Haitham Almoghrabi
هذه دمشق التي أريد أن أذكرها
دمشق التي قضيت فيها ثلاثين ربيعا و عشرا عجاف
في هذه الحارات مشينا و لعبنا و تعبنا و اكلنا من بائعي المعروك و التمرية رغم تحذيرات الأهل بعدم تناول هذه الأطعمة كنا نعرف أنها ليست نظيفة إنما التهمنا بسعادة فالطعام في دمشق تتخلله روحها فتحس بأنها تسري في عروقك مع كل لقمة و شربة ماء و لكن ...
عشر عجاف تآكل فيها الجسد و هرمت الروح و بائع المعروك ضاع في بلاد المهجر لاجئا و أهلنا تقاذفهم الهم و المرض فباتو عجزا حزانى و أما نحن ....
فتائهون مابين البقاء أو الذهاب مابين الحانن و المكلوم ...
لقد جرحتنا دمشق بجرحها و آلمتنا بألمها و فقدنا رويدا رويدا وجهتنا و همنا في الفراغ بلا هدف... فلا صحبة بقيت و لا عزوة و لا حتى جار يقول لنا عمتم مساءا ....
هو الحنين حنين مازوخي نعيشه يوميا متلذذين بجلد ذاتنا و الذنب على من حرك الوتد.....