تاريخ النقود - بواسطة: أثير الخندق -التدقيق بواسطة: هدى الخطيب - ٢٩ أغسطس ٢٠٢١
مقايضة المُنتجات المقايضة (بالانجليزية: Barter System) هي استبدال الخدمات والسِّلع بخدمات وسلع أخرى؛ مثل: المجوهرات، والصُّوف، وجلد الحيوانات، والحبوب، والأسلحة، ولكن مع الوقت ظهرت مشاكل تتعلق بالاقتراض والإقراض، والتداول والتخزين، وتقييم السلع أو الخدمات، فبدأ الناس بالتفكير في طريقة جديدة غير المقايضة.[١]
النقود المعدنيّة:
بدأت النقود المعدنيّة مثل: الذهب، والفضّة، والنحاس بالتدفق في السوق منذ عام 2000 قبل الميلاد، إلّا أن المشاكل المتعلقة بالتبادل والقيمة والتخزين ظلّت دون معالجة، بعدها تمّ تقديم النقود المعدنيّة الموحدة لأول مرة من قِبَل الليديّين (باليونانية: Lydia)، ثمّ استبدلت لاحقاً بقطع نقديّة رمزيّة، واليوم يستخدم خليط من المعادن؛ مثل الحديد والنحاس والبرونز في العملات المعدنية بدلاً من الذهب والفضّة.[١]
النقود الورقيّة :
في عام 600 قبل الميلاد استبدلت الصين عملتها المعدنية بالنقود الورقية، ثم استخدمتها أوروبا لعقود حتى أصدرت العملة الورقيّة الأولى في أمريكا الشمالية أثناء الاستعمار، إلّا أنّ المستعمرين نفدت أموالهم مع توسع العمليات الاستعماريّة، نتيجة استغراق الشحنات وقتاً طويلاً في الوصول إلى المستعمرات من دولة أوروبا، فاستخدموا سندات الدين كعملة، وفي عام 1685م تمّ إصدار أوراق اللعب للجنود في فرنسا وتوقيعها من قِبل الحاكم لاستخدامها كعملة نقديّة بدلاً من العملات المعدنية.[١]
تحويل الأموال:
تعرف عملية تحويل الأموال بأعمال تحويل الأموال أو خدمات التحويل (بالإنجليزية: Money Transfer، المصطلح: Remittance)، وهي تحويل إلكتروني للأموال من حساب المرسل إلى حساب المستفيد، وذلك إما ضمن مؤسسة مالية واحدة أو عبر مؤسسات متعددة، ويتم ذلك عبر استخدام أنظمة قائمة على الكمبيوتر، دون تدخل مباشر من موظفي البنك.[٢]
وتُدار عملية التحويل من خلال شركات خدمات الأموال (MSB) والتي تشمل البنوك ومشغلي تحويل الأموال (MTOs).[٣]
ويعود تاريخ تحويل الأعمال إلى القرن التاسع عشر، إذ كان الناس يعتمدون التواصل عبر البرقيات. فمثلاً الشخص الذي يبعد آلاف الأميال يرسل رسالة إلى آخر عبر نظام البرقيات، ومن هنا استخدمت شركات تحويل الأموال البرقيات للتواصل بشأن الأموال المرسلة.[٤]
إذ استمر تطور القطاع إلى أن أصبحت البنوك والمؤسسات المالية الأساس لإتمام عمليات تحويل الأموال، ولما لاقاه الموضوع من ثقل وزخم على التحويل البنكي نشأت شركات خاصة بالبرقيات لتسهيل عمليات تحويل الأموال إذ تتم العملية بشكل فوري. وقد لمع اسم شركة ويسترن يونيون Western Union في هذا المجال، إذ تعد رائدة في هذا المجال والتي تأسست عام 1951، لينتقل بعدها عالم تحويل الأموال إلى التحويلات المالية الإلكترونية عبر الإنترنت.[٥]
البطاقات المصرفيّة:
هي بطاقات مصنوعة من البلاستيك، تستخدم لإيداع وسحب الأموال، وذلك من خلال البنوك مباشرة أو باستخدام أجهزة الصراف الآلي، الأمر الذي جعل تحويل النقود أسهل وأكثر أماناً.[١]
المدفوعات الرقمية:
المدفوعات الرقمية أو الأموال الرقمية (بالإنحليزية: Digital Money، المصطلح Electronic Payment) هي مدفوعات يتم إرسالها عبر الإنترنت وقنوات الهاتف المحمول، وأجهزة الكمبيوتر.[٦]
ويعود تاريخ المدفوعات الرقمية إلى تطور الإنترنت ، إذ كانت بداية خدمات الدفع عبر الإنترنت الرائدة في العمل في منتصف التسعينيات، وفي عام 1994، تأسس اتحاد الائتمان الفيدرالي وهو أول مؤسسة مالية تقدم خدمات مصرفية عبر الإنترنت لجميع أعضائها. إلا أن أنظمة الدفع عبر الإنترنت حينها لم تكن سهلة الاستخدام.[٧]
وكان الرائدون في سوق الدفع الإلكتروني هم Millicent (والتي تأسست عام 1995) و ECash (والتي تأسست في عام 1996). إذ كانت معظم الخدمات عبر الإنترنت في ذلك الوقت تستخدم أنظمة الدفع الصغيرة وكان الهدف محاولة إيجاد البدائل النقدية الإلكترونية مثل النقود الرقمية، واستمر التطور في عالم المدفوعات الرقمية إلى أن أصبحت عمليات الدفع الرقمية سهلة إذ ليس هناك حاجة لمعدات خاصة للقيام بذلك وإنما يتم ذلك من خلال التطبيقات، أو الويب مع توافر الإنترنت دون شك.[٨]
النقود الرقميّة :
تعدُّ النقود الرقميّة ومن أمثلتها البِت كوين (بالإنجليزيّة: BitCoin) عملة مشفرّة، اخترعت عام 2009م من قِبَل ساتوشي ناكاموتو، وتديرها سلطة لا مركزية على عكس العملات الحكومية، وفي هذا النظام يجب على كل شخص في شبكة التعامل بالعملة الافتراضية أن يحتفظ بسجل للأرصدة ليحصل عليه أو يستبدله بخدمة أو سلعة ما، كما تُستخدم كل عملة مشفرّة تقنيّة لتأمين قاعدة بيانات المعاملات الماليّة العامّة.[١]
الخلاصة:
لقد اهتم الإنسان منذ آلاف السنين بالأصول بأشكالها المختلفة سواء كانت بضائع، حيوانات، أموال، أو معادن. واختلفت استخداماتها من تبادل ومقايضة إلى الدفع باستخدامها مقابل شيء آخر، وظهرت بعض المشاكل المتعلقة بها على مر السنين مثل التبادل والقيمة والتي كان لا بد من حلها، ومع التطور التكنولوجي عبر السنين تغيرت أشكال الأصول والأموال التقليدية لتصبح إلكترونية ورقمية لتتماشى مع العصر الحديث بل وتغيرت طرق استخدامها لتوفير السهولة والمرونة.