من فريمو إلى تافرنييه «لو أنّنا علمنا أنّنا أحببناه أكثر، لكنّا أحبنناه أكثر»
«سينماتوغراف» ـ متابعات
الفرنسي تييري فريمو (1960) مستمرٌّ في منح السينما بعض ما يملكه من حبٍّ وثقافة ووعي معرفي، واشتغالاتٍ مختلفة، وبعض ما يرغب في قوله، مرتكزاً بذلك على خبرات ومشاغل وعلاقات ومعارف، يبنيها في مساره السينمائي، متنوّع الأشكال. فإلى كونه المندوب العام لمهرجان "كانّ" السينمائي منذ عام 2007، وتولّيه مهام مختلفة، أبرزها إدارته "مهرجان لوميير" في ليون منذ عام 2009، يتمتّع فريمو بأسلوبٍ مُشوّق في الكتابة، يُبرزه في مؤلّفات عدّة، آخرها "لو أنّنا علمنا أنّنا أحببناه أكثر، لكنّا أحبنناه أكثر"، الصادر عن منشورات "غراسيه" (2022).
المعنيّ بهذا الحبّ العظيم مخرجٌ فرنسيّ، له فضلٌ على فريمو في بداياته في "معهد لوميير" في ليون: برتران تافرنييه (1941 ـ 2021). كتابٌ يوصف بأنّه قصيدة تتغنّى بالصداقة القائمة بين الرجلين، ينتمي كلّ واحدٍ منهما إلى جيل مختلف، ويلتقي أحدهما بالآخر في "معهد لوميير". منذ تلك اللحظة، تتكون الصداقة بينهما، وتتجذّر أكثر فأكثر، سينمائياً وثقافياً وحياتياً، ففريمو لن يتوقّف عن الإعجاب بتافرنييه كأبٍ له، ثم كأخٍ كبير: "هذا النص الأدبي يصف الميكانيكية الحميمة لكائن مليء بالشغف، مكتوبٌ من أقرب مسافة ممكنة منه (تافرنييه)، في الكواليس، كما يُصوَّر الـHors-Champ (خارج الإطار/الكادر) الخاص بصورة عامة".
يتضمّن الكتاب حكايات وطرائف وبورتريهات ومشاهد مُعاشة ورحلات مشتركة إلى الولايات المتحدّة الأميركية وأمكنة أخرى. تمرين الإعجاب هذا، هذا الـ"ضريح"، تلك السيرة الحياتية الحميمة الممزوجة بالسيرة الذاتية، تنتهي كلّها برسم لوحةٍ جماعية واسعة، عن فتنةٍ بكائن مميّز.
لا فصول مستقلّة في الكتاب، بل نصوص متلاحقة، تروي بصيغة المفرد تفاصيل كثيرة عن سينمائيٍّ مُلهِم، كما عن معجبٍ به، سيهيم بالسينما بفضل والده، المهندس في "كهرباء فرنسا"، والمقرّب من "الحزب الاشتراكي الموحَّد". حامل الحزام الأسود الرابع في الـ"جودو"، يدرس فريمو التاريخ الاجتماعي، ويكتب أطروحة يخصّصها بدراسة "بوزيتيف"، إحدى أبرز المجلات السينمائية الفرنسية. "ديبلوم دراسات معمّقة" يتناول التاريخ الاجتماعي للسينما، الذي لن يُكمله بسبب توظيفه في "معهد لوميير".
http://cinematographwebsite.com/
«سينماتوغراف» ـ متابعات
الفرنسي تييري فريمو (1960) مستمرٌّ في منح السينما بعض ما يملكه من حبٍّ وثقافة ووعي معرفي، واشتغالاتٍ مختلفة، وبعض ما يرغب في قوله، مرتكزاً بذلك على خبرات ومشاغل وعلاقات ومعارف، يبنيها في مساره السينمائي، متنوّع الأشكال. فإلى كونه المندوب العام لمهرجان "كانّ" السينمائي منذ عام 2007، وتولّيه مهام مختلفة، أبرزها إدارته "مهرجان لوميير" في ليون منذ عام 2009، يتمتّع فريمو بأسلوبٍ مُشوّق في الكتابة، يُبرزه في مؤلّفات عدّة، آخرها "لو أنّنا علمنا أنّنا أحببناه أكثر، لكنّا أحبنناه أكثر"، الصادر عن منشورات "غراسيه" (2022).
المعنيّ بهذا الحبّ العظيم مخرجٌ فرنسيّ، له فضلٌ على فريمو في بداياته في "معهد لوميير" في ليون: برتران تافرنييه (1941 ـ 2021). كتابٌ يوصف بأنّه قصيدة تتغنّى بالصداقة القائمة بين الرجلين، ينتمي كلّ واحدٍ منهما إلى جيل مختلف، ويلتقي أحدهما بالآخر في "معهد لوميير". منذ تلك اللحظة، تتكون الصداقة بينهما، وتتجذّر أكثر فأكثر، سينمائياً وثقافياً وحياتياً، ففريمو لن يتوقّف عن الإعجاب بتافرنييه كأبٍ له، ثم كأخٍ كبير: "هذا النص الأدبي يصف الميكانيكية الحميمة لكائن مليء بالشغف، مكتوبٌ من أقرب مسافة ممكنة منه (تافرنييه)، في الكواليس، كما يُصوَّر الـHors-Champ (خارج الإطار/الكادر) الخاص بصورة عامة".
يتضمّن الكتاب حكايات وطرائف وبورتريهات ومشاهد مُعاشة ورحلات مشتركة إلى الولايات المتحدّة الأميركية وأمكنة أخرى. تمرين الإعجاب هذا، هذا الـ"ضريح"، تلك السيرة الحياتية الحميمة الممزوجة بالسيرة الذاتية، تنتهي كلّها برسم لوحةٍ جماعية واسعة، عن فتنةٍ بكائن مميّز.
لا فصول مستقلّة في الكتاب، بل نصوص متلاحقة، تروي بصيغة المفرد تفاصيل كثيرة عن سينمائيٍّ مُلهِم، كما عن معجبٍ به، سيهيم بالسينما بفضل والده، المهندس في "كهرباء فرنسا"، والمقرّب من "الحزب الاشتراكي الموحَّد". حامل الحزام الأسود الرابع في الـ"جودو"، يدرس فريمو التاريخ الاجتماعي، ويكتب أطروحة يخصّصها بدراسة "بوزيتيف"، إحدى أبرز المجلات السينمائية الفرنسية. "ديبلوم دراسات معمّقة" يتناول التاريخ الاجتماعي للسينما، الذي لن يُكمله بسبب توظيفه في "معهد لوميير".
http://cinematographwebsite.com/