حيوان الماموث
ما هو حيوان الماموث؟ يعتبر حيوان الماموث (بالإنجليزية: mammoth) من الحيوانات المنقرضة التي تنحدر من فصيلة الفيلة،حيث إنه وُجد كأحفورة في رواسب الجليد، كما وجدت بقاياه في أغلب القارات، باستثناء أستراليا، وأمريكا الجنوبية، وكان للماموث أهمية كبيرة عند البشر البدائيين؛ إذ وجد العلماء نقوشًا لشكل حيوان الماموث مرسومة على جدران الكهوف.[١] ويعود الحمض النووي الخاص بحيوان الماموث إلى أكثر من 1000.000 عام، وبالتالي فهو يعد أقدم حمض نووي معروف في العالم.[١] أسباب انقراض الماموث تعرضّت فيلة الماموث لانقراض جماعي، وكان الماموث الصّوفي هو آخر الأنواع انقراضًا، إذ انقرضت أحد أفراده في ألاسكا عام 6000 ق.م، فما التفسير العلمي لانقراض فيلة الماموث؟ يبدو أنّ العلماء لم يتمكنوا من تحديد سبب الانقراض بدقة، لذلك وضعوا عدة فرضيات لتفسير هذه الظّاهرة.[
فالفرضية الأولى تشير إلى اقتراح بعض العلماء أنّ الماموث بدأ بالانقراض بسبب التّغيرات المناخيّة، التي طرأت مع بداية انحسار العصر الجليدي قبل ما يقارب 12.000عام؛ إذ بدأ المناخ يصبح أكثر رطوبة ودفئًا، وارتفع مستوى البحر وأغرق المناطق السّاحليّة، وتحوّلت الغابات قليلة الكثافة والمراعي إلى غابات كثيفة، واختفت الموائل الطّبيعيّة للماموث مما أدى إلى انقراضه.[٢] أما الفرضيّة الثّانية فهي تشير إلى أنّ الماموث انقرض نتيجة تعرّضه للصّيد الجائر من قِبل البشر للحصول على لحمه، وهناك من يفترض أنّ حيوانات الماموث أُصيبت بمرض معدٍ أدى إلى موتها بشكلٍ جماعيّ.[٢] خصائص الماموث تميّزت فيلة الماموث بالخصائص الآتية:[٣][٤] الجلد للماموث جلد سميك يصل سمكه إلى 2.5 سم بلون بني مائل للأصفر، ويُغطي الجلد شعر بني داكن يصل طوله إلى نصف متر، وتحت الجلد السّميك أصلًا توجد طبقة من الدّهون العازلة التي قد يصل سمكها إلى 8 سم.[٤] الجمجمة تميزّت جمجة الماموث بأنّها عالية، ولها شكل قبة.[٤] الأذنان أذنا الماموث صغيرتا الحجم بالنسبة لفيل، وهو نوع من التّكيف للعيش في مناخ بارد، فكلما قلّت مساحة السّطح الخارجيّ كلما قل معدّل فقد الحرارة من الجسم.[٣] الظّهر كان لحيوان الماموث كتلة من الدّهون على شكل سنام، وقد استدّل العلماء على وجود السّنام من الرسومات التي كان يرسمها البشر على جدران الكهوف.[٣] الأسنان بالإضافة إلى الأنياب الطّويلة امتلك الماموث أسناناََ مكونّة من طبقات من المينا، والتي كانت تتعرّض للتلف من حركة المضغ.[٣] النظام الغذائي يتغذى الماموث على أوراق الشجر والشجيرات، واستدل العلماء أنّ حيوان الماموث كان يأكل نحو 317 كغم من الأعشاب والأوراق كل يوم.[٤] العمر يعيش الماموث ما بين 60 و80 عامًا.[٤] الوزن يتراوح وزن الماموث من 6.000 إلى 10.000 كغم.[٤] الحجم يصل ارتفاع حيوان الماموث 3.5 م.[٤] استنساخ الماموث على الرغم من مرور آلاف السّنوات على انقراض الماموث الصّوفي إلا أنّ هذا لم يمنع البشر من التّفكير باستنساخ ماموث؛ إذ يعتقد بعض العلماء أنّ بقايا الماموث المحفوظ داخل الجليد قد يوفّر عينات تحتوي على كمية كافية من الحمض النّووي (DNA) لاستنساخه.[٥] والاستنساخ هو عملية معقدة ومتعددة الخطوات تهدف لتحويل خلية سليمة تحتوي على الـDNA سليم إلى خلايا جذعيّة والتي بدورها تنقسم عدة مرات داخل أنبوب اختبار، وعندما يحين الوقت المناسب تُنقل إلى رحم حيوان مضيف مناسب لتنزرع فيه، ثم يُترك الجنين ليستكمل تطوره داخل الرّحم حتى يحين موعد الولادة، فهل يمكن تطبيق هذه الخطوات للحصول على ماموث صوفي مُستنسَخ؟[٥] يعتقد العلماء أنّ صعوبة استنساخ الماموث تكمن في طبيعة الحمض النّووي الذي يبدأ عادةََ بالتّحلل بعد الموت مباشرة، فكيف يمكن المحافظة عليه سليماََ لفترة تمتد لآلاف السّنين؟ على الرّغم من أنّ فريقًا علميًا يتمتّع بسمعة حسنة قد أشار إلى أنّه تمكّن من فك رموز جينوم شبه مكتمل لماموث صوفي يبلغ من العمر 40000 عام، إلا أنّ أكثر ما يمكن تأمّل حدوثه هو استعادة جينات الماموث الفرديّة ودمجها مع الحمض النّووي للفيلة الحاليّة للحصول على ماموث هجين.[٥] وفي هذه الحالة، يجب التغلّب على مشكلة أخرى وهي مهاجمة جهاز المناعة للأنثى المضيفة للزايجوت الهجين، الذي قد يتسبب بحدوث إجهاض، ويكون ذلك عن طريق إعطاء الأم البديلة أدوية مناسبة، أو عن طريق استخدام تقنيات زراعة أكثر فعاليّة، وربما عن طريق إنتاج إناث فيلة لتتقبّل الجنين الهجين، وعلى فرض أنّه قد تم التّغلّب على الصّعوبات السّابقة فيجب توفير مكان ملائم لعيش الماموث.[٥] ويجب استنساخ العديد من فيلة الماموث لأنّ الماموث يعيش ضمن قطيع ولا يمكن أن يتمكّن ماموث واحد من العيش بمفرده، فهل يمكن تخيّل تأثير قطيع من الماموث على البيئة، وهل يمكن ضمان ألا يعيث فساداََ في بيئة الفيلة الحاليّة التي تستحق منا الحماية بدلاََ من التّفكير في استعادة حيوان منقرض بالفعل.[٥]
تعليق