اللباس التقليدي في لبنان
لعلنا لا نستطيع الفصل بين مختلف الشعوب والأمم والعصور لولا ذلك التراث الذي يوشم كل أمة ويميزها عن الأخرى· وربما تحمل كلمة تراث في طياتها الكثير من المعاني· فهي تجمع كل مناحي الحياة وتطورها لأمة ما، من الملابس وطرازها ونوعها وشكلها، الى الأكل وطعمه ونوعه وطريقة طهيه، وهكذا· لا يمكن ان نعدد كل ما يمكن أن تحمله كلمة تراث من معانٍ وذكريات تجسدت بشكل جلي في حفل الاستقبال الذي اقامته القنصل اللبناني العام دونا الترك بمناسبة عيد استقلال الجمهورية اللبنانية· تاريخ لبنان من القرن السادس عشر حتى اليوم كان موجوداً عبر عرض للأزياء السائدة في تلك الحقبة من الزمن·
عبر العرض الغني كان بالإمكان تخيل الحياة التي عاشها اللبنانيون بمختلف طبقاتهم، في القرون الأربعة الماضية·عرض الأزياء اللبنانية التراثية قدمته السيدة سامية صعب الخبيرة بشؤون التراث وخاصة الأزياء التقليدية، والتي أكدت لدنيا-الاتحاد انها قضت حياتها وهي تدرس تاريخ لبنان، واستفادت كثيراً من المستشرقين لتصل في النهاية للتصاميم الدقيقة التي قدمتها والتي تعبر وتؤكد على التراث اللبناني عبر أنواع الأقمشة وألوانها وأشكالها·
الزي··· هوية
تقول السيدة صعب ان الأزياء اللبنانية لم تتبلور أو تأخذ اسلوباً معيناً، إلا في مطلع القرن السادس عشر، حيث بدأ يتبدى من خلال الأزياء وأشكالها الفروقات الاجتماعية في الامارة اللبنانيةالمقسمة طبقياً الى نبلاء وخيالة وفلاحين· وقد كان الزي اللبناني قبل ذلك عبارة عن مزيج من أزياء متعددة الهوية تشمل التركية والعثمانية والسورية، ولم يكن هناك زي موحد له سمة مشتركة لأبناء الطبقة الواحدة أو البلد الواحد· إلا أن بداية القرن السادس عشر شهدت تبلوراً في الزي اللبناني الجبلي الذي تميز بالجزمة الجلدية والقميص الأنيق وغطاء للرأس سمي بـاللبادة، وهو غطاء مروس يرتديه الرجال·
وكان هذا اللباس لعامة الشعب والعسكر· إلا أن الطبقة الحاكمة ابتدعت زياً أنيقاً خاصاً بها عرف بـالجبة، ومن هنا بدأت صنعة تصميم الأزياء في لبنان، والتي تطورت لتجعل من الزي اللبناني في نهاية هذا القرن زياً موحداً معمماً في كافة أنحاء الامارة اللبنانية آنذاك، ومؤلفاً من (الشروال والكبرات والعباءة والقميص والجبة) يكمله غطاء الرأس (اللبادة والطنطور) وأقراص الصدر والكمر والمنديل·
ولعل بداية القرن السابع عشر شهدت تقسيماً للزي اللبناني حسب المناطق والطبقات· فانتشر الزي الشعبي في الجنوب، حيث ارتدت النساء الفستان القطني المزركش الطويل ذي الخصر العالي، ولبست تحته سروالاً، أما الرأس فمتشح دائماً بالغطاء الأسود· أما الرجال فكانوا يلبسون الأبيض المزين بالحزام المزركش والجبة المقلمة·
اما الزي الجبلي فتألف من سروال وقميص من القطن الأزرق أو الأبيض بأكمام واسعة، ويرتدي الجبلي فوقهما جبة طويلة مفتوحة من الأمام· ولم يكن الزي النسائي يختلف عن الزي الرجالي من ناحية التكوين· فسروال النساء يحمل تكسيرات كثيرة والقميص مصنوع من الحرير الناعم المقلم والمطرز والذي له أكمام طويلة، وأيضاً ترتدي النساء فوق هذا اللباس (جبة) مصنوعة من الكتان أو الحرير تسمى (الكبرات)·
تمييز الطبقات
وتستطرد السيدة صعب شارحة: تشابه زي القرن الثامن عشر مع القرن الذي سبقه، إلا أن نوع الزي وشكله بدأ يميز بين طبقة واخرى وبين النساء والرجال، بشكل واضح لاسيما في لباس الرأس الذي يدل على الحالة الاجتماعية بين وجهاء القوم وعامة الشعب وبين الريفيات أو الأميرات·
كما بدأ تأثير الألوان في هذا القرن يتجلى اكثر، حيث انتشر الأسود والليلكي والأخضر والأبيض· أما في بيروت فقد لبس الرجال (الجبة) التي اصبحت (قنبازاً) في القرن التاسع عشر مع السروال الذي مازال موجوداً حتى أيامنا هذه، يزين هذا اللباس بكم ولفة على الرأس·
كما تحول (الكبران) إلى سترة (جاكيت)، وبدأت بيروت حينذاك تضج بكثير من الجنسيات، وبالتالي تأثر الزي اللبناني بالآتي من الخارج، وبدأت تدخل إليه تصاميم جديدة بعضها تركي، وبعضها أوروبي، فدخل البنطال ثم البدلة الرسمية السوداء التي ارتداها الباشاوات· ومع بداية القرن العشرين بدأت التصاميم الأجنبية تنتشر لتكون اكثر شيوعاً بين الناس في لبنان كما في كافة البلدان العربية، وبدأ الزي اللبناني يتقلص، مع انه مازال يلبس في بعض المناطق الجبلية والجنوبية والبقاعية· يرتديه اللبنانيون في بعض مناسباتهم الخاصة بالأفراح، تأكيداً منهم على ان الزي هو أحد المظاهر الاجتماعية المتصلة بهويتهم وشخصيتهم·
لعلنا لا نستطيع الفصل بين مختلف الشعوب والأمم والعصور لولا ذلك التراث الذي يوشم كل أمة ويميزها عن الأخرى· وربما تحمل كلمة تراث في طياتها الكثير من المعاني· فهي تجمع كل مناحي الحياة وتطورها لأمة ما، من الملابس وطرازها ونوعها وشكلها، الى الأكل وطعمه ونوعه وطريقة طهيه، وهكذا· لا يمكن ان نعدد كل ما يمكن أن تحمله كلمة تراث من معانٍ وذكريات تجسدت بشكل جلي في حفل الاستقبال الذي اقامته القنصل اللبناني العام دونا الترك بمناسبة عيد استقلال الجمهورية اللبنانية· تاريخ لبنان من القرن السادس عشر حتى اليوم كان موجوداً عبر عرض للأزياء السائدة في تلك الحقبة من الزمن·
عبر العرض الغني كان بالإمكان تخيل الحياة التي عاشها اللبنانيون بمختلف طبقاتهم، في القرون الأربعة الماضية·عرض الأزياء اللبنانية التراثية قدمته السيدة سامية صعب الخبيرة بشؤون التراث وخاصة الأزياء التقليدية، والتي أكدت لدنيا-الاتحاد انها قضت حياتها وهي تدرس تاريخ لبنان، واستفادت كثيراً من المستشرقين لتصل في النهاية للتصاميم الدقيقة التي قدمتها والتي تعبر وتؤكد على التراث اللبناني عبر أنواع الأقمشة وألوانها وأشكالها·
الزي··· هوية
تقول السيدة صعب ان الأزياء اللبنانية لم تتبلور أو تأخذ اسلوباً معيناً، إلا في مطلع القرن السادس عشر، حيث بدأ يتبدى من خلال الأزياء وأشكالها الفروقات الاجتماعية في الامارة اللبنانيةالمقسمة طبقياً الى نبلاء وخيالة وفلاحين· وقد كان الزي اللبناني قبل ذلك عبارة عن مزيج من أزياء متعددة الهوية تشمل التركية والعثمانية والسورية، ولم يكن هناك زي موحد له سمة مشتركة لأبناء الطبقة الواحدة أو البلد الواحد· إلا أن بداية القرن السادس عشر شهدت تبلوراً في الزي اللبناني الجبلي الذي تميز بالجزمة الجلدية والقميص الأنيق وغطاء للرأس سمي بـاللبادة، وهو غطاء مروس يرتديه الرجال·
وكان هذا اللباس لعامة الشعب والعسكر· إلا أن الطبقة الحاكمة ابتدعت زياً أنيقاً خاصاً بها عرف بـالجبة، ومن هنا بدأت صنعة تصميم الأزياء في لبنان، والتي تطورت لتجعل من الزي اللبناني في نهاية هذا القرن زياً موحداً معمماً في كافة أنحاء الامارة اللبنانية آنذاك، ومؤلفاً من (الشروال والكبرات والعباءة والقميص والجبة) يكمله غطاء الرأس (اللبادة والطنطور) وأقراص الصدر والكمر والمنديل·
ولعل بداية القرن السابع عشر شهدت تقسيماً للزي اللبناني حسب المناطق والطبقات· فانتشر الزي الشعبي في الجنوب، حيث ارتدت النساء الفستان القطني المزركش الطويل ذي الخصر العالي، ولبست تحته سروالاً، أما الرأس فمتشح دائماً بالغطاء الأسود· أما الرجال فكانوا يلبسون الأبيض المزين بالحزام المزركش والجبة المقلمة·
اما الزي الجبلي فتألف من سروال وقميص من القطن الأزرق أو الأبيض بأكمام واسعة، ويرتدي الجبلي فوقهما جبة طويلة مفتوحة من الأمام· ولم يكن الزي النسائي يختلف عن الزي الرجالي من ناحية التكوين· فسروال النساء يحمل تكسيرات كثيرة والقميص مصنوع من الحرير الناعم المقلم والمطرز والذي له أكمام طويلة، وأيضاً ترتدي النساء فوق هذا اللباس (جبة) مصنوعة من الكتان أو الحرير تسمى (الكبرات)·
تمييز الطبقات
وتستطرد السيدة صعب شارحة: تشابه زي القرن الثامن عشر مع القرن الذي سبقه، إلا أن نوع الزي وشكله بدأ يميز بين طبقة واخرى وبين النساء والرجال، بشكل واضح لاسيما في لباس الرأس الذي يدل على الحالة الاجتماعية بين وجهاء القوم وعامة الشعب وبين الريفيات أو الأميرات·
كما بدأ تأثير الألوان في هذا القرن يتجلى اكثر، حيث انتشر الأسود والليلكي والأخضر والأبيض· أما في بيروت فقد لبس الرجال (الجبة) التي اصبحت (قنبازاً) في القرن التاسع عشر مع السروال الذي مازال موجوداً حتى أيامنا هذه، يزين هذا اللباس بكم ولفة على الرأس·
كما تحول (الكبران) إلى سترة (جاكيت)، وبدأت بيروت حينذاك تضج بكثير من الجنسيات، وبالتالي تأثر الزي اللبناني بالآتي من الخارج، وبدأت تدخل إليه تصاميم جديدة بعضها تركي، وبعضها أوروبي، فدخل البنطال ثم البدلة الرسمية السوداء التي ارتداها الباشاوات· ومع بداية القرن العشرين بدأت التصاميم الأجنبية تنتشر لتكون اكثر شيوعاً بين الناس في لبنان كما في كافة البلدان العربية، وبدأ الزي اللبناني يتقلص، مع انه مازال يلبس في بعض المناطق الجبلية والجنوبية والبقاعية· يرتديه اللبنانيون في بعض مناسباتهم الخاصة بالأفراح، تأكيداً منهم على ان الزي هو أحد المظاهر الاجتماعية المتصلة بهويتهم وشخصيتهم·
تعليق