Alberto Giacometti 1901-1966
ألفنان السويسري النحات والرسام ألبرتو جاكوميتي أشهر نحاتي القرن العشرين الذي عرفت أعماله ألبرونزية ألمتطاولة والنحيلة والهزيلة ألتي تمثل عذابات ألانسان بهذا العصر , فنان أنعزالي يعيش أغلب وقته في مشغله بين نماذج منحوتاته ليبحث عن خلاصه وعذابه من خلال فنه , لينتج أعمال تحمل ألافكار ألبارزة للعقيدة ألوجودية وهي حقيقة كان ألفنان على وعي بها من كونه صديقا مقربا لجان بول سارتر , أن أهمية جاكوميتي لا تكمن فقط في ألاثر الذي خلقه على الفنانين ألاخرين بل في الاثر الذي تركه في الجمهور , حقق نجاحه وشهرته بمدينة باريس ألتي تعتبر الموقع المركزي نسبيا في غرب أوربا وسهل هجرة الفنانين والكتاب من أسبانيا وأيطاليا وألمانيا وروسيا ألى هذه ألقبلة ألثقافية , باريس وفرت لهم الحرية الاخلاقية والثقافية وبيئة فنية بوهيمية أستطاع أن يعيش فيها هؤلاء الفنانين الشباب ويحققوا النجاح والشهرة , جاكومتي فنان حقيقي يعمل بأخلاص وينتج أعمال بيده وفكره , ترك لنا ألنحات جاكوميتي وصفا مشهورا لما حدث يقول - مما سبب لي ألهلع أن ألمنحوتات أخذت تصغر وتصغر , فقط حين تكون صغيرة تبدو لي نحتا , ولكنني أشمئز من أبعادها واشرع بالعمل ثانية منهوك القوى من أجل أن أنتهي , بعد أشهر , ألى ألنقطة ذاتها وحسب , كان العمل الكبير يبدو لي زائفا , والصغير بدوره لا يطاق , وبعدها تبدو الاعمال من الصغر بحيث تتلاشى بضربة سكين أخيرة ألى غبار ٠
جاء في كتاب . حياتي مع بيكاسو . للكاتبة والفنانة وزوجة الفنان بابلو بيكاسو قرابة عشر سنوات فرانسواز جيلو, والكتاب من ترجمة الكاتبة والمترجمة العراقية مي مظفر , فالكاتبة فرانسواز تتحدث عن الفنان الكبير جياكوميتي .. حين دخلنا محترف جياكوميتي , أذهلني الشبه بين مظهر المكان ولوحات جياكوميتي , فقد بدت الجدران الخشبية ملونة بالطين, بل كادت تبدو مبنية من الطين, كنا في قلب عالم خلقه جياكوميتي, عالم مكون من طين, ومأهول بمنحوتات أنجزها, بعضها شديد الاستطالة, وبعضها الاخر صغير لا يكاد يرى الا بصعوبة , لم يكن ثمة لون أخر يتدخل لكسر حدة الرمادي الطاغي طغيانآ كاملا , ويغطي كل شئ , وبعد أن شاهدت جياكوميتي في موقعه, ورأيت أنه ما من شئ في محترفه - من فرش وأغطية واقية ,وقناني, ومادة التربنتينا, الا واكتسبت ذلك اللون الطيني , فقد أدركت أنه لم يكن اذن ثمة مهرب من المصير ذاته , وعلى الشاكلة نفسها كانت الغرفة الصغيرة الملاصقة للمحترف , والتي احتوت أيضآ على ديوان للجلوس رمادي اللون, بل أصبح رماديآ بعد أن تسربت كل ألوانه ٠
اعداد هاشم حنون -
ألفنان السويسري النحات والرسام ألبرتو جاكوميتي أشهر نحاتي القرن العشرين الذي عرفت أعماله ألبرونزية ألمتطاولة والنحيلة والهزيلة ألتي تمثل عذابات ألانسان بهذا العصر , فنان أنعزالي يعيش أغلب وقته في مشغله بين نماذج منحوتاته ليبحث عن خلاصه وعذابه من خلال فنه , لينتج أعمال تحمل ألافكار ألبارزة للعقيدة ألوجودية وهي حقيقة كان ألفنان على وعي بها من كونه صديقا مقربا لجان بول سارتر , أن أهمية جاكوميتي لا تكمن فقط في ألاثر الذي خلقه على الفنانين ألاخرين بل في الاثر الذي تركه في الجمهور , حقق نجاحه وشهرته بمدينة باريس ألتي تعتبر الموقع المركزي نسبيا في غرب أوربا وسهل هجرة الفنانين والكتاب من أسبانيا وأيطاليا وألمانيا وروسيا ألى هذه ألقبلة ألثقافية , باريس وفرت لهم الحرية الاخلاقية والثقافية وبيئة فنية بوهيمية أستطاع أن يعيش فيها هؤلاء الفنانين الشباب ويحققوا النجاح والشهرة , جاكومتي فنان حقيقي يعمل بأخلاص وينتج أعمال بيده وفكره , ترك لنا ألنحات جاكوميتي وصفا مشهورا لما حدث يقول - مما سبب لي ألهلع أن ألمنحوتات أخذت تصغر وتصغر , فقط حين تكون صغيرة تبدو لي نحتا , ولكنني أشمئز من أبعادها واشرع بالعمل ثانية منهوك القوى من أجل أن أنتهي , بعد أشهر , ألى ألنقطة ذاتها وحسب , كان العمل الكبير يبدو لي زائفا , والصغير بدوره لا يطاق , وبعدها تبدو الاعمال من الصغر بحيث تتلاشى بضربة سكين أخيرة ألى غبار ٠
جاء في كتاب . حياتي مع بيكاسو . للكاتبة والفنانة وزوجة الفنان بابلو بيكاسو قرابة عشر سنوات فرانسواز جيلو, والكتاب من ترجمة الكاتبة والمترجمة العراقية مي مظفر , فالكاتبة فرانسواز تتحدث عن الفنان الكبير جياكوميتي .. حين دخلنا محترف جياكوميتي , أذهلني الشبه بين مظهر المكان ولوحات جياكوميتي , فقد بدت الجدران الخشبية ملونة بالطين, بل كادت تبدو مبنية من الطين, كنا في قلب عالم خلقه جياكوميتي, عالم مكون من طين, ومأهول بمنحوتات أنجزها, بعضها شديد الاستطالة, وبعضها الاخر صغير لا يكاد يرى الا بصعوبة , لم يكن ثمة لون أخر يتدخل لكسر حدة الرمادي الطاغي طغيانآ كاملا , ويغطي كل شئ , وبعد أن شاهدت جياكوميتي في موقعه, ورأيت أنه ما من شئ في محترفه - من فرش وأغطية واقية ,وقناني, ومادة التربنتينا, الا واكتسبت ذلك اللون الطيني , فقد أدركت أنه لم يكن اذن ثمة مهرب من المصير ذاته , وعلى الشاكلة نفسها كانت الغرفة الصغيرة الملاصقة للمحترف , والتي احتوت أيضآ على ديوان للجلوس رمادي اللون, بل أصبح رماديآ بعد أن تسربت كل ألوانه ٠
اعداد هاشم حنون -