أركان المدح والذم - بواسطة: عبدالله ظاهر - ٢٦ أكتوبر ٢٠٢٢
فعل المدح أو الذم أفعال المدح والذم هي التي تكون عاملة في الجملة فترفع فاعلاً بعدها، وعدد هذه الأفعال هي خمسة أفعال جامدة لا يأتي منها الأمر ولا المضارع، وهذه الأفعال هي كالآتي:
[١] نِعْمَ وبِئْسَ هما فعلان حكمهما في الاستعمال واحدٌ، ويمكن أنْ يتصلَ بهذين الفعلين تاء الساكنة يُقصد بها تأنيث الفعل، نحو "نعمتْ - بئستْ"،[٢]
وهو ما لا يمكن في أفعال المدح والذم الأخرى، وفاعل "نِعْمَ وبِئْسَ" يكون بعدهما وليس متصلاً بهما كما سنرى في النوعين الآخرين، ومن الأمثلة الإعرابية على ذلك ما يأتي:[١] نِعْمَ الصديقُ الوفيُّ نِعْمَ: فعل ماضٍ جامد مبني على الفتح لإنشاء المدح.
الصديقُ:
فاعل "نِعْمَ" مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
بِئْسَ الرجلُ السارقُ بِئْسَ:
فعل ماضٍ جامد مبني على الفتح لإنشاء الذم.
الرجلُ:
فاعل "بِئسَ" مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
حبذا ولا حبذا هذان الفعلان عبارة عن فعل واحد، فعندما يكون الفعل مثبتاً فإنه يفيد المدح كما في الفعل "حبذا"، بينما إذا كان الفعل منفياً فإنه سوف يفيد الذم وذلك كما في الفعل "لا حبذا"، وفاعل هذين الفعلين هو اسم الإشارة "ذا" المتصل بهما دائماً، ومن الأمثلة الإعرابية على ذلك ما يأتي:[٣]
حبَّذا الاجتهادُ حبَّذا:
حبَّ:
فعل ماضٍ جامد مبني على الفتح لإنشاء المدح،
ذا:
اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع فاعل الفعل
"حبَّ".
لا حبَّذا الكسلُ لا حبَّذا:
لا حبَّ:
فعل ماضٍ جامد مبني على الفتح لإنشاء الذم،
ذا:
اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع فاعل الفعل "لا حبَّ".
ساء يستخدم هذا الفعل كاستخدام الفعل "بِئْس" فهو يأتي لإنشاء الذم، ومن الأمثلة الإعرابية على ذلك ما يأتي:[٤]
ساءَ الأسلوبُ الكذبُ ساءَ: فعل ماضٍ جامد مبني على الفتح لإنشاء الذم.
الأسلوبُ:
فاعل "ساءَ" مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
فاعل أفعال المدح أو الذم تتعدّد الأشكال التي يأتي عليها فاعل أفعال المدح أو الذم، علماً أن الأفعال "حبذا - لا حبذا" يكون اسم الإشارة ذا هو الفاعل فيهما على الدوام، ومن الأشكال التي يأتي عليها الفاعل في أفعال المدح والذم ما يأتي:[٥]
معرَّف بأل وذلك باتصاله بأل التعريف، وذلك كما في "نِعْمَ الطالبُ محمد"،
الطالبُ:
فاعل "نِعْمَ" مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
مضاف إلى ما فيه أل فيكون الفاعل نكرة مضافة إلى اسم مُعرّف بأل، وذلك كما في "نِعْمَ خليفةُ المسلمين عُمرُ"،
خليفة:
فاعل "نِعْمَ" مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهو مضاف، والمسلمين مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم.
مضاف إلى مضاف إلى ما فيه أل وذلك كما في "نِعْمَ معلمُ طلاب المدرسة أحمدُ"،
معلمُ:
فاعل "نِعْمَ" مرفوع بالضمة وهو مضاف،
طلاب:
مضاف إليه مجرور بالكسرة وهو مضاف، المدرسة: مضاف إليه مجرور بالكسرة. ضمير مستتر وجوباً يفسره تمييز بعده ويدل على هذا الفاعل المحذوف تمييز منصوب، وذلك كما في "بِئْسَ رجلاً خليل"، الفاعل هنا ضمير مستتر وجوباً تقديره هو وتقدير الفاعل بئس الرجل خليل، رجلاً:
تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح. ما الموصولة فنقول مثلاً "بِئْسَ ما يفعل الشرُّ"،
ما: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل للفعل "بِئْس"، تفعلُ:
مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت، والجملة الفعلية من الفعل والفاعل صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. المخصوص بالمدح أو الذم هو اسمٌ مرفوع دائماً، ويأتي بعد فعل وفاعل المدح أو والذم، ويكون هذا الاسم هو المقصود من هذا المدح أو الذم، فعندما أقول "نِعْمَ الطالب محمدُ" فالمقصود بالمدح هنا هو الاسم المرفوع " محمد"، أو كما أقول "بِئْس الصفةُ النفاقُ"، فالمقصود بالذم هو الاسم المرفوع "النفاقُ".[٥]
للاسم المخصوص إعرابان إما أن يكون خبراً لمبتدأ محذوف تقديره هو، أو مبتدأ والجملة الفعلية من فعل المدح أو الذم وفاعله في محل رفع خبر مقدم، ومن الأمثلة الإعرابية على ذلك ما يأتي:[٥]
نِعْمَ الصفة الصدقُ الصدق:
مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والجملة الفعلية "نعم الصفة" في محل رفع خبر مقدم.
الإعراب الثاني لها:
خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي أي "هي الصدق"، وهو مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
بِئْس الصفةُ الكذبُ الكذب:
مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والجملة الفعلية "بِئْس الصفة" في محل رفع خبر مقدم.
والإعراب الثاني لها:
خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي أي "هي الكذب"، وهو مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. إن أسلوب المدح والذم يتكون من ثلاثة أركان، وهم: الفعل والفاعل والمخصوص، ولكل واحد منهم أشكاله وصوره وإعرابه.