خط التاريخ الدولي
تأسس خط التاريخ الدولي (IDL) عام 1884، مارًا من منتصف المحيط الهادي ويتبع خط طول 180 درجةً بين شمال وجنوب الكرة الأرضية. ويعمل كخط تعيين يفصل تاريخين متتابعين؛ فعندما نعبر خط التاريخ هذا فإننا نسافر عبر الزمن، فعند قطعه إلى الغرب نكون قد ذهبنا إلى اليوم التالي، وإذا عدنا سنغدو توقيت السابق.
وبرغم اسمه "خط التاريخ الدولي" إلا أنه لا يملك صفةً دوليةً قانونيةً، والدول حرة في اختيار التواريخ التي ستعتمدها، وبينما يتجه خط التاريخ عادةً من الشمال إلى الجنوب، من القطب إلى القطب، إلا أنه يتعرج حول الحدود السياسية مثل شرق روسيا وجزر ألاسكا.
يمكن وصف خط التاريخ الدولي (International Date Line) بأنّه خطٌ وهميٌّ على سطح الأرض يحدد التخوم بين يوم واليوم الذي يليه، ويتموضع في منتصف الطريق حول العالم من خط الطول الرئيسي (Prime Meridian) أي خط طول صفر، لحوالي 180 درجة شرق (أو غرب) غرينتش في لندن بإنكلترا، وهي النقطة المرجعية للمناطق الزمنية، ويعرف أيضًا باسم خط الترسيم (Line of Demarcation).
استقامة خط التاريخ الدولي
يمتد خط التاريخ من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي، ويحدد التقسيم بين نصفَي الكرة الأرضية الشرقي والغربي، وإنّ هذا الخط ليس مستقيمًا بل يكون متعرجًا ليتجنب الحدود السياسية للبلدان، وكيلا يقسم بعض الدول إلى نصفين.
عبور خط التاريخ الدولي
عندما نعبر خط التاريخ من الغرب إلى الشرق فإننا نخسر يومًا، أما إذا قطعناه من الشرق إلى الغرب فإننا نكسب يومًا، وحسب المنطقة الزمنية التي تتبعها الدولة، فإن فرق التوقيت على كل جانب من الخط لا يكون دائمًا 24 ساعةً؛فمثلًا عند السفر مسافة 1060 كم عبر خط التاريخ من جزيرة باكر إلى توكيلاو Tokelau يصبح عدد الساعات 25 ساعةً، أو يومًا واحدًا وساعةً واحدةً.
ثلاثة تواريخ في الوقت عينه
في كل يومٍ ما بين الساعة 10:00 و11:59 تستخدم 3 تواريخ مختلفة على التقويم في نفس الوقت على الأرض، فمثلًا عند الساعة 10:30 يوم 2 أيار:
خطوط العرض وخطوط الطول
قبل شرح كيف حلت المناطق الزمنية ومعها خط التاريخ الدولي مشاكل التوقيت، لنلقي نظرةً سريعةً على خطوط العرض والطول.
اقترح عالم الفلك والرياضيات اليوناني هيبوقراط حوالي 150 ق.م شبكةً عالميةً من خطوط العرض والطول لتحديد المواقع. وكانت نظامًا إحداثيًّا مهمًّا لتحديد نقاط على الكرة الأرضية، وقد مثّل المحور العمودي خط العرض أما المحور الأفقي فكان خط الطول، واستمر تطبيق فكرته لأكثر من ألف عام.
وخلال عصر الاكتشافات الذي بدأ في القرن 15، رأى رسّامو الخرائط أن هناك حاجةً لتوحيد نظام قياس خطوط، فإذا كان الشخص ينوي أن يرسم خريطةً أو يحدد موقعًا جغرافيًّا كان عليه أن يصف الموقع بدقةٍ متناهيةٍ، وكان البريطانيون "حكام الأمواج والبحار" في ذلك الوقت وأخذوا زمام المبادرة الأولى في هذا المجال.
استخدم البرتغاليون والأسبان (الذين كانوا من شعوب البحر الرئيسية) نظامهم الخاص مبدئيًّا، لكن في آخر الأمر تبعوا إنكلترا، وكان خط العرض أقل شأنًا من خط الطول؛ حيث لم يكن هناك خلافٌ حول مكان القطبين (خط عرض 90 درجة شمالًا و90 درجة جنوبًا) وخط الاستواء (خط الطول صفر)، لذلك كان اختيار نقطة البداية لقياس الطول (خط طول صفر درجة) اعتباطيًا، واعتمد أكثر على الكبرياء الوطني والملائمة.
عام 1851 تم تعيين خط الطول الرئيسي (خط الطول صفر) كخط الطول الذي يمر عبر مرصد غرينتش في إنكلترا التي كانت المسيطرة على البحر في تلك المنطقة، ولها مستعمراتٌ حول العالم، واستخدمت أحدث الساعات الآلية وكانت مؤهلةً علميًّا لتؤسس نظامًا موحدًا.
المناطق الزمنية
في أواخر القرن 19، شعر العلماء والعاملون بالسكك الحديدية وغيرهم بضرورة الحاجة إلى توقيتٍ عالميٍّ موحد، وكان سانفورد فليمنغ أول من استخدم نظامًا يضم 24 منطقةً زمنيةً قياسيةً في عام 1876، وكان سانفورد؛ وهو مهندسٌ اسكتلنديٌّ من ساعد في تصميم شبكة الخطوط الحديدية الكندية، ولم يُعتمد نظامه رسميًّا من أي دولةٍ في العالم، لكن منذ عام 1900 تم اعتماد نظام المنطقة الزمنية المستخدمة اليوم، وبدأ العالم دولةً وراء دولةٍ جاهزًا لفكرة فليمنغ.
الغرض من خط التاريخ الدولي
لنقل أن شخصًا ما يريد السفر من الولايات المتحدة إلى اليابان، ولنفترض أنه غادرها صباح يوم الثلاثاء. ولأنه يسافر باتجاه الغرب سيتقدم التوقيت ببطءٍ تبعًا للمناطق الزمنية ولسرعة الطائرة، لكن حالما يعبر خط التاريخ الدولي سيتحول اليوم فجأةً إلى الأربعاء.
وبالعكس، إذا كان الشخص يسافر من اليابان إلى الولايات المتحدة، وغادر اليابان في صباح الإثنين، فعند عبور المحيط الهادي، سيعود التوقيت إلى الوراء بسرعةٍ عند المرور بالمناطق الزمنية نحو الشرق، وسيتغير اليوم إلى الأحد مباشرةً فور عبور خط التاريخ الدولي.
لكن عند سفر الشخص حول العالم كله كما فعل ملاحو ماجلان، عليه أن يعيد ضبط الساعة في كل مرةٍ يدخل فيها منطقةً زمنيةً جديدةً؛ فإذا اتجه غربًا كما فعلوا، وقطع الكوكب كله للعودة إلى المنزل سيجد أن ساعته قد تقدمت 24 ساعةً.
تأسس خط التاريخ الدولي (IDL) عام 1884، مارًا من منتصف المحيط الهادي ويتبع خط طول 180 درجةً بين شمال وجنوب الكرة الأرضية. ويعمل كخط تعيين يفصل تاريخين متتابعين؛ فعندما نعبر خط التاريخ هذا فإننا نسافر عبر الزمن، فعند قطعه إلى الغرب نكون قد ذهبنا إلى اليوم التالي، وإذا عدنا سنغدو توقيت السابق.
وبرغم اسمه "خط التاريخ الدولي" إلا أنه لا يملك صفةً دوليةً قانونيةً، والدول حرة في اختيار التواريخ التي ستعتمدها، وبينما يتجه خط التاريخ عادةً من الشمال إلى الجنوب، من القطب إلى القطب، إلا أنه يتعرج حول الحدود السياسية مثل شرق روسيا وجزر ألاسكا.
يمكن وصف خط التاريخ الدولي (International Date Line) بأنّه خطٌ وهميٌّ على سطح الأرض يحدد التخوم بين يوم واليوم الذي يليه، ويتموضع في منتصف الطريق حول العالم من خط الطول الرئيسي (Prime Meridian) أي خط طول صفر، لحوالي 180 درجة شرق (أو غرب) غرينتش في لندن بإنكلترا، وهي النقطة المرجعية للمناطق الزمنية، ويعرف أيضًا باسم خط الترسيم (Line of Demarcation).
استقامة خط التاريخ الدولي
يمتد خط التاريخ من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي، ويحدد التقسيم بين نصفَي الكرة الأرضية الشرقي والغربي، وإنّ هذا الخط ليس مستقيمًا بل يكون متعرجًا ليتجنب الحدود السياسية للبلدان، وكيلا يقسم بعض الدول إلى نصفين.
عبور خط التاريخ الدولي
عندما نعبر خط التاريخ من الغرب إلى الشرق فإننا نخسر يومًا، أما إذا قطعناه من الشرق إلى الغرب فإننا نكسب يومًا، وحسب المنطقة الزمنية التي تتبعها الدولة، فإن فرق التوقيت على كل جانب من الخط لا يكون دائمًا 24 ساعةً؛فمثلًا عند السفر مسافة 1060 كم عبر خط التاريخ من جزيرة باكر إلى توكيلاو Tokelau يصبح عدد الساعات 25 ساعةً، أو يومًا واحدًا وساعةً واحدةً.
ثلاثة تواريخ في الوقت عينه
في كل يومٍ ما بين الساعة 10:00 و11:59 تستخدم 3 تواريخ مختلفة على التقويم في نفس الوقت على الأرض، فمثلًا عند الساعة 10:30 يوم 2 أيار:
- تكون الساعة 23:30 (11.30 مساء) يوم 1 أيار في ساموا الأمريكية (UTC−11).
- وتكون 06:30 (06.30 صباحًا) يوم 2 أيار في نيويورك (UTC-4).
- وتكون 00:30 (0.30 صباحًا) يوم 3 أيار في كيريتيماتي (Kiritimati (UTC+14.
خطوط العرض وخطوط الطول
قبل شرح كيف حلت المناطق الزمنية ومعها خط التاريخ الدولي مشاكل التوقيت، لنلقي نظرةً سريعةً على خطوط العرض والطول.
اقترح عالم الفلك والرياضيات اليوناني هيبوقراط حوالي 150 ق.م شبكةً عالميةً من خطوط العرض والطول لتحديد المواقع. وكانت نظامًا إحداثيًّا مهمًّا لتحديد نقاط على الكرة الأرضية، وقد مثّل المحور العمودي خط العرض أما المحور الأفقي فكان خط الطول، واستمر تطبيق فكرته لأكثر من ألف عام.
وخلال عصر الاكتشافات الذي بدأ في القرن 15، رأى رسّامو الخرائط أن هناك حاجةً لتوحيد نظام قياس خطوط، فإذا كان الشخص ينوي أن يرسم خريطةً أو يحدد موقعًا جغرافيًّا كان عليه أن يصف الموقع بدقةٍ متناهيةٍ، وكان البريطانيون "حكام الأمواج والبحار" في ذلك الوقت وأخذوا زمام المبادرة الأولى في هذا المجال.
استخدم البرتغاليون والأسبان (الذين كانوا من شعوب البحر الرئيسية) نظامهم الخاص مبدئيًّا، لكن في آخر الأمر تبعوا إنكلترا، وكان خط العرض أقل شأنًا من خط الطول؛ حيث لم يكن هناك خلافٌ حول مكان القطبين (خط عرض 90 درجة شمالًا و90 درجة جنوبًا) وخط الاستواء (خط الطول صفر)، لذلك كان اختيار نقطة البداية لقياس الطول (خط طول صفر درجة) اعتباطيًا، واعتمد أكثر على الكبرياء الوطني والملائمة.
عام 1851 تم تعيين خط الطول الرئيسي (خط الطول صفر) كخط الطول الذي يمر عبر مرصد غرينتش في إنكلترا التي كانت المسيطرة على البحر في تلك المنطقة، ولها مستعمراتٌ حول العالم، واستخدمت أحدث الساعات الآلية وكانت مؤهلةً علميًّا لتؤسس نظامًا موحدًا.
المناطق الزمنية
في أواخر القرن 19، شعر العلماء والعاملون بالسكك الحديدية وغيرهم بضرورة الحاجة إلى توقيتٍ عالميٍّ موحد، وكان سانفورد فليمنغ أول من استخدم نظامًا يضم 24 منطقةً زمنيةً قياسيةً في عام 1876، وكان سانفورد؛ وهو مهندسٌ اسكتلنديٌّ من ساعد في تصميم شبكة الخطوط الحديدية الكندية، ولم يُعتمد نظامه رسميًّا من أي دولةٍ في العالم، لكن منذ عام 1900 تم اعتماد نظام المنطقة الزمنية المستخدمة اليوم، وبدأ العالم دولةً وراء دولةٍ جاهزًا لفكرة فليمنغ.
الغرض من خط التاريخ الدولي
لنقل أن شخصًا ما يريد السفر من الولايات المتحدة إلى اليابان، ولنفترض أنه غادرها صباح يوم الثلاثاء. ولأنه يسافر باتجاه الغرب سيتقدم التوقيت ببطءٍ تبعًا للمناطق الزمنية ولسرعة الطائرة، لكن حالما يعبر خط التاريخ الدولي سيتحول اليوم فجأةً إلى الأربعاء.
وبالعكس، إذا كان الشخص يسافر من اليابان إلى الولايات المتحدة، وغادر اليابان في صباح الإثنين، فعند عبور المحيط الهادي، سيعود التوقيت إلى الوراء بسرعةٍ عند المرور بالمناطق الزمنية نحو الشرق، وسيتغير اليوم إلى الأحد مباشرةً فور عبور خط التاريخ الدولي.
لكن عند سفر الشخص حول العالم كله كما فعل ملاحو ماجلان، عليه أن يعيد ضبط الساعة في كل مرةٍ يدخل فيها منطقةً زمنيةً جديدةً؛ فإذا اتجه غربًا كما فعلوا، وقطع الكوكب كله للعودة إلى المنزل سيجد أن ساعته قد تقدمت 24 ساعةً.