أشهر الأساطير اليونانية الفلسفية - بواسطة: مؤيد الشرعة - ٤ سبتمبر ٢٠٢٢
تعد الأساطير نتاج الفكر الإنساني في العصور القديمة، وهي جاءت كتفسيرات لبعض الظواهر الطبيعية، أو نتيجة بحث الإنسان عن مسبب الوجود وهو الله تعالى، والإنسان في العصور القديمة، عندما رأى الأمواج ورأى الربيع، ورأى النجوم، وأحس بالحبن وعاصر الحرب، ظنّ أنّ هذه الظواهر نتاج آلهة مختلفة، فتخيّل هذه الآلهة وأسقط عليها صفاتٍ إنسانية، فجسمها بشكل تماثيل، واصطنع لها القصص الخرافية الملحمية.[١] أسطورة إيكاروس تعود هذه الأسطورة إلى الحضارة اليونانية، وهي تتمثل بشابٍ اسمه إيكاروس، ووالده بنّاءٌ محترف اسمه دايدالوس، وكان لوالد سيط وشهرة في أعمال البناء، حتى أنّ ملك جزيرة كريت استدعاه إلى بلاطه، ولكنه تجاوز الحدود في أعماله، وقد خالف النزعة الفطرية، وساهم بولادة مسخ حبسه في قبو القلعة.[٢]
ولم يقف دايدالوس عند هذا الحد، بل عارض ملك جزيرة كريت الذي استضافه، فحبسه الأخير في برج عالٍ مع ابنه إيكاروس، فسعيا للهرب من هذا البرج، فما كان منهما إلا أن صنعا أجنحة كبيرة للطيران من ريش النسور المتساقط، وألصقاه معا بواسطة الشمع الذائب.[٣]
ولكن والد إيكاروس حذر ابنه من التحليق عاليًا باتجاه الشمس، لأنّها ستذيب الشمع وسيسقط، ولكن عندما حلّقا، اغترّ إيكاروس بنفسه، وعدّ نفسه نظيرًا للآلهة، فحلق باتجاه الشمس التي أذابت الشمع عن جناحيه، فسقط ومات.[٤]
أسطورة عوليس أسطورة عوليس (أوديسوس)، الذي هو بطل الأوديسة، وهو في أصل الأسطورة ملك أتيكا في بحر إيجة، وهو الذي خطط لحصار طروادة، وتتجلى أسطورته في رحلة عودته من حرب طروادة، والتي استمرت لمدة 10 سنوات، وكانت مليئة بالأحداث العجائبية الخطرة، مثل محاربة الآلهة، ومقاومة الغرق، وغيرها، لكنه استطاع تجاوزها.[٥]
ومن ثم عاد إلى وطنه ليجد أنّ زوجته تستعد لاختيار زوجٍ جديد يحكم إلى جانبها، ويجد أيضًا أن فرسانه وأصدقاءه متقدمون لخطبتها، فدخل بين الخاطبين متنكرًا، وتقرب من زوجته التي لم تعرفه، وأوحى لها بفكرة، وهي بأن تضع شرطًا يحدد العريس المختار، وهو القدرة على ثني قوس عظيم يصنع خصيصًا لهذا الغرض، فما استطاع أحد أن يثنيه، لكن عوليس استطاع ذلك، ومن ثم قتل به أصحابه وأعوانه الذين طمعوا بزوجته وحكمه.[٥]
أسطورة عشتاروت التي تمثل آلهة الحب والحرب عند اليونانيين، وهي كانت في علاقة حب مع الإله تموز إله الخصب، ولكن آلهة الموت أخذت حبيبها، فدخلت عالم الموت لتنقذه، لكن هذا العالم أخذها بدلًا منه، فخرج تموز من الموت من دونها، وكان هذا الخروج مشروطًا، إذ إنه يخرج فقط في وقت الربيع، فارتبط بذلك اسمه مع مفهوم الخصب،[٦]
أمّا عشتاروت فصارت مثالاً للتضحية والفداء لأجل الحب، فقد ضحت بحياتها لأجل إحياء حبيبها الإله تموز، فصارت الآلهة عشتار رمزًا لصفة التضحية والوفاء، لكن في بعض الروايات كانت هذه الآلهة ترتبط بالحرب لا الحب.[٧]