أحمد دراق السباعي في ذكراه ..
لوحات مبسطة وحديثة بإحساس طفولي ..
أديب مخزوم ـ 7 / 1 / 2023
مرت منذ أيام الذكرى السنوية الخامسة والثلاثين لرحيل الفنان أحمد دراق السباعي ، الذي ساهم منذ نهاية الخمسينيات بدور إيجابي، في فتح المجال أمام بوادر ظهور لوحات تشكيلية مغايرة، حيث اتجه لتقديم لوحات فنية حديثة، وبذلك شكل مع مجموعة من الفنانين المبدعين الانطلاقة اللونية المتحررة، حين بدأت اللمسات والمساحات اللونية العفوية تتصاعد وتتنوع في مساحات لوحاته ( ومن ضمنها: دولاب الهواء، طائرات الورق، العيد، أحلام الأطفال، حديقة الأطفال، طفل وزورق من ورق، الفارس الصغير، طفل وكرسي، وغيرها ) .
هكذا شكلت لوحات تلك المرحلة، بدايات ظهورتأثيرات مرحلة الطفولية في التشكيل السوري المعاصر،وكان يجدد ريشته ومعالجته اللونية والشكلية عبر الانحياز عموماً إلى التعبير الهادئ، وإلى المشهدية البصرية الملطفة البعيدة عن العنف والصراخ اللوني .
وعلى الرغم من أنه كان يقدم صياغة عقلانية متماسكة، يمكن الانتباه إلى إيحاءات كثيرة بتلقائية التكوين والتلوين . هكدا أفسحت لوحاته المجال لأحاسيسه المرهفة على خلق أجواء طفولية سحرية تستجيب لهدوئه وانفعالاته. لأحزانه وآماله، بحيث كان التأليف يتراخى في بعض لوحاته مقترباً من الأداء العاطفي (لوحات: صخور على البحر، التوءم، طائرات الورق وغيرها) ويتماسك في بعضها الآخر، من خلال إدخال الخطوط المستقيمة والزوايا والمساحات المسطحة، وأيضاً من خلال الانتقال من المعالجة اللونية المباشرة، إلى التقشف في استخدام اللون الواحد بدرجاته المختلفة، الذي كان يساهم في إضفاء ذلك الجو التقاربي على مساحات لوحاته.
وكان يستفيد من نفس هادئ في معالجة المساحات اللونية عبرالإهتمام بالتأليف الهندسي، الذي يسمح ببروز حوارية التعبير العاطفي بين الخطوط والألوان في اللوحة، وأيضاً كان يعمل على خلق حركة حوار بصري داخل الصمت اللوني للوحة ، وإضاءة داخل المساحات الفاقدة لبريقها اللوني. وغالباً ما كان يوازن في لوحاته بين التبسيط الشكلي والعقلانية المخففة، رغم اتجاهه إلى نوع من العفوية في التعامل مع المساحة اللونية والحرية في تأليفها.
وكان يحرف الشكل محولاً المشهد إلى علاقات لونية وهندسية فيعتمد على المساحات اللونية والخطوط المستقيمة المتقاطعة بزوايا قائمة وحادة ، مكثفاً طبقات اللون بشكل لافت ..
موقع الثورة أون لاين ٧/١/٢٠٢٣
لوحات مبسطة وحديثة بإحساس طفولي ..
أديب مخزوم ـ 7 / 1 / 2023
مرت منذ أيام الذكرى السنوية الخامسة والثلاثين لرحيل الفنان أحمد دراق السباعي ، الذي ساهم منذ نهاية الخمسينيات بدور إيجابي، في فتح المجال أمام بوادر ظهور لوحات تشكيلية مغايرة، حيث اتجه لتقديم لوحات فنية حديثة، وبذلك شكل مع مجموعة من الفنانين المبدعين الانطلاقة اللونية المتحررة، حين بدأت اللمسات والمساحات اللونية العفوية تتصاعد وتتنوع في مساحات لوحاته ( ومن ضمنها: دولاب الهواء، طائرات الورق، العيد، أحلام الأطفال، حديقة الأطفال، طفل وزورق من ورق، الفارس الصغير، طفل وكرسي، وغيرها ) .
هكذا شكلت لوحات تلك المرحلة، بدايات ظهورتأثيرات مرحلة الطفولية في التشكيل السوري المعاصر،وكان يجدد ريشته ومعالجته اللونية والشكلية عبر الانحياز عموماً إلى التعبير الهادئ، وإلى المشهدية البصرية الملطفة البعيدة عن العنف والصراخ اللوني .
وعلى الرغم من أنه كان يقدم صياغة عقلانية متماسكة، يمكن الانتباه إلى إيحاءات كثيرة بتلقائية التكوين والتلوين . هكدا أفسحت لوحاته المجال لأحاسيسه المرهفة على خلق أجواء طفولية سحرية تستجيب لهدوئه وانفعالاته. لأحزانه وآماله، بحيث كان التأليف يتراخى في بعض لوحاته مقترباً من الأداء العاطفي (لوحات: صخور على البحر، التوءم، طائرات الورق وغيرها) ويتماسك في بعضها الآخر، من خلال إدخال الخطوط المستقيمة والزوايا والمساحات المسطحة، وأيضاً من خلال الانتقال من المعالجة اللونية المباشرة، إلى التقشف في استخدام اللون الواحد بدرجاته المختلفة، الذي كان يساهم في إضفاء ذلك الجو التقاربي على مساحات لوحاته.
وكان يستفيد من نفس هادئ في معالجة المساحات اللونية عبرالإهتمام بالتأليف الهندسي، الذي يسمح ببروز حوارية التعبير العاطفي بين الخطوط والألوان في اللوحة، وأيضاً كان يعمل على خلق حركة حوار بصري داخل الصمت اللوني للوحة ، وإضاءة داخل المساحات الفاقدة لبريقها اللوني. وغالباً ما كان يوازن في لوحاته بين التبسيط الشكلي والعقلانية المخففة، رغم اتجاهه إلى نوع من العفوية في التعامل مع المساحة اللونية والحرية في تأليفها.
وكان يحرف الشكل محولاً المشهد إلى علاقات لونية وهندسية فيعتمد على المساحات اللونية والخطوط المستقيمة المتقاطعة بزوايا قائمة وحادة ، مكثفاً طبقات اللون بشكل لافت ..
موقع الثورة أون لاين ٧/١/٢٠٢٣