Taha Krewi
مع علمي بأنه اليوم يوم عيد هالوين Halloween وهو العيد الذي يسبق عيد جميع القديسين، All Saints' Day والذي يطلق عليه بالفرنسية Toussaint وموعده غداً الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني ،، كما هو إشارة لنهاية فصل الخريف،
وعلى الرغم من أن القرع (اليقطين) يعد إحدى أهم رموز هذا العيد، والذي لاحظت أنه بدأ ينتشر بشكل ملحوظ في الأسواق منذ ما يزيد عن أسبوع وبأسعار جد زهيدة، على غير المعتاد.
كذلك العديد من الرموز الأخرى التي إعتدنا على مشاهدتها في أفلام هوليود الأمريكية التي تتجسد في التنكر بشكل شخصيات الزومبي والسحرة وبعض الشخصيات المرتبطة بأفلام الرعب والإثارة.
إلا أنني تفاجئت مساء اليوم بشيء جديد من الطقوس، التي لم أكن أعرفها سابقاً، حدث ذلك وبشكل مفاجي قبل قليل، وقبل كتابة هذا المنشور مباشرةً، حينما طرق احدهم باب منزلي وبشكل غريب ودون إنذار، حيث إستمر الطرق ودق الجرس، مع أصوات صياح في الخارج وهرج ومرج، للحظة إعتقدت أن هناك مصيبة لدى الجيران وهناك من يدق الجرس ويطرق الباب بشكل هستيري طلباً للنجدة أو ما إلي ذلك، إلا أن ما رأيته أمامي ووجدته أمراً مختلفاً تماماً، عن ما كان يجول في ذهني في لحظات ما قبل فتح باب المنزل.
وجدت مجموعة من الأطفال والمراهقين الصغار (أولاد وبنات) من أعمار متفاوته يطرقون للمعايدة وطلب السكاكر والحلويات، ظهروا وكأنهم مخلوقات غريبة عجيبة يرتدون ملابس تنكرية مرعبة وفي الحقيقة هم مجرد أطفال هذا الحي وقد يكون أيضاً الحي المجاور، ينتقلون من بيت لآخر للمعايدة وطلب الحلويات، وبعد ذلك علمت أن من عادات الفرنسيين تجهيز الحلوى والسكاكر لإعطاءها للاطفال الذين يطرقون الأبواب هذه الليلة.
الحقيقة أنني تفاجئت في البداية بالذات بعد أن ما كان في ذهني هو إحتمالية حدوث أمر سيء لدى الجيران، لا قدر الله، ألا أن الأمر أمامي مختلف تماماً ليتحول الأمر بالنسبة لي علامة إستفهام ؟؟؟ عن ماذا يجري؟، فساد صمتي لوهلة، حتى تم إستيعاب الأمر، وليتحول المشهد في مخيلتي وذاكرتي لما يحدث لدينا في بلدي الأم ليبيا في العاشوراء وطقوس (الشيشباني) وهرج الأولاد ومرجهم طلباً لحصة من الفول أو الحمص.
طـﮧ ڪريوي Taha Krewi
السبت 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2021