الموجز في الأدب الدانماركي.
بقلم: سليم محمد غضبان، فلسطين.
Salim Mohammad Ghadban
يعتمد هذا الموجز على ما ورد في سلسلة تاريخ الأدب الدانماركي،Dansk Litteratur Historie, إصدار دار النشر الدانماركية جولدندال Gyldendal
الباب الثاني: من ١٦٠٠-١٨٠٠م
الفصل ١٣ : بيتر أندرياس هايبرغ Peter Andreas Heiberg (١٧٥٨-١٨٤١)
عمِلَ كْنُدْ لوني راهبك Knud Lyne Rahbek (١٧٦٠-١٨٣٠) كمُحركٍ على صعيد الثّقافةِ و انشاءِ الجمعيّات. لقد كانَ أيضًا من ساهمَ في إنشاءِ عديدٍ من الدّوريات من بينها مينيرفا Minerva (١٧٨٥-١٨٠٨) ، والمُشاهد الدانماركي Den Danske Tilskuer (١٧٩١-١٨٠٦). عام ١٧٩٠، أصبحَ راهبك أوّل بروفيسورفي عِلمِ الجمالِ. و بالإشتراك مع راسموس نوروب Rasmus Nyerup، أصدرا عام ١٨١٩ أول كتاب عن تاريخِ الأدبِ الدّانماركيّ بعنوان ذكريات Erindringer في خمسةِ مُجلّدات (١٨٢٤-١٨٢٩) . و هو أحدُ أهمّ المصادرِ في تلكَ الفترةِ الأدبيةِ و الحياةِ الثّقافيةِ.
لم يكن بيتر أندرياس هايبرغ ثوريًّا، و حتّى لم يكن جمهوريًّا. لكنّه كان يرى أنْ لا الملك و لا الحكومة ولا رجالها هم فَوْقَ النّقدِ، و أنّ من واجبهم تأمين الرفاهيةَ و حقوقَ المواطنةِ و حُريّة الطبعِ و النّشر للشّعبِ. و ربطَ خُضوعَهُ و قبوله باستقلاليةِ العائلةِ المالكةِ بهذا الشرط. و بذلكَ لم يكن استثناءً ضمنَ النُّخبةِ المُثقّفةِ. لكن ما ميّزَهُ أنّه كانَ براجماتيًّا في الصّراعاتِ الدّائرةِ. كما كان حريصًا على ربطِ الأدبِ بالسياسةِ، و ادّعى أنّ هذا الرّابط لا يُمكنُ فكّه.
كانَ هايبرغ ينتمي إلى عشيرةٍ نرويجيّةٍ. وُلدَ في مدينةِ فوردنبورغ Vordingborg . أصدرَ بعضَ المُؤلّفاتِ. كماأصدرَمجلّةً ساخرةً بعنوان< أحداثُ الورقةِ النّقديّةِ ريسدالة> Rigsdalers-Sedlens Haendelser (١٧٨٧-١٧٩٣). كتبَ مسرحيّةًساخرةً بعنوان< الفنّانُ المُبدعُ> Virtuosen ١٧٨٩ و حقّقتْ نجاحًا. تبِعتها مسرحيّةُ De Vonner og Vanner ١٧٩٢ التي لقيتْ نجاحًا أكبر. وهي تُعتبرُ أفضلَ و أقدرَ مسرحيّاته على الإضحاكِ. وهي تُشبهُ في موضوعها مسرحيّة موليير<المُواطنُ المهووسُ بالنّبالةِ> ١٦٧٠ و مسرحيّةهولبيرغ <الطُموحُ الشّريفُ> Ambition Den honnette ١٧٣١.
كانَ هايبرغ ذو شخصيّةٍ قويّةٍ، و بسبب آرائه تعرّضَ للعديدِ من المشاكلِ مع بعض الكُتّابِ، إضافةً إلى السُّلُطات. كتبَ مُحاكاتَهُ السّاخرةَ< هولجاالألماني> Holger Tydske بمناسبةِ صُدورِ أُوبرا الكاتب ينس باجاسن Jens Baggesen <Holger Danske>, حيثُ كانَ مُلحّن هذه الأُوبرا ألماني يُدعى F.L.A. kunzen. كان لهايبرغ موقفٌ من الألمانية غيرةًعلى الدانماركيّة. و انطلقتْ عاصفةٌ هوجاء في الوسطين الثّقافيينِ الدانماركي و الألماني. و استمرّتْ العاصفةُ إلى نهايةِ القرنِ، باشتراكِ مُعظم الكُتّابِ بها. في ٢٤ كانون أوّل١٧٩٩ صدرَ حُكم قضائي بطردِ هايبرغ إلى خارج البلاد. سافر هايبرغ بعدها إلى باريس، و بقيَ هناكَ حتّى وفاته. شكّلَ طرد هايبرغ للخارج مفصلًا في الحياةِ الثّقافيةِ . فقد توقّفَ الشعر السياسي ووجدَ الأدبُ أنّه أمامَ طريقٍ جديدٍ. و هنا طغى تأثيرُ الرّومنطيقيةِ الألمانيةِ. لكنّ هايبرغ لم يكن الكاتبَ الوحيدَ الثّائر. فقد مشى في هذا الطّريقِ الكاتب ثوماس كريستوفر برون Thomas Christopher Bruun، و الكاتب الشّاب مالتي كونراد برون١٧٧٥-١٨٢٦
بقلم: سليم محمد غضبان، فلسطين.
Salim Mohammad Ghadban
يعتمد هذا الموجز على ما ورد في سلسلة تاريخ الأدب الدانماركي،Dansk Litteratur Historie, إصدار دار النشر الدانماركية جولدندال Gyldendal
الباب الثاني: من ١٦٠٠-١٨٠٠م
الفصل ١٣ : بيتر أندرياس هايبرغ Peter Andreas Heiberg (١٧٥٨-١٨٤١)
عمِلَ كْنُدْ لوني راهبك Knud Lyne Rahbek (١٧٦٠-١٨٣٠) كمُحركٍ على صعيد الثّقافةِ و انشاءِ الجمعيّات. لقد كانَ أيضًا من ساهمَ في إنشاءِ عديدٍ من الدّوريات من بينها مينيرفا Minerva (١٧٨٥-١٨٠٨) ، والمُشاهد الدانماركي Den Danske Tilskuer (١٧٩١-١٨٠٦). عام ١٧٩٠، أصبحَ راهبك أوّل بروفيسورفي عِلمِ الجمالِ. و بالإشتراك مع راسموس نوروب Rasmus Nyerup، أصدرا عام ١٨١٩ أول كتاب عن تاريخِ الأدبِ الدّانماركيّ بعنوان ذكريات Erindringer في خمسةِ مُجلّدات (١٨٢٤-١٨٢٩) . و هو أحدُ أهمّ المصادرِ في تلكَ الفترةِ الأدبيةِ و الحياةِ الثّقافيةِ.
لم يكن بيتر أندرياس هايبرغ ثوريًّا، و حتّى لم يكن جمهوريًّا. لكنّه كان يرى أنْ لا الملك و لا الحكومة ولا رجالها هم فَوْقَ النّقدِ، و أنّ من واجبهم تأمين الرفاهيةَ و حقوقَ المواطنةِ و حُريّة الطبعِ و النّشر للشّعبِ. و ربطَ خُضوعَهُ و قبوله باستقلاليةِ العائلةِ المالكةِ بهذا الشرط. و بذلكَ لم يكن استثناءً ضمنَ النُّخبةِ المُثقّفةِ. لكن ما ميّزَهُ أنّه كانَ براجماتيًّا في الصّراعاتِ الدّائرةِ. كما كان حريصًا على ربطِ الأدبِ بالسياسةِ، و ادّعى أنّ هذا الرّابط لا يُمكنُ فكّه.
كانَ هايبرغ ينتمي إلى عشيرةٍ نرويجيّةٍ. وُلدَ في مدينةِ فوردنبورغ Vordingborg . أصدرَ بعضَ المُؤلّفاتِ. كماأصدرَمجلّةً ساخرةً بعنوان< أحداثُ الورقةِ النّقديّةِ ريسدالة> Rigsdalers-Sedlens Haendelser (١٧٨٧-١٧٩٣). كتبَ مسرحيّةًساخرةً بعنوان< الفنّانُ المُبدعُ> Virtuosen ١٧٨٩ و حقّقتْ نجاحًا. تبِعتها مسرحيّةُ De Vonner og Vanner ١٧٩٢ التي لقيتْ نجاحًا أكبر. وهي تُعتبرُ أفضلَ و أقدرَ مسرحيّاته على الإضحاكِ. وهي تُشبهُ في موضوعها مسرحيّة موليير<المُواطنُ المهووسُ بالنّبالةِ> ١٦٧٠ و مسرحيّةهولبيرغ <الطُموحُ الشّريفُ> Ambition Den honnette ١٧٣١.
كانَ هايبرغ ذو شخصيّةٍ قويّةٍ، و بسبب آرائه تعرّضَ للعديدِ من المشاكلِ مع بعض الكُتّابِ، إضافةً إلى السُّلُطات. كتبَ مُحاكاتَهُ السّاخرةَ< هولجاالألماني> Holger Tydske بمناسبةِ صُدورِ أُوبرا الكاتب ينس باجاسن Jens Baggesen <Holger Danske>, حيثُ كانَ مُلحّن هذه الأُوبرا ألماني يُدعى F.L.A. kunzen. كان لهايبرغ موقفٌ من الألمانية غيرةًعلى الدانماركيّة. و انطلقتْ عاصفةٌ هوجاء في الوسطين الثّقافيينِ الدانماركي و الألماني. و استمرّتْ العاصفةُ إلى نهايةِ القرنِ، باشتراكِ مُعظم الكُتّابِ بها. في ٢٤ كانون أوّل١٧٩٩ صدرَ حُكم قضائي بطردِ هايبرغ إلى خارج البلاد. سافر هايبرغ بعدها إلى باريس، و بقيَ هناكَ حتّى وفاته. شكّلَ طرد هايبرغ للخارج مفصلًا في الحياةِ الثّقافيةِ . فقد توقّفَ الشعر السياسي ووجدَ الأدبُ أنّه أمامَ طريقٍ جديدٍ. و هنا طغى تأثيرُ الرّومنطيقيةِ الألمانيةِ. لكنّ هايبرغ لم يكن الكاتبَ الوحيدَ الثّائر. فقد مشى في هذا الطّريقِ الكاتب ثوماس كريستوفر برون Thomas Christopher Bruun، و الكاتب الشّاب مالتي كونراد برون١٧٧٥-١٨٢٦