لغة الحديد .. قراءة في منجز النحات .. احمد البحراني (2-2)
علي النجار
?
فنان عراقي/ السويد
تساؤل حول العمل النحتي
هل تملك أعمال البحراني سمات العمل النحتي؟ وهل هي منحوتات أصلا؟. ربما لا نملك شرعية طرح هكذا تساؤل، بعد أن تجاوزت الأعمال التشكيلية صيغة التخصص التقليدية. لكنه يطرح نفسه كنحات، وأعماله كمنحوتات. يمارس أيضا الفعل النحتي التحويري للمادة. مع ذلك فان أعماله تمارس تمردا ما على هذا المصطلح التشكيلي التخصصي. فالفنان يمارس فعله على مادة معينة، وهو يفضلها دون سواها من المواد الأولية، ويفتقد شرط التنوع الأدائي(بالمواد المختلطة مثلا)، ثانيا تكتسب أعماله الصفة المعمارية الميكانيكية، وثالثا بإمكاننا مثلا تفكيك أجزاء كل أعمال الفنان وإعادة صياغاتها من جديد وبطرق متعددة، أو تجميعها في عمل كبير واحد.
فكأن الفنان اكتشف حيزا مملوءا بقطعه المعدنية (صفائح،شرائط، كتل) وبدأ في تشكيلها حسب مخططاته الأولية، التي راعت شروط صياغاتها بما يتواءم وإمكانياتها الأدائية العنيفة، رغم محاولته تدجين هذا العنف(حركات أجزاء العمل) وبما يوازي مقاربات لإيحاءات بصرية عضوية. ومع أن أعماله تشتغل على مبعدة من التشخيص العضوي، إلا أنه ليس من السهولة إمكانية إحالتها إلى مقاربات لمفردات عضوية بايوليوجية محدودة، لكن الأمر يبقى ممكنا بحدود نوايا تداعيات بصر المتلقي. وما يزيدنا تأكيدا هو ما يبدو من وضوح تعارضها الحركي وسكونية سطوح عمارتها المحيطية، وهي مقاربة أو مشابهة لتعارض، أو تضاد الأشكال العضوية (النباتات وحركة الحيوانات،مثلا) لهذا الوسط. ويشكل هذا التضاد جوهر تفردها وديناميكيتها الحركية المكانية.
?
المفارقة تكمن في أن (البحراني) أسس مجاله الإبداعي في بلدان (الخليج العربي)، وليس في بلده العراق(بعد تشتت رموز الثقافة الإبداعية العراقية، و لا يتسع المجال لتناول أسبابها، والتي نأمل أن لا تصبح مزمنة). وهذا الأمر لم تقرره الصدفة وحدها. بل هو جزء لا يتجزأ من كون هذه المنطقة بعد انفتاحها المدني على معمار العالم المعاصر، استقطبت العديد من التجارب التشكيلية المعاصرة،من خلال مهرجانات التشكيل الدورية(الشارقة مثلا). ورغم أن كل ما يعرض في هذه العروض التشكيلية، والجديدة بالذات، ليس مفهوما او مقبولا من الذائقة الخليجية الشعبية(وحتى العربية بشكل عام)،لكن أمر التذوق أو استيعاب المفاهيم والدلالات البصرية المستجدة، هكذا هو حالها، وحتى في دول منشئها. فكل مدارس الفن التشكيلية حديثها وجديدها لاقت نفس الأعراض الجماهيري، قبل أن تتصالح نواياها ونواياه.. وما عزز تجربة البحراني، هو نسيجها المترابط ونسيج العمارة الجديدة المحيطة. ومع ذلك وحتى لو نصبت منحوتاته في عمق الفضاء الصحراوي(لو تجاوزنا فضاء المدينة المعد أصلا لها)، فاعتقد بأنها سوف تشكل تناظرا حركيا مع حركة رمالها، وفي الوقت الذي تكرس فيه تضادها المادي كمعادل حركي إضافي.
اشكال مألوفة في التجربة
في محاولة من البحراني للتصالح مع الأشكال المألوفة، ومثل شغف العديد من الفنانين التشكيليين العرب، ومنهم بعض العراقيين، تشكل هيئة (الكرسي)- وان تعددت مدلولاتها السياسية أو الاجتماعية -حلية تزيينية وبمرجعية التفاصيل التوريقية الشرقية. إلا أن(البحراني) كرس كراسيه الحديدية لمنطقة ادائية مستجدة على الوسط التشكيلي العربي. فهي ولكونها كراسي افتراضية، لا تنتمي لأية منطقة أدائية محلية سابقة. ومثلما تفتقد وظيفتها التقليدية، تفتقد أيضا وظيفتها العاطفية الأستعارية، إذ تعدت حدادة كراسيه مألوف حدادة الكراسي المعدنية على امتداد تواريخها. فلا هي أنصابا للتبجيل، ولا هي أيضا مدونات ذهنية تستعير من الكرسي مضامينه السرية والعلنية، ولا هي تجريديات بدلالة مسمياتها. وان كانت تتشكل بمقاربات هيئة أشكالها المجسمة، إلا أن أبعادها تتمرد على صرامة هيكلتها في انزياحات نافرة أو متموجة مشاكسة. وكهياكل مصنعة لوهم الكرسي، استحضرها هنا عبر دروب ذهنه الملتوية، وليست السوية، كما هي أعماله الأخرى. وحالها حال أعماله النحتية التي احتكمت إلى التواء الذهن هذا، فان هذا الأجراء الذهني يشكل سر ابتكاراته. مع ذلك فان هذه الكراسي تبدو لنا مثل الزوائد على حافات أعماله الأخرى. لكنها رغم ذلك تشكل مصدر تنوع واغتناء لتجربته، وربما تقود ذهنية الفنان لملامسة اشكال أخرى، كمبتكرات افتراضية لموجودات مادية(كما هي كراسيه)، و من خلال تجاوز هيكلها الصلب ومخبوءات فنتازيا روحها الخفية. كما هي فنتازيا معظم أعماله. وبذلك استطاع في أعماله هذه(كما في الأخرى) محاذاة منطقة الوهم الافتراضي العالمية الصيغة، والتي تتناغم وسحر سطوة عوالمنا الخفية المستترة خلف قناعات علمية، باتت هي الأخرى في مصاف الوهم المدجن عبر دروب المكتشفات التي يلغي بعضها البعض الآخر. نافذة الذهن هذه والتي كانت إلى وقت قريب عصية على الإدراك(إلا في حدود ثقافية ضيقة)، باتت الآن مساحة مشاعة. وبتنا صغارا وكبارا نلج عوالمها الافتراضية للحد الذي فقدت فيه بعض إدهاشها ألأعجازي. وان كان الوهم، سابقا، يشكل عند البعض قصور إدراكنا. فهو الآن يشكل ذروة مبتكراتنا الثقافية، والتشكيلية منها بشكل اكثر خصوصية. عبر دروب مسالكه الشاسعة.
الاثر الادراكي وحالات التعبير
ثمة ايروتيكية من نوع ما تتلبس الفعل النحتي الأدائي بشكل عام. وأعمال البحراني لا تخلو من هاجس ملامسة هذا الفعل. بل تتجاوز ذلك، كمناورة ملتبسة، أو مختبئة في صلب تلا فيف تفاصيل أعماله. فالفعل النحتي بمفهومه العام هو بالأساس فعلا حرثيا. وان كان هذا الفعل يقع غالبا على مسقط أفقي، فهو، في أعمال البحراني يكون حرثا في محيطها الفضائي، ويتشكل من خلال استفزاز من نوع ما لتهويماته الأثيرية. ومن المعلوم أن كل فعل حرثي يتشكل من خلال مولدات مستعارة من حدود طاقته الكامنة خلف نواياه التوالدية. فان السر في توالد اعمال البحراني من بعضها البعض (سواء كان ذلك في اندفاعات استقامة مفرداتها أو استداراتها أو لولبيتها)، ربما يكمن في كونها مسارات استقصائية لتداعيات انفجارات طاقته المحتبسة منذ بداية أزمنة إدراكه لها. وعلى ما يبدو فان هذه الايروتيكية الإبداعية، ليست مكتفية بفعلها الخفي الذي مارسته على منتج الفنان، بل تجاوزت ذلك إلى نوع من ادراكات لمؤثرات طوبولوجيا الموجودة في لحظات انفجاراتها، تموجاتها، خلخلة سكونيتها (من هنا تكتسب بعض من شموليتها الإدراكية). وان يكن الفعل ألسكوني عصياً على الإدراك بأي شكل من الأشكال في أعماله. فان تشكيلاته النحتية اكتسبت طاقتها الحركية في خضم هذه التفاصيل السرية. سواء بإدراكه الفني الفعلي، القصدي، أو بغير ذلك. وان حافظت أعماله النحتية على خصوصيتها وبعيدا عن نواياها الإنتاجية. فهي أيضا وكما يبدو لنا، وبتقادم ازمنتها سوف تتنصل أيضا عن نواياه الإدراكية، بحدود المتغيرات الزمنية المستجدة. إن لم تكن فعلتها بعد اكتمالها مباشرة. مع ذلك تبقى الاثارة مشروعا متزامنا ولحظة اكتمال هذه المنحوتات الافتراضية. وما يهم من كل ذلك هو مدى ما تمتلكه، أو تخبئه، من زمن إثارة افتراضي آخر. فعل الأستحاثة الزمنية هذا، هو فعل يتغلغل في صميم واقعنا الافتراضي الحالي(العلمي والثقافي الرقمي) والملتبس بنوايا اكتشافاته، ونوايا إدارييه الخفية، والذي يشكل في وقتنا عصب الإثارة المعاصرة. أما المراهنة على اقتحام مجالاته الواسعة والمكشوفة أصلا، أو التي سوف يتم استكشافها، فهو شغل منتجي الثقافة، وبأدواتهم المتوفرة (والتي هي موجودة بوفرة) وبنوايا إمكانياتهم الذهنية والعملية ومحركاتها الثقافية المتشعبة.
علي النجار
?
فنان عراقي/ السويد
تساؤل حول العمل النحتي
هل تملك أعمال البحراني سمات العمل النحتي؟ وهل هي منحوتات أصلا؟. ربما لا نملك شرعية طرح هكذا تساؤل، بعد أن تجاوزت الأعمال التشكيلية صيغة التخصص التقليدية. لكنه يطرح نفسه كنحات، وأعماله كمنحوتات. يمارس أيضا الفعل النحتي التحويري للمادة. مع ذلك فان أعماله تمارس تمردا ما على هذا المصطلح التشكيلي التخصصي. فالفنان يمارس فعله على مادة معينة، وهو يفضلها دون سواها من المواد الأولية، ويفتقد شرط التنوع الأدائي(بالمواد المختلطة مثلا)، ثانيا تكتسب أعماله الصفة المعمارية الميكانيكية، وثالثا بإمكاننا مثلا تفكيك أجزاء كل أعمال الفنان وإعادة صياغاتها من جديد وبطرق متعددة، أو تجميعها في عمل كبير واحد.
فكأن الفنان اكتشف حيزا مملوءا بقطعه المعدنية (صفائح،شرائط، كتل) وبدأ في تشكيلها حسب مخططاته الأولية، التي راعت شروط صياغاتها بما يتواءم وإمكانياتها الأدائية العنيفة، رغم محاولته تدجين هذا العنف(حركات أجزاء العمل) وبما يوازي مقاربات لإيحاءات بصرية عضوية. ومع أن أعماله تشتغل على مبعدة من التشخيص العضوي، إلا أنه ليس من السهولة إمكانية إحالتها إلى مقاربات لمفردات عضوية بايوليوجية محدودة، لكن الأمر يبقى ممكنا بحدود نوايا تداعيات بصر المتلقي. وما يزيدنا تأكيدا هو ما يبدو من وضوح تعارضها الحركي وسكونية سطوح عمارتها المحيطية، وهي مقاربة أو مشابهة لتعارض، أو تضاد الأشكال العضوية (النباتات وحركة الحيوانات،مثلا) لهذا الوسط. ويشكل هذا التضاد جوهر تفردها وديناميكيتها الحركية المكانية.
?
المفارقة تكمن في أن (البحراني) أسس مجاله الإبداعي في بلدان (الخليج العربي)، وليس في بلده العراق(بعد تشتت رموز الثقافة الإبداعية العراقية، و لا يتسع المجال لتناول أسبابها، والتي نأمل أن لا تصبح مزمنة). وهذا الأمر لم تقرره الصدفة وحدها. بل هو جزء لا يتجزأ من كون هذه المنطقة بعد انفتاحها المدني على معمار العالم المعاصر، استقطبت العديد من التجارب التشكيلية المعاصرة،من خلال مهرجانات التشكيل الدورية(الشارقة مثلا). ورغم أن كل ما يعرض في هذه العروض التشكيلية، والجديدة بالذات، ليس مفهوما او مقبولا من الذائقة الخليجية الشعبية(وحتى العربية بشكل عام)،لكن أمر التذوق أو استيعاب المفاهيم والدلالات البصرية المستجدة، هكذا هو حالها، وحتى في دول منشئها. فكل مدارس الفن التشكيلية حديثها وجديدها لاقت نفس الأعراض الجماهيري، قبل أن تتصالح نواياها ونواياه.. وما عزز تجربة البحراني، هو نسيجها المترابط ونسيج العمارة الجديدة المحيطة. ومع ذلك وحتى لو نصبت منحوتاته في عمق الفضاء الصحراوي(لو تجاوزنا فضاء المدينة المعد أصلا لها)، فاعتقد بأنها سوف تشكل تناظرا حركيا مع حركة رمالها، وفي الوقت الذي تكرس فيه تضادها المادي كمعادل حركي إضافي.
اشكال مألوفة في التجربة
في محاولة من البحراني للتصالح مع الأشكال المألوفة، ومثل شغف العديد من الفنانين التشكيليين العرب، ومنهم بعض العراقيين، تشكل هيئة (الكرسي)- وان تعددت مدلولاتها السياسية أو الاجتماعية -حلية تزيينية وبمرجعية التفاصيل التوريقية الشرقية. إلا أن(البحراني) كرس كراسيه الحديدية لمنطقة ادائية مستجدة على الوسط التشكيلي العربي. فهي ولكونها كراسي افتراضية، لا تنتمي لأية منطقة أدائية محلية سابقة. ومثلما تفتقد وظيفتها التقليدية، تفتقد أيضا وظيفتها العاطفية الأستعارية، إذ تعدت حدادة كراسيه مألوف حدادة الكراسي المعدنية على امتداد تواريخها. فلا هي أنصابا للتبجيل، ولا هي أيضا مدونات ذهنية تستعير من الكرسي مضامينه السرية والعلنية، ولا هي تجريديات بدلالة مسمياتها. وان كانت تتشكل بمقاربات هيئة أشكالها المجسمة، إلا أن أبعادها تتمرد على صرامة هيكلتها في انزياحات نافرة أو متموجة مشاكسة. وكهياكل مصنعة لوهم الكرسي، استحضرها هنا عبر دروب ذهنه الملتوية، وليست السوية، كما هي أعماله الأخرى. وحالها حال أعماله النحتية التي احتكمت إلى التواء الذهن هذا، فان هذا الأجراء الذهني يشكل سر ابتكاراته. مع ذلك فان هذه الكراسي تبدو لنا مثل الزوائد على حافات أعماله الأخرى. لكنها رغم ذلك تشكل مصدر تنوع واغتناء لتجربته، وربما تقود ذهنية الفنان لملامسة اشكال أخرى، كمبتكرات افتراضية لموجودات مادية(كما هي كراسيه)، و من خلال تجاوز هيكلها الصلب ومخبوءات فنتازيا روحها الخفية. كما هي فنتازيا معظم أعماله. وبذلك استطاع في أعماله هذه(كما في الأخرى) محاذاة منطقة الوهم الافتراضي العالمية الصيغة، والتي تتناغم وسحر سطوة عوالمنا الخفية المستترة خلف قناعات علمية، باتت هي الأخرى في مصاف الوهم المدجن عبر دروب المكتشفات التي يلغي بعضها البعض الآخر. نافذة الذهن هذه والتي كانت إلى وقت قريب عصية على الإدراك(إلا في حدود ثقافية ضيقة)، باتت الآن مساحة مشاعة. وبتنا صغارا وكبارا نلج عوالمها الافتراضية للحد الذي فقدت فيه بعض إدهاشها ألأعجازي. وان كان الوهم، سابقا، يشكل عند البعض قصور إدراكنا. فهو الآن يشكل ذروة مبتكراتنا الثقافية، والتشكيلية منها بشكل اكثر خصوصية. عبر دروب مسالكه الشاسعة.
الاثر الادراكي وحالات التعبير
ثمة ايروتيكية من نوع ما تتلبس الفعل النحتي الأدائي بشكل عام. وأعمال البحراني لا تخلو من هاجس ملامسة هذا الفعل. بل تتجاوز ذلك، كمناورة ملتبسة، أو مختبئة في صلب تلا فيف تفاصيل أعماله. فالفعل النحتي بمفهومه العام هو بالأساس فعلا حرثيا. وان كان هذا الفعل يقع غالبا على مسقط أفقي، فهو، في أعمال البحراني يكون حرثا في محيطها الفضائي، ويتشكل من خلال استفزاز من نوع ما لتهويماته الأثيرية. ومن المعلوم أن كل فعل حرثي يتشكل من خلال مولدات مستعارة من حدود طاقته الكامنة خلف نواياه التوالدية. فان السر في توالد اعمال البحراني من بعضها البعض (سواء كان ذلك في اندفاعات استقامة مفرداتها أو استداراتها أو لولبيتها)، ربما يكمن في كونها مسارات استقصائية لتداعيات انفجارات طاقته المحتبسة منذ بداية أزمنة إدراكه لها. وعلى ما يبدو فان هذه الايروتيكية الإبداعية، ليست مكتفية بفعلها الخفي الذي مارسته على منتج الفنان، بل تجاوزت ذلك إلى نوع من ادراكات لمؤثرات طوبولوجيا الموجودة في لحظات انفجاراتها، تموجاتها، خلخلة سكونيتها (من هنا تكتسب بعض من شموليتها الإدراكية). وان يكن الفعل ألسكوني عصياً على الإدراك بأي شكل من الأشكال في أعماله. فان تشكيلاته النحتية اكتسبت طاقتها الحركية في خضم هذه التفاصيل السرية. سواء بإدراكه الفني الفعلي، القصدي، أو بغير ذلك. وان حافظت أعماله النحتية على خصوصيتها وبعيدا عن نواياها الإنتاجية. فهي أيضا وكما يبدو لنا، وبتقادم ازمنتها سوف تتنصل أيضا عن نواياه الإدراكية، بحدود المتغيرات الزمنية المستجدة. إن لم تكن فعلتها بعد اكتمالها مباشرة. مع ذلك تبقى الاثارة مشروعا متزامنا ولحظة اكتمال هذه المنحوتات الافتراضية. وما يهم من كل ذلك هو مدى ما تمتلكه، أو تخبئه، من زمن إثارة افتراضي آخر. فعل الأستحاثة الزمنية هذا، هو فعل يتغلغل في صميم واقعنا الافتراضي الحالي(العلمي والثقافي الرقمي) والملتبس بنوايا اكتشافاته، ونوايا إدارييه الخفية، والذي يشكل في وقتنا عصب الإثارة المعاصرة. أما المراهنة على اقتحام مجالاته الواسعة والمكشوفة أصلا، أو التي سوف يتم استكشافها، فهو شغل منتجي الثقافة، وبأدواتهم المتوفرة (والتي هي موجودة بوفرة) وبنوايا إمكانياتهم الذهنية والعملية ومحركاتها الثقافية المتشعبة.