تعليم رقص الباليه - بواسطة: بانا ضمراوي - ١٧ ديسمبر ٢٠١٧
تعريف الباليه الباليه هو أحد أشكال الرقص الفني الذي تتم تأديته وفق الموسيقى، وذلك باستخدام خطوات دقيقة ذات طابع رسمي للغاية من خلال مجموعة من الإيماءات.[١] رقص الباليه لقد بدأ هذا الفن الأنيق في المحاكم الملكية، حيث بدأ بالتنانير الطويلة، والقباقيب الخشبية، وتساعد دراسة وممارسة الباليه في زيادة قوة الجسم، وزيادة الوعي المكاني والزماني، وتحسين القدرة على التنسيق، إذ يحتفظ راقصوا الباليه بمرونة أجسامهم حتّى مع التقدّم في السن، مما يجعل هذه التقنية أساس التدريب لجميع أنواع الرقص الأخرى، فهي تتطلّب التفاني والصبر.[٢]
ومن الفوائد التي تعود على ممارسي الباليه، بناء القوّة البدنيّة، وزيادة القدرة على التحمّل والتوازن، بالإضافة إلى اكتساب مهارات خفة الحركة، والمرونة، واللياقة البدنية.[٣]
تعليم رقص الباليه يُمكِّن فن الباليه المرء من التعبير عن نفسه من خلال الحركة، والصور، والعاطفة. وفيما يأتي استعراضٌ لأهم خطوات رقص الباليه وبعض الطرق المهمة والتي تساعد على تنمية مهارة رقص الباليه بشكلٍ صحيح.[٤] الوضعيات الأساسية لرقص الباليه هنالك عدّة وضعيّات أساسية لممارسة رقص الباليه، بعضها يخص اليدين، وبعضها يخصّ القدمين، وسيتم ذكر الوضعيات الخاصة بحركة القدمين لكونها من الأساسيات في تعلّم الباليه:[٢]
الوضعية الأولى:
يتمّ جعل اتجاه أصابع القدمين إلى الخارج، مع إلصاق الكعبين ببعضهما البعض، ومحاولة تشكيل خط مستقيم بكلا القدمين، مع الحفاظ على استقامة الرأس والظهر، والبقاء في وضعية متوازنة. الوضعية الثانية: تكون القدمين بنفس الزاوية كما في البداية، إلا أنه يتمّ تحريكهما بحيث تكونان ضمن المساحة حول الكتفين، ثمّ يبدأ الشخص بالتوسّع شيئاً فشيئاً، ويجب الحفاظ على نفس الوضعية والتوازن أثناء تطبيق القاعدة الثانية كما في الأولى، وبعدها يتم الانتقال من الوضعية الأولى إلى الثانية دون تغيير زاوية الكاحلين.
الوضعية الثالثة:
يتم وضع إحدى القدمين أمام الأخرى بحيث يكون كعب القدم الأمامية في مواجهة منتصف كعب القدم الخلفية، ويجب أن يكون كعب القدم ملاصقاً لحزام حذاء كاحل القدم الأخرى، ويتم نقل الوركين إلى الأمام مع الحفاظ على التوازن، إذ يجب أن تكون الساقان مستقيمتان مع الكتفين.
الوضعية الرابعة: :
للانتقال من الوضعية الثالثة إلى الرابعة، يجب تحريك القدم الأمامية إلى الخلف، مع توزيع الوزن باتجاه عكسي بشكل مشابه للوضعية الأولى والثانية، بحيث تبتعد القدمان عن بعضهما البعض بمقدار خطوة واحدة.
الوضعية الخامسة:
للانتقال إلى الوضعية الخامسة والتي تُعَد معقّدة بعض الشيء، يجب إحضار القدم الأخرى أمام القدم الأمامية بحيث تواجه أصابع كل قدم كعب الرجل المعاكسة، ثم يتمّ ثني الكاحل بحيث يكون الكعب فوق قمة الإصبع، ثمّ يتم ثني الركبة قليلاً مع إبقاء الظهر والكتفين مستقيمين.
القراءة فكلّما قرأ الشخص أكثر كلّما فهم تفاصيل حركات الباليه بشكل أكبر، ويُفضَّل أن تحتوي الكتب على صور أو رسومات، مما يُساعد على فهم الوضعيات، والأساليب، والتقنيات المختلفة.
كما أنّه من المفيد جدّاً القراءة عن أشهر راقصات الباليه؛ لأنّ ذلك لن يُلهِم القارئ فحسب بل سيزوّده بالأفكار اللازمة لخلق الأسلوب الخاص به.[٤]
التمرين اليومي:
عليك تمرين جسدك يوميّاً، حيث إنّه من الممكن تدمير صحّة الجسد في حال عدم ممارسة التمارين بشكل جيّد، كما يجب الاهتمام بأداء الخطوات بطريقة صحيحة تفادياً لأي أضرار عكسية.[٤]
الالتحاق بمعهد :
بعد مشاهدة مقاطع الفيديو، والقراءة، والتمرُّن الفردي، يُفضل الذهاب إلى معلّم أو مدرّب لمعرفة ما إذا كانت الممارسة صحيحة تماماً. كما أن متابعة التمرينات مع خبير تؤدي إلى معرفة الأخطاء وتقويمها بشكلٍ أسرع، حيث إن الممارسة الفردية تفتقد إلى التطوير، ولكن عند الالتحاق بصفٍ يضم متدربين آخرين يمكن مشاركة الآخرين ما تمّ تعلُّمه، وعندها سيجد الشخص نفسه مصيباً في بعض الأوجه، ومخطئاً في بعضها، حيث يجب أخذ آراء الآخرين على أنّها انتقادات بنّاءة، ومحاولة التطوير والبناء على ما تمّ تعلُّمه سابقاً.[٤]
تاريخ رقص الباليه:
بداية فن الباليه وُلِد فن الباليه في ساحات النهضة الإيطالية في القرن الخامس عشر الميلادي، حيث كان النبلاء في ذلك الوقت مهتمّين بحضور حفلات الباليه، ودمجها في أعراسهم، كما كانوا يقومون بإحضار المدرّبين لتعليم هذا الفن العريق لأبنائهم، وفي القرن السادس عشر الميلادي قامت السيدة كاثرين دي ميديشي (بالإنجليزية: Catherine de Medici) وهي زوجة الملك هنري الثاني (بالإنجليزية: Henry II) ملك فرنسا بتمويل فِرَق الباليه، ودعمها للقيام باستعراض في الساحة الفرنسية، حيث كانت تُقام هناك الأمسيات الغنائية، والموسيقيّة، والشعريّة، وتُعرَض اللوحات والأزياء الفنيّة.
ثم ازداد الاهتمام أكثر بهذا الفن في عهد الملك لويس الرابع عشر والمُلقَّب بملك الشمس، فقد تحوّل فن الباليه من كونه هواية يتمّ ممارستها للتسلية إلى مهارة تتطلّب التدريب ليتمّ أداؤها باحتراف. وفي العام 1661م افتُتحَت أوّل أكاديميّة لتعليم رقص الباليه في باريس، وبحلول عام 1681م، ابتدأت العروض الراقصة بالانتشار في المسارح الفرنسيّة، وبدأ من هناك أيضاً ما يُعرَف بالباليه الأوبرالي، والذي يتمّ من خلاله التعبير عن الفصول المسرحيّة من خلال حركات الباليه الإيقاعيّة، ومن أمثلة الباليه الأوبرالي أوبرا عايدة والتي اكتُشفَت مخطوطاتها في مصر، حيث تحكي الأوبرا الراقصة قصّة الأميرة الأثيوبيّة عايدة والتي تم حبسها في مصر.[٥][٦]
الباليه القصصي:
وفي منتصف القرن الثامن عشر الميلادي، ابتكر الخبير الفرنسي جان جورج نوفير (بالإنجليزية: Jean Georges Noverre) أحد خبراء رقص الباليه نمط الرقص التفاعلي، والذي سُمّي لاحقاً بالباليه القصصي، إذ يتمحور هذا النمط الدرامي حول التعبير عن قصّة تربط بين الشخصيّات الراقصة، وبعد هذا القرن بدأ فن الباليه يشابه الشكل المعاصر الذي يعرفه الناس حالياً، حيث بدأت فكرة الرقص الذي يرتكز فيه الراقص على رؤوس الأصابع بالظهور، ورأى الباليه الرومانسي النور في النصف الأوّل من القرن التاسع عشر، حيث عُرِفَت راقصات الباليه منذ ذلك الوقت بالتنورة القصيرة التي تصل إلى منتصف القدم.[٥]
لمسات الروس في فن الباليه:
وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر خرجت روسيا بصورة جديدة لفن الباليه، وأخذت هذا الفن إلى مستويات عظيمة لم تكن معروفة سابقاً، ولا تزال استعراضات الباليه الروسي تُقام حتى يومنا هذا، ولعلّ أكثرها عالميّة ما يُعرَف بباليه بحيرة البجع، وباليه الجمال النائم، وكسّارة البندق. وقد أضاف الروس إلى فنّ الباليه حركات التحوّل، والتقنيات العالية، وقاموا بأداء الباليه الكلاسيكي بالتّقنيات التي نعرفها الآن، حيث أدّوا هذه التقنيات الدقيقة على أكمل وجه، ولم يكفّ الروس عن إثراء هذا الفن بالمزيد من التفاصيل، حيث قام مصمّموا الرقص في مطلع القرن العشرين بتصميم حركات جديدة، وأُنتجَت أعمال مختلفة بموسيقى غير متناغمة، وقصص جريئة مثيرة للجمهور، وحتى إنّ الباليه الكلاسيكي الجديد هو أيضاً من إنتاج الروس، حيث إنّ من قام بتغيير الباليه إلى المنظور العصري، واستخدم فن الباليه للتركيز على الانفعال البشري ضمن تعابير الموسيقى هو خبير الرقص جورج بالانشين (بالإنجليزية: George Balanchine)، والذي هاجر من روسيا إلى أمريكا ليؤسس باليه نيويورك، واليوم أصبح للباليه عدّة أوجه، حيث إنّ الشكل الكلاسيكي، وباليه القصص التقليدية، وإضافة التصاميم المختلفة إلى الرقصات، أنتجت مجتمعةً فن الباليه الحديث.[٥]