المصرية جيهان فايز تصور عالم الدراويش والصوفيين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المصرية جيهان فايز تصور عالم الدراويش والصوفيين

    المصرية جيهان فايز تصور عالم الدراويش والصوفيين


    أبرز العناصر المتكررة في لوحات الفنانة هي عناصر الطبيعة الصامتة المرتبطة بالتكايا باعتبارها مكانا لإطعام الفقراء.
    السبت 2022/12/31
    انشرWhatsAppTwitterFacebook

    تتبع لتفاصيل الحياة داخل التكايا

    القاهرة - كانت “التكية” قديما مأوى وملجأ للأغراب والفقراء، وسميت بالتكية لأن أهلها متكئون أي يعتمدون في أرزاقهم على رواتبهم في التكية وما يجود به الأغنياء على الفقراء، وكان سلاطين العثمانيين وأمراء المماليك وكبار المصريين ينفقون على تلك المباني وعلى سكانها، ثم تطورت التكايا حتى أصبحت عن طريق المتصوفة دورا للثقافة والعلم وكانت مجلسا للعالم الصوفي الشهير جلال الدين الرومي.

    وهي اليوم حاضرة في أعمال الفنانة التشكيلية المصرية جيهان فايز التي حولتها بفعل ريشتها وألوانها وشخوصها إلى عالم معاصر يستحضر جماليات العالم القديم، في معرض بعنوان “تكايا.. المتون 2”.

    “لم تكن التكايا مليئة برائحة الطعام فقط، ولم تكن تهدف إلى إسكات أصوات البطون وإيواء الأجساد الباردة، بل كانت مليئة بالأحداث والأصوات والصور والروائح والأحاديث والرؤى، وعنواناً للتجليات الصوفية ومركزا لتطوير الفكر والموسيقى والشعر، وأحد مراكز الترقي الروحي والعبادة الخالصة، وإيقاعات الأجساد النحيلة المتمايلة على أصوات حفيف الأقدام وهمهمات العارفين وتضرعات الخائفين الآملين، فالتكايا كالمرايا عكست على صفحاتها الكثير من (متون) تاريخنا فكانت المأوى للعارفين والصالحين”.

    هكذا قدمت الفنانة جيهان فايز معرضها الذي أثثته بمفرداتها الخاصة من تركيبات لونية شديدة الثراء، مع تنوع ملامس وزخارف منحت طاقة لا متناهية في عناصر أعمالها الفنية.


    واستدعت الرسامة مقولة للشاعر الصوفي الشيخ جلال الدين الرومي: “لا تجبروا أحداً على اعتناق أرواحكم، فالحب مثل الدين لا إكراه فيه”، لتقديم معرضها. ورغم أن المعرض لا يضم أي إشارة إلى الرومي، فإن الفنانة استعانت بعبارته باعتباره من أبرز المثقفين الذين خرجت أشعارهم من تكيّة.

    وتقول الفنانة إن أبرز العناصر المتكررة في لوحاتها هي عناصر الطبيعة الصامتة المرتبطة بالتكايا باعتبارها مكانا لإطعام الفقراء، والتي شكلت كل لوحة من لوحات تكياتها الخاصة، و”التكية هنا إلى جانب كونها تحمل تاريخاً حافلاً بالثراء الفني والشعري، فهي في المعرض مائدة حافلة بالثراء اللوني والتفاصيل البصرية الغنية”.

    وتشير إلى أنها قررت في “تكايا.. المتون 2” دمج الطبيعة الصامتة مع التكايا الخاصة بها، فأصبحت كل لوحة “تكية” بعناصرها، وتتفاعل الطبيعة الصامتة مع المرأة الحاضرة كعنصر بطل مع طاولة الطعام والمقاعد وأواني الزهور.



    وتعكس لوحات المعرض موهبة الفنانة في رسم الكهوف والجدران بأسلوب تعبيري تجريدي، فقد سبق أن تخصصت -خلال دراستها الأكاديمية في كلية الفنون الجميلة- في التصوير الجداري، فجاءت الأعمال المعروضة وكأنها تكايا داخل كهوف ومحاطة بجدران ملونة.

    وتهتم الفنانة جيهان فايز بالبحث والتجريب كونها فنانة أكاديمية وأستاذة جامعية، وبعد أن نجحت سابقا في استخدام مادتي الخزف والإسمنت في أعمال فنية، بات هدفها الوصول بخامة تصويرية إلى نفس النتيجة. كما سعت لتطويع الورق وتحويله إلى خامة جدارية صلبة تتحمل العوامل الداخلية للوحة، حتى وصلت إلى تقنية تحقق الصلابة المطلوبة، واستخدمت الفنانة في هذا المعرض وسائط متعددة وخامات مختلفة من خلال حوالي 30 عملا فنيا.

    والفنانة جيهان فايز هي أستاذة التصوير في كلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا، وعضو نقابة الفنون التشكيلية بالقاهرة، شاركت في العديد من الملتقيات وورش العمل الفنية داخل مصر وخارجها. ولها مقتنيات لدى العديد من الأفراد والجهات في مصر وخارجها أيضا.

    انشرWhatsAppTwitterFacebook
يعمل...
X