صدقي الشيخ
يعتبر البعض أن البكاء رمز لضعف الشخصية أو دليل على نقص في الفحولة، أو ربما مشهداً من مشاهد الشخصية الطفولية. و تلك بالطبع لا تتجاوز مجرد أفكار مغلوطة عن حقيقة البكاء.
يمكن تعريف البكاء بكونه ظاهرة جسدية ونفسية على حد السواء حيث يمكن أن تؤدي أي عاطفة تقريبًا إلى البكاء عن طريق تنشيط الجهاز العصبي الودي أو السمبثاوي” “Sympathetic nervous system”. هذا الجهاز يعمل على تشكيل الدموع في الغدة الدمعية بطريقة تفاعلية مع العاطفة، تسبب أحاسيس الراحة والاسترخاء عند ذرفها.
البكاء لا يقتصر فقط على ذرف الدموع، بل له دور في ترطيب العيون وتغذية القرنية، وهو مفيد جدًا في كل غريزة بقاء مثل الجوع أو الخوف أو التعرض للعدوان. لا فرق بين دموع الحزن ودموع الفرح. في كلتا الحالتين ، بغض النظر عن المشاعر ، تساعد الدموع الشخص على استعادة التوازن النفسي.
كما أن للبكاء فوائد عديدة منها الإخلاء الجسدي للعواطف السلبية و الضارة حيث أن البكاء يساهم في التعبير عن العواطف القوية السلبية التي لم يجد لها الفرد كيفية التعبير عليها بالكلمات.
كما أن البكاء يساهم في انخفاض منسوب القلق والتوتر. و يعتبر البكاء العاطفي وسيلة لتسهيل التكيف والتعافي ، خاصة من خلال التغيرات الفسيولوجية التي تحدث خلال فترة البكاء. حيث اثبتت دراسة اعدها شارمان و مجموعة من الباحثين سنة 2020, أن معدل ضربات القلب يتباطأ قبل البكاء مباشرة، مع العودة إلى خط الأساس خلال فترة البكاء الأولى