Jehad Hasan
سنوات الضياع
------
كتب جهاد حسن من ألمانيا
نعيش في هذا الزمن ونصادف أشخاصًا كثرًا ونقترب منهم ونسمع قصصهم ومنها مايبكي القلب لقساوتها
وهنا أقف وأقول :
لماذا وصل بنا الحال لهذا الحال الصعب والذي يحز بالنفس نشاهد ونسمع وليس بمقدورنا أن نفعل أي شيء
فالبارحة اتصل معي صديق قديم كنا نعيش بنفس مدينة حلب وبدأ يسرد لي تفاصيل الحياة التي يعيشها الآن وصعوبة العيش والظروف الصعبة التي يمرون بها وأنا أسمعه بكل إنصات والحزن قد أصابني لسماعي كلامه الذي فيه معاناة صعبة وليس له معين سوى الله ووقفت محتارًا
ماذا يمكنني أن أفعل مع هذا الصديق وهناك أصدقاء كثيرون أعرفهم يعيشون بنفس الظرف الصعب
وهنا أطرح سؤالًا :
ماذنب هؤلاء الناس الذين كانوا يعيشون حياتهم العادية من دون طلب المساعدة من أي إنسان ولكن اليوم حالهم أصبح يرثى له تخيلو معي راتب الموظف بالشهر لايتجاوز 50 دولارًا فهل من المعقول في هذا الزمن الصعب أن تعيش عائلة بهذا المبلغ الزهيد آه كم هو صعب أن يصل الإنسان لهذه الدرجة من التعب والقلق وبنفس الوقت هناك من يصرف باليوم الواحد مايعادل مئة ألف دولار على نزواته غير المشروعة مفارقات كبيرة تحصل ولا أحد يدري بأحوال الناس
أمنيتي أن تستيقظ الضمائر النائمة وتشعر بمعاناة هؤلاء الناس الذين من حقهم أن يعيشوا من دون إذلال والحقيقة المؤكدة بهذه الحياة أننا كلنا سنموت يومًا ونترك خلفنا كل شيء
وأمنيتي أن يبحث كل شخص عن أحد بحاجة للمساعدة ويساعده ويقف معه بكل حب وتقدير
والحياة يومان يوم لك ويوم عليك وبالحب والتعاون فقط نصنع المعجزات
ولو بدأنا بالبحث عن هؤلاء الأشخاص وقدمنا لهم ما بوسعنا من المؤكد سنشعر بسعادة كبيرة لأننا حققنا السعادة لعائلة قد جار عليها الزمان
والله لا يذل عزيزًا هذه هي سنوات الضياع التي وصلت لها شعوب كثيرة بسبب الحروب التي تدور هنا وهناك ...