الرّاحل "صفّوح شغّالة".. محطّات من مسيرة الشّاعر الإنسان
حلب
ترك بصمته الأدبية والشعرية في أوساط الغناء والطرب الحلبي والسوري، وطافت كلمات شعره في أرجاء المحيط العربي، وتسابق العديد من المطربين المحليين لغناء ما كتبه، واستقى العديد من مفردات كلماته الشعرية من حياته الحلبية، وبرع في استخدام وتوصيف أشعاره بأسلوب جميل وقريب من القلب وسهل الحفظ والترداد، إنه الشاعر الغنائي الحلبي "صفوح شغالة" الذي رحل قبل أيام عن عمر ستة وستين عاماً، بعد مسيرة تحدى فيها مرضه وبقي ملازماً لكتابة أجمل الكلام والمعاني.
حلبيّ الهوى
نشأ الشاعر الغنائي "صفوح شغالة" في أحياء "الأنصاري والجميلة وسيف الدولة والمشارقة وصلاح الدين"، لأسرة فقيرة سكنت بالإيجار، عمل في بداياته بائعاً للخضروات وفي أعمال البناء، ومنذ صغره كان مولعاً بحب المطالعة وقراءة الشعر العربي للمتنبي وسيف الدولة وأبي تمام والأدباء العالميين، وكانت لديه مكتبة واسعة، وبعد نجاحه في الصف الحادي عشر عام 1974 لحق بوالده "عمر" إلى "مصر"، وهناك نال الشهادة الثانوية، عاد بعدها إلى "حلب" والتحق بخدمة العلم، وعاد للسفر مرة أخرى إلى "مصر"، وهناك بدأ بكتابة أشعاره الخاصة به.
بداية مشواره الاحترافي كانت بكتابة الشعر الغنائي، كان ذلك عام 1986، وكتب أشعاره الغنائية باللهجات الأربع وهي (العامية والمصرية والبدوية والبيضاء)، وأول من غنى له من أشعاره المطرب الحلبي "سمير جركس"، ومن أهمها "جرح الهوى يا يوم" و"يا عين لا تجوري علي" و"ما عدت أنا أهواك".
الراحل صفوح شغالة شاعر الخمسمئة أغنية.
وبمجرد تلحين وانتشار وتوزيع هذه الأغاني، لاقت الشهرة الواسعة والصدى في الأوساط الفنية، حيث سلطت الضوء على شاعر حلبي مبدع ينهل من بحر، وكانت الخطوة الثانية التي زادت في شهرته، تعاونه الناجح مع الفنان "شادي جميل" بعدة أغانٍ مميزة، ومن أهمها "قومو لنرقص عربية" و"طول البنية" و"انسى غرامك راح"، وغنى ولحن من أشعاره المطرب "نهاد نجار" مثل "آهين من لي انكتب" و"ما عاتبك"، وكذلك غنى المطربان "صفوان العابد وفؤاد ماهر" من أشعاره، كما غنى له الممثل "محمد خير الجراح" عدة أغانٍ فكاهية شعبية عن الأكلات والعادات الحلبية، ومن أشهرها الأغنية ذائعة الصيت "محسوبك أصلو حلبي وربيان بحارة قديمة"، وقدم الراحل للمطرب "جورج وسوف" أغنيتين الأولى "طبيب جراح" والثانية "تخسر رهانك"، إضافة إلى أغنية وطنية مؤخراً.
أغانٍ عربيّة
استقر الراحل في بداية التسعينيات في "لبنان" لفترة طويلة، وقدم أشعاره وكلماته للمطربين والمطربات أمثال "نوال الزغبي" و"نجوى كرم" و"عاصي حلاني" و"ميريام فارس" و"وائل كفوري" و"أليسا" والراحل "جورج الراسي" و"فلة" و"سيرين عبد النور" و"ديانا حداد"، وتعاون مع الملحن "جورج مارديروسيان"، والملحن المصري "شاكر الموجي"، وكذلك الملحن "الجزائري "نوبلي فاضل"، و"خالد حيدر" وأخيراً قدم أغنية وطنية للمطرب المصري "هاني شاكر"، وللمطربة "شهد برمدا".
بعضا" من أصدقاء الراحل "صفوح شغالة".
في سجله أكثر من ألف وثمانمئة قصيدة شعرية تم غناء ما يقرب من خمسمئة منها، وغنى من أشعاره مئتان وأربعون مطرباً محلياً وعربياً.
كريم ومُتسامح
يقول ابنه المهندس "أنس شغالة" لـ"المدونة": «أحب والدي مدينة "حلب" كثيراً بشوارعها وقلعتها وأسواقها وناسها وتقاليدها وعاداتها، وترجم هذا الحب بأشعاره التي تم غناؤها، وحتى تلك التي لم تغنَ، وكتب الكثير من القصائد الوطنية لـ"سورية"، ورغم المرض الذي داهمه بالسنوات الأخيرة، لكنه لم يتوقف عن الكتابة والعطاء، كان عطوفاً وحنوناً ومحبوباً ومحباً لأفراد عائلته وأحفاده وجيرانه، وظل وفياً لأصدقاء طفولته وشبابه ومن عمل معهم، وكان كلما جاء إلى "حلب" يزور صديق طفولته "أبو علي"، وكذلك يطمئن على صحة زميله الفنان "ماجد عقاد" ويسردا معاً ذكريات الماضي الجميلة التي لا تنسى».
قلعة حلب التي أحبها الراحل صفوح وكتب فيها أجمل أشعاره الغنائية.
ويضيف "أنس": «تعامل والدي بصدق وإخلاص مع جميع المطربين والمطربات والملحنين وزملائه الشعراء، كان محباً لأبعد الحدود لمسيرة المطرب الراحل "صباح فخري" و"حسن الحفار" و"صبري مدلل" و"محمد خيري" و"ميادة الحناوي" والأديب الشاعر "محمد قجة"، ومستمعاً للمطربين الحلبيين الشعبيين الراحلين، وحافظاً لما قدموه من غناء حلبي وتراثي، ولم يكن ليهتم بالجانب المادي إطلاقاً لقاء تقديم أشعاره الغنائية لمن يرغب من المطربين، بل كان كريماً مسامحاً».
ثرثرات حلبيّة
دأب الراحل على نشر سيرة حياته العامة والأدبية والشعرية منذ الطفولة حتى سنواته الأخيرة، في عدة فيديوهات على صفحته الخاصة بالتواصل الاجتماعي، وبست عشرة حلقة أخرى مع صديق عمره الأديب "عبد الكريم بيبي"، حيث قاما باستضافة الأدباء والمفكرين والشعراء والرياضيين والأطباء الحلبيين، وقدماها بأسلوب جميل ورشيق متحدثين عن العادات والتقاليد والأطعمة والأعراس والحمامات والأسواق الحلبية، وتوقف تسجيل باقي الحلقات بسبب المرض السريع الذي داهمه.
يقول الأديب "محمد قجة": «هو الابن البار لمدينة "حلب" كتب الزجل والقصيدة الكلاسيكية والغنائية، تفوق على أقرانه كثيراً لأنه امتلك النبوغ والثقافة والعبقرية والمعرفة، وصلت أشعاره الرقيقة إلى كبار المطربين والملحنين المحليين والعرب، واعتز كثيراً بصداقته، فقد غادرنا مبكراً في أوج نضوجه وعطائه الفكري والثقافي، وهو كان وراء اختيار قصيدتي "اليعرب الحلبي" التي غناها المطرب "فارس الأحمر"».
بدوره يقول المطرب "سمير جركس": «رحم الله الشاعر الغنائي "صفوح".. هو صديق عمري منذ الثمانينيات، كان تواصلنا دائماً لم ينقطع، وأفخر بكل اعتزاز أنني كنت أول من غنى له "جرح الهوى" و"تسلميلي يا حلب" و"يا عين لاتجوري علي"، وأخذت من أشعاره عشرين قصيدة مغناة بصوتي.. باختصار هو جزء مهم من تراث وأحياء وقلعة مدينة "حلب" التي أحبها وقال فيها أشعاره الخالدة، وعزاؤنا ما تركه من إرث ثقافي كبير لا يضيع ولا ينسى».
شريك النجاح
المطرب "شادي جميل" يتحدث عن ذكرياته مع المطرب الراحل ويقول: «معرفتي بالراحل "صفوح" كانت قبل ثلاثين عاماً حيث بدأت بمواويل سبعاوية، وعندما أنتجت شركة "آسيا" كاسيت لي، كان للراحل فيه أكثر من أغنية من كلماته مثل "طول البنية" و"قوموا لنرقص عربية"، والنقلة الكبيرة والموفقة كانت بيننا بأغنية "انسى غرامك راح" من كلماته وألحان "جورج مارديروسيان"، ولي الفخر بأنني عرفتهم على بعض في "لبنان"، وغنيت من كلماته "شهبا وش عملوا فيكِ"، و"مجدك يا قلعة حلب"، وهناك كم كبير من التعاون الفني الناجح بيننا، وفي آخر تواصل بيننا قبل رحيله بأيام اتفقنا على أغنية من كلماته تقول "عين بتدمع فرح وعين بتدمع حزن".. كان رحمه الله مخلصاً ونقياً ومن أعز أصدقائي حزنت كثيراً على رحيله، ولكنها مشيئة الله».
أما المطرب والملحن "نهاد نجار" فقد وصف الراحل بشريك النجاح من خلال الأعمال المميزة التي قدماها معاً بأغانٍ حلبية خالصة مثل "آهين من لي أنكتب"، "ما عاتبك"، "الأكلات الحلبية"، "بكرى الشتوية عا الباب بدنا مونة يا حباب"، "معصب من شو"، "محسوبك أصلو حلبي"، و"ألبوم أوبريت نجوم حلب"، وتواعدنا على تقديم أغنية من كلماته تقول "ما بينشبع منك ياحلب"، رحمه الله كان بارعاً ومبدعاً في أشعاره السهلة والممتعة».
أعمال قادمة
الملحن "عمار حمدية" يقول: «تعرفت على الشاعر الراحل "صفوح" في منتصف التسعينيات بحضور الفنان "سمير جركس"، وطلب أن أُسمعه شيئاً من ألحاني وأعجب بما سمعه، وطلب مني بوقتها وبسرعة وضع لازمة موسيقية ارتجالية لأغنية للمطربة الجزائرية "فلة"، واستمر التعاون بيننا بكل الود والاحترام، وهناك مشروع قادم لي بتلحين ستة عشر أغنية من أشعاره، رحم الله الشاعر المبدع "صفوح شغالة" فقد كان مبدعاً ومعطاءً».
تبقى الإشارة إلى أن الشاعر الراحل "صفوح شغالة" ولد بمدينة "حلب" بتاريخ الثالث من شهر آذار لعام 1956، وتوفي في "حلب" بتاريخ الثالث عشر من شهر كانون الأول لعام 2022.
تم إجراء حوارات المادة بتاريخ العشرين والواحد والعشرين من شهر كانون الأول لعام 2022، وبالاتصال مع شهادات الضيوف من مدينة "حلب" ودول " كندا" و"اليونان" و"اسطنبول".
- 28 كانون الأوّل 2022
حلب
ترك بصمته الأدبية والشعرية في أوساط الغناء والطرب الحلبي والسوري، وطافت كلمات شعره في أرجاء المحيط العربي، وتسابق العديد من المطربين المحليين لغناء ما كتبه، واستقى العديد من مفردات كلماته الشعرية من حياته الحلبية، وبرع في استخدام وتوصيف أشعاره بأسلوب جميل وقريب من القلب وسهل الحفظ والترداد، إنه الشاعر الغنائي الحلبي "صفوح شغالة" الذي رحل قبل أيام عن عمر ستة وستين عاماً، بعد مسيرة تحدى فيها مرضه وبقي ملازماً لكتابة أجمل الكلام والمعاني.
حلبيّ الهوى
نشأ الشاعر الغنائي "صفوح شغالة" في أحياء "الأنصاري والجميلة وسيف الدولة والمشارقة وصلاح الدين"، لأسرة فقيرة سكنت بالإيجار، عمل في بداياته بائعاً للخضروات وفي أعمال البناء، ومنذ صغره كان مولعاً بحب المطالعة وقراءة الشعر العربي للمتنبي وسيف الدولة وأبي تمام والأدباء العالميين، وكانت لديه مكتبة واسعة، وبعد نجاحه في الصف الحادي عشر عام 1974 لحق بوالده "عمر" إلى "مصر"، وهناك نال الشهادة الثانوية، عاد بعدها إلى "حلب" والتحق بخدمة العلم، وعاد للسفر مرة أخرى إلى "مصر"، وهناك بدأ بكتابة أشعاره الخاصة به.
هو الابن البار لمدينة "حلب" كتب الزجل والقصيدة الكلاسيكية والغنائية، تفوق على أقرانه كثيراً لأنه امتلك النبوغ والثقافة والعبقرية والمعرفة، وصلت أشعاره الرقيقة إلى كبار المطربين والملحنين المحليين والعرب، واعتز كثيراً بصداقته، فقد غادرنا مبكراً في أوج نضوجه وعطائه الفكري والثقافي، وهو كان وراء اختيار قصيدتي "اليعرب الحلبي" التي غناها المطرب "فارس الأحمر"
بداية مشواره الاحترافي كانت بكتابة الشعر الغنائي، كان ذلك عام 1986، وكتب أشعاره الغنائية باللهجات الأربع وهي (العامية والمصرية والبدوية والبيضاء)، وأول من غنى له من أشعاره المطرب الحلبي "سمير جركس"، ومن أهمها "جرح الهوى يا يوم" و"يا عين لا تجوري علي" و"ما عدت أنا أهواك".
الراحل صفوح شغالة شاعر الخمسمئة أغنية.
وبمجرد تلحين وانتشار وتوزيع هذه الأغاني، لاقت الشهرة الواسعة والصدى في الأوساط الفنية، حيث سلطت الضوء على شاعر حلبي مبدع ينهل من بحر، وكانت الخطوة الثانية التي زادت في شهرته، تعاونه الناجح مع الفنان "شادي جميل" بعدة أغانٍ مميزة، ومن أهمها "قومو لنرقص عربية" و"طول البنية" و"انسى غرامك راح"، وغنى ولحن من أشعاره المطرب "نهاد نجار" مثل "آهين من لي انكتب" و"ما عاتبك"، وكذلك غنى المطربان "صفوان العابد وفؤاد ماهر" من أشعاره، كما غنى له الممثل "محمد خير الجراح" عدة أغانٍ فكاهية شعبية عن الأكلات والعادات الحلبية، ومن أشهرها الأغنية ذائعة الصيت "محسوبك أصلو حلبي وربيان بحارة قديمة"، وقدم الراحل للمطرب "جورج وسوف" أغنيتين الأولى "طبيب جراح" والثانية "تخسر رهانك"، إضافة إلى أغنية وطنية مؤخراً.
أغانٍ عربيّة
استقر الراحل في بداية التسعينيات في "لبنان" لفترة طويلة، وقدم أشعاره وكلماته للمطربين والمطربات أمثال "نوال الزغبي" و"نجوى كرم" و"عاصي حلاني" و"ميريام فارس" و"وائل كفوري" و"أليسا" والراحل "جورج الراسي" و"فلة" و"سيرين عبد النور" و"ديانا حداد"، وتعاون مع الملحن "جورج مارديروسيان"، والملحن المصري "شاكر الموجي"، وكذلك الملحن "الجزائري "نوبلي فاضل"، و"خالد حيدر" وأخيراً قدم أغنية وطنية للمطرب المصري "هاني شاكر"، وللمطربة "شهد برمدا".
بعضا" من أصدقاء الراحل "صفوح شغالة".
في سجله أكثر من ألف وثمانمئة قصيدة شعرية تم غناء ما يقرب من خمسمئة منها، وغنى من أشعاره مئتان وأربعون مطرباً محلياً وعربياً.
كريم ومُتسامح
يقول ابنه المهندس "أنس شغالة" لـ"المدونة": «أحب والدي مدينة "حلب" كثيراً بشوارعها وقلعتها وأسواقها وناسها وتقاليدها وعاداتها، وترجم هذا الحب بأشعاره التي تم غناؤها، وحتى تلك التي لم تغنَ، وكتب الكثير من القصائد الوطنية لـ"سورية"، ورغم المرض الذي داهمه بالسنوات الأخيرة، لكنه لم يتوقف عن الكتابة والعطاء، كان عطوفاً وحنوناً ومحبوباً ومحباً لأفراد عائلته وأحفاده وجيرانه، وظل وفياً لأصدقاء طفولته وشبابه ومن عمل معهم، وكان كلما جاء إلى "حلب" يزور صديق طفولته "أبو علي"، وكذلك يطمئن على صحة زميله الفنان "ماجد عقاد" ويسردا معاً ذكريات الماضي الجميلة التي لا تنسى».
قلعة حلب التي أحبها الراحل صفوح وكتب فيها أجمل أشعاره الغنائية.
ويضيف "أنس": «تعامل والدي بصدق وإخلاص مع جميع المطربين والمطربات والملحنين وزملائه الشعراء، كان محباً لأبعد الحدود لمسيرة المطرب الراحل "صباح فخري" و"حسن الحفار" و"صبري مدلل" و"محمد خيري" و"ميادة الحناوي" والأديب الشاعر "محمد قجة"، ومستمعاً للمطربين الحلبيين الشعبيين الراحلين، وحافظاً لما قدموه من غناء حلبي وتراثي، ولم يكن ليهتم بالجانب المادي إطلاقاً لقاء تقديم أشعاره الغنائية لمن يرغب من المطربين، بل كان كريماً مسامحاً».
ثرثرات حلبيّة
دأب الراحل على نشر سيرة حياته العامة والأدبية والشعرية منذ الطفولة حتى سنواته الأخيرة، في عدة فيديوهات على صفحته الخاصة بالتواصل الاجتماعي، وبست عشرة حلقة أخرى مع صديق عمره الأديب "عبد الكريم بيبي"، حيث قاما باستضافة الأدباء والمفكرين والشعراء والرياضيين والأطباء الحلبيين، وقدماها بأسلوب جميل ورشيق متحدثين عن العادات والتقاليد والأطعمة والأعراس والحمامات والأسواق الحلبية، وتوقف تسجيل باقي الحلقات بسبب المرض السريع الذي داهمه.
يقول الأديب "محمد قجة": «هو الابن البار لمدينة "حلب" كتب الزجل والقصيدة الكلاسيكية والغنائية، تفوق على أقرانه كثيراً لأنه امتلك النبوغ والثقافة والعبقرية والمعرفة، وصلت أشعاره الرقيقة إلى كبار المطربين والملحنين المحليين والعرب، واعتز كثيراً بصداقته، فقد غادرنا مبكراً في أوج نضوجه وعطائه الفكري والثقافي، وهو كان وراء اختيار قصيدتي "اليعرب الحلبي" التي غناها المطرب "فارس الأحمر"».
بدوره يقول المطرب "سمير جركس": «رحم الله الشاعر الغنائي "صفوح".. هو صديق عمري منذ الثمانينيات، كان تواصلنا دائماً لم ينقطع، وأفخر بكل اعتزاز أنني كنت أول من غنى له "جرح الهوى" و"تسلميلي يا حلب" و"يا عين لاتجوري علي"، وأخذت من أشعاره عشرين قصيدة مغناة بصوتي.. باختصار هو جزء مهم من تراث وأحياء وقلعة مدينة "حلب" التي أحبها وقال فيها أشعاره الخالدة، وعزاؤنا ما تركه من إرث ثقافي كبير لا يضيع ولا ينسى».
شريك النجاح
المطرب "شادي جميل" يتحدث عن ذكرياته مع المطرب الراحل ويقول: «معرفتي بالراحل "صفوح" كانت قبل ثلاثين عاماً حيث بدأت بمواويل سبعاوية، وعندما أنتجت شركة "آسيا" كاسيت لي، كان للراحل فيه أكثر من أغنية من كلماته مثل "طول البنية" و"قوموا لنرقص عربية"، والنقلة الكبيرة والموفقة كانت بيننا بأغنية "انسى غرامك راح" من كلماته وألحان "جورج مارديروسيان"، ولي الفخر بأنني عرفتهم على بعض في "لبنان"، وغنيت من كلماته "شهبا وش عملوا فيكِ"، و"مجدك يا قلعة حلب"، وهناك كم كبير من التعاون الفني الناجح بيننا، وفي آخر تواصل بيننا قبل رحيله بأيام اتفقنا على أغنية من كلماته تقول "عين بتدمع فرح وعين بتدمع حزن".. كان رحمه الله مخلصاً ونقياً ومن أعز أصدقائي حزنت كثيراً على رحيله، ولكنها مشيئة الله».
أما المطرب والملحن "نهاد نجار" فقد وصف الراحل بشريك النجاح من خلال الأعمال المميزة التي قدماها معاً بأغانٍ حلبية خالصة مثل "آهين من لي أنكتب"، "ما عاتبك"، "الأكلات الحلبية"، "بكرى الشتوية عا الباب بدنا مونة يا حباب"، "معصب من شو"، "محسوبك أصلو حلبي"، و"ألبوم أوبريت نجوم حلب"، وتواعدنا على تقديم أغنية من كلماته تقول "ما بينشبع منك ياحلب"، رحمه الله كان بارعاً ومبدعاً في أشعاره السهلة والممتعة».
أعمال قادمة
الملحن "عمار حمدية" يقول: «تعرفت على الشاعر الراحل "صفوح" في منتصف التسعينيات بحضور الفنان "سمير جركس"، وطلب أن أُسمعه شيئاً من ألحاني وأعجب بما سمعه، وطلب مني بوقتها وبسرعة وضع لازمة موسيقية ارتجالية لأغنية للمطربة الجزائرية "فلة"، واستمر التعاون بيننا بكل الود والاحترام، وهناك مشروع قادم لي بتلحين ستة عشر أغنية من أشعاره، رحم الله الشاعر المبدع "صفوح شغالة" فقد كان مبدعاً ومعطاءً».
تبقى الإشارة إلى أن الشاعر الراحل "صفوح شغالة" ولد بمدينة "حلب" بتاريخ الثالث من شهر آذار لعام 1956، وتوفي في "حلب" بتاريخ الثالث عشر من شهر كانون الأول لعام 2022.
تم إجراء حوارات المادة بتاريخ العشرين والواحد والعشرين من شهر كانون الأول لعام 2022، وبالاتصال مع شهادات الضيوف من مدينة "حلب" ودول " كندا" و"اليونان" و"اسطنبول".