في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي في العالم بالصورة التي نشرها عملاق محركات البحث في الإنترنت "غوغل" احتفالا بذكرى ميلاد المؤرخ المصري الراحل مصطفى العبادي (1928-2017).
ونشر "غوغل" على صفحته الأولى رسما للدكتور العبادي، وهو يحمل كتابا بين يديه وخلفه مكتبه وبجانبه معالم معمارية، منها هرم تخرج من قمته شعلة نار.
الدكتور مصطفى العبادي لم يكن مجرد أستاذ ومفكر، بقدر ما كان مؤرخا وفيلسوفا ومنظّرًا اجتماعيا، لما له من رؤى فكرية واجتماعية، أهمها أن يمزج الفكر بالواقع، ليكون العلم في خدمة المجتمع، ورغم قلة كتبه التي ألفها، فإنه أسّس مدرسة تجمع بين الفكر والدراسة، والفلسفة والواقع المعيش، ولهذا جاء كل تلاميذه انعكاسًا لفكره ومنهجه، وكانوا هم كتبه الحية التي تسعى على قدمين، وكانت مؤلفاته ثمرة تجربة وخبرة طويلة في دراسة التاريخ وبناء الإنسان على مدى 60 عاما.
درّس في عدد كبير من الجامعات العربية والأجنبية منذ حصل على رسالة الدكتوراه عام 1960، وأصبح من أعلام الحركة التاريخية بمصر والعالم، واكتسب شهرة ومكانة مرموقة في الدراسات الكلاسيكية التاريخية القديمة.
المكتبة القديمة وتحقيق الحلم المستحيل
اقترن اسم العبادي بمشروع مكتبة الإسكندرية القديمة، وعمل على إحيائها، وبعثها من مرقدها بعد أكثر من 1600 عام، منذ طرح الفكرة في محاضرة بنادي هيئة تدريس جامعة الإسكندرية في نوفمبر/تشرين الثاني 1972، وكتب بتكليف من اليونسكو كتاب "مكتبة الإسكندرية القديمة: سيرتها ومصيرها" الذي يعدّ وثيقة استشرافية لإحياء مكتبة الإسكندرية.
ولكونه مؤرخا معترفا به بفضل أعماله في حقل الحضارة اليونانية الرومانية، وبفضل إنجازاته في مجال البحث العلمي بخاصة دراسات البحر المتوسط التي جعلت منه مرجعا في حضارات الشرق وخبيرا في مجال العلاقات بين العالم العربي والغربي وما تميز به من عقلية منفتحة وأفق إنساني رحب وحرص على الحوار والدفاع عن التراث الإنساني في عالم مضطرب، فقد تمكن الدكتور مصطفى العبادي أستاذ التاريخ من إقناع صانعي القرار السياسي في مصر والعالم بضرورة إحياء مكتبة الإسكندرية، كما هيّأ الرأي العام العالمي لهذه الفكرة.
وعدّته جمعية البرديات الدولية واحدا من أشهر 10 خبراء في العالم في مجال البردي العربي واليوناني والروماني، وكما يقول خبير التراث الدكتور خالد عزب -للجزيرة نت- فقد استطاع العبادي أن ينشر
ونشر "غوغل" على صفحته الأولى رسما للدكتور العبادي، وهو يحمل كتابا بين يديه وخلفه مكتبه وبجانبه معالم معمارية، منها هرم تخرج من قمته شعلة نار.
الدكتور مصطفى العبادي لم يكن مجرد أستاذ ومفكر، بقدر ما كان مؤرخا وفيلسوفا ومنظّرًا اجتماعيا، لما له من رؤى فكرية واجتماعية، أهمها أن يمزج الفكر بالواقع، ليكون العلم في خدمة المجتمع، ورغم قلة كتبه التي ألفها، فإنه أسّس مدرسة تجمع بين الفكر والدراسة، والفلسفة والواقع المعيش، ولهذا جاء كل تلاميذه انعكاسًا لفكره ومنهجه، وكانوا هم كتبه الحية التي تسعى على قدمين، وكانت مؤلفاته ثمرة تجربة وخبرة طويلة في دراسة التاريخ وبناء الإنسان على مدى 60 عاما.
درّس في عدد كبير من الجامعات العربية والأجنبية منذ حصل على رسالة الدكتوراه عام 1960، وأصبح من أعلام الحركة التاريخية بمصر والعالم، واكتسب شهرة ومكانة مرموقة في الدراسات الكلاسيكية التاريخية القديمة.
المكتبة القديمة وتحقيق الحلم المستحيل
اقترن اسم العبادي بمشروع مكتبة الإسكندرية القديمة، وعمل على إحيائها، وبعثها من مرقدها بعد أكثر من 1600 عام، منذ طرح الفكرة في محاضرة بنادي هيئة تدريس جامعة الإسكندرية في نوفمبر/تشرين الثاني 1972، وكتب بتكليف من اليونسكو كتاب "مكتبة الإسكندرية القديمة: سيرتها ومصيرها" الذي يعدّ وثيقة استشرافية لإحياء مكتبة الإسكندرية.
ولكونه مؤرخا معترفا به بفضل أعماله في حقل الحضارة اليونانية الرومانية، وبفضل إنجازاته في مجال البحث العلمي بخاصة دراسات البحر المتوسط التي جعلت منه مرجعا في حضارات الشرق وخبيرا في مجال العلاقات بين العالم العربي والغربي وما تميز به من عقلية منفتحة وأفق إنساني رحب وحرص على الحوار والدفاع عن التراث الإنساني في عالم مضطرب، فقد تمكن الدكتور مصطفى العبادي أستاذ التاريخ من إقناع صانعي القرار السياسي في مصر والعالم بضرورة إحياء مكتبة الإسكندرية، كما هيّأ الرأي العام العالمي لهذه الفكرة.
وعدّته جمعية البرديات الدولية واحدا من أشهر 10 خبراء في العالم في مجال البردي العربي واليوناني والروماني، وكما يقول خبير التراث الدكتور خالد عزب -للجزيرة نت- فقد استطاع العبادي أن ينشر
تعليق