحضيراتِ وجبةِ تصويرِ طيورٍ، يضيفُ الكيلاني لِما تقدّم: "لا يكتملُ التحضيرُ من دونِ حاملِ الكاميرا، للمحافظةِ على ثباتِها، وبالتّالي وُضوح الصّورة". كما يُضيف: "هذا النّوع مِن التصويرِ يتضمّنُ التمركزَ في مكانٍ مدروسٍ ومجرّبٍ سابِقًا، مع وسائلِ تخفٍّ مناسِبةٍ؛ من خِيَمٍ خاصةٍ، وشبكاتٍ مخصّصةٍ، وملابِس قادرةٍ على التمويهِ".
"حسبِ المصور والطبيب، راسم الكيلاني، الطيور المهاجرة تختار التحليقَ فوقَ اليابِسة، ففوْق البحارِ لا حركةَ رياحٍ مُناسِبَة، لذلِك "تتخذُ الأَراضي المحاذيةَ للبحارِ مسارًا لَها. وسواء كان مسارُها شرقَ، أو غربَ البحرِ الأحمرِ، فسوفَ تمرُّ مِن الأردنِّ، وأوّلُ ما يستقبلُها مرصدُ طيورِ العقبةِ" |
الكيلاني يُعدُّ في دورِه طريقتيْن لتصويرِ الطّيور؛ ثابِتة، وهي، بِحسبِه، الأسهلُ نسبيًّا. ومتحرِّكة، وهذه "تحتاجُ إلى خبرةٍ كبيرةٍ، وإعداداتٍ معقّدة. وفي معظمِ الحالاتِ، يتمّ حملَ الكاميرا باليدِ لِمتابعةِ الطائر".
أمّا التميميّ، فَيتحدّثُ عن علاقةٍ تتكوّن بينَهُ وبينَ الطيرِ الذي يصوّره، قائلًا: "أنا فعليًّا في لحظاتِ التصويرِ أتحدّثُ إلى الطيورِ بصوتٍ خافتٍ، وهذا يبعثُ رسائلَ إلى الطائرِ بالاطمئنانِ، وبناءِ عُلاقةٍ، ولو لَحْظِيةٍ. وكلّما كانَ وقتُ مكوثِ الطائرِ أمامَ الكاميرا طويلًا، كلّما أحسستُ بشعورٍ جميلٍ أنّ هذا الطائرَ لمْ يخَف مِنّي. ليسَ ذلكَ فقط، بلْ ويلتمسُ مِنّي الأمانَ. فنحنُ قدْ أصبحْنا أصدِقاء".
حديثُ العُلاقةِ يُغري الكيلانيّ كَي يخوضَ فيه، فإذا بِهِ يكشفُ أنّ عُلاقتَه بالطيورِ التي يترّصدُ تصويرَها "قويةٌ تسودُها المحبةُ والإعجابُ بخلقِ اللهِ". مردفًا: "الطيورُ جميلةٌ، وتنوّعها مدهشٌ، وألوانُها فتّانة". ثمّ لا ينْسى توضيحَ أنّ معرفةَ خواصِّ الطائرِ، وطريقةِ حياتِه، ومواقعِ موائلِهِ، وأوقاتِ هجرتهِ، تعزِّزُ العُلاقةَ بينَه وبينَ مَنْ يتابعُ مختلفَ هذهِ التّفاصيل. إنّها الحساسيةُ التي تنمو مع الوقتِ بينَهما (الطائرِ، سواءِ أكانَ مقيمًا، أم مُهاجِرًا، والمصوّر).
الطيورُ في السّماء. الأسماكُ في البحْر. الثديياتُ والقوارضُ والزواحفُ في البَراري اليابِسة، أينَ تجدُ نفسَك؟ وما هي سِماتُ تصويرِ كلِّ حقلٍ من هذهِ الحُقول؟ نسألُ التميمي، فيُجيب: "بمجرّد أنْ أكونَ في البريّةِ لِتصوير الطيورِ، فإنّ جميعَ الكائناتِ الأُخرى التي تحيطُ بي تصبحُ محطَّ اهْتمامي، وإنْ سَنحت لِي فرصةُ تصويرِها صورًا جميلةً، فَلَن أتردّد، لكنّ شَغفي الأساسيَّ هُو الطّيور".
التميمي يتحدّثُ، في سياقٍ متّصِل، عن معدّاتِ تصويرٍ مُخْتَلِفَةٍ عندما يتعلّقُ الأمرُ بتصويرِ عالمِ البِحارِ الواسعِ متلاطمِ الأمْواج، و"له أسلوبٌ مختلفٌ كليًّا عن تصويرِ الطيورِ، وكلِّ ما هُوَ خارجَ المَاء".
الطيورُ في السّماء. الأسماكُ في البحْر. الثديياتُ والقوارضُ والزواحفُ في البَراري اليابِسة، أينَ تجدُ نفسَك؟ وما هي سِماتُ تصويرِ كلِّ حقلٍ من هذهِ الحُقول؟ أعدنا طرح السّؤالَ على الكيلاني، فَأجاب: "نحنُ هُنا نتحدّثُ عن تصويرِ الطّبيعةِ، ولكلٍّ مِنها خصوصيتِها ومعداتِها وأدواتِ خبرتِها. تحدثْنا عن الخبرةِ اللازمةِ لتصويرِ الطّيور. أمّا في خصوصِ الأسماكِ، وتصويرِ الحياةِ البحريةِ، فالأمرُ يحتاجُ إلى كاميراتٍ محميّةٍ من الماءِ والملحِ والضّغط. كَما أنّ على المصورِ معرفةَ مهاراتِ الغوْص، معَ التحكّمِ بالضوءِ القليلِ المُتاح لهُ تحتَ سطحِ الماءِ، أو استخدامِ فلاشاتٍ خاصةٍ، وأنْ يكونَ معهُ على الأقلِ فلاشتيْن مِنها. بالنسبةِ للتصويرِ على اليابسةِ، والتقاطِ التنوّع الحيوانيّ، فإنّ الأمرَ يحتاجُ إلى معارفَ وخبراتٍ مختلفةٍ عن تصويرِ الطيور، وإلى درايةٍ عميقةٍ بوسائل حمايةِ النّفس من الحيواناتِ المفترِسة. بمعنى آخر، تصوير الحيواناتِ المفترسةِ يختلفُ، حتمًا، عن تصويرِ (حَرْدون) جالسٍ للاستمتاعِ بحرارةِ الشّمس. أنا شخصيًّا أحبُّ خوضَ التّجارب، وسبقَ أنْ تنقّلتُ بينَ هذهِ العوالمِ جميعِها، إلى أنْ استقرّ بيَ المطافُ أخيرًا على تصويرِ الطيورِ، لِما يحتويهِ تصويرُها من تحدٍ كبيرٍ، خصوصًا المتحرّكة مِنها".
طيورٌ وَطيور
عن أنواعِ الطيورِ الموجودةِ في الأردنّ، وأعدادِها، وما إلى ذلك، يبيّن الكيلاني أن هنالك 300 نوعِ طيرٍ مقيمٍ، ومِثلهم مهاجِر.
ويشيرُ إلى أنّ مواسمَ الهجرةِ الأهَم هِيَ في شهريّ آذار وأيلول مِن كلِّ عام. يقول الكيلاني: "هنالك نوعانِ مِن الطّيور؛ الصّغير الذي يحتاجُ إلى الراحةِ والغذاءِ ويبقى لفتراتٍ في مناطقَ معيّنةٍ في الأردنِّ، وهنالكَ الطّيور الكبيرةُ التي تستغلُّ حركةَ الرِّياح لِحملها من دون عناءٍ، ولذلكَ تقطعُ مسافاتٍ كبيرةً. تستريحُ قليلًا، تأكلُ كثيرًا، ثم تواصلُ رحلَتها الطويلةَ قاطعةً قاراتٍ وناسخةً فيافي. الطيورُ المهاجرةُ تُفضّل، بحسبِ الكيلاني، التحليقَ فوقَ اليابِسة، ففوْق البحارِ لا حركةَ رياحٍ مُناسِبَة، لذلِك "تتخذُ الأَراضي المحاذيةَ للبحارِ مسارًا لَها. وسواء كان مسارُها شرقَ، أو غربَ البحرِ الأحمرِ، فسوفَ تمرُّ مِن الأردنِّ، وأوّلُ ما يستقبلُها مرصدُ طيورِ العقبةِ. تطيرُ بعدَ ذلِك شمالًا مستغلةً بحيراتِ السدودِ الكثيرةِ في الأردنِّ، ومنطقةَ محميةِ الأزرقِ المائيّة".
مهاجِرٌ عابِرٌ (مثلَ الطّيطوي الأخضرِ، والرّهو، والصّرد المقنّع)، زائِرٌ شتويٌّ (مثلَ آكلِ المَحار، والنّحام الكَبير)، زائِرٌ صيفيٌّ (الطيورُ البحريةُ، مثلَ الخرْشنات)، أنواعٌ شارِدةٌ تدْفعها الرياحُ، وأُخرى مُستوطنةٌ مُسجّلةٌ في الأردنِّ مُتكاثرةٌ داخلَ مملكتِنا، ليْست مهاجرةً، ولا مهدّدةً بالانقراضِ؛ ومنها: أبو مِغزل، والغطّاس الصّغير. وثالثةٌ متوطِّنةٌ لا توجدُ في أيِّ مكانٍ آخرَ سِوى في الأردنِّ، مثلَ دوريِّ البحرِ الميّت. ورابعةٌ دخيلةٌ، كطيورِ الزّينةِ التي تمّ إطلاقِ سراحِها في البريّةِ، أوْ حولَ المدنِ، أوْ قدِمت بالبواخرِ للعقبةِ، وهي تتسببُ بِمشاكل عديدةٍ للتنوّع الإحيائيّ وللمزارعينَ، مثلَ المِينا الشائِعة، والببغاءِ الخضْراء، والبلبلِ أبيضِ الخدّ. هكذا يُعدِّدُ الكيلانيّ أنواعَ الطيورِ في بلادِنا، وهكذا تحلّق في فضائِنا، حيثُ لا يُجدي نفعًا أمامَ كلِّ هذهِ الحُشود كشُّ الحَمامِ التقليديّ، ولا الشبكُ المراهقُ الصغيرُ يحمِلُه مراهقونَ كي يخفّفوا أحمالَ الكسلِ عندَ أبوابِ كلِّ مَساء.
"يوضحُ الكيلانيّ أنّ الطائرَ السينائيَّ الورديَّ هو الطائرُ الوطنيُّ المعتمدُ للأردنِّ، ويوجدُ في وادي رم، والبَترا" |
الكيلاني يرى أنّ هذا "التنوّعَ الكبيرَ في الطيورِ المقيمةِ والمهاجِرة، ووجودَ مؤسساتٍ تهتمّ بالبيئةِ والطيورِ، كالجمعيةِ الملكيةِ لِحمايةِ الطبيعةِ، وجمعيةِ مُراقبي الطيورِ الأردنيّة، والجمعيةِ الأردنيةِ للتصويرِ، وهي بيتِ الخبرةِ للمصورينَ الأُردنيين، وضعتْ الأردنَّ على الخارطةِ العالميةِ لِمراقبةِ ودراسةِ الطّيور".
أمّا عَن الطائرِ الوطنيّ، فيوضحُ الكيلانيّ أنّ الطائرَ السينائيَّ الورديَّ هو الطائرُ الوطنيُّ المعتمدُ للأردنِّ، ويوجدُ في وادي رم، والبَترا.
عناصرُ النّجاح
الكيلانيّ يشيرُ إلى تهديدٍ جديدٍ تتعرّض له الطيورُ المُهاجرةُ، على وجه الخُصوص، إنّه الاصطدامُ بطواحينِ الهواءِ، بِخاصةٍ التي أُقيمت بشكلٍ غيرِ مدروسٍ، وكذلكَ أسلاكِ كهرباءِ الضغطِ العَالي، و"حاليًا موضوعُ تغيّر المُناخ والدّفيئة".
يبْدو أنّ الطائرَ (الغاشمَ) الذي قطعَ الكهرباءَ عن الأردنِّ قاطبةً لم يكُن قد استمعَ إلى تحذيراتِ الكيلانيّ، وإلّا لَمَا كانَ فعَل.