أهمية الحضارة المصرية القديمة - بواسطة: ميساء لغلاص - ٦ أكتوبر ٢٠٢٢
الحضارة المصرية القديمة:
على ضفاف نهر النيل العظيم قامت واحدة من أهم وأكثر الحضارات البشرية جمالًا ورسوخًا وتعقيدًا، ألا وهي الحضارة الفرعونية العريقة، وقد يصعب على العقل البشري المعاصر تخيل كم الإنجازات وروعة الحضارة التي تفوق بها الفراعنة على مختلف الحضارات الإنسانية، بكل ما حوته من علم وأدب وفن بمختلف أشكاله، حتى أساطيرها حملت طابًعا مميزًا وممتعًا، وتتجلى أهميتها في أنها كانت أهم الركائز التي قامت عليها معظم الحضارات لاحقًا.[١]
أهمية منجزات الحضارة الفرعونية المصرية:
إن كل ما يمكن أن يقال عن إنجازات الحضارة المصرية هو غيض من فيض مهما طال الكلام وكثر، لأن ما ابتدعه المصريون القدماء لا زال للآن مثار نقاش وبحث لدى العلماء، والكثير من إنجازاتهم لم يستطع العلماء حتى الآن فك شيفاتها، ومن أهم ما يمكن ذكره في هذا المجال:[٢][٣]
الطب تشير شارت بعض البرديات التي عُثر عليها في مصر إلى أن الفراعنة كانوا يعرفون أجزاء جسم الإنسان بالكامل، بل واكتشفوا أيضًا وظيفة القلب واستطاعوا أن يستخرجوا أعضاء جسم الإنسان المُتوفى دون أن يشوهوا جثته، كما يعتبر اختراعهم لمادة التحنيط قفزة نوعية في ذلك العصر وهي أمر طالما حير العلماء حتى وقتنا الراهن. فن العمارة تشهد على مدى عراقته وإبداعه الأهرامات المصرية، والتي تعد واحدة من عجائب الدنيا السبعة، والتي بناها المصريون القدماء على مدار عشرين عام، ولا زالت للآن لغزًا يحير العلماء بكيفية بناءها بهذه الارتفاعات الشاهقة في ذلك الوقت، وتعتبر الأهرامات مقابر لملوك قدماء المصريين وقد تم بناءها لهذا السبب تحديدًا. الزراعة كانت الزراعة من مظاهر الحضارة المصرية القديمة نظرًا لقيام حضارتها على أرض حوض النيل التي تعتبر للآن واحدة من أكثر مناطق العالم خصوبة.
التجارة سهّل الموقع الجغرافي الساحلي اتصال مصر مع دول عديدة منها بلاد الشام والرافدين واليونان وإفريقيا بشكل رئيسي، مما سهل عليهم التجارة الخارجية، بالإضافة للتجارة الداخلية أيضًا،
ومن أهم المنتجات التي كانوا يتاجرون بها:
الذهب والنحاس والقطن ومنتجات الفخار والأعشاب الطبية.
الصناعة تميز قدماء المصريون بأنهم كانوا رواد صناعة الزجاج في ذلك الوقت، واستطاعوا استخراج المعادن الخام كالذهب والنحاس وغيرها وتصنيع الحلي والأدوات المنزلية التي ما زالت آثارها شاهدة على تطورها حتى يومنا هذا. مجالات أخرى القدماء المصريون كانوا على اطلاع ثقافي كبير عن الأمم التي سبقتهم، كما كانت حضارتهم من الحضارات القليلة التي دونت إنجازاتها مما ساهم في معرفة أسرارها في زمننا الحالي. عرفت الحضارة المصرية الموسيقى والعديد من الفنون والرسومات الباقية من آثارهم على جدران المعابد شاهدة على ذلك، ولا زال تمثال أبو الهول الشهير مثالًا شامخًا على اشتهار فن النحت في ذلك الزمان.
تاريخ الحضارة الفرعونية المصرية تشير دراسات علماء الآثار إلى أن الحضارة الفرعونية وُجدت في العام 3100 قبل الميلاد، أي قبل ما يقارب من 50 قرنٍ وفقًا لما وجدوه من رسومات ونقوش على جدران المعابد مكتوبة باللغة الهيروغليفية التي عُرفت في ذلك العصر، والتي تم حل شيفرتها قبل وقت ليس ببعيد، وعلى الرغم من مرورها بأكثر من منعطف سياسي على مر تاريخها لم يحدها شيء عن استمرارية ازدهارها وتفوقها من ناحية سياسية وعسكرية وعلمية أيضًا، كان هذا بالتوازي مع توسعها الجغرافي أيضًا.[٤]