تاريخ تعريب الجيش- بواسطة: مؤمن منصور فنون - ١٠ فبراير ٢٠١٩
تاريخ تعريب الجيش:
اتَّخَذ المغفورُ له بإذن الله جلالةُ الملك الحسين بن طلال القرارَ التاريخيَّ بشأن تعريب قيادة الجيش العربيّ في الأوّل من شهر آذار/مارس من عام ألف وتسعمئة وستّة وخمسين؛ حيث أمرَ بالتخلِّي عن الوجود البريطانيّ في الجيش، والمُمثَّلِ بوجود الضبّاط الإنجليز، وعلى رأسهم قائدُ الجيش جون غلوب، كما أمرَ بإلغاء الاتِّفاقية الأردنيّة البريطانيّة في عام ألف وتسعمئة وسبعة وخمسين؛ وذلك بهدف استكمال تحقيق السيادة الوطنيّة الأردنيّة عسكريّاً.[١]
دوافع تعريب الجيش:
اتَّخذ جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال قرار تعريب قيادة الجيش العربيّ؛ للعديد من الدوافع، والأسباب التي من أبرزها:[٢]
ضرورة رَسْم بداية جديدة، ومرحلة مفصليّة في تاريخ القُوّات المُسلَّحة الأردنيّة. إيمان الملك الحسين بأنّ الجيش هو أساس الدولة، وجوهر قُوّتها الرئيسيّ.
إتاحة الفرصة للجيش العربيّ؛ حتى يُؤدّي المَهمّة الوطنيّة السامية، والقوميّة التي وُجِد؛ بهدف تحقيقها.
إعطاء أبناء الوطن المُخلصين شرف قيادة هذا الجيش. زيادة ثقة الشعب الأردنيّ بنفسه، وترسيخ روح الكبرياء، والكرامة في أذهانهم.
تعزيز قناعة أبناء الوطن بمستقبل بلدهم، ودوره في الوطن العربيّ.
ومن الجدير بالذكر أنّ البريطانيّين كانوا يتجاهلون باستمرار طلب المغفور له الحسين في مَنح الضبّاط الأردنيّين الفرصة في الارتقاء إلى رُتَب عُليا، الأمر الذي جعل من هذا دافعاً آخر لإصدار القرار بتعريب الجيش.[٢]
تسلسل أحداث تعريب الجيش:
في الساعات الأولى من صباح التاسع والعشرين من شهر شباط/فبراير من عام ألف وتسعمئة وستّة وخمسين، وصلَ الملكُ الحسينُ بنُ طلال إلى الديوان الملكيّ، والتقى برئيس هيئة الأركان جون غلوب، وأوضحَ له عن رغبته في تعريب قيادة الجيش العربيّ الأردنيّ، فكان ردُّ غلوب في ذلك الوقت أنّ هذه الخطوةَ صعبة، وأنّ سلاح الهندسة في الجيش العربيّ غيرُ قادر على تحمُّل مسؤوليّة قيادة الجيش، إلّا أنّ الملكَ الحسين لم يقتنع بردّه، فأنهى المقابلةَ معه، وفي الساعة السادسة من اليوم نفسه، أمرَ الملكُ الحسينُ رئيسَ الديوان الملكيّ بإيصال تعليمات إلى رئيس الوزراء بشأن فَصلِ الدَّرَك، والشرطة عن الجيش العربيّ، أمّا في صباح اليوم التالي، فقد أمرَ الملكُ الحسينُ رئيسَ الديوان الملكيّ بعَقد جلسة لمجلس الوزراء، حيث أصدر من خلال هذه الجلسة القرارَ التاريخيَّ بشأن تعريب قيادة الجيش، وإخراج الفريق غلوب منه، وتعيين راضي حسن عناب برُتبة أمير لواء، وتكليفه بمنصب رئيس أركان الحرب في الجَيش العربيّ الأردنيّ.[٣]