السيرة الذاتية لهاريلال غاندي - بواسطة: بركه الضمور - ٣٠ أكتوبر ٢٠٢٢ -
هاريلال غاندي :
هاريلال غاندي هو الابن الأكبر للمهندس كرمشاند غاندي أو المُلقّب بالماهاتما غاندي، وُلدَ عام 1988م في مدينة نيودلهي الهندية وتوفِّيَ عن عمرٌ يناهز الستين عاماً.[١]
السيرة الذاتية لهاريلال غاندي:
فيما يأتي سيرته الذاتية وأبرز مراحل حياته:
طفولته وشبابه وُلدَ هاريلال في الهند وقضى طفولتهُ في منزلِ لاكسميداس شقيق غاندي الأكبر، نشأ في ذلكَ المنزلِ من دونِ إشرافٍ أبَويّ حيثُ كان والدهُ في ذلكَ الوقت يعملُ محاميَّاً جنوب إفريقيا، كانت الأسرة ميسورةُ الحالِ من الناحية الماديّة لذلك لم يكن قَلِقاً بشأنِ المال بل كانَ يفتقِرُ إلى وجود والده في حياته على الرَغمِ من كلّ المحاولاتِ التي قامَ عمّه ببذلها من أجل تعويض هاريلال عن والده.[١]
تأثّر تعليم هاريلال بشكلٍ كبير حيثُ لم يتمكّن من إكمالِ تعليمهِ وانجرف مع زملائه إلى سلوكيات غير سوية، ثم تزوّجَ هاريلال من فتاةٍ اسمُها (جلاب) وتمّ الزواج من دون عِلمِ والديه.[١]
حياته في جنوب إفريقيا بعدَ أن عَلِمَ غاندي والدَ هاريلال بفَشَلِ ابنهِ في الدراسة وبأسلوبِ حياتِهِ الضال دعا هاريلال إلى القدوم إلى جنوب إفريقيا إلى بلدة فينيكس أشرم لكي يشاركه في كفاحهِ ونضالهِ ضد العنصرية، ولكن عندما وصلَ هاريلال إلى جنوب إفريقيا أدركَ أن الحياة التي كان ينتظِرها كانت مختلفةً كثيراً عمّا كان يتخيّله في بداية الأمر، فقد كانَ والدهُ قد تركَ كل الكماليّات على هذه البسيطة وكانَ يعيش حياةً زاهدة وتفرّغََ من أجلِ الكفاح ضد العنصريّة.[٢]
شعَرَ هاريلال ووالدتهُ بالفزَع من والدِهِ ولم يستطع فهمَ أهدافه وقرأته وبالأخصّ قراره بالسماحِ لمَن يُسمَّونَ "المنبوذين" بالبقاءِ والعيشِ فيما بينهم وجَعْلِ الجميع يتناوبونَ على تنظيفِ المراحيضِ العامّة التي يستَعملُها الجميع، لم يستطع هاريلال عيش مثل هذه الحياة في المزرعة وأداء العملِ اليدويّ حيثُ أنّهُ اعتاد على حياة الراحةِ وعدم المسؤولية.[١]
كان لدى هاريلال الطموحَ في السيرِ على خُطى والدِه في دراسةِ القانون والفقه في لندن، لكنَّهُ لم يمتَلك الفطنة التربويّة التي تمكّنه من إكمال دراسته ولم يتمكّن من اجتياز امتحان الثانويّة العامّة، عام 1910م ناشدَ هاريلال والدَهُ من أجل استخدام معارفِه من الصناعيّين في جنوب أفريقيا من أجلِ مساعدتِه ولكنّ غاندي رفضَ هذا الرأي مما دعا هاريلال إلى الشعورِ بالغضب وقطعِ علاقتِهِ مع عائلتِه وعادَ إلى الهند عام 1911م.[٣]
حياته في الهند عاشَ هاريلال وزوجتِهِ وأولاده في الهند، وحاولَ العودة إلى الدراسة وتقديمِ امتحان الثانوية العامّة عدةَ مرّات ولكن من دونِ جدوى فقد كان يُخفِقُ في كلّ مرة، وهذا أدّى إلى عودتهِ إلى الإدمان على الكحول ومرافقة أشخاص غير سويين.[١]
في بدايةِ الأمر تحمّلت عائلةَ والدِهِ نفقاتِهِ ولكنّ ذلكَ لم يكُن كافياً لأنّ المدينين كانوا يطاردونَهُ من أجل المال، بعدَ أن عادَ غاندي إلى الهند حاولَ هاريلال التواصل معَهُ لكي يطلُبَ منهُ المال من أجلِ أن يبدأَ بمشروعهِ الخاص.[١]
على الرغمِ من كلّ عيوبهِ طلبَ منهُ غاندي الانضمام إلى حركةِ الاستقلال الهندية والتخلّي عن عاداتهِ السيّئة وأوصى شركةَ (كولكاتا) بهاريلال من أجلِ العملِ لديهِم ولكنَّهُ سرَقَ من الشركةِ أموالاً من أجلِ البدء بمشروعهِ الخاص، عندما علِموا مالِكي الشركة عن هاريلال أبلغوا غاندي بالأمر الذي أُصيبَ بالصدمةِ وأخبرهُم أن يفعلوا الصواب بخصوصِ وَلَدِهِ، حيثُ تمّ اعتقال هاريلال من قِبَلِ الشرطة.[١]
إطلاق سراحِهِ من السجن بعدَ أن أُطلِقَ سراحهُ من السجن عادَ هاريلال إلى والدهِ طالباً اللجوء حيثُ رحَبَ غاندي بِوَلَدهِ آملاً أن يكونَ الوقت الذي قضاهُ بالسجن قد غيَّرهُ، لكنّ الأمرَ لم يكُن كذلك بل كانَ أسوأ حيثُ أنَّهُ كان يستخدِمُ اسم والدِهِ من أجلِ جمعِ الأموال وبدءِ بأعمالٍ تجاريَّةٍ وهميّة، قامَ ضحاياه بالإبلاغِ عنه وبعضُ الأشخاص قامَ باتهام غاندي بالاختلاس الأمرِ الذي دعا غاندي إلى إدانةِ هاريلال علناً.[١]
فيما بعد تمّ القبضُ على هاريلال عدةَ مراتٍ بتهمةِ السرقة الغُش والشجار في الأماكنِ العامّة، كانَ يسيءُ معاملةَ زوجتهِ التي فرّت مع أطفالِها إلى منزلِ والدتِها وأُصيبَت بالأنفلونزا وتوفيّت فيما بعد، كانَ لدى هاريلال 3 أبناء هم كانتيلال وراسيكلال وشنتلال وابنتان هما راني ومانو، توفيَّ راسيكلال وشنتلال في صِغَرهما ووقعت مسؤوليةُ الأطفال المُتبقّين على عاتقِ غاندي بعدَ وفاةِ والدَتِهم.[١]
عام 1935م أرسلَ هاريلال رسالةً إلى والدِه بنيَّتِهِ الزواج من أخت زوجتهِ الأرملة ولكنّ غاندي لم يتخّذ أيّ خطوةٍ لترتيب الزواج لِعلمِهِ بسلوكِ ابنهِ غير المنتظم.[١]
حياته بعد إصابتِه بالملاريا بعد ذلك أُصيبَ هاريلال بالملاريا وكتبَ برسالةٍ إلى والدِه لأخذ الإذن من أجلِ استخدام الكحول كعلاجٍ الملاريا ولكنّ غاندي رفضَ الأمر وقال أنّ الموتَ أفضل من تناولِ الكحول لأيّ سببٍ كان، وفي أوائلِ الأربعينيّات اعتنق هاريلال الإسلام لأنّ زعماء المسلمين وعدوهُ بتسديدِ جميعِ ديونِه ولكنّ والدتَهُ توسّلت إليهِ لكي يعود هندوسيَّاً مرةً أخرى.[١]
وفاةُ والِدِه عام 1947م استقلت الهند وكان هاريلال حينها يعيشُ متسوِّلاً في الشوارع، اُغتيلَ غاندي عام 1948م وفي طقوسِ جنازتِه كانَ هاريلال يبكي بكاءً هستيريًّا على والده وعلى أخطائِهِ التي ارتكبَها، ولكن لم يتعرّف عليه الكثير من الأشخاص بسبَبِ مظهرِه المُحطّم.[١]
مرضه ووفاته بعدَ وفاةِ والده تمّ تشخيصُ مرضِ هاريلال وقد كانَ يعاني من السلّ ومرضٍ في الكبِد بسببِ الإفراط في شربِ الكحول، حيثُ عُثِرَ عليهِ فاقداً للوعي في كاماتيبورا وتمّ نقله إلى مستشفى السل وتوفيَّ هناك، وُجِدَ داخل جيبِهِ بعض الأوراق التي تحملُ رقمَ هاتفِ أقاربهِ، تمّ التواصل مع أسرتهِ وحضرت ابنتاه وتمّ حرق جثمانهِ في وقتٍ متأخرٍ من الليل.[١]