كيف اكتشف البنسلين - بواسطة: سناء الدويكات -٢٤ أبريل ٢٠١٨
البنسلين يُعتبر البنسلين (بالإنجليزية: Penicillin) المضاد الحيويّ الأول الذي تم اكتشافه ليقوم بالقضاء على البكتيريا عن طريق مهاجمة الببتيدوجليكان (بالإنجليزية: Peptidoglycan) الذي يمثل الجزء الأهم في الجدار الخلوي للبكتيريا، إذ يقوم الببتيدوجليكان بتغليف الغشاء البلازميّ (بالإنجليزية: Plasma Membrane) ومنع السوائل والجزيئات الخارجية من الدخول إلى الخلية، ويلعب دوراً مهماً في إعطاء الجدار الخلوي القوة والصلابة اللازمة للمحافظة على شكله ووظيفته، وبمهاجمة البنسلين للببتيدوجليكان ينهار الجدار الخلويّ وتموت البكتيريا. وفي الحقيقة يُعدّ البنسلين عائلة كبيرة تتبع لها مجموعة من الأدوية منها أموكسيسيلين (بالإنجليزية: Amoxicillin)، وأمبيسيلين (بالإنجليزية: Ampicillin)، ونافسيللين (بالإنجليزية: Nafcillin)، وكلوكساسيلين (بالإنجليزية: Cloxacillin)، وبايبيرسيللين (بالإنجليزية: Piperacillin)، وأوكساسيلين (بالإنجليزية: Oxacillin).[١][٢]
اكتشاف البنسلين بالنظر إلى الماضي، كانت المستشفيات تعجّ بالمصابين بالعدوى البكتيرية بأنواعها المختلفة كحمى الروماتيزم (بالإنجليزية: Rheumatic fever)، والسيلان (بالإنجليزية: Gonorrhea)، والالتهاب الرئوي (بالإنجليزية: Pneumonia)، ولم يكن بوسع الأطباء إلا تقديم الرعاية البسيطة دون القدرة على القضاء على البكتيريا المسببة للمرض، وبهذا مات الكثير من الأشخاص، إلى أن تمّ اكتشاف البنسلين في أحد مختبرات لندن الطبية على يد العالم ألكسندر فلمنج (بالإنجليزية: Alexander Fleming) الأستاذ في علم الجراثيم أو ما يُعرف بالبكتريولوجيا (بالإنجليزية: Bacteriology)، وقد أحدث هذا الاكتشاف ثورة عظيمة في عالم الطب.[٣][٤]
وتعود قصة اكتشاف البنسلين إلى شهر سبتمبر في عام 1928؛ حيث كان فلمنج يقوم بزراعة بكتيريا المكورة العنقودية (بالإنجليزية: Staphylococcus) في طبق بتري (بالإنجليزية: Petri dish)، وفي أحد هذه الأطباق وجد فلمنج أنّ دائرة فارغة لا تنمو فيها البكتيريا قد ظهرت حول العفن الموجود في هذا الطبق، وكأنّ الأمر يبدو أنّ العفن قد أفرز مادةً منعت نموّ البكتيريا وتكاثرها، وقد كانت هذه الملاحظة جديرة بلفت انتباه فلمنج لتحليل الفطر الموجود ومعرفة نوعه، وعليه وجد فلمنج أنّ هذا العفن هو فطر المكنسية المعيّنة المعروف ببنسيليوم نوتاتوم (بالإنجليزية: Penicillium notatum)، وباستمرار الدراسة والتحليل وجد فليمنج أنّ سائل هذا الفطر قادر على القضاء على العديد من أنواع البكتيريا مثل عُصيّات الخُناق (بالإنجليزية: Diphtheria Bacilli)، والمكورات السحائية (بالإنجليزية: Meningococcus)، والمكورة العقدية (بالإنجليزية: Streptococcus)، وغيرها، وأوكل إلى مُساعدَيه ستيوارت كرادوك (بالإنجليزية: Stuart Craddock) وفريدريك رايدلي (بالإنجليزية: Frederick Ridley) مهمّة استخراج البنسلين من سائل الفطر المعنيّ، ولكن لم يُحقّقا الهدف المنشود، ثم نشر فلمنج اكتشافه في المجلة الطبية للمرضيات التجريبية (بالإنجليزية: Journal of Experimental Pathology) في عام 1929، وفي عام 1940 قام العالمان إرنست بوريس تشين (بالإنجليزية: Ernst Boris Chain) وهوارد ولتر فلوري (بالإنجليزية: Howard Walter Florey) باستخراج البنسلين ليتم استخدامه في العلاج، وقد حاز فلمنج على جوائز عديدة مكافئةً على هذا الاكتشاف المذهل.[٣][٤][٥]
استخدامات البنسلين يمكن استخدام الأدوية التابعة لعائلة البنسلين في علاج بعض أنواع البكتيريا، ومنها ما يأتي:[٢]
بكتيريا المستدمية النزلية (بالإنجليزية: Haemophilus influenzae).
الإشريكية القولونية (بالإنجليزية: Escherichia coli).
بعض أنواع بكتيريا المكوّرة العنقودية.
بكتيريا الزائفة الزنجارية (بالإنجليزية: Pseudomonas aeruginosa).
الشيغلا (بالإنجليزية: Shigella).
السلمونيلا (بالإنجليزية: Salmonella). ومن أنواع العدوى البكتيرية التي يمكن لأدوية البنسلين معالجتها ما يأتي:[٢]
العدوى التي تُصيب الأذن الوسطى (بالإنجليزية: Middle Ear Infection).
عدوى الجيوب الأنفية (بالإنجليزية: Sinus Infections).
بعض أنواع العدوى التي تصيب المعدة والأمعاء. بعض أنواع العدوى التي تصيب الكليتين والمثانة (بالإنجليزية: Bladder).
الالتهاب الرئوي الحاد. التهاب السحايا (بالإنجليزية: Meningitis).
الإنتان أو تعفن الدم (بالإنجليزية: Sepsis). التهاب الشغاف (بالإنجليزية: Endocarditis).
بعض أنواع السيلان (بالإنجليزية: Gonorrhea).
الآثار الجانبية للبنسلين:
قد يترتب على استخدام البنسلين تغيّر النمو البكتيريّ في القولون وتحفيز ظهور نوع من البكتيريا يُعرف بالكلوستريديوم ديفيسيل (بالإنجليزية: Clostridium difficile) والتي تُسبّب التهاباً في القولون يُعرف بالتهاب القولون الغشائي الكاذب (بالإنجليزية: Clostridium difficile infection)، وتظهر على المريض بعض الأعراض مثل الإسهال، والحمّى، وآلام البطن.
ويمكن تقسيم الآثار الجانبية التي تترتب على تناول الأدوية التابعة لمجموعة البنسلين عامةً كما يأتي:[٢]
الآثار الجانبية الشائعة:
ومن هذه الأعراض ما يأتي: الإسهال.
الدوار (بالإنجليزية: Dizziness).
حرقة المعدة (بالإنجليزية: Heartburn).
الأرق (بالإنجليزية: Insomnia). الغثيان (بالإنجليزية: Nausea).
التقيؤ (بالإنجليزية: Vomiting).
الحكة (بالإنجليزية: Itching).
الارتباك (بالإنجليزية: Confusion). آلام البطن. سهولة الإصابة بالكدمات. النزيف. الطفح الجلديّ (بالإنجليزية: Rash).
التفاعل التحسسيّ (بالإنجليزية: Allergic Reaction).
الآثار الجانبية النادرة:
يندر حدوث الأعراض الجانبية الآتية:
نوبات الصرع (بالإنجليزية: Seizures).
مشاكل الكلى (بالإنجليزية: Kidney Problems).
الإصابة بالعدوى الفطرية (بالإنجليزية: Fungal Infection) في الفم.
التفاعل التحسسي الشديد.
نقص عدد الصفائح الدموية (بالإنجليزية: Low Platelet Count).
نقص عدد كريات الدم الحمراء (بالإنجليزية: Low Red Blood Cell Count).
المشاكل المرتبطة باستخدام البنسلين على الرغم من شيوع استخدام البنسلين وكثرة انتشاره، إلا أنّه يرتبط باستخدامه العديد من المشاكل، ومنها ما يلي:[١]
الرضاعة:
إنّ تناول البنسلين أثناء الرضاعة قد يتسبّب بانتقال الدواء عبر حليب الأم مُسبّباً بعض المشاكل الصحية للطفل كالإسهال والمعاناة من العدوى الفطرية. التفاعلات الدوائية:
يتفاعل البنسلين مع بعض الأدوية، ولذلك يجدر بالشخص إخبار الطبيب بكافة الأدوية التي يتناولها قبل أخذه للبنسلين، ومن أمثلتها حبوب منع الحمل؛ إذ يُضعف البنسلين تأثير حبوب منع الحمل ممّا يزيد من احتمالية الحمل.
التليّف الكيسيّ:
يُعدّ المصابون بالتليف الكيسيّ أكثر عُرضةً للمعاناة من الطفح الجلديّ والحمّى عند تناولهم بعض أنواع البنسلين.
أمراض الكلى:
يُعدّ الأشخاص الذين يُعانون من أمراض الكلى أكثر عُرضةً للمعاناة من الآثار الجانبية للبنسلين.