قراءة فنية للأستاذ Hazim Yahya ..عن صورة باب الدار..من أعمال الفنان خليل الطيار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قراءة فنية للأستاذ Hazim Yahya ..عن صورة باب الدار..من أعمال الفنان خليل الطيار


    Hazim Yahya

    • خليل الطيار
    احدى سمات جماليات التصوير، امكانيتها تعميق قراءة العناوين البسيطة، واجراء تحولات في ذائقة ما ترصده "بصيرة" المصور وهو يواجه الامكنة بعدسته مهما تبسطت مفرداتها
    لينتزع منها مالم تقوى على التعبير عنه كجمادات غير قادة على البوح
    وهو ما وجدناه في أيقونة هذه الباب العجوز ،
    فرغم تقادم عمرها ظلت صامدة تقاوم دفاعا عن امانة ما اوصدت نفسها عليه . وراحت اصابعها تتشبث بقوة في رحم الجدران تاركة صدورها عارية تتلقى طعنات قاسية من دون ان تعلن هزيمتها واستسلامها لغزو البغاة رغم حجم الدماء النازفة التي توشمت بها.
    زاوية لمكان بسيط منسي في واقعيته المكانية ترك هناك يئن الافصاح عنها.لوحده مثخنا بالوجع
    تعرفت عليه عدسة مصور فوتغرافي يمتلك تجربة امتدت طويلا في الثقافة البصرية وهو احد سحرة الظل والضوء في اشتغالات الاسود والابيض التي تميزت فيها غالبية تجربته . الا انه اثر هذه المرة ان يمنح للالوان فرصة اظهار دلالاتها، ليس بمقدور احادية اللون
    فمنح للون الاحمر المتخفي خلف الرداء الازرق لبطل مشهده يعبر عن حجم الدماء التي سالت من اختراق الرصاص لجسده.
    وترك لالوان الصدأ تعلن عن تاريخ عريق لهذا الرمز المقاوم وبقائه راسخا يتشبث في الارض رغم محاولة الزمن القاسي من حفر اثاره فيه .
    وسمح للون الابيض ان يهيمن برمزية دلالة نقائه الصارخ وهو يتوشح احد اطراف الجدار الحاضنة لهذا الجريح معلنا راية الخلاص لاسطورة الصمود وهو يضادد طرفه الاخر المشخن باثار الدمار .
    جمالية بصرية انطلقت تؤسس لنفسها حضورا فاعلا من مفردة شيئية بسيطة اعلنت عن سرد كبير اختزل عشرات القصص المخبوءة خلف بوابات الحروب
يعمل...
X