في القصة القصيرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في القصة القصيرة

    في القصة القصيرة
    عايدة ناشد باسيلي

    شعر أشقر ..

    حذرني مصفف الشعر أن اللون الأشقر الذهبي لا يلائمني؛ فأنا خمرية البشرة، شرقية الملامح، وعليَّ إن أردت صبغ خصلاته السوداء أن أختار اللون البندقي.
    لم أبال بمشورته..
    أخذت القرار منذ الأمس؛ حين رأيت زوجي يطيل النظر خلسة من نافذة المطبخ إلى نافذة جارتنا "بطة" التي تقف خلفها "الخوجاية" الشابة ذات الشعر الأشقر، زوجة ابنها "مسعد" الشاب الذي عاد بها، وأعلن أنها زوجته، بعد غياب أربع سنوات، عمل فيها طباخا على باخرة تجارية.
    دخلت المنزل وزوجي يتابع إحدى مباريات كرة القدم، ناديت عليه، بعد نظرة الاندهاش التي رأيتها في عينيه، سألني:
    هل هذا شعرك أم باروكة؟
    ولما أجبته:
    إنه شعري...
    هز رأسه، قائلا:
    جميب جدا، أعجبني اللون.
    سعدت جدا بإعجابه بلون شعري الجديد، شعرت أنني انتصرت على الخوجاية، وأنه سيكف عن النظر إليها عبر النافذة.
    في الصباح حضرت والدتي لزيارتي، وكنت قد أخبرتها بأنها سوف تجد مفاجأة جميلة في انتظارها.. ما إن فتحتُ لها باب الشقة حتى رأيت عينها قد اتسعت، وشهقت شهقة مفزعة، تصورت أنها قد أصيبت بأزمة قلبية، فأجلستها على أقرب مقعد، وسألتها بخوفما بك يا أمي؟
    تفحصتني، وقالت:
    ما هذه المهزلة التي صنعتِها بشعرك؟
    دهشت من رد فعلها هذا، وقلت لها:
    ما هذا الكلام يا أمي!. "محروس" أعجب باللون، حتى إنه قال لي إنني ازددتُ جمالا.
    حينما كنت أُعد وليمة الاحتفال بالانتصار، دخلتْ أمي المطبخ، وجذبتني، وهي تشير جهة زوجي، وهو يختلس النظر عبر النافذة في اتجاه جيراننا.. بعد مرور دقائق ونحن نراقبه، وهو لا يتحرك من مكانه، ناديت عليه؛ فالتفت ناحيتنا، وبكلمات متلعثمة، قال:
    الطقس اليوم مشمس ولطيف.
    ضغطتْ أمي على يدي، وهي تشير بطرفها جهة جارتنا الخوجاية، التي تحول شعرها إلى اللون الأسود الفاحم.
يعمل...
X