من عروض القاهرة السينمائي: «رجل متعدد الاستخدامات».. عندما يصبح الموت مؤانسا للحياة
الوكالات ـ القاهرة: «سينماتوغراف»
هل يمكن أن تنشأ صداقة بين رجل غادر الحياة ويريد الرجوع إليها ورجل على قيد الحياة ويريد أن يغادرها؟
يستكشف المخرجان الأمريكيان دانييل كوان ودانييل شاينرت هذه الاحتمالية الغريبة في فيلمهما (Swiss Army Man ـ رجل متعدد الاستخدامات) الذي عرض أمس الأربعاء خارج المسابقة الرسمية في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
الفيلم وهو الروائي الطويل الأول للمخرجين الشابين ينتمي إلى فئة الأفلام المستقلة وتدور أحداثه في أجواء خيالية غريبة للغاية حول صداقة تنشأ بين شاب وجثة.
يبدأ الفيلم بقرار الشاب هانك الذي يلعب دوره الممثل بول دانو الانتحار بعد أن تقطعت به السبل على جزيرة نائية. يفاجأ هانك بجثة جرفتها الأمواج إلى الشاطئ يجسدها الممثل البريطاني دانييل رادكليف بطل سلسلة أفلام هاري بوتر. يتغلب فضول هانك على رغبته في شنق نفسه فينزع الحبل عن عنقه ويذهب لتفقد الجثة لتبدأ مغامرة سريالية يصبح الموت فيها مؤانسا للحياة.
في البداية يبدو الجسد الهامد خاليا من الحياة كأي جثة عادية لكن هانك يكتشف مع الوقت أن لهذه الجثة التي يطلق عليها اسم ماني قدرات خارقة يمكن أن يستغلها في الهرب من الجزيرة النائية والعودة إلى منزله وإلى المرأة التي يحبها.
مع تطور الأحداث يدب شكل من أشكال الحياة في تلك الجثة التي لا تتذكر شيئا عن حياتها قبل الموت ومع مضي الوقت تتطور العلاقة بين هانك وماني من رجل يستغل جسدا كآداة لينقذ بها نفسه إلى صداقة يقدم فيها الحي مساعدة للميت على فهم الحياة ويكتشف أثناء ذلك أسباب حبه لها.
يسلط الفيلم الضوء على التناقض الظاهري بين هانك الذي يبدو جسده هزيلا رغم أنه على قيد الحياة وماني الذي يبدو جسده موفور الصحة رغم خلوه من الحياة لكنه يتجاوز هذا التناقض السطحي ليغوص أكثر في نفسيهما ويصل إلى أرض مشتركة يجد هانك وماني نفسيهما فيها حائرين في محاولاتهما لفهم من هما وما علاقتهما بالعالم حولهما.
ينجح المخرجان في تحويل غابات الجزيرة التي قد تكون في سياق آخر مكانا مخيفا لا يرحب بالغرباء إلى مكان شديد الخصوصية بالنسبة لهانك وماني يكاد يقترب من حميمية المنزل.
الموسيقى ليست مجرد عنصر مكمل للأحداث بل تلعب دورا في صلب أحداث الفيلم فالشخصيتان الرئيسيتان تستعينان بالدندنة والغناء بصوت عال أثناء انتقالهما من مكان لآخر. الغناء هنا ليس رفاهية لكنه سبب آخر للتعلق بالحياة.
وكذلك ينجح المخرجان في توظيف المؤثرات البصرية بشكل محدود لكن فعال في منح جثة ماني قدراتها الخاصة التي تنقذ حياة هانك. لكن يبقى العنصر الأكثر نجاحا في الفيلم هو بطلاه دانو ورادكليف إذ ينجح كل منهما في تجسيد شخصيته بسلاسة وفي خلق انسجام مع الآخر ربما بدونه ما كان المخرجان لينجحا في إقناع المشاهدين بمنطقية عالمهما غير المنطقي.
بشكل عام يطرح المخرجان من خلال حوار الفيلم أسئلة تبدو بسيطة عن معنى الحياة والصداقة والحب لكن الإجابة على هذه الأسئلة من خلال أحداث الفيلم لا تكون بنفس القدر من السهولة.
الوكالات ـ القاهرة: «سينماتوغراف»
هل يمكن أن تنشأ صداقة بين رجل غادر الحياة ويريد الرجوع إليها ورجل على قيد الحياة ويريد أن يغادرها؟
يستكشف المخرجان الأمريكيان دانييل كوان ودانييل شاينرت هذه الاحتمالية الغريبة في فيلمهما (Swiss Army Man ـ رجل متعدد الاستخدامات) الذي عرض أمس الأربعاء خارج المسابقة الرسمية في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
الفيلم وهو الروائي الطويل الأول للمخرجين الشابين ينتمي إلى فئة الأفلام المستقلة وتدور أحداثه في أجواء خيالية غريبة للغاية حول صداقة تنشأ بين شاب وجثة.
يبدأ الفيلم بقرار الشاب هانك الذي يلعب دوره الممثل بول دانو الانتحار بعد أن تقطعت به السبل على جزيرة نائية. يفاجأ هانك بجثة جرفتها الأمواج إلى الشاطئ يجسدها الممثل البريطاني دانييل رادكليف بطل سلسلة أفلام هاري بوتر. يتغلب فضول هانك على رغبته في شنق نفسه فينزع الحبل عن عنقه ويذهب لتفقد الجثة لتبدأ مغامرة سريالية يصبح الموت فيها مؤانسا للحياة.
في البداية يبدو الجسد الهامد خاليا من الحياة كأي جثة عادية لكن هانك يكتشف مع الوقت أن لهذه الجثة التي يطلق عليها اسم ماني قدرات خارقة يمكن أن يستغلها في الهرب من الجزيرة النائية والعودة إلى منزله وإلى المرأة التي يحبها.
مع تطور الأحداث يدب شكل من أشكال الحياة في تلك الجثة التي لا تتذكر شيئا عن حياتها قبل الموت ومع مضي الوقت تتطور العلاقة بين هانك وماني من رجل يستغل جسدا كآداة لينقذ بها نفسه إلى صداقة يقدم فيها الحي مساعدة للميت على فهم الحياة ويكتشف أثناء ذلك أسباب حبه لها.
يسلط الفيلم الضوء على التناقض الظاهري بين هانك الذي يبدو جسده هزيلا رغم أنه على قيد الحياة وماني الذي يبدو جسده موفور الصحة رغم خلوه من الحياة لكنه يتجاوز هذا التناقض السطحي ليغوص أكثر في نفسيهما ويصل إلى أرض مشتركة يجد هانك وماني نفسيهما فيها حائرين في محاولاتهما لفهم من هما وما علاقتهما بالعالم حولهما.
ينجح المخرجان في تحويل غابات الجزيرة التي قد تكون في سياق آخر مكانا مخيفا لا يرحب بالغرباء إلى مكان شديد الخصوصية بالنسبة لهانك وماني يكاد يقترب من حميمية المنزل.
الموسيقى ليست مجرد عنصر مكمل للأحداث بل تلعب دورا في صلب أحداث الفيلم فالشخصيتان الرئيسيتان تستعينان بالدندنة والغناء بصوت عال أثناء انتقالهما من مكان لآخر. الغناء هنا ليس رفاهية لكنه سبب آخر للتعلق بالحياة.
وكذلك ينجح المخرجان في توظيف المؤثرات البصرية بشكل محدود لكن فعال في منح جثة ماني قدراتها الخاصة التي تنقذ حياة هانك. لكن يبقى العنصر الأكثر نجاحا في الفيلم هو بطلاه دانو ورادكليف إذ ينجح كل منهما في تجسيد شخصيته بسلاسة وفي خلق انسجام مع الآخر ربما بدونه ما كان المخرجان لينجحا في إقناع المشاهدين بمنطقية عالمهما غير المنطقي.
بشكل عام يطرح المخرجان من خلال حوار الفيلم أسئلة تبدو بسيطة عن معنى الحياة والصداقة والحب لكن الإجابة على هذه الأسئلة من خلال أحداث الفيلم لا تكون بنفس القدر من السهولة.