بطبعه المفطور عليه منذ الأزل يسعى الإنسان إلى إيجاد محيط ينتمي إليه ضمن مؤسسات عدة كالأسرة و العائلة و القبيلة و غيرها من المؤسسات مجتمعية كانت سياسية أو دينية، و لست هنا بمعرض الحديث عن هذا الانتماء
نلاحظ يوميا من خلال المشاهدات و القراءات التي نراها على مواقع التواصل الاجتماعي بأن هناك نزعة بين المصورين للانتماء إلى معسكر الكانونجي و النيكونجي و جماعة السوني و غيرها و هذا أمر فيه ما فيه من مخاطر إن وصل حد التعصب و قد وصل عند غالبية كبرى فترى السجالات قائمة و كل طرف يستعرض عضلاته في نطاق معسكره الذي اختاره مقللا قدر المعسكر الآخر و هنا يجب أن أنوه إلى أنني أتحدث عن التعصب الأعمى لا عن التنافس الشريف فالتعصب يعمي و التنافس يفتح آفاقا واسعة حيث أن هذه السجالات تصرف الوقت و التركيز عن الأهم ألا و هو النتاج الفني ليصبح المصورون بيادق في حرب الشركات و رؤوس الأموال
ماهي مخاطر التعصب عند المصور؟
إن سألنا هذا السؤال لأنفسنا سنجد أننا ملزمون على الوقوف عند نقطتين، الأولى هي التعصب للعدة و الثانية هي التعصب للمدرسة و في كليهما الضرر حاصل و إن كان في اتجاهات مختلفة.
التعصب للعدة يجعل من المصور امتدادا لعدته بدل أن تكون أداته و امتدادا معبرا لفكره فيصبح ساعيا لاهثا وراء كل جديد و نفيس غال لأنه يحقق بهذا رضاءا يظن أنه حق متناسيا أن العدة علت أو انخفضت تبقى عدة و أن ما يهم هو الشخص الذي يقف خلف الكاميرا و لنا في عظماء التصوير قدوة فأغلبهم لم يكن يحمل من العدة ما نحمل بل انهم كانو يستخدمون كاميراتهم و عدسات ثابتة لسنوات طوال كالمصور الكبير هنري كارتييه بريسون الذي ابدع باستخدام عدسة الخمسين مم و دايدو مورياما الذي يستخدم كاميرا اقرب الى كاميرات السناب الصغيرة و مع ذلك فقد تجاوزا الآفاق بالرسائل و المعاني التي استطاعوا أن يحملوها لأعمالهم لذا يجب على المصور أن يكون موضوعيا في التعامل مع عدته و مع النماذج التي تطرحها الشركات بحيث تكون مهمة العدة تلبية احتياج المصور لتحقيق خطاب بصري صحيح و لا يخفى على أحد نقطة مهمة ألا وهي أن جميع الشركات متفقة على أمر واحد ألا و هو عدم الكمال حيث من الصعب جدا أن نجد كاميرا أو عدسة تلبي كل الاحتياجات بكل الايجابيات و بلا سلبيات و عليه فيجب على المصور أن يجعل من احتياجه مقياسا على نفع هذه العدة من عدمه غلت او رخصت تقدمت ام أغرقت في القدم
النقطة الثانية و التي لا تقل خطورة عن الأولى هي تعصب المصور الى مدرسة معينة و اسلوب معين مما يدفعه إلى الوقوع في فخ التكرار حيث يصبح من السهل معرفة و توقع صاحب العمل إن كان قد تكرر نتاجه بشكل كبير مما يلغي أهم صفتين لأي فنان ألا و هي التفرد و التجدد و عليه فإن المصور يجب أن لا يستكين إلى ما اعتاد و ارتاح بل عليه استغلال الموارد المتاحة و خوض غمار التجريب و هنا ليس المهم النجاح في التجربة من فشلها بقدر ما تهم الرحلة التي تغني الفنان و تصقل ذاته و هويته و رسالته لذا أرى في التعصب قيدا يكبل الروح الإبداعية محولا الفنان إلى منتج آلي لتكرار يبرع فيه حارما نفسه و متابعيه من فرص غنية و ابداعية قد تظهر له إن خرج من دائرة الأمان و الراحة الخاصة به
خلاصة الكلام
يجب على الفنان أن يكون مرنا متكيفا كالماء يلائم خطابه مع تغيرات الحياة المجتمعية و الرسالة المطلوبة فنيا و اجتماعيا أو سياسيا و حتى دينيا فالفنان رسول الإنسانية و الرسل مهمتها أن تبلغ الرسالات لا أن تتعصب لها
كل الود