الكورونا وتصورات التشكيلي السوري محمد قباوة التجدّد انبعاث الجماليات في فكرة الحياة
بشرى بن فاطمة
لم تكن مرحلة الكورونا بفراغاتها الممتلئة بالأفكار والتساؤلات بالمرحلة الهيّنة على الاستيعاب البصري والذهني في تفاعلات البقاء وتوافقات الاستمرار وفكرة التغيير من خلال الحجر وفكرة الانعزال والتحوّل من رؤى الانعتاق إلى فردانية الرؤى التي لا تنتظر توافقات الآخر في التلاحم التعبيري بل تتوجّس منه فهذا الواقع الذي استقبله سكان العالم بالكثير من التأمل وبرغبات مختلفة في التجدد معه والتماسك الخلاق القادر على أن يحمل في داخله انفعالات جديدة رغم كل الهواجس والمخاوف.
ولأن الفنان له حواسه التي تلتقط تفاصيل الواقع والأحداث وتتعايش معها بجماليات مختلفة القراءة والتعبير فإن الفنان التشكيلي السوري محمد قباوة اختار أن يترك بصمته الضجرة والمتأملة والمستمتعة والحالمة والمتفائلة رغم كل الصخب بأن القادم أجمل وأن الطبيعة قادرة على لملمة توازناتها وأن الانسان يستطيع أن يتماشى معها أبعد في العمق والتطوّر والتفاعل والاندفاع وتلك فلسفة البقاء والاستمرارية التي حاول بأسلوبه المتجدّد رسمها وابتكار مفاهيمياتها الجمالية.
يعتبر محمد قباوة فنانا مُطوّرا ومُعاصرا استطاع أن يستلهم من التراث العربي والإسلامي الكثير ويتجدّد معه بما يتناسب والواقع والأحداث فقد ولد بمدينة حلب سنة 1959 وحمل من بيئته الشامية تصورات تمشيه الفني الذي اختاره وأكمله في أكاديمية الفنون في بطرسبورغ رغم توجهه العلمي وقبوله في كلية الطب إلا أنه اختار التخصص في الفنون الجميلة، وهذا الاختصاص ساعده على تبصّر فكرة الانسان وتماهيها المادي والروحاني حيث تفاعل وهو يبحث عن منافذ التميّز ليصل إلى الفنون الإسلامية وفن المنمنات والخزفيات وهو ما ساعده على التميّز وهو ينهل من الإرث الحضاري ويتجدّد من خلال التفاعل في العمق والبحث الذي عرّف بالفنون الإسلامية وطوّعها لتكتسب خصوصيات الابتكار والتجدد الغربي الحداثي والتداخل المتوافق تعبيريا مع مفاهيم ما بعد الحداثة في الفنون.
كانت تجربته التعبيرية مع فن المنمنمات مفتاحا تصوّريا لعادات وتقاليد بيئته كما كانت أيضا نموذجا لسرد القصص بصريا وفق مفاهيمية حداثية حاولت تجريد الرؤى نحو التعبير عن الواقع في ملاحم الحكواتي وفي تفاصيل الحياة التي قد تبدو سرمدية، وهو ما دفع للاكتمال مع هذا المنفذ ليتماهى فيه وهو يواكب الأحداث التي وحّدت العالم على رؤى العزل والترقّب والانتظار بين اليأس والأمل وبين تناقضات الموت وأسبابه بين المجهول والمعلوم وبين الأفق الحقيقي والسراب.
فاللوحة تتشكّل عنده في الذاكرة وفي حكمها الواقعي عل الحدث ليستلمها وهو في كامل تفاصيله الحسية والانفعالية ليشكّلها من أبعاد تكاثفية تتراقص في فضائها بين التسطيح والعمق والتوافق البصري والشكلي والخطوط التي ترسم للأشكال مساراتها نحو المدى المعنوي للفكرة وهي ترمّم أطرها المحيطة التي ترتسم في تجانساتها، فالكورونا ليست إلا محورا تقاربيا ودورة أسكنت اللوحة في هدوئها الصاخب هي تروّض الفكرة التي حاولت أن تحاكي الطبيعة والكون والحياة بين رؤى صوفية وتصورات فلسفية تتصادم وتنفلت باحثة وهي تحاول أن تلامس الحكمة في تساؤلات الانتظار والتوجّس والخوف واحتمالات البقاء التي تبدو في تقنية اللون وجدالاته الصدامية بين الحركة والفراغ وبين الخفوت والتوهّج.
حيث تطغى الألوان على العلامات والفراغات وبؤر الضوء النافذة والمتماهية مع هندسة الخطوط وانحناءات حركات التلوين التي تنفعل مع الفكرة لتشرّك كل الزوايا في تشاكيل اللوحة فتتباين في الحواف الداكنة والمساحات الفاتحة التي تتدرّج من خلال الأطر الداخلية والخارجية وهي تبحث عن منافذها ونورها الذي يبعث رسائل للإنسانية بالاستمرار الأجمل والتفاني الأشمل بين بعضها البعض.
فالصور التي يحاول استدراجها تتماهى بين إنصاف الطبيعة وتحمّل فلسفتها في التجدّد والاستمرار الذاتي بعيدا عن الانسان الذي يتحمّل في بقائه الكثير من انتكاسات الذكريات وتحمّل الذاكرة في مداها وكأنه يمضي بها أبعد من تفاصيله اليومية نحو انتصاراته الوجودية بين الحنين والاستشراف.
فحالات العزل التي أجبر عليها العالم تبدو مثل حبس متداخل التفاصيل بين الذاكرة وأنفاسها المخنوقة من زحمة الألم في عالم يتناقض في تعايشه البشري وانتمائه للانسانية وتختلف فيه أسباب الموت وبين روتين يمتدّ في رفوف قضبان من الخوف والتوجس وتفاصيل تختلف في تراكماتها التي يعبّر عنها اللون وتداخلاته الباردة والحارة في حركة استمرارية تميّزت بها الأعمال وهي تحاكي المرحلة.
بشرى بن فاطمة
لم تكن مرحلة الكورونا بفراغاتها الممتلئة بالأفكار والتساؤلات بالمرحلة الهيّنة على الاستيعاب البصري والذهني في تفاعلات البقاء وتوافقات الاستمرار وفكرة التغيير من خلال الحجر وفكرة الانعزال والتحوّل من رؤى الانعتاق إلى فردانية الرؤى التي لا تنتظر توافقات الآخر في التلاحم التعبيري بل تتوجّس منه فهذا الواقع الذي استقبله سكان العالم بالكثير من التأمل وبرغبات مختلفة في التجدد معه والتماسك الخلاق القادر على أن يحمل في داخله انفعالات جديدة رغم كل الهواجس والمخاوف.
ولأن الفنان له حواسه التي تلتقط تفاصيل الواقع والأحداث وتتعايش معها بجماليات مختلفة القراءة والتعبير فإن الفنان التشكيلي السوري محمد قباوة اختار أن يترك بصمته الضجرة والمتأملة والمستمتعة والحالمة والمتفائلة رغم كل الصخب بأن القادم أجمل وأن الطبيعة قادرة على لملمة توازناتها وأن الانسان يستطيع أن يتماشى معها أبعد في العمق والتطوّر والتفاعل والاندفاع وتلك فلسفة البقاء والاستمرارية التي حاول بأسلوبه المتجدّد رسمها وابتكار مفاهيمياتها الجمالية.
يعتبر محمد قباوة فنانا مُطوّرا ومُعاصرا استطاع أن يستلهم من التراث العربي والإسلامي الكثير ويتجدّد معه بما يتناسب والواقع والأحداث فقد ولد بمدينة حلب سنة 1959 وحمل من بيئته الشامية تصورات تمشيه الفني الذي اختاره وأكمله في أكاديمية الفنون في بطرسبورغ رغم توجهه العلمي وقبوله في كلية الطب إلا أنه اختار التخصص في الفنون الجميلة، وهذا الاختصاص ساعده على تبصّر فكرة الانسان وتماهيها المادي والروحاني حيث تفاعل وهو يبحث عن منافذ التميّز ليصل إلى الفنون الإسلامية وفن المنمنات والخزفيات وهو ما ساعده على التميّز وهو ينهل من الإرث الحضاري ويتجدّد من خلال التفاعل في العمق والبحث الذي عرّف بالفنون الإسلامية وطوّعها لتكتسب خصوصيات الابتكار والتجدد الغربي الحداثي والتداخل المتوافق تعبيريا مع مفاهيم ما بعد الحداثة في الفنون.
كانت تجربته التعبيرية مع فن المنمنمات مفتاحا تصوّريا لعادات وتقاليد بيئته كما كانت أيضا نموذجا لسرد القصص بصريا وفق مفاهيمية حداثية حاولت تجريد الرؤى نحو التعبير عن الواقع في ملاحم الحكواتي وفي تفاصيل الحياة التي قد تبدو سرمدية، وهو ما دفع للاكتمال مع هذا المنفذ ليتماهى فيه وهو يواكب الأحداث التي وحّدت العالم على رؤى العزل والترقّب والانتظار بين اليأس والأمل وبين تناقضات الموت وأسبابه بين المجهول والمعلوم وبين الأفق الحقيقي والسراب.
فاللوحة تتشكّل عنده في الذاكرة وفي حكمها الواقعي عل الحدث ليستلمها وهو في كامل تفاصيله الحسية والانفعالية ليشكّلها من أبعاد تكاثفية تتراقص في فضائها بين التسطيح والعمق والتوافق البصري والشكلي والخطوط التي ترسم للأشكال مساراتها نحو المدى المعنوي للفكرة وهي ترمّم أطرها المحيطة التي ترتسم في تجانساتها، فالكورونا ليست إلا محورا تقاربيا ودورة أسكنت اللوحة في هدوئها الصاخب هي تروّض الفكرة التي حاولت أن تحاكي الطبيعة والكون والحياة بين رؤى صوفية وتصورات فلسفية تتصادم وتنفلت باحثة وهي تحاول أن تلامس الحكمة في تساؤلات الانتظار والتوجّس والخوف واحتمالات البقاء التي تبدو في تقنية اللون وجدالاته الصدامية بين الحركة والفراغ وبين الخفوت والتوهّج.
حيث تطغى الألوان على العلامات والفراغات وبؤر الضوء النافذة والمتماهية مع هندسة الخطوط وانحناءات حركات التلوين التي تنفعل مع الفكرة لتشرّك كل الزوايا في تشاكيل اللوحة فتتباين في الحواف الداكنة والمساحات الفاتحة التي تتدرّج من خلال الأطر الداخلية والخارجية وهي تبحث عن منافذها ونورها الذي يبعث رسائل للإنسانية بالاستمرار الأجمل والتفاني الأشمل بين بعضها البعض.
فالصور التي يحاول استدراجها تتماهى بين إنصاف الطبيعة وتحمّل فلسفتها في التجدّد والاستمرار الذاتي بعيدا عن الانسان الذي يتحمّل في بقائه الكثير من انتكاسات الذكريات وتحمّل الذاكرة في مداها وكأنه يمضي بها أبعد من تفاصيله اليومية نحو انتصاراته الوجودية بين الحنين والاستشراف.
فحالات العزل التي أجبر عليها العالم تبدو مثل حبس متداخل التفاصيل بين الذاكرة وأنفاسها المخنوقة من زحمة الألم في عالم يتناقض في تعايشه البشري وانتمائه للانسانية وتختلف فيه أسباب الموت وبين روتين يمتدّ في رفوف قضبان من الخوف والتوجس وتفاصيل تختلف في تراكماتها التي يعبّر عنها اللون وتداخلاته الباردة والحارة في حركة استمرارية تميّزت بها الأعمال وهي تحاكي المرحلة.