للعرب تجارب مهمة لكن ليس لديهم فنانون عالميون.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • للعرب تجارب مهمة لكن ليس لديهم فنانون عالميون.

    الفنان البحريني جمال عبدالرحيم: تراجع النقد أفقد التشكيل العربي قيمته الفنية


    للعرب تجارب مهمة لكن ليس لديهم فنانون عالميون.


    فنان ذو تجربة تنهل من كل المدارس

    يمتلك الفنان البحريني جمال عبدالرحيم تجربة خاصة وثرية تمتد على مدى عقود، وقد مكنته من صياغة رؤيته الخاصة للفن وتقييمه لحضور الفن التشكيلي العربي ضمن حركة التشكيل العالمية، فهو مواكب دائم لأبرز الفعاليات الدولية، وحتى لمسار النقد الفني في الإعلام العربي ومدى تقاربه مع القطاع عالميا.

    الأقصر (مصر) - يختتم ملتقى الأقصر الدولي للتصوير فعالياته اليوم الخميس، بعد أن جمع على مدى أسبوعين تسعة فنانين عرب وأجانب وثمانية فنانين مصريين، تبادلوا خبراتهم واستعرضوا أمام المتلقين أعمالهم ورؤاهم الفنية لواقع الفن التشكيلي المصري والعربي.

    ومن بين المشاركين في الدورة الخامسة عشرة للملتقى الفنان التشكيلي البحريني جمال عبدالرحيم، الذي يعد واحدا من أعلام الفن التشكيلي في البحرين والعالم العربي، قدم على مدى أكثر من خمسة وثلاثين عاماً أعمالاً تجريدية وتجريبية تروي قصة بحثه الدائم وشغفه بالخطوط والألوان والتكوين.

    وفي تصريح على هامش مشاركته في ملتقى الأقصر الدولي للتصوير قال الفنان البحريني إن الحركة التشكيلية في بلاده “متطورة وذات جذور”، وتضم أسماء فنية مهمة.

    وأضاف عبدالرحيم أن “الفنانين التشكيليين العرب بعيدون عن الحركة التشكيلية العالمية، وذلك بالرغم من وجود وجوه تشكيلية عربية صاحبة تجربة فنية قوية”.

    الفنان جمال عبدالرحيم يرسم لوحاته بإيحاءات من الواقع الخاص، حيث يصورها في شكلها الأكثر واقعية بطريقة خاصة

    ولفت إلى أنه خلال حضوره ثلاث دورات بـ”آرت بازل”، وهو معرض دولي للفنون المعاصرة، لم يشاهد أي مشاركة لأي فنان عربي في المعرض الذي يُعد ضمن هذا المجال الأهم في العالم.

    وأكد الفنان التشكيلي أن “العرب لديهم تجارب فنية كبيرة بالطبع، لكنها لم ترتق لتحتل مكانها على خارطة الحركة التشكيلية العالمية”،

    وقال إن هناك تجارب فنية عربية ثرية وفنانين لهم مقتنيات في متاحف دولية، “لكن ليس لدى العرب فنانون عالميون”.

    أما حول رؤيته للمشكلات التي تعد عائقا أمام تقدم الحركة التشكيلية العربية فقد أشار عبدالرحيم إلى غياب ثقافة اقتناء الأعمال الفنية في بلدان العالم العربي، وأنه إذا وجد اقتناء “فهو بهدف الاقتناء ليس أكثر، وليس نابعاً من ثقافة فنية”.

    ولفت إلى أن المشكلة الأكبر تكمن في عدم وجود حركة نقدية تشكيلية عربية، إضافة إلى حاجة الفنانين، وخاصة الشباب، إلى دعم من قبل المؤسسات المعنية برعاية الثقافة والفنون في بلدان العالم العربي، وذلك حتى يتمكنوا من الاستمرار في ممارسة الفن وامتلاك أدواتهم وتطوير تجاربهم.


    أعمال مقتبسة من نصوص أدبية


    كما أشار إلى وجوب أن تستوعب الحركة التشكيلية العربية البعديْن الثقافي والحضاري العربييْن، وكل عناصر البيئة المحيطة بها، وأن يكون الفنان التشكيلي العربي قارئاً جيداً، وأن تكون هناك حركة نقدية قوية، ونقاد جيدون ومحايدون.

    وحول مصادر الإلهام لديه قال جمال عبدالرحيم إنه مشغول بالهم اليومي للإنسان، وإنه ينظر إلى الحياة بشكل عمودي، ومن ثم فهو يستلهم أعماله “من الحياة من حوله، والمواقف الحياتية، والحياة بكل مكوناتها، مع استيعاب للثقافة المحيطة وما يرتبط بها من بُعد حضاري وتاريخ وتراث”، معتبرا أن أعماله تُعبر عنه وعن رؤيته للعالم وللحياة من حوله.

    وبخصوص حضور المرأة في أعماله قال إن المرأة حاضرة في أعماله التشكيلية، وذلك من خلال ما ترمز إليه من أشياء كثيرة وليس فقط بحضورها كشخصية رئيسية في اللوحة.

    وبشأن مشروعه الخاص لتحويل نصوص الكتب إلى أعمال فنية قال التشكيلي البحريني إنه يعمل منذ فترة على تحويل النصوص المكتوبة إلى نصوص مرئية، وإنه تمكن من إنجاز كتب عدة، وتحويل نصوصها إلى نصوص فنية مثل كتاب “المواقف” لمحمد بن عبدالجبار النفري، أحد أعلام التصوف الإسلامي، وكتاب “طريق الحج” للكاتب البحريني الراحل فريد رمضان، وكتاب “الكتاب أمس المكان الآن” للشاعر السوري أدونيس، وكتاب “رسائل قصب” الذي تضمن بعضًا من أشعار المتنبي، وأخيرا كتاب “السواد حبر للضوء”، وهو كتاب أهدى خلاله تجاربه في الطباعة والحفر إلى رائد فنّ الغرافيك في العالم العربي، الفنان السوداني محمد عمر خليل.



    ولفت إلى أن الأعمال الفنية التي قام من خلالها بتحويل نصوص كتاب “طريق الحج” جرى عرضها في معرض خاص نظمته هيئة البحرين للثقافة والآثار في العام الماضي، مشيرا إلى أن الأعمال الفنية لكتاب “السواد حبر للضوء” جرى عرضها في العام الجاري ضمن معرض خاص في العاصمة المصرية القاهرة.

    وحول تجربته الفنية في مجال الحفر والطباعة والنحت قال عبدالرحيم إنه اتخذ الفن حرفة ثم تحول إلى الاحتراف؛ إذ بدأ مسيرته مع الفن في الفترة بين عامي 1984 و1986، عقب عودته من الهند للإقامة بشكل دائم في وطنه البحرين، حيث افتتح محترفه الفني الذي كان يقضي فيه قرابة 16 ساعة يوميا، ويضم قرابة 80 ألف لوحة فنية في مجال الحفر والطباعة، بجانب قرابة ألف منحوتة فنية.

    وأشار إلى أنه أقام أول معرض شخصي له في عام 1990، أما أول معرض فني خارجي له فكان في المجمع الثقافي بالعاصمة الإماراتية أبوظبي عام 1994، موضحا أن معارضه الفنية توالت بعد ذلك، حيث أقام قرابة 20 معرضا داخل البحرين، بجانب ثمانية معارض بالكويت، وثلاثة معارض في بيروت، ومعرضين بالأردن، إلى جانب معارض عدة في كل من مصر والإمارات، ومعارض شخصية أخرى في كل من السويد وإسبانيا والأرجنتين وكندا وسويسرا.

    واشتهر الفنان التشكيلي البحريني جمال عبدالرحيم برسم لوحاته بإيحاءات من الواقع الخاص، حيث اختار تصويرها في شكلها الأكثر واقعية بطريقة خاصة تميل إلى الكلاسيكية وبأسلوب وتقنيات أكثر حداثة.

    ويعد استخدامه للألوان الجريئة والقوية، إلى جانب استخدامه للونين الذهبي والفضي، من السمات الملحوظة في أعماله، والتي دائما يشار إلى براعته في توظيفها الصحيح في أعماله الفنية على المستوى الدولي، وذلك وفقا لما جاء في موقع ملتقى الأقصر الدولي للتصوير، الذي حلّ عبدالرحيم ضيفا على دورته الحالية التي شارك فيها إلى جانب فنانين تشكيليين من سبع دول عربية وأجنبية.


    حجاج سلامة
يعمل...
X