القصة الكاملة لأسطورة هرقل اليونانية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القصة الكاملة لأسطورة هرقل اليونانية



    القصة الكاملة لأسطورة هرقل اليونانية

    قصة أسطورة هرقل بن زيوس


    أسطورة هرقل هي واحدة من أشهر الأساطير اليونانية، فهو البطل الخارق الذي واجه العديد من التحديات الخطيرة من أجل التكفير عن الذنب الذي حمله نتيجة عمل مؤسف ارتكبه ضد أسرته. وعلى الرغم من ذكر قصة هرقل في العديد من الأعمال الفنية والأدبية إلا أنها بعيدة كل البعد عن قصة هرقل الحقيقية. في السطور التالية نتعرف على أسطورة هرقل الكاملة لاكتشاف أهميته في العالم القديم.

    ملخص قصة هرقل

    تبدأ أسطورة هرقل قبل ولادته بفترة طويلة. حيث جاءت ولادته بعد علاقة غرامية أقامها زيوس – أحد أشهر آلهة الأوليمبوس – مع ابنة الملك إلكتريون التي تدعى ألكمينا. وقع زيوس في حب ألكمينا فأراد الزواج منها، ولكنه يعلم جيداً أنها متزوجة. فما كان منه إلا أن تنكر في هيئة زوج المرأة، ومن ثم أقام معها علاقة ولد على إثرها هرقل. لذلك فهرقل يعتبر نصف إله ونصف إنسان.
    لكن على الرغم من أن البعض يعتقد أن هرقل ابن زيوس وهيرا – ربة الزواج في الأساطير اليونانية – إلا أن الحقيقة هي إنه ابن غير شرعي، ولد نتيجة خيانة زيوس. وهي الخيانة التي اكتشفتها على الفور زوجته هيرا الغيورة، لدرجة أن غيرتها دفعتها إلى القيام بكل ما تستطيع فعله لقتل هذا الطفل.
    الولادة

    تبدأ أسطورة هرقل عندما أرسلت هيرا ساحرتين لمنع ولادة الطفل، لكن خدعهم أحد خدام ألكمينا وأرسلهن إلى غرفة أخرى. وبعد أن فشلت خطتها الأولى وخرج الطفل إلى الحياة شرعت في تنفيذ خطتها الثانية، وهي قتل الطفل وهو مازال في المهد. أرسلت إليه هيرا بعض الثعابين الضخمة إلى فراشه لقتله، ولكن تمكن هرقل الصغير من خنق الثعبان الضخم بيديه العاريتين.


    ومنذ تلك اللحظة قررت ألكمينا التخلي عن طفلها وتركه في الغابة لحمايته من غضب هيرا، لكن عثرت أثينا – إلهة الحرب والقوة والحكمة – على الطفل فأحضرته إلى هيرا مدعية أنه طفل يتيم تُرك في الغابة وبحاجة إلى طعام. لم تتعرف هيرا على الطفل، وقامت على رعايته بنفسها، وعندما حاولت إرضاعه عض هرقل حلمة ثديها، وفي تلك اللحظة دفعته بعيداً عنها وسكبت حليبها عبر سماء الليل وتشكلت بذلك مجرة درب التبانة. ثم أعادت الطفل إلى أثينا وطلبت منها أن تعتني بالطفل بنفسها. قامت أثينا بإرضاع الطفل ودون أن تدري منحته المزيد من القوة.
    ترعرع هرقل في كنف والده المضيف – زوج ألكمينا – وأتى له بأفضل المعلمين الذين علموه المصارعة والفروسية والمبارزة والرماية والعزف على القيثارة والغناء. ولم يكن هرقل يعلم مدى قوته، وخلال إحدى المشادات مع معلم الموسيقى ضربه هرقل بقيثارة فسقط على إثرها صريعاً. ولذلك أرسل لرعاية قطعان الماشية حتى لا يرتكب أية حماقة أخرى.
    لكن يبدو أن هذا كان مستحيلاً بالنسبة إلى هرقل، حيث علم أن جيش طيبة قد هُزم على يد عصابة من الأتباع، لذا قاد فرقة من محاربي طيبة وهزمهم شر هزيمة واستعاد النظام في المدينة. ومن هنا قدم له الملك كريون ابنته ميجارا للزواج تعبيراً عن امتنانه على ما قدمه هرقل في الدفاع عن شعب طيبة.

    الزواج

    تزوج هرقل من ميجارا وأنجب منها ثلاثة أطفال، لكن لم تدعه هيرا الغيورة أن يحيا حياة سعيدة مع زوجته وأطفاله. واستمرت محاولاتها للانتقام منه. دبرت هيرا خطة أخرى للتلاعب به، وسرعان ما أصابته بنوعاً من الجنون المؤقت والهلوسة، وفي هذه الحالة من التشويش وعدم وضوح الرؤية انطلق هرقل إلى منزله، وقتل زوجته وأطفاله دون أن يدري.
    بعد أن استعاد هتلر قواه العقلية وأدرك فعلته الشنعاء، قرر الابتعاد نحو البرية كعقاب له على ما فعله. وخلال هذا التيه توصل إلى ضرورة الذهاب إلى عرافة دلفي – وسيطة روحية تتنبأ بالمستقبل ولها القدرة على التحدث مع الآلهة – ليضع نفسه تحت تصرف الآلهة، ولسوف يقوم بأي شيء للتكفير عن ذنبه. قاده تواصله مع الآلهة اليونانية إلى الذهاب إلى مدينة أرغوليس، وهناك سيكلفه ابن عمه الملك يوريستيوس باثنتي عشرة مهمة للتكفير عن ذنبه.

    المهام التي كُلف هرقل بها

    هرقل يقتل الهيدراقتل الأسد النيمي

    كان الأسد النيمي أحد أكثر الوحوش الأسطورية رعباً، حيث كان يُعتقد أنه وحشاً خالداً، ولم يستطع أحد قتله. لكن مع ذلك واجهه هرقل وحاصره في كهف ثم قتله، وأخذ جلده كتذكار ليصنع منه عباءة يرتديها. كما استخدم رأس الأسد كخوذة.

    قتل هيدرا

    كانت هيدرا مخلوقاً أفعوانياً له مائة رأس سامة، وهذا الوحش الأسطوري لم يستطع أحد هزيمته، فكلما قطعت له رأس نبتت مكانها اثنان. لكن هرقل أنجز هذه المهمة بمساعدة ابن أخيه يولاو، الذي ساعده عن طريق كي رؤوس الوحش حتى لا تنمو مرة أخرى بمجرد أن يقطع هرقل رؤوسهم. وأخيراً، قطع هرقل الرأس المركزي ودفنه لضمان عدم عودة الوحش إلى الحياة مرة أخرى.
    القبض على ظبية سيرينا

    كان على هرقل مطاردة الحيوانات التي كانت تعتبر جواهر مقدسة بالنسبة للآلهة، ولكنها تمثل تهديدات في نفس الوقت. وكانت أولى هذه الحيوانات هي ظبية جبل سيرينوس التي كانت مقدسة للإلهة أرتميس – إلهة الصيد والبرية – ولها حوافر وقرون من الذهب. قضى هرقل أكثر من عام في محاولة الإمساك بالظباء ذات القرون الذهبية على قيد الحياة، ثم ضربها في النهاية بسهم. ومع ذلك، لم تسمح له أرتميس بأخذ الظبية وكادت أن تقتله بسبب اصطياده لها. حتى سمعت قصته فتركته يذهب.
    أسر الخنزير البري

    كان الحيوان الآخر الذي تمكن هرقل العظيم من هزيمته هو الخنزير البري من جبل إريمانثوس (تشير القصص الأخرى إليه على أنه دب). ولكي يقوم هرقل بهذه المهمة كان عليه أن يذهب إلى أرض القنطور – مخلوق أسطوري الجزء الأعلى منه بشري والجزء الأدنى حصان – والنبيذ الذي وضعه لجذب الخنزير جذب بعضاً من القناطير إليه، وهاجموه واضطر هرقل إلى قتل العديد منهم. وفي النهاية أحضر الخنزير على قيد الحياة.


    تنظيف اسطبلات الملك أوجياس

    على الرغم من أن هذه مهمة تبدو بسيطة للبعض إلا أنها لم تكن كذلك بالنسبة لهرقل. حيث كان عليه تنظيف الفضلات التي تراكمت لمدة ثلاثين عاماً في يوم واحد فقط. كان الأمر شبه مستحيلاً لكن فكر هرقل وقرر تحطيم بعض جدران الإسطبل ثم قام بتحويل مجرى نهري ألفيو وبينو، اللذين نظفت مياههما كل الأوساخ.
    قتل الطيور في بحيرة إستنفاليا

    تتميز هذه الطيور بالمناقير والمخالب والأجنحة من البرونز، وكانت تتغذى على اللحم البشري. إلا أن هرقل استطاع التغلب عليها وقتلهم بسهامه.
    القبض على الثور الكريتي

    كان هذا الثور شرساً، وقد قتل العديد من سكان جزيرة كريت. كما كان ملكاً لملك كريت، ومقدساً لبوسيدون – إله البحار. لكن يعد ملك كريت بحاجة إليه بعد أن أنجنب له زوجته مينوتور – مخلوق أسطوري نصفه رجل ونصفه الآخر ثور – لذلك أهدى الملك الثور إلى هرقل.

    ترويض أفراس ديوميديس

    كان ديوميديس ملكاً يطعم أفراسه البرية اللحم البشري حتى لا يتمكن أحد من الاقتراب منها. لكن هرقل استطاع أن يطعم ديوميديس نفسه للخيول، وبعد أن شعرت الأفراس بالامتلاء استطاع نقلهم إلى تيرينز.
    الحصول على حزام هيبوليتا

    كانت المهمة التالية التي أنجزها البطل القوي هي الاستيلاء على حزام هيبوليتا.كانت هيبوليتا ملكة الأمازون، وكان حزامها رمزاً لحقها في الحكم. استقبل شعب الأمازون البطل بالترحيب في البداية، لكن هيرا تنكرت في زيهم ونشرت شائعة أن هرقل جاء لخطف الملكة واستعبادهم. لذا هاجمت النساء هرقل وماتت هيبوليتا في القتال؛ ثم أخذ هرقل حزامها وغادر.
    إعادة ماشية جيريون

    خاض هرقل العديد من المغامرات الجانبية في هذه المهمة، مثل بناء أعمدة هرقل عن طريق الخطأ في جبل طارق، والتهديد بإطلاق النار على الشمس بسهامه لجعلها شديدة الحرارة. وعندما وصل أخيراً إلى قادس، واجه الكثير من المتاعب في جمع الماشية. وقبيل انتهاء المهمة سرقت هيرا الماشية وذهبت بها إلى اليونان وفكان عليه أن يعاود جمعها مرة أخرى، وما إن فعل حتى أرسلت هيرا بعض الذباب على القطيع ليتفرقوا من جديد. لذلك كان عليه جمعهم مرة أخرى. ثم رأت الأميرة سيلتينا هرقل ووقعت في حبه. لذا أخفت الماشية ولم تكشف عن مكان وجودها ما لم يمارس الجنس معها. فعل هرقل ذلك، وأصبح والد سيلتوس، سلف السلتيين.

    الحصول على التفاح الذهبي

    كان عليه إحضار التفاح الذهبي مصدر الشباب الأبدي، وفي الطريق إلى البستان المقدس وجد هرقل بروميثيوس مقيداً بصخرته فحرره. شكره بروميثيوس وأخبره أن التفاح يحرسه تنين يُدعى لادون لا يمكن هزيمته، لذلك كان على هرقل محاولة الحصول على مساعدة أطلس – الذي يحمل الأرض والسماء على كتفيه – للحصول على التفاح. وافق أطلس على المساعدة، لكن كان على هرقل أن يحمل ثقل العالم بينما يذهب أطلس بحثاً عن التفاح. قبل هرقل المهمة وحصل أطلس على التفاح. وعندما عاد لم يرغب أطلس في حمل هذا الوزن الثقيل للعالم مرة أخرى، وكان سيغادر ويترك هرقل في مكانه. حاول هرقل أن يبدو سعيداً بالبقاء والاحتفاظ بالكون، لكنه طلب من أطلس إن كان بإمكانه رفع الوزن مرة أخرى للحظة فقط حتى يتمكن من تعديل عباءته لتلطيف كتفيه. أمسك أطلس بالكون مرة أخرى والتقط هرقل التفاح وغادر.
    القبض على سيربيروس وإخراجه من العالم السفلي

    كانت المهمة الأخيرة التي قام بها هي القبض على سيربيروس، وهو الكلب ذو الرؤوس الثلاثة وذيل الثعبان الذي يحمي العالم السفلي من خلال العمل كحيوان أليف لهاديس – ملك العالم السفلي. وبمساعدة هيرميس، هزم هرقل هاديس وتمكن من ترويض الكلب المخيف.

    العبودية في أسطورة هرقل

    أصبح هرقل الآن حراً في فعل ما يريد بحياته بعد كل ما أنجزه، لكنه عانى أمر المعاناة بسبب حيل هيرا التي لا تنتهي. حيث ضربته هيرا مرة أخرى بالجنون، مما أودى به إلى قتل الأمير إيفيتو من أوتشاليا وأخبرته عرافة دلفي أنه يجب أن يبيع نفسه كعبد للتكفير عن خطيئته. ومن هنا أصبح عبداً للملكة أومفليا، لكنها وقعت في حبه وأطلقت سراحه.


    انطلق بعد ذلك في رحلة استكشافية إلى طروادة، وتورط هناك في حرب مع جبابرة صقلية. لقد هزم زيوس هؤلاء الجبابرة قبل قرون، لكنهم قاموا مرة أخرى، ووفقاً للنبوءة، لن تتمكن الآلهة من الانتصار هذه المرة إلا بمساعدة بطل بشري. ساعد هرقل في هزيمة الجبابرة وإنقاذ العالم من الفوضى، والآلهة من حبسهم. ثم أبحر مرة أخرى إلى اليونان للانتقام من أوجياس لرفضه احترام اتفاقه عندما قام بتنظيف الاسطبلات.
    هُزم هرقل في هذه المعركة لأنه كان لا يزال ضعيفاً من الحرب مع الجبابرة. لذا غادر أرض أوجياس، وبعد مغامرات أخرى، نزل في كاليدون، حيث التقى ووقع في حب الأميرة ديانيرا. كان عليه أن يقاتل مع إله النهر أخيلوس من أجل أن يتزوجها.

    ديانيرا والزواج

    عاش هرقل وديانيرا بسعادة لبعض الوقت في كاليدون حتى قتل بطريق الخطأ ساقي والد زوجته. على الرغم من أنه كان حادثًاً وغفره الملك، إلا أن هرقل لم يستطع أن يسامح نفسه وقرر مغادرة المدينة مع ديانيرا. وصلا إلى نهر إيفينوس وهناك التقوا بالقنطور نيسو، الذي عرض عليه أن يأخذ ديانيرا على ظهره. لكن عندما وصل إلى الجانب الآخر، حاول القنطور اغتصابها، فأطلق عليه هرقل سهامه.


    كانت نفس الأسهم التي غمسها هرقل في دم هيدرا، وبينما كان القنطور يموت أخبر ديانيرا أن دمه له صفة خاصة تدعى جرعة الحب، وقال لها إذا ما شعرت بأن هرقل يفقد الاهتمام بها، فما عليها إلا أن ترش الدم على قميصه وسيظل يحبها إلى الأبد. كانت يعلم القنطور أن دمه مسموماً، وهذا كان انتقامه لسهم هرقل.
    استقر هرقليز وديانيرا في مدينة تراشيس، وكونا أسرة وعاشا سعداء مرة أخرى لبعض الوقت حتى ذهب إلى الحرب ضد يوريتوس الذي أهانه في وقت سابق، ورفض أن يعطيه ابنته إيول بعد اتفقاهما على ذلك في مسابقة الرماية التي فاز بها هرقل. وبعد انتصاره على يوريتوس حصل على إيول وأعد حفل نصر. ثم طلب من زوجته ديانيرا أن ترسل له أفضل قميص ليرتديه في الحفل.

    نهاية أسطورة هرقل

    كانت ديانيرا تخشى أن يقع هرقل في حب إيول ويتركها لذا نقعت القميص في دم القنطور التي حصلت عليه من قبل ثم أزالت البقع وتركت السم وهي لا تدري. حالما ارتدى القميص عانى من الألم وبدأ يشعر بالحريق. مزق قميصه، لكن السم كان على جلده بالفعل. بدأت تضعف قوته رويداً رويداً حتى مات. وهنا أدركت ديانيرا أن القنطور خدعها، وقتلت زوجها، لذا بعد موته قامت بشنق نفسها.


    وهكذا، ترك هرقل الأرض ليعيش إلى الأبد بين الآلهة، ومن خلال قصص مغامراته، تمتع بالخلود عبر العصور. وعلى الرغم من أنه كان نصف إله ونصف بشري إلا أن حياته لم تكن سعيدة دائماً، فهو لم يكن محصناً من خيبات الأمل واللحظات المظلمة التي تشكل جزءاً من التجربة الإنسانية.
    المراجع
    1. Author: History.com Editors, (2/07/2011), Hercules, www.history.com, Retrieved: 1/4/2023.
    2. Author: Joshua J. Mark, (7/23/2014), The Life of Hercules in Myth & Legend, www.worldhistory.org, Retrieved: 1/4/2023.
    3. Author: The Editors of Encyclopaedia Britannica, (8/29/2022), Heracles, www.britannica.com, Retrieved: 1/4/2023.

يعمل...
X